عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي: هل يُلغي الرئيس الروسي فلادمير بوتين زيارته المُرتقبة إلى أنقرة، حيث أعلن نظيره التركي رجب طيّب أردوغان موعد اللقاء بينهما الشّهر المُقبل (الكرملين قال بأن موعد اللقاء لم يتحدّد)، هذا تساؤلٌ مطروح، بعد عُنوان عريض اسمه “آزوف” أثار “عتب روسيا وحتى احتجاجها وربّما يقود لأزمة لاحقاً، بين البلدين، حيث عاد خمسة من قادة كتيبة “آزوف” الأوكرانيّة من تركيا إلى أوكرانيا برفقة رئيسها فولوديمير زيلينسكي، في أعقاب زيارة الأخير لإسطنبول.

وكان قال أردوغان حول لقائه المُرتقب مع بوتين: خلال لقائنا وجهًا لوجه الشهر المُقبل سنبحث تبادل الأسرى بين موسكو وكييف، وتمديد اتفاق صفقة الحبوب ثلاثة أشهر وليس لشهر أو شهرين، وغيرها من الملفّات. “آزوف” كتيبة أوكرانيّة، ووفقاً للأدبيّات الروسيّة، هي جماعة إرهابيّة، جرى نقلها إلى أوكرانيا برفقة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وهو ما أغضب موسكو، وأعلنت بحسب مُتحدّث الرئاسة الروسيّة ديمتري بيسكوف، بأن أحدًا لم يُبلغ روسيا بنقل قادة “آزوف” والتي وصفها بيسكوف بالإرهابيّة. وبحسب بيسكوف، كان من المُفترض بحسب الاتفاق بين موسكو وأنقرة، أن يبقى قادة الكتيبة في تركيا حتى انتهاء الصراع، وهو ما لم يحدث، وفقاً لمقطع فيديو مُصوّر أرفقه زيلينسكي بتغريدة على حسابه استقباله للقياديين في الكتيبة وتبادل معهم أطراف الحديث في الطائرة.

Повертаємося додому з Туреччини й повертаємо додому наших героїв.
Українські воїни Денис Прокопенко, Святослав Паламар, Сергій Волинський, Олег Хоменко, Денис Шлега нарешті будуть із рідними.
Слава Україні!

——

We are returning home from Türkiye and bringing our heroes home.… pic.twitter.com/SLX3RIWPiy

