دانت عقيلات قادة عرب وعالميين اجتمعن في اسطنبول، الحرب الإسرائيلية على غزة وما تشهده من قتل للنساء والأطفال الأبرياء وتدمير المدارس والمشافي، وطالبن بوقف عاجل لإطلاق النار.

إقرأ المزيد عقيلة الرئيس الإيراني جميلة علم الهدى في مقابلة خاصة مع RT (صور)

واستضافت أمينة أردوغان عقيلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، قمة لعقيلات رؤساء دول، بعنوان "قلب واحد من أجل فلسطين" وذلك على إثر الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.

وحضرت القمة زوجات زعماء وممثلين خاصين من 14 دولة، فيما شاركت عقيلات زعماء أذربيجان والبرازيل وفنزويلا عبر إرسال رسائل مصورة للقمة.

وقالت أمينة أردوغان في كلمتها، إن غزة باتت اليوم مدينة الأطفال المجهولين، في إشارة إلى الأطفال الذين يقتلون بالغارات الإسرائيلية ويفقدون من يتعرف على جثثهم.

وقالت أردوغان إنها سبق وأن سمعت بمصطلح "الجندي المجهول"، لكنها لم تكن تتخيل أن تسمع أنباء عن أطفال كتبت على جثامينهم "طفل مجهول".

وأكدت أنها وبصفتها أما، وامرأة وإنسانة ترفض "توريث الأجيال القادمة إرثا قذرا كهذا دون محاسبة فاعليه".

وطالبت أردوغان "بمحاكمة المسؤولين الإسرائيليين المتورطين في الهجمات على غزة، في المحكمة الجنائية الدولية، بسبب جرائم الحرب التي ارتكبوها".

وقالت أردوغان: "نحن هنا اليوم لأننا نطالب بوقف إطلاق النار دون أي مبررات أو أسباب".

وأضافت: "أعتقد أن الذين يزعمون أن محرقة ما بعد الحداثة التي تشهدها فلسطين اليوم هي مظهر من مظاهر الحق في الدفاع عن النفس يجب أن يتحملوا المسؤولية بنفس الطريقة".

وأعربت عن شعورها بالخجل كبقية الشعوب من العجز الذي يشهده "العالم المتحضر" الذي يزعم بأنه يحمل قيما إنسانية، وسياسة النفاق التي اتبعها.

من جانبها، قالت الشيخة موزا بنت ناصر، والدة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، إن العالم أجمع يرى في الوقت الحالي جرائم القتل إلى جانب الترحيل القسري للشعب الفلسطيني في انتهاك واضح للقانون الإنساني الدولي، متسائلة "إلى متى سيظل المجتمع الدولي متفرجا؟ وإلى متى ستستمر إسرائيل في هذا؟".

بدورها، صرحت أمينة علي محمد، عقيلة رئيس حكومة "الوحدة الوطنية" في ليبيا عبد الحميد الدبيبة، بأن ثمة ازدواجية معايير غير مسبوقة في الصمت تجاه حرب غزة.

وأوضحت أن المادة الأولى من إعلان حقوق الإنسان تنص على أن جميع الناس يولدون أحرارا متساوين في الحقوق والكرامة، إلا أن الجميع يرى اليوم أن فلسطين وشعبها لم يشملهم هذا الإعلان.

وأضافت أن "هذا الاستثناء لم يكن اليوم فقط، بل كان كذلك منذ سنوات عديدة".

وأشارت إلى أن المدنيين في فلسطين "يقتلون بشكل عشوائي بالأسلحة"، مؤكدة أن "هناك جريمة بكل معنى الكلمة ضد الإنسانية وكارثة في غزة".

أما نادية النقلة، عقيلة رئيس الوزراء الاسكتلندي حمزة يوسف، فشددت على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة وقالت: "يموت الأطفال بينما يناقش الرجال الأقوياء لغة الدبلوماسية، نحن بحاجة إلى الأفعال ووقف إطلاق النار، وليس مجرد الأقوال".

وأضافت: "إننا نجتمع هنا اليوم لسبب واحد فقط هو ضمان انتصار الإنسانية وعدم موت المزيد من الرجال والنساء والأطفال الأبرياء".

بدورها، أشارت سيدة أذربيجان الأولى، مهريبان علييفا، إلى أن حجم التوتر الإسرائيلي الفلسطيني يتزايد يوما بعد يوم، وقالت: "من المحزن للغاية أن المدنيين وخاصة النساء والأطفال، هم أكثر من يعاني من هذا النزاع المسلح"، مشددة على ضرورة مراعاة القانون الإنساني الدولي في العمليات العسكرية.

وحسب حصيلة نشرتها الأربعاء وزارة الصحة في غزة، فقد بلغ عدد ضحايا الهجوم الإسرائيلي على القطاع أكثر من 11500 ألف قتيل، بينهم 4710 أطفال، وأكثر من 3130 امرأة، وما يزيد عن 29 ألف جريح، أكثر من 70% منهم من الأطفال والنساء.

