جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-30@19:36:51 GMT

الرشوة والنشوة

تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT

الرشوة والنشوة

 

محمد بن حمد المسروري

حالتان متلازمتان منذ عصور بعيدة في تاريخ البشرية، الرشوة لمن قبلها بداية في حالات بسيطة وعادية من وجهة نظره، فإذا بها تتطور شيئًا فشيئًا مثلما يكبر الفطر فوق أرض نبت فيها بغير رضا مالك الأرض والزرع، ومثلما تكبر النخيل (النبت الذي نبت من غير ما جذر ويقال لها "نشوة") لتصل إلى علياء هاماتها.

هناك تكبر قيمتها وتعلو هامتها، وتصل ربما مبتغاها الآني فيشعر المتعامل بالانتشاء لنيل المزيد منه، ولا يهمه تاليا لآخرة بها نار جحيم إنه غض الطرف كثيرا عن معناها الحقيقي وإيلامها، وتناسى أن لا مجيب حينما يدعو للنجاة، ولاجنة عرضها السماوات والأرض يأملها ويحسب كل خطوة أو فعل يبلغه إلى أدنى خطوات منها، المهم كسب المال بأي وسيلة كانت، قال البعض عنها إنها مجرد عمولة، بين المتعاملين، وهذا أمر عادي في حياة بني البشر مثلما تبيع شيئا وتقبض ثمنه من خلال وسيط يأخذ أجره من بينكما برضا أحد الطرفين أو الأطرف، بحسب حالات كانوا عليها في موقع معين، أو عين، حديث عبر وسائل التواصل الاجتماعي المسموع أو المرئي، وتارة للطاولة أضلاع ولك الاختيار بين أضلاعها، فأي ضلع شئت له قيمة، فأنت وما اشتهيت ورغبت؛ إذ لكل شبر قيمة، فاختر لنفسك المسافات لبلوغ هدف ترومه، هكذا قيل، في ماضي الوقت، وهو في الحاضر المُعاش حديث العصر؛ إذ لا يتم حديث بين طرفين أو أكثر إلا والمال ثالث أو رابع المتحاورين بين الحضور، وقد يكون مثلث الأضلاع فوق تلكم الطاولة، إنما الحضور وحدهم الورق الذي سيخط عليه وبه القول ليكون المال سالبًا لعقول وقلوب المتحاورين، والهدف المنشود من قبل ومن بعد.

البشر وحدهم المنساقون خلف وهم المال، لا بل خلف مسمياته وألوانه وأرقام الطامحون بل والطامعون وراء وَهْم المال، ولم يسلم من آفته، المرّشحون لمجلس الشورى الأخير بل هناك من انغمس في تكييفه والتخويف به ومنه، تارة لطالب أهداف باختصار المسافات لنيله، وهم يناظرونها في حياة أخرى تناسوها، أنساهم الطمع والنهم، إنسانيتهم، وأخلاقهم وعلائق إيمانية وأخلاقية وإنسانية، فأضحت قلوبهم هواء من كل ذلك إلا المال وكيف وبأي وسيلة يجمع، المجتمع من بني البشر.

اليوم غدا مأزوم ينادي ألا من معين؟! وصلت سطوة المال الى قمم الجبال وعمق الوادي والوهاد، فتجاوز النفس والأنفس، أما من مغيث بنصح يا قوم؟!

أوجه كلمة حق الى كل ذي ضمير حي في هذا الوطن بأن يُرشد الناس عامتهم وخاصتهم، في بلادنا وبلاد المسلمين كافة، إلى كلمة حق يراها، وإنا لناظرين إلى قول الحق وحده. والله من وراء القصد وهو المعين وبيده التوفيق والتمكين.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الروبوتات الذاتية تقنية ثورية تستعد لإعادة تشكيل العالم

من تقليب البرجر إلى أتمتة المصانع.. ثورة في عالم الروبوتات المستقلةالروبوتات الذاتية مستقبل العمل.. وتقنية ناشئة تستعد لإعادة تشكيل العالم 


الروبوتات الذاتية لم تعد فكرة مستقبلية بل واقعا حاضرا، إذ بدأت تتحمل المهام الشاقة وأعمال التنفيذ اليدوية، فبعد أن كانت في السابق مجرد تجربة ملفتة للنظر، تحولت بسرعة كبيرة لتصبح العمود الفقري للصناعة الحديثة. 

في البداية تم تصميم روبوتات مطبخ غير مألوفة “تقلب البرجر”، تطورت التقنية حاليا لتمثل ثورة أتمتة شاملة تغير طريقة تقديم الطعام، وتصنيع المنتجات، وإدارة الخدمات اللوجستية.
 

دراسة صادمة.. نماذج الذكاء الاصطناعي يمكنها الكذب وابتزاز المستخدمينكيف يعمل Apple Intelligence بدون إنترنت؟.. ذكاء اصطناعي بلمسة من آبلالروبوتات الذاتية هي المستقبل

في عام واحد فقط، ساهمت الروبوتات الذاتية المخصصة للمجال الصحي في إجراء 1.6 مليون عملية جراحية، الكثير منها لم يكن بالإمكان تنفيذه بأمان من قبل الجراحين البشر وحدهم.

ورغم ضخامة هذا الرقم، إلا أنه لا يمثل سوى أقل من 0.5% من العمليات الجراحية التي تجرى على مستوى العالم، ما يظهر أن مجال الروبوتات ما زال في بداياته، على الرغم من إمكاناته الهائلة لخدمة البشرية.

وفي عام 2025، أصبحت “القوى العاملة الروبوتية” تعمل بوتيرة مضاعفة، فالضجة الأولى بدأت من مطاعم الوجبات السريعة، حيث تولى روبوت يدعي Flippy، مهمة الشوايات والمقالي بدقة.

وفي الوقت الحالي، تعمل الروبوتات التعاونية أو ما يعرف بـ “الكوبوت” جنبا إلى جنب مع البشر في المصانع، خاصة في “خطوط تجميع السيارات، تصنيع الإلكترونيات، مراكز تلبية طلبات التجارة الإلكترونية”، حيث تستخدم بعض الشركات آلاف الروبوتات القابلة للبرمجة حول العالم.

وفي الوقت نفسه، قامت شركات مثل أمازون وGreyOrange بتحويل المستودعات إلى “سيمفونيات روبوتية”، حيث تنزلق الروبوتات، وتكدس، وتوصل البضائع دون انقطاع، حتى في الهند، دخلت الشركات الناشئة السباق، وبدأت بنشر روبوتات لخدمة الزبائن، والمساعدة في المستشفيات، وتتبع المخزون في متاجر البيع بالتجزئة.

من تقليب البرجر إلى أتمتة المصانعالذكاء الاصطناعي يقود الموجة الجديدة
 

بعد الطفرة الهائلة التي شهدها الذكاء الاصطناعي في عام 2023، يستعد مجال الروبوتات الذاتية لأن يحظى بلحظته الكبرى، حيث يستخدم المطورون نماذج لغوية كبيرة وتقنيات متعددة الوسائط لحل مشاكل جوهرية في الروبوتات مثل:

- الرؤية الحاسوبية:

فقد سمح تعلم الآلة ورؤية الحاسوب للروبوتات باتخاذ قرارات فورية، والتأقلم مع البيئات المتغيرة، والتفاعل بأمان مع زملائها من البشر.

- التحكم في الحركة:

شهدت القدرة الحركية تحسينات كبيرة، من روبوتات ذات عجلات في المستودعات إلى روبوتات ذات قدمين تسير بجوار البشر، أصبح التصميم أكثر مرونة من أي وقت مضى.

- تخطيط المسار: 

يمنحك روبوتات ذكية تفهم محيطها وتتفاعل معه بدقة وكفاءة.
 

