هل تقترب حرب أوكرانيا من نهايتها؟| ترامب يوضح فرص الاتفاق ويحذر من تهديد خطير
تاريخ النشر: 1st, December 2025 GMT
في ظل المساعي الدولية الحثيثة لإنهاء الحرب الروسية-الأوكرانية، عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليثير الجدل بتصريحات جديدة تتعلق بفرص السلام بين موسكو وكييف، متحدثا عن إمكانية واقعية للتوصل إلى اتفاق، لكنه في الوقت نفسه لم يتجاهل العقبات التي تعترض هذا المسار، وعلى رأسها فضائح الفساد التي تهز العاصمة الأوكرانية.
والتصريحات جاءت عقب محادثات أمريكية-أوكرانية رفيعة المستوى في فلوريدا، ما أضفى عليها أهمية سياسية إضافية.
وفي هذا الصدد، اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن هناك "فرصة جيدة" للتوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، وذلك على خلفية المحادثات الأخيرة التي جرت بين الجانبين الأمريكي والأوكراني في ولاية فلوريدا.
ورغم هذا التفاؤل النسبي، شدد ترامب على أن فضيحة الفساد التي تشهدها كييف في الفترة الأخيرة "ليست مفيدة" لمسار التفاوض.
وقال ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية إن "أوكرانيا لديها بعض المشاكل الصغيرة الصعبة"، في إشارة واضحة إلى تحقيقات الفساد التي دفعت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مؤخرا إلى إقالة مدير مكتبه، الذي كان يتولى كذلك رئاسة وفد التفاوض.
وأضاف ترامب قائلا: "لكنني أعتقد أن هناك فرصة جيدة للتوصل إلى اتفاق"، في إشارة إلى أن مسار السلام لا يزال ممكنا رغم التحديات.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد أعلن، في وقت سابق، استقالة مدير مكتبه بعد عملية تفتيش جرت في منزله، وذلك ضمن تحقيقات واسعة تتعلق بقضية فساد كبرى تطال قطاع الطاقة في البلاد.
وقدم أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني، استقالته بعد ساعات من تفتيش منزله على خلفية شبهات تتعلق بفضائح مالية مرتبطة بقطاع الطاقة الأوكراني.
من جانبها، أكدت هيئة مكافحة الفساد في أوكرانيا، في بيان مشترك مع مكتب المدعي العام المختص بقضايا الفساد، أن عمليات التفتيش "مصرح بها" وتأتي في إطار تحقيقات جارية تشمل مسؤولين بارزين.
وفي سياق التحركات السياسية الموازية، اجتمع مسؤولون كبار من إدارة ترامب، يوم الأحد، مع مفاوضين أوكرانيين في جنوب فلوريدا بالولايات المتحدة، لمناقشة فرص التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
والجدير بالذكر، أنه بحسب ما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، تناولت المحادثات عدة ملفات مهمة، من بينها وضع جدول زمني للانتخابات الأوكرانية، وإمكانية تبادل الأراضي بين روسيا وأوكرانيا، إضافة إلى قضايا أخرى لا تزال محل نقاش بين البيت الأبيض وكييف، بينما يسعى الجانبان للتوصل إلى تفاهم نهائي حول تفاصيل خطة السلام المقترحة، وفق ما ذكره مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ترامب الرئيس الأمريكي روسيا أوكرانيا الحرب الروسية الأوكرانية دونالد ترامب بین روسیا وأوکرانیا الرئیس الأمریکی للتوصل إلى إلى اتفاق
إقرأ أيضاً:
حرب غزة التي لم تنته
لا شيء في غزة يشير إلى أن الحرب انتهت عدا اللغة الدبلوماسية الباردة التي اختارت أن تطلق على ما يجري اسم «اتفاق سلام» أو«وقف إطلاق نار». الواقع على الأرض يقول شيئا آخر تماما، قصف مستمر رغم أن البعض يطلق عليه اختراق للاتفاق، وحصار خانق لا ينتبه له الكثيرون، ومعاناة إنسانية تتفاقم كل يوم مع دخول الشتاء، فيما يتراجع الاهتمام الدولي خطوة بعد أخرى، كأن العالم قرر أن يُغلِق الملف لمجرد أن نصا «للسلام» وقع في شرم الشيخ.