المصدر: "الأناضول"

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: اسطنبول اطفال الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة القضية الفلسطينية طوفان الأقصى قطاع غزة نساء اسكتلندا

إقرأ أيضاً:

أوساط إسرائيلية تبدي قلقا من تأثير تركيا في سوريا.. تفرض علينا أثمانا باهظة

\أبدت أوساط إسرائيلية حالة من القلق تجاه تعاظم النفوذ التركي في سوريا، وسط اعتقاد أن المرحلة الحالية هي المناسب لاختبار وضع الحدود، تزامنا مع شنّ الاحتلال هجومًا واسع النطاق على البلاد.

وقال المراسل العسكري لموقع "زمان إسرائيل"، أمير بار-شالوم إن "منشورات تركية صدرت مؤخرًا عن انطلاق طائرات تركية نحو نظيرتها الإسرائيلية في الأجواء السورية، وخلال الهجوم اقتربت منها، وأرسلت إشارات تحذيرية، لم تُعلّق إسرائيل رسميًا على هذه التقارير، لكن نفى بعض مسؤوليها ذلك، ويجب القول إن تركيا حتى الآن، رغم أنها لم تكن راضية عن التدخل الإسرائيلي في سوريا، لكنها تحاول دائمًا تجنّب المواجهة المباشرة". 

توزيع الأدوار
وأوضح بار-شالوم في مقال ترجمته "عربي21" أن "الطموح الإسرائيلي هو التوصل لآلية تنسيق مع تركيا كتلك التي تم إنشاؤها مع روسيا آنذاك، لكن مع حاكم مثل رجب طيب أردوغان، فإن الظروف مختلفة تمامًا، فمن نواحٍ عديدة، خدمت إسرائيل مصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تقييد خطوات إيران في سوريا، ضمن توازن القوى الثلاثي في الدولة المنقسمة: روسيا وإيران وسوريا، وكان لبوتين موقع قوة وقدرة على المناورة". 


وأشار أن "أي تغيير في هذا المثلث لصالح إيران أو الأسد من شأنه الإضرار بقدرته على ممارسة النفوذ، ويشكل خطرًا على الأصول الاستراتيجية لروسيا، بما فيها قاعدة طرطوس البحرية، وحميميم القاعدة الجوية، أما مع أردوغان فتختلف المصلحة الاسرائيلية تمامًا، بعد أن توّج فعليًا أحمد الشرع قائدًا لسوريا الجديدة". 

وأوضح أن "أي هجوم مباشر على سوريا الجديدة هو هجوم على المصالح التركية، وللمصالح التركية بُعدٌ تاريخيٌّ أيضًا، فعلى عكس بوتين، الذي رأى في سوريا رصيدًا عسكريًا استراتيجيًا في الصراع ضد حلف الناتو، يرى أردوغان النفوذ التركي في سوريا حقًا تاريخيًا، واستمرارًا مباشرًا للحقبة العثمانية". 

وأكد أنه "عندما تدخل العاطفة للصورة، يتغير نظام الاعتبارات، ففي الوضع الحالي، حلّت إسرائيل محل إيران وروسيا؛ والشرع محل الأسد، في ظل هذه الظروف، فإن إسرائيل هي الوحيدة القادرة على تعريض ترسيخ سلطة الشرع للخطر، وتدرك تركيا أن هذا وقت اختبار لوضع الحدود، وإذا كان الجانبان يتلمّسان الطريق، فقد انتقلت تركيا الآن للعمل". 

وأشار أنه "ربما تجاوز الهجوم الإسرائيلي الأخير الخط الأحمر لأردوغان، وقد أشار في المقابل، وإن كان بحذر، لكنه مع ذلك تجاوز ما يجب تجنّبه حتى الآن، مع توفر عنصرين في سياسة أردوغان سيستمران في خلق التوترات مع الاحتلال: استراتيجيته العثمانية الجديدة المتنامية، ورغبته في قيادة العالم الإسلامي السنّي".

وأوضح أن "أردوغان استخدم المشاعر المعادية للاحتلال كأداة سياسية داخلية، ليس فقط لجذب جمهوره المحافظ، بل أيضًا لتقديم نفسه كزعيم إقليمي للعالم الإسلامي، وجاء ذلك على حساب الحوار الاستراتيجي والتعاون العسكري والتآزر الإقليمي، خاصة في الشرق الأوسط". 

وأكد أن "أردوغان سلك مسارًا يُنشئ نقاط احتكاك دائمة مع إسرائيل، في ظل سعيه لرسم حدود برية معه بحكم الأمر الواقع، وتُعدّ الولايات المتحدة عاملًا آخر يجب مراعاته في هذه العلاقة الثلاثية المعقدة، مع أنه لا يُبشر فتور العلاقة بين تل أبيب وواشنطن بخير، حيث يتذكر الجميع التصريح غير العفوي الذي أدلى به الرئيس دونالد ترامب خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض مطلع أبريل حين قال عن أردوغان "أنا أحبّه"، عندما كان نتنياهو بجانبه، مخاطباً إياه إنه إذا كان لديك مشاكل مع تركيا، فأستطيع مساعدتك في حلها، ولكن فقط إذا كنتَ مُتعقلًا". 


