بعد النجاح الكبير.. سيران رياك: “وداعا جوليا” انطلاقة للسينما السودانية والمواهب
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
متابعة بتجــرد: “يبث فيلم وداعًا جوليا الحياة في المشكلات السودانية أمام الجماهير، إذ يعد فيلما دراميا مع درجات من التشويق ونوع متفرد من الحديث السياسي يخص الفيلم وحده، وسيقدم الفيلم المزيد من الدعم لصناعة السينما السودانية”، كان هذا جزءا مما كتبته الناقدة العالمية لوفيا جياركي من موقع هوليوود ريبورترز عن الفيلم السوداني “وداعا جوليا” بعد عرضه في مهرجان كان السينمائي الدولي في عرضه الأول، ولاقي نجاحا كبيرا.
ومنذ أيام قليلة بدأ عرض الفيلم في دور العرض المصرية محققا نجاحا كبيرا غير مسبوق، وهو ما لم تتوقعه بطلة الفيلم السودانية “سيران رياك”، والتي أكدت في حوار لها مع “العربية” أنه عندما تم عرض الفيلم عليها في البداية لم تستوعب حجم وأهمية الفيلم، وإلى أي مدى من النجاح سيصل، ولم تتوقَّع أن يصل إلى مهرجان كان، وأن يحقق جائزة فيه، أو أن يحقق كل هذه النجاح مع عرضه تجاريا في مصر أيضا، مشيرة إلى أنه من حسن الحظ أن القائمين على الفيلم استطاعوا تصويره قبل الحرب.
كيف تم انضمامك للعمل؟
كنت في مؤتمر، ووصلتني رسالةً عبر حسابي على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام من المخرج محمد كردفاني، عرض علي فيها المشاركة في الفيلم، وسألني عن مقر إقامتي، فأخبرته بأنني في دبي، وأبلغني بأنه يرغب في مقابلتي وإجراء تجربة أداء لي، وكان الأمر بمثابة مفاجاة بالنسبة لي، ولم أصدق إلى أن وصل دبي، وحدَد موعدا، ولكنني تأخرت عنه ولم أكن مستعدة له، ولم أحفظ المشهد، ومع ذلك قال لي “أعتقد أن الدور مناسب لك” وخلال تجربة الأداء ساعدني كثيراً، وتبعها تجربة أخرى، بعدها أخبرني بضرورة وجودي في السودان بعد شهر، وضرورة ألَّا أتخلَّف عن الحضور حتى أتمكن من الشخصية التي قدمتها.
وكيف استقبلتي أن هذه أول تجربة لك كممثلة؟
في البداية كنت متوترة وخائفة لأنه أول دور لي وليس لدي خبرة في التمثيل كوني كنت ملكة جمال جنوب السودان في 2014 ولم أقم بالتمثيل من قبل، ولكن قام كردفاني بعمل بروفات مكثفة معي قبل التصوير وتحضيرات كثيرة من أجل الإمساك بكل تفاصيل شخصية الخادمة، لأقدم مشاعر صادقة.
حدثينا عن الشخصية التي تقديمها ضمن أحداث الفيلم؟
أمثل شخصية “جوليا” وهي مختلفة في طباعها كثيراً عن شخصيتي، ولكن ما يجمعنا أنها من جنوب السودان، وأنا فعلياً من جنوب السودان، وهو ما تعمده المخرج محمد كردفاني، فلقد كان يرغب في أن تكون الشخصية واقعيةً، وعاشت تفاصيل الحياة في السودان على الأرض، وقادرة على التعبير عن إحساسها، كما أن جوليا متعلقة جدا بزوجها، وبينهما علاقةٌ قوية، حيث تزوَجا عن حب، وموته كان أصعب شيء مرت به في حياتها، لأنه كان يمثل لها السند، ومصدر السعادة، وكان من الصعب عليها تقبل موته في البداية، خاصةً بهذا الشكل المفاجئ.
وماذا عن موقع تصوير الفيلم والفكرة الأساسية التي تمحور عنها؟
التصوير تم بالقرب من مدينة كوستي، وربما العنوان الرئيسي للفيلم له مدلولات سياسيةٌ، لكن الفيلم يحتضن تفاصيل كثيرة، وتقودك القصة لعدد كبير من القضايا، منها حياة الشماليين مع الجنوبيين في السودان، والعنصرية، والعلاقة بين الأزواج والأصدقاء، لا شك أن الانقسامات التي حصلت قبل زمن طويل، كانت أساس الدخول في الأزمة الحالية والحرب الأهلية، من حسن الحظ أن القائمين على الفيلم استطاعوا تصويره قبل الحرب.