ومع المراقبة السحابية، ودمج إنترنت الأشياء، والصيانة التنبؤية، أصبحت القوى العاملة الروبوتية أكثر وعيا واتصالا من أي وقت مضى، بل وحتى التكلفة لم تعد حاجزا كبيرا، فبفضل الروبوتات المعيارية ومنخفضة التكلفة، بات بإمكان الشركات الصغيرة أتمتة المهام الروتينية دون الحاجة إلى استثمارات ضخمة.

الروبوتات الذاتية تمنحك إنتاجية أعلى وتكاليف أقل لمستقبل أكثر ذكاء
 

أصبحت الروبوتات الذاتية أداة حيوية في قطاعات متعددة مثل الصناعة، الرعاية الصحية، والخدمات اللوجستية، حيث توفر مزايا لا يمكن تجاهلها:

- إنتاجية أعلى:

تعمل الروبوتات بسرعات ثابتة دون توقف، مما يرفع من كفاءة خطوط الإنتاج ويقلص زمن الإنجاز بشكل كبير.

- تكاليف تشغيل أقل: 

بمرور الوقت، تقل الحاجة إلى العمالة البشرية في المهام المتكررة، مما يخفض التكاليف التشغيلية ويزيد العائد على الاستثمار.

- تقليل إصابات العمل: 

يمكن للروبوتات أن تحل محل البشر في البيئات الخطرة، مثل مواقع البناء أو المختبرات أو المصانع الثقيلة، ما يحد من الحوادث والإصابات.

- تشغيل مستمر دون انقطاع: 

لا تحتاج الروبوتات إلى راحة أو إجازات، مما يضمن استمرار العمليات على مدار الساعة، حتى في أيام العطل أو الأزمات.

ومع تطور الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، أصبحت هذه الآلات أكثر ذكاء وقدرة على اتخاذ قرارات ذاتية، مما يجعلها شريكا موثوقا في بيئات العمل المعقدة.

وأيضا مع تطور التقنية، يتوقع أن تدخل الروبوتات مجالات جديدة مثل الزراعة، والبناء، ورعاية المسنين، مما يوسع نطاق الأتمتة ليشمل كل جوانب الحياة.

الروبوتات الذاتيةاللبنات الأساسية للروبوتات الذاتية


1. الكاميرات والرؤية الحاسوبية: 

لرؤية العالم، تعتمد الروبوتات على الكاميرات وأنظمة الرؤية الحاسوبية، في المستقبل، قد تستخدم تقنيات مثل LiDAR ورادار وسونار لزيادة قدرة الروبوتات على الإحساس بالبيئة، لكن في الوقت الحالي، تعتبر الكاميرات الخيار الأكثر كفاءة من حيث التكلفة.

2. التعلم العميق والذكاء الاصطناعي التوليدي: 

تحتاج الروبوتات إلى التعلم واتخاذ قرارات ذاتية، وهنا يأتي دور التعلم العميق، الذي يمكنه تحليل صورة، فهم ما تحتويه، وتحديد الإجراء المناسب مباشرة من خلال الأوامر الطبيعية.

طباعة شارك الروبوتات الذاتية روبوتات مطبخ العاملة الروبوتية تقنيات الروبوتات

مقالات مشابهة

  • المفتي إمام يرفع الصوت: لن نترك رجال الإطفاء وحدهم في طرابلس
  • اكتشاف فيروسات خفافيش جديدة في الصين يثير المخاوف
  • محاكمة 5 متهمين بـ رشوة وزارة الري الجديدة.. غدا
  • الروبوتات الذاتية تقنية ثورية تستعد لإعادة تشكيل العالم
  • بوانو يتهم أخنوش بـ"الاتجار في البشر"
  • مستثمرون يسترخصون أرواح البشر
  • بتهمة «فساد وزارة الري».. 12 متهما يواجهون هذه العقوبة طبقا للقانون
  • محاكمة 12 متهما بـ«فساد وزارة الري».. في هذا الموعد
  • العثور على رضيع حديث الولادة داخل جامع في كركوك
  • يسري جبر يشرح معنى حديث لا حسد إلا في اثنتين