واستدرك بالقول إن "هذه الإضافة مهمة ينبغي أن تُثير قلقًا بالغًا لدى الاحتلال، فمن المُحتمل أن يكون ترامب رسم خطًا واضحًا هنا بشأن توجهه، وإن اختلاف المواقف بين واشنطن وتل أبيب بشأن القضية الإيرانية، وعجزه عن إحراز تقدم ضد حماس، لا يُضيفان أي نقاط لموقف نتنياهو في الإدارة الأمريكية، خاصةً مع ترامب، الذي يُحبّذ تقليل الخسائر بسرعة، كما أن تخفيف القوات الأمريكية في سوريا يخدم المصالح التركية". 

التوتر مع ترامب
وأضاف أن "الرئيس بايدن كان الداعم الوحيد للأكراد أمام تركيا، وسيكون الانسحاب الأمريكي من سوريا خبرًا ممتازًا لأردوغان، كما أنه مع ترامب، كل شيء اقتصادي، وتركيا توّاقة لتجديد سلاحها الجوي المُتهالك لسدّ الفجوة النوعية أمام اليونان، تتوقع الحصول على الضوء الأخضر من ترامب لتزويد نفسها بطائرات مقاتلة أمريكية، ولا يُفترض أن تشمل الصفقة طائرات الشبح إف 35، حيث ألغت الولايات المتحدة نقل الطائرة لتركيا خلال ولاية ترامب السابقة بسبب شراء نظام الدفاع الجوي الروسي إس 400 من قبلها، لكن جميع الطائرات الأخرى الموجودة على الرفّ تشملها بالتأكيد".

وأكد أن "ترامب يريد حقًا هذه الصفقات، كما هو الحال في تركيا، وكذلك في السعودية، من أجل تحفيز الاقتصاد الأمريكي، وتشكل هذه المجموعة من الظروف تحديًا أمنيًا وسياسيًا صعبًا لدولة إسرائيل، لأن الطرف الذي يحاول حاليًا سد الفجوة بين الطرفين هو أذربيجان، وهي قريبة جدًا منهما، ومع ذلك، لا يفوت أردوغان الفرصة لإذلال الإسرائيليين، حيث رفض السماح لطائرة نتنياهو بالتحليق في أجوائه في طريقها إلى باكو".

وأوضح أن "هذه سياسة تركية تهدف لفرض رسوم على إسرائيل إذا لم يتم التوصل لتفاهم في سوريا، وقد تُغلق أجواءها أمام الطائرات المدنية الإسرائيلية، مما يُلحق ضررًا بالغًا بحركة المسافرين شرقًا، وحتى الآن، لم تفعل أردوغان هذا إلا مع الطائرات التي تُمثل رموزًا كطائرة نتنياهو، وفي نوفمبر 2024 مع زيارة مُخطط لها للرئيس إسحاق هرتسوغ لباكو". 

وختم بالقول إنه "لا يبدو أن هناك لاعبين آخرين على استعداد للدخول في هذا التوتر باستثناء أذربيجان، ذات النفوذ المحدود جدًا على أنقرة، والولايات المتحدة التي عبّرت عن موقفها، مما يُلقي بمسؤولية ثقيلة على نتنياهو لإدارة الأزمة بأقصى درجات الحذر، تفاديًا لاحتمالية نشوب صراع عسكري مباشر، ولا تحتاج الاحتلال لفتح مسرح حرب ثامن".

مقالات مشابهة

  • أردوغان يعول على صديقه ترامب في رفع العقوبات العسكرية عن تركيا
  • تركيا على أعتاب ثروة جديدة.. أردوغان يعلن عن اكتشاف غاز ضخم
  • أردوغان: اكتشاف احتياطي جديد كبير من الغاز الطبيعي في تركيا
  • تركيا: أردوغان يعلن عن اكتشاف احتياطي ضخم من الغاز الطبيعي في البحر الأسود
  • تركيا تعلن اكتشاف احتياطيات جديدة من الغاز الطبيعي في البحر الأسود
  • أردوغان يكشف عن تغير موقف ترامب بشأن عقوبات كاتسا ضد تركيا
  • قادة أوربيون في بيان مشترك: لن نصمت أمام الكارثة الإنسانية التي تحدث أمام أعيننا في غزة
  • قادة 7 دول أوروبية: لن نصمت أمام الكارثة التي تجري في غزة
  • أوساط إسرائيلية تبدي قلقا من تأثير تركيا في سوريا.. تفرض علينا أثمانا باهظة
  • مفاوضات إسطنبول.. زيلينسكي يغادر تركيا بعد لقائه أردوغان