ماذا عن تصوير الفيلم في السودان؟
سافرت للسودان قبل موعد التصوير بشهر واحد كما اتفق معي كردفاني، وتحديداً في سبتمبر 2022، على أساس أن يكون بداية تصويره في أكتوبر، واستغللت الفرصة في التجول في الأسواق الشعبية، والاختلاط بالناس حتى أتعايش وأتأقلم مع الأجواء، وأتمكن من التمثيل بطريقة طبيعية، والحقيقة ظروف التصوير كانت صعبة، لكننا تمكنا من تجاوزها وتصوير الفيلم، فأنا وفريق العمل فخورون بأننا جزء من صناعة التاريخ ووضع السودان على الخريطة السينمائية العالمية، ولفت الانتباه إلى السينما السودانية وتسليط الضوء على الوضع الحالي في البلاد، وكنت أتوقع أن يفوز الفيلم بجائزة عندما عرض في مهرجان كان فهو عمل رائع للمخرج محمد كردفاني والمنتج أمجد أبو العلاء وطاقم الممثلين الموهوبين، فالفريق كله مذهل.
وكيف ترين هذه التجربة؟
هذه التجربة فتحت الباب لظهور مزيد من المواهب وصانعي الأفلام الجدد، وعرض إبداعهم، فالأمر لم يعد حلما بعد الآن، فهي فرصة لكل السودانيين، لكنها في الوقت نفسه تتطلب طموحا قويا وعقلية متفتحة، وأنا متحمسة للمستقبل، وأحسّن من نفسي، وأستعد لما هو قادم، كما أنني استمتعت بالعمل مع محمد كرفادني فهو مخرج ذكي وموهوب للغاية، والعمل معه سهل، وأتمنى أن تجمعنا معا أعمال أخرى في الفترة المقبلة.
main 2023-11-14 Bitajarodالمصدر: بتجرد
كلمات دلالية: فی السودان
إقرأ أيضاً:
مزارعو السودان يواجهون “أزمة مزدوجة”
يواجه المزارعون في معظم أنحاء السودان أزمة مزدوجة تتمثل في تدهور الإنتاج بسبب الأوضاع الأمنية ونقص الكهرباء التي يعتمد عليها معظم المزارعين في الري.
كما يعاني معظم المزارعين صعوبات كبيرة في الحصول على التمويل بسبب ربط المصارف أي عمليات تمويل جديدة بسداد المتأخرات، التي وصلت عند البعض إلى أكثر من ثلاث سنوات.
وبحسب خبير مصرفي كبير، فقد ارتفعت الديون المتعثرة إلى نحو 50 بالمئة من إجمالي التمويلات، ما جعل المصارف تتشدّد أكثر في الإقراض، وتتجنب القطاعات عالية المخاطر كصغار المزارعين.
كما زاد من الأزمة غياب دور البنك المركزي كمنسق ومراقب، في ظل الانقسام السياسي والانهيار المؤسسي.
وفي ظل اعتماد أكثر من 60 بالمئة من سكان السودان على القطاع الزراعي كمصدر للدخل، ينعكس تراجع الإنتاج الزراعي بشكل خطير على مؤشرات أداء الاقتصاد الكلي، ويضاعف من أزمة الجوع التي تحاصر أكثر من نصف سكان البلاد البالغ تعدادهم 48 مليون نسمة.
تراجع واضح
تراجع إنتاج قطاع الزراعة بأكثر من 40 بالمئة بحسب منظمة الفاو، مما أثر كثيرًا على اقتصاد البلاد، إذ يسهم القطاع بنحو 35 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، ويوظف أكثر من 40 بالمئة من القوى العاملة.
وبسبب الحرب وتراجع الإنتاج الزراعي، سجل السودان أكبر أزمة جوع في العالم، حيث بات أكثر من 26 مليون في حاجة إلى مساعدات غذائية، واحتل المرتبة الرابعة في انتشار سوء التغذية الحاد العالمي، حيث يُقدّر بنحو 13.6 بالمئة.
وأثر تراجع القطاع الزراعي على مجمل المؤشرات الاقتصادية، ففي الشهر الماضي، قدّر البنك الدولي معدل انكماش اقتصاد السودان بنحو 13.5 بالمئة في عام 2024، بعد انكماش قُدّر بنحو 29.4 بالمئة في عام 2023.
وعزا البنك التدهور الكبير للاقتصاد السوداني للانهيار الملحوظ في مؤشرات القطاعات الإنتاجية الرئيسية، وعلى رأسها القطاع الزراعي، الذي شهد انخفاضا حادا في الإنتاجية بسبب انقطاع طرق التجارة، ونزوح المزارعين، وتدمير البنية التحتية الزراعية، وانعدام فرص الحصول على التمويل.
وانعكس تراجع القطاع الزراعي على معدلات الفقر في البلاد، التي قفزت إلى 71 بالمئة من 33 بالمئة في عام 2022، بسبب فقدان الأسر مصادر دخلها.
عقبات كبيرة
رغم أن منظمة الأغذية العالمية أبدت في شهر يناير الماضي استعدادها لتمويل تطهير قنوات الري في بعض المشاريع، إلا أن مزارعين في عدد من المناطق اتهموا السلطات المحلية بعرقلة تلك الجهود، مما أدى إلى تفاقم مشكلة انسداد القنوات، والتي كانت واحدة من أسباب تدني الإنتاجية.
ووفقًا لتقرير صادر عن منظمة التعاون والتنمية الألمانية، فإن السودان الذي كان يُعد يومًا سلة غذاء العالم، تحول إلى بؤرة للجوع بسبب فشل السياسات الزراعية والحرب الحالية، التي أدت إلى نزوح نحو 15 مليون شخص، معظمهم من المزارعين.
وقالت المنظمة: “دمّر الصراع البنية التحتية الزراعية، وشرّد المزارعين، وأدى إلى هلاك الماشية. ولا تزال الأراضي الخصبة غير مزروعة – ليس بسبب تغيّر المناخ، بل بسبب الحرب”.
نقص التمويل
يعاني المزارعون نقصا حادا في التمويل، وفي ظل تراجع الإنتاج وفقدان الكثير من المزارعين القدرة على السداد، ترفض بعض المصارف تقديم قروض جديدة، وربطت أي عمليات لتمويل الموسم الزراعي بسداد القروض القديمة.
وذهبت بعض المصارف إلى أبعد من ذلك، حيث هددت بسجن المزارعين العاجزين عن السداد، رغم أن معظمهم تعرض لخسائر كبيرة، وفشل حتى في إنتاج الحد الأدنى من الحبوب اللازمة لتأمين غذاء أسرهم.
ويقول إدريس محمد، وهو مزارع يدير مزرعة صغيرة تبلغ مساحتها نحو 10 فدادين في شمال دنقلا بالولاية الشمالية، إن نقص التمويل المصرفي بات يشكل هاجسا كبيرا للكثير من المزارعين الذين يعتمدون عليه في شراء البذور والسماد وعمليات الري.
ويوضح لموقع “سكاي نيوز عربية”: “ذهبتُ للمصرف للحصول على تمويل بسيط، لكن طلبي رُفض بحجة أنني لم أُكمل تسديد قروض الموسم السابق، بل أبلغوني بأنهم بصدد اتخاذ إجراءات قانونية قد تقودني إلى السجن”.
ويضيف: “فشل الموسم السابق بسبب نقص المياه الناجم عن انقطاع الكهرباء عن معظم مناطق البلاد، وبالتالي تراجع الإنتاج بأكثر من 70 في المئة، مما أدى إلى تعسر واسع في سداد القروض.. كان على الجهات الحكومية المختصة حماية المزارعين، لكن ذلك لم يحدث، وأصبح عشرات الآلاف عرضة للسجن”.
ورغم إعلان البنك الزراعي عن خطة لتمويل المزارعين للموسم الجديد، إلا أن القروض القديمة بأثر رجعي تقف عقبة أمام الكثير من المزارعين، الذين خرج معظمهم عن الإنتاج لموسمين كاملين بسبب أوضاع الحرب.
ووفقًا للخبير المالي والمصرفي عمر سيد أحمد، فإن التمويل الزراعي في السودان لا يُنظر إليه كأداة تنموية طويلة الأجل، بل يُعامل من قِبل المصارف كتمويل تجاري عالي المخاطر.
ويوضح لموقع “سكاي نيوز عربية”: “هذا الفهم الضيق يجعل السياسات التمويلية ترتكز على استرداد رأس المال بسرعة، بدلًا من دعم العملية الإنتاجية بشكل شامل ومستدام”.
ويشير سيد أحمد إلى انعدام العدالة في الوصول إلى التمويل، حيث يواجه صغار المزارعين غير المنضمين لجمعيات محددة صعوبات كبيرة في الحصول على التمويل بسبب “متطلبات الضمان غير الواقعية”، إضافةً إلى ضعف البنية التحتية المالية في الريف، وغياب التأمين الزراعي وإدارة المخاطر، حيث يتحمل المزارع وحده مخاطر الجفاف، والآفات، أو تقلب الأسعار.
ويلفت الخبير المالي إلى عوامل هيكلية أخرى أدت إلى نقص السيولة لدى المصارف وحدّت من قدرتها على التمويل، خصوصًا في ظل انهيار الثقة العامة في النظام المصرفي، حيث خرجت 91 بالمئة من الكتلة النقدية عن الدورة المصرفية.
سكاي نيوز
إنضم لقناة النيلين على واتساب