لا يوجد أي نوع من أنواع «السلام» في المخيمات العشوائية التي انتشرت على طول القطاع وعرضه، مجرد خيام متهالكة تغرق في مياه الأمطار ومياه الصرف الصحي. ينام الأطفال بملابس مبللة، والمرضى بلا دواء. وجميع الأسر بلا مأوى إلا بطانيات متهالكة ورطبة وبعض خبز جاف.
ورغم أن المنظمات الدولية تتحدث بصوت واضح عن استمرار المجاعة، وتفشّي الأمراض والأوبئة، وعن نظام صحي منهار لا يستطيع التعامل مع أبسط الطوارئ إلا أن أحدا لا يكاد يصغي لكل هذا، ولا حديث إلا عن اتفاق السلام «الهش» وما يعتريه بين حين وآخر من اختراقات إسرائيلية! لكن الحقيقة لا أحد يراها أو يريد أن يراها أن الوضع ما زال مستمرا إلى حد كبير.. الهجمات مستمرة، والشهداء يسقطون كل يوم، والجوع مستمر، وغزة كلها من شمالها إلى جنوبها مكشوفة أمام الشتاء القارص. لا يوحي هذا المشهد أن غزة دخلت «مرحلة ما بعد الحرب».. ما زالت الحرب مستمرة بطريقة أو بأخرى. الذي تغير فقط أن الضمير العالمي يعتقد أنه أدى ما عليه وتم توقيع اتفاق «للسلام» حتى لو كان ذلك على الورق فقط أو في بعض وسائل الإعلام.
أما الاحتلال الإسرائيلي فما زال يتحكم في إيقاع الحياة والموت في غزة؛ يتحكم في المعابر، ويحدد عدد الشاحنات التي تدخل، ونوعية المساعدات المسموح بها، ولم يتحول الاتفاق إلى آلية لتدفق المساعدات وتحول في كثير من الأحيان إلى غطاء سياسي يتيح استمرار الضغط العسكري والاقتصادي على القطاع مع قدر أقل من الضجيج الإعلامي.
تقع المسؤولية إضافة إلى إسرائيل على الدول التي رعت الاتفاق وقدّمت نفسها ضامنة لوقف إطلاق النار الذي لم يتحقق وفق ما تم الاتفاق عليه. وعلى هذه الدول أن تعود مرة أخرى إلى الضغط على إسرائيل وتغير من مستوى اللغة المستخدمة التي تبدو أقرب إلى إدارة أزمة طويلة الأمد منها إلى مواجهة انتهاك سافر للقانون الدولي الإنساني.
والعالم الذي ملأ الشوارع باللافتات المطالبة بوقف الحرب لا يمكن أن يكتفي الآن بالقول إن «اتفاق سلام» وُقِّع وإن الملف في طريقه إلى الإغلاق. إذا كان لوقف إطلاق النار معنى حقيقي، فهو أن يتوقف القتل بالكامل، وأن تُرفَع القيود عن الغذاء والدواء والوقود، وأن تُحمى المستشفيات والمدارس ومخيمات النزوح.
ما ينبغي أن يُقال بصراحة هو أن ترك غزة في هذا الوضع، بعد كل ما شهدته من تدمير وتهجير هو استمرار للتواطؤ الذي بدأ مع بداية الحرب. وأن محاولة تكريس فكرة أن غزة في مرحلة ما بعد الحرب هو وصف تجميلي لحرب ما زالت متواصلة بأدوات أقل صخبا، لكن بالوحشية نفسها.