— Володимир Зеленський (@ZelenskyyUa) July 8, 2023

تطرح الخطوة التركيّة تساؤلات حول أسباب تركيا التي دفعتها للإخلال بالاتفاق مع موسكو، والسماح لزيلنسكي تسجيل هدف في الشباك الروسيّة، وهو المهزوم وجيشه على أرض الواقع بعد لجوء الولايات المتحدة لتزويده بقنابل عنقويّة مُحرّمة دوليّاً، وفشل الهُجوم المُضاد الأوكراني، والمُباهاة بذلك عبر حسابه على “تويتر” قائلاً: “”نعود من تركيا إلى الوطن، ونُعيد أبطالنا إلى وطننا، وأخيرًا الجنود الأوكرانيون دنيس بروكوبينكو، وسوياتوسلاف بالامار، وسيرخي فولينسكي، وأولي خومينكو، ودنيس شليها سيكونون إلى جانب أقاربهم”. وصمتت السلطات التركيّة عن تقديم أسباب، أو تعليق رسمي حول موقفها من السّماح للضباط بمُغادرة أنقرة حتى كتابة هذه السّطور، وما إذا كانت هذه الخطوة، مُقدّمة لخطوات تميل فيها أنقرة بالأكثر نحو الغرب، وتتخلّى عن لعب دورها الإيجابي كما تصفه أنقرة بين روسيا، وأوكرانيا، ضمن صفقات ترعاها مِثل تبادل الأسرى بين موسكو وكييف، واتفاق صفقة الحبوب ثلاثة والعمل على تمديدها أشهرًا، وغيرها من الملفّات التي يقول الرئيس أردوغان بأنها خطوات مُهمّة تقودها بلاده “نحو إنهاء الحرب”. موسكو تبدو عاتبة على أنقرة جرّاء “آزوف”، وكان ذلك جليّاً فبعثت الحكومة الروسية برسالة عتب إلى أنقرة، بعد السّماح لضباط كتيبة “آزوف” بالمُغادرة رفقة زيلينسكي، وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف السبت إن تركيا انتهكت اتفاقيات تبادل الأسرى، بعدما أطلقت سراح القادة المحتجزين. هذا العتب الروسي يضع تساؤلات حول إمكانيّة تطوّره إلى أكثر من ذلك، رغم أن الناطق بيسكوف أظهر تفهمّاً روسيّاً وهو يعتب على أنقرة، وقال: “نتفهّم تضامن تركيا مع حلف شمال الأطلسي بصفتها عُضوًا فيه”. كما أكّد بيسكوف أن الغرب مارس ضُغوطًا كبيرةً على تركيا قبل قمّة حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) التي ستُعقد في ليتوانيا يومي الثلاثاء والأربعاء، فما هي هذه الضّغوط التي دفعت تركيا السماح لكتيبة آزرف العودة مع زيلينسكي لدرجة إزعاج موسكو، وهل يُمكن لضغوط أكثر قسوة أن تدفعها لخطوات أكثر إزعاجاً، وإغضاباً لروسيا، وإلى أى مدى ستبقى موسكو مُتفهّمة لعضويّة تركيا في “الناتو”، والضّغوضات على أنقرة المُوصلة للتنازلات المُضرّة بمصالح موسكو، وهل تلجأ الأخيرة لإلغاء اتفاق تصدير الحبوب في رد أوّلي على “الانتهاك التركي” للاتّفاق، ثم تُقدم روسيا على طرد تركيا من سورية، حيث تصريح لافت للمبعوث الروسي لسورية الذي قال بالتزامن مع عودة كتيبة “آزوف” لأوكرانيا والذي قال فيه: الوجود العسكري التركي في سوريا يُعرقل التطبيع بين البلدين، فهل حان وقت إنهاء هذا الوجود التركي؟ هذه الخطوة “الآزوفيّة” التركيّة، لا بد لها أن تُثير علامات استفهام بين المُراقبين، نظرًا لتوقيتها في ظل ما تقول تركيا بأنه حراكٌ تقوده يتعلّق بشكل مباشر وغير مباشر بالحرب الأوكرانيّة، كما تزامن مع اتصال وزير الخارجيّة التركي السبت، هاكان فيدان مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، حيث ناقشا آخر التطورات في أوكرانيا. وبحسب بيان للخارجيّة التركيّة قال بأنهما ناقشا خلال المُحادثة قضايا توسيع الناتو، والقمة القادمة لقادة الناتو في فيلنيوس، وتمديد آلية مساعدات الأمم المتحدة العابرة للحدود لسوريا، والأحداث الأخيرة في أوكرانيا. ولم يكتف زيلينسكي باستعراضه عودة قادة كتيبته، بل أقام لهم مراسم في مدينة لفيف بغرب أوكرانيا، حيث شكر زيلينسكي أردوغان للمُساعدة في إطلاق سراحهم، وتعهّد بإعادة بقيّة السجناء. وفي مقطع فيديو مّتداول يبدو أن سمة الاستفزاز لروسيا كانت فيه مُتعمّدة، سأل صحفي زعيم مجموعة “آزوف” دينيس بروكوبينكو: هل ستعود للجبهة فأجاب بالتأكيد لهذا السبب عُدنا إلى أوكرانيا، هذا هو هدفنا الرئيسي، ما يطرح تساؤل هُنا: هل كانت تعلم تركيا بأن هدف المُقاتلين الخمسة من العودة لبلادهم، هو القتال ضدّ روسيا، وهُم الذين أفرجت عنهم روسيا ضِمن صفقة تبادل أسرى، تشترط عليهم البقاء في بلد ثالث (تركيا)، ما يعني أن الإفراج ليس قانونيّاً، تساؤلٌ مطروح.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: الترکی ة

إقرأ أيضاً:

مهرجان “إنترموزي” الدولي يختتم فعالياته في موسكو بحضور لافت

روسيا – اختتمت في العاصمة الروسية موسكو فعاليات الدورة السنوية لمهرجان “إنترموزي” الدولي للمتاحف، الذي أقيم هذا العام تحت شعار “المتحف: مختبر التراث”.

وحقق المهرجان رقماً قياسياً في عدد الزوار تجاوز 18 ألف زائر خلال أربعة أيام فقط من الفعاليات الثقافية والمعرفية المكثفة.

وشهد حفل الافتتاح الرسمي حضور وزيرة الثقافة الروسية أولغا ليوبيموفا التي أشادت بالدور المحوري للمتاحف في حفظ الذاكرة الجماعية وصياغة المستقبل الثقافي.

وقد تحولت أروقة المهرجان إلى ساحة حوار حيوية جمعت نخبة من الخبراء والمتخصصين في شؤون المتاحف من مختلف أنحاء العالم، حيث شارك أكثر من 430 متحدثاً في جلسات نقاشية غطت أحدث التوجهات في القطاع المتحفي.

تميزت هذه الدورة بمشاركة دولية واسعة ضمت ممثلين عن 26 دولة من بينها الإمارات العربية المتحدة، مصر، الصين، الهند، والبرازيل، مما أضفى طابعاً عالمياً على النقاشات وفتح آفاقاً جديدة للتعاون الثقافي الدولي. وقد توجت هذه الروح التعاونية بتوقيع عدة اتفاقيات شراكة استراتيجية، أبرزها اتفاقية تعاون بين متاحف روسيا والبرازيل في مجال تبادل الخبرات والمقتنيات الفنية.

وعلى صعيد البرنامج الفني، قدم المهرجان باقة متنوعة من العروض والمعارض التي لاقت إعجاب الزوار، حيث أتاح معرض “متاهة التجربة المتحفية” فرصة فريدة للتعرف على رؤى مبتكرة في عرض المقتنيات التراثية، بينما سلطت ورش العمل المتخصصة الضوء على سبل تعزيز إتاحة المتاحف لذوي الاحتياجات الخاصة.

ولم يغفل المنظمون الجانب الترفيهي والتعليمي، حيث شهدت الفعاليات برنامجاً حيوياً للأطفال ضم ورش عمل تفاعلية وجولات افتراضية في أشهر المتاحف، كما تم تنظيم عروض سينمائية وثائقية كشفت عن كواليس العمل في أبرز المؤسسات الثقافية.

وفي ختام المهرجان، تم تتويج المتحف الروسي الحكومي بلقب “متحف العام” ضمن فعاليات حفل توزيع جائزة د.س.ليخاتشيف الوطنية، التي تعد أرفع تكريم في مجال العمل المتحفي بروسيا. وقد أشاد المشاركون بالمستوى التنظيمي المتميز للحدث، الذي عزز مكانته كواحد من أهم المنصات الدولية لتبادل الخبرات وتطوير العمل المتحفي على المستوى العالمي.

المصدر: RT

 

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية التركي يهاتف نظيره الفرنسي
  • الصراع الروسي الأوكراني بين الحسابات الإستراتيجية والانقسام في “التسوية”
  • “حماس” تعلن تسليم ردها على مقترح ويتكوف للوسطاء
  • “حماس” تعلن موعد ردها الحاسم على مقترح ويتكوف
  • أردوغان يهاتف زيلينسكي: تركيا ستواصل جهودها لتحقيق سلام عادل ودائم
  • عاجل|أردوغان يجدد التزام تركيا بالسلام: جهود متواصلة لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا
  • نزال الأبطال في موسكو.. النسخة العاشرة من “أبوظبي إكستريم”
  • قائد قسد يكشف عن اتصال مباشر مع تركيا.. ماذا عن لقاء أردوغان؟
  • مهرجان “إنترموزي” الدولي يختتم فعالياته في موسكو بحضور لافت
  • “بشر الوالي بعودة مدينة الفولة” .. عضو السيادي الفريق أول كباشي يؤكد حرص الحكومة على تذليل التحديات التي تواجه غرب كردفان