كيف نفرق بين الألم العصبي والنوبات القلبية؟
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
يمكن أن يحدث ألم الصدر لأسباب مختلفة. فما هي الأمراض التي يكون الألم في الصدر من أعراضها، ولماذا يجب علينا عدم تجاهل هذه الأعراض؟.
تقول الدكتورة آنا تشوغونيكوفا أخصائية أمراض القلب والأوعية الدموية في حديث لصحيفة "إزفيستيا": "غالبا ما يحدث هذا الألم بسبب أمراض الأعضاء الموجودة في منطقة الصدر - أولا، القلب والأوعية الدموية (الذبحة الصدرية، التهاب عضلة القلب، احتشاء عضلة القلب)، ثانيا، أعضاء الجهاز التنفسي (التهاب الشعب الهوائية، الالتهاب الرئوي، ذات الجنب).
ووفقا لها، أحد الأسباب الرئيسية هو التغيرات التنكسية في العمود الفقري الصدري. لأن الأعصاب الوربية تتفرع من الحبل الشوكي، وتقع في وسط القناة الشوكية وتمر تحت الأضلاع. وعند وجود مشكلات في العمود الفقري الصدري (الزوائد العظمية، هبوط الأقراص الفقرية)، يحدث ضغط على الأعصاب، يظهر الألم الذي ينتشر إلى السطح الأمامي للصدر، ويمكن أن يشبه آلام القلب. كما يمكن أن يحدث الألم العصبي الوربي بسبب المجهود البدني المفرط ، أو العمل في وضع غير مريح ، أو النوم على وسادة غير مريحة، أو انخفاض حرارة الجسم، أو عدوى فيروس الهربس، أو إصابة الأعصاب نتيجة للكدمة، وغير ذلك.
أما الأمراض الرئيسية للقلب والأوعية الدموية فهي احتشاء عضلة القلب والذبحة الصدرية التي سببها انخفاض أو توقف إمدادات الدم عبر الشرايين إلى القلب.
إقرأ المزيدوتقول: "قد تكون أعراض الألم العصبي الوربي وأمراض القلب متشابهة. لذلك عندما يظهر الألم في منطقة الصدر، من المهم تحديد مصدر الألم، وطبيعته (الطعن، الضغط، الثقب)، ومدته وانعكاسه، وكذلك ما إذا كانت هناك عوامل محفزة. وأحيانا تظهر في بعض الحالات أعراض مثل ضيق التنفس، وصداع. وتتميز الذبحة الصدرية النمطية بالألم أو الشعور بالضيق أو الضغط أو الثقل في الصدر، الذي يصفه البعض بالشعور بعدم الراحة. ويمكن أن ينتقل الألم إلى الذراع اليسرى والرقبة والفك السفلي والمنطقة الشرسوفية. ويحدث هذا لألم بعد ممارسة نشاط بدني أو إجهاد شديد، وسرعان ما يختفي بعد التوقف عن النشاط البدني أو بعد تناول الأدوية لتخفيف نوبات الذبحة الصدرية".
ووفقا لها، أعراض احتشاء عضلة القلب، تكون شبيهة بتلك التي تحدث أثناء الذبحة الصدرية، ولكنها أقوى وتستمر لفترة أطول (من 20 دقيقة إلى عدة ساعات)، ويمكن أن تحدث حتى في أثناء الراحة. وقد يشعر الشخص بالخوف ويعاني من زيادة التعرق والذعر وضيق التنفس والصداع والغثيان. واحتشاء عضلة القلب حالة تهدد الحياة وتتطلب عناية طبية عاجلة في المستشفى.
أما الأعراض الرئيسية للألم العصبي الوربي، فهي استمرار الألم وانتشاره على امتداد الأعصاب ويشتد دوريا. ويتجلى الألم في بعض الأحيان على أنه من جانب واحد، ويتميز بأنه حاد، وخارق، يظهر أو يشتد مع الاستنشاق، مع العطس والسعال والضحك والحركات المفاجئة، وغالباً ما يختفي عند التوقف عن الحركة.
وتقول الأخصائية: "يتطلب ألم الصدر عناية خاصة وقد يكون علامة على حالة تتطلب رعاية طبية فورية. والطبيب هو الوحيد الذي يمكنه تشخيص السبب بدقة استنادا إلى نتائج الفحص وعند اللزوم يمكنه إحالة المريض إلى أطباء مختصين آخرين. وإذا كان ألم الصدر لا يطاق أو لا يختفي لفترة طويلة، فيجب طلب المساعدة الطبية الطارئة فورا".
المصدر: صحيفة "إزفيستيا"
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الصحة العامة امراض امراض القلب معلومات عامة الذبحة الصدریة عضلة القