مئات الآلاف من النازحين يتراكمون في جنوب "غزة" في ظروف مُدمّرة، إذ أن آمال الخلاص تضبط ساعاتهم مع الوقت في الرياض، هكذا تدخل الحرب يومها الـ36.. لن يتم تخفيف الألم الذي يربط مفاصلها إلا بالأمل في وقف إطلاق النار الذي يمنحها فُرصة لشفاء إصاباتها، مع اختراق قد يأتي من العاصمة السعودية، حيث ستُعقد قمة عربية إسلامية عاجلة.

ويتكدس مئات آلاف النازحين في جنوب القطاع المحاصر في ظروف كارثية، وتنضم إليهم يوميا حشود من الذين يفرون سيرا على الأقدام، لا يحملون سوى حقائب صغيرة، وفي أكثر الأحيان يكتفون بالنجاة بأنفسهم تحت رايات بيضاء اقتطعوها من هذا المكان أو ذاك.

وفي حديثها لوكالة "فرانس برس"، قالت أم علاء الهجين، التي لجأت إلى مستشفى النصر في خان يونس بعدما مشت أياما: "ليس لدينا ماء ولا حمامات ولا مخابز، نحصل على كسرة خبز كل ثلاثة أو أربعة أيام وعلينا الوقوف ساعات في الطابور".

وبلغ عدد النازحين في قطاع غزة 1.6 مليون شخص من إجمالي 2.4 مليون ساكن، حسب الأمم المتحدة.

وفي الشمال حيث لا يزال مئات الآلاف عالقين وسط المعارك، حذرت المنظمة الأممية من أن "نقص الطعام يثير قلقا متزايدا"، بينما تعاني المستشفيات التي لم تغلق أبوابها، نقصا في الأدوية والوقود لتشغيل المولّدات.

وأكد مفوّض وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الجمعة أن «أكثر من 100 من موظفي الوكالة قتلوا في غزة».

من جانبه، حضّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء الجمعة، "إسرائيل على وقف" القصف الذي يقتل مدنيين في غزة، فيما ردّ نتنياهو مشددا على أن "مسؤولية أي ضرر يلحق بالمدنيين تقع على عاتق حماس التي تستخدم المدنيين دروعا بشرية"، بحسب قوله.

مستشفيات 

واستهدفت عمليّات قصف وقنص، الجمعة، مستشفيات ومدرسة في شمال غزّة حيث يُعالج مئات الجرحى ويحتمي آلاف النازحين، حسبما أفادت مصادر طبّية وفي حكومة حماس، مع تشديد إسرائيل الضغط على المراكز الطبّية ومواصلة المدنيّين الفرار نحو جنوب القطاع المحاصر.

وتوعّد الجيش الإسرائيلي بقتل عناصر حماس إذا شوهدوا وهم يُطلقون النار من المستشفيات، مكررا اتّهام الحركة بأنها "تنشط" من داخل المراكز الطبّية، وهو ما سبق للحركة أن نفته.

وأعلنت إسرائيل الجمعة خفض حصيلة ضحايا الهجوم الذي شنّته حماس على أراضيها في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، من 1400 إلى 1200 قتيل، وأوضحت أنّ "هذه الحصيلة ليست نهائيّة".

وكانت السلطات أكّدت أنّ غالبيّة القتلى مدنيّون وسقط معظمهم في اليوم الأوّل للهجوم غير المسبوق. كما خُطف ما يقارب 240 شخصًا ونُقلوا إلى غزّة.

وفي الجانب الفلسطيني، قُتل أكثر من 11078 شخصًا بينهم أكثر من 4506 أطفال في القصف الإسرائيلي على غزّة، حسب وزارة الصحّة التابعة لحماس.

وحذّر المدير العام لمنظّمة الصحّة العالميّة الجمعة من أنّ النظام الصحّي في غزّة "منهك تماما".

وتعرّضت المناطق المحيطة بعدد من المستشفيات في شمال القطاع للقصف في الساعات الأولى من صباح الجمعة، حسب وزارة الصحّة التابعة لحماس.

والجمعة، أعلنت حكومة حماس مقتل 13 شخصا على الأقل وإصابة عشرات في قصف على مجمع الشفاء، الأكبر في القطاع.

إلى ذلك، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ "قنّاصة إسرائيليون يستهدفون مستشفى القدس"، متحدثا عن "إطلاق نار بشكل مباشر على الموجودين في المبنى، ما أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة 28".

وحذّر المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيخت، الجمعة، من أنّه "إذا رأينا إرهابيّي حماس يطلقون النار من المستشفيات فسنفعل ما يتعيّن علينا فعله. إذا رأينا إرهابيي حماس سنقتلهم".

وكان ناطق عسكري إسرائيلي أكّد مساء الخميس تنفيذ عمليّات كبيرة في منطقة "قريبة جدا من مستشفى الشفاء".

وسبق لإسرائيل أن اتّهمت حماس ببناء مراكز قيادة وأنفاق أسفل المستشفيات واستخدام مواقع قريبة منها لإطلاق صواريخ، وهو ما نفته الحركة.

ودقّ الصليب الأحمر جرس الإنذار بشأن قدرة نظام الرعاية الصحّية في غزّة على مواصلة العمل، قائلا إنّ هذا النظام بلغ "نقطة اللاعودة".

قصف مدرسة 

إلى ذلك، أعلن مدير مستشفى الشفاء انتشال نحو 50 قتيلا من داخل مدرسة البراق بعد قصف إسرائيلي الجمعة.

وأظهر فيديو لفرانس برس في مستشفى الشفاء عددا من الجثث المكدّسة والمغطاة في باحة خارجيّة، بينما عمل شبّان على وضع أُخرى إلى جانبها. وقال أحد الشبّان الذين ينقلون الجثث، إنّ هؤلاء كانوا "في مدرسة آمنة كلّها نساء وأطفال سالمين".

وسبق أن أكد مكتب الإعلام التابع لحماس أنّ عددًا من الدبّابات تتمركز على بعد مئتي متر من مدرسة البراق في حي النصر حيث تحاصر الدبّابات مستشفيات النصر للأطفال والرنتيسي للسرطان والأطفال والعيون ومستشفى الأمراض العقلية والنفسية.

ويأتي تشديد الطوق على المراكز الصحّية التي لجأ إليها عشرات آلاف النازحين، في وقت تواصل فيه إسرائيل عملياتها البرّية في شمال غزة.

واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس أنّ "أداء الجيش الإسرائيلي جيّد بشكل استثنائي".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: غزة الرياض السعودية بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

غزة تواجه خطر المجاعة بسبب الحصار: الآلاف يعودون من المطابخ الخيرية بأوعية فارغة

آلاف الأشخاص تدفقوا يوم الجمعة إلى ما تبقى من المطابخ الخيرية في غزة بحثًا عن وجبة ساخنة، لكن كثيرين عادوا إلى منازلهم خاليي الوفاض مع تضاؤل الإمدادات الغذائية بسبب الحصار الكامل الذي تفرضه إسرائيل على دخول المساعدات الحيوية إلى القطاع. اعلان

وقف رجال ونساء وأطفال في طوابير وهم يحملون أوعيتهم على أمل ملئها بالطعام، لكن قلة فقط تمكنوا من الحصول على وجبة من الأرز المطبوخ.

قال هاني أبو القاسم، الذي يدير مطبخًا في خان يونس، لوكالة أسوشيتد برس إن أكثر من ثلثي الذين جاؤوا بحثًا عن وجبة يوم الجمعة عادوا بلا شيء.

وقد أجبر الحصار الإسرائيلي المستمر على المساعدات الإنسانية إلى غزة أجبر العديد من المنظمات الإغاثية خلال الأسابيع الماضية على إغلاق أبوابها.

يوم الخميس، أعلنت منظمة وورلد سنترال كيتشنز (World Central Kitchens) الأميركية الرائدة في مجال الإغاثة أنها أغلقت مطابخها المجتمعية بسبب نفاد مخازنها وعدم وصول أي إمدادات جديدة إلى القطاع المنكوب بالحرب.

Relatedهآرتس عن دراسة: جندي من كل ثمانية قاتلوا في غزة غير مؤهل عقليا للعودة إلى الخدمةاليونيسف: الحرب دمرت 65 إلى 70% من نظام المياه في غزة والناس تصارع من أجل قطرة ماء

وقالت المنظمة، التي كانت تقدم 133 ألف وجبة يوميًا، إنه لم يتبق تقريبًا أي طعام في غزة يمكن طهيه. الجوع المتزايد يهدد سكان غزة الذين أنهكتهم 19 شهرًا من الحرب.

وفي أبريل الماضي، قال برنامج الأغذية العالمي إن مخزوناته الغذائية في غزة نفدت تحت وطأة الحصار الإسرائيلي، مما أدى إلى توقف مصدر رئيسي للغذاء لمئات الآلاف من الفلسطينيين في القطاع.

سوء التغذية والجوع باتا ينتشران بشكل متزايد في القطاع مع دخول الإغلاق الكامل شهره الثالث، وتقول وكالات الإغاثة إن الإمدادات اللازمة لعلاج ومنع سوء التغذية بدأت تنفد.

فرضت الدولة العبرية الحصار التام في 2 مارس، ثم أنهت وقف إطلاق النار الذي دام شهرين عبر استئناف العمليات العسكرية في القطاع في ال18 من الشهر نفسه.

وقالت إسرائيل إن هاتين الخطوتين تهدفان إلى الضغط على حركة حماس المسلحة للإفراج عن الرهائن، بينما وصفت منظمات حقوقية الحصار بأنه "تكتيك تجويع" وجريمة حرب محتملة.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • غزة تواجه خطر المجاعة بسبب الحصار: الآلاف يعودون من المطابخ الخيرية بأوعية فارغة
  • عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك
  • الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جنديين في غزة
  • إعلام الأسرى الفلسطينيين: أسيرات الدامون يواجهن ظروف اعتقال كارثية
  • الاونروا : الأوضاع كارثية وشاحنات المساعدات تنتظر دخول القطاع  
  • مدبولي: الصحة على رأس أولويات الحكومة وتطوير المستشفيات مستمر في جميع المحافظات
  • مئات العائلات اليمنية تفقد مصدر رزقها بعد تدمير مصنعين للأسمنت من قِبل الاحتلال الإسرائيلي
  • حكومة غزة: سقوط مئات القتلى والجرحى في القصف الإسرائيلي منذ فجر اليوم وإصابات واعتقالات ومداهمة منازل في الضفة
  • المجلس الانتقالي يتعاقد مع شركة أمريكية لتحسين صورته لدى مراكز القرار الأمريكي وتشكيل ضغط داخل الكونجرس مقابل مئات الآلاف من الدولارات
  • استشهاد 15 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على مدرسة تؤوي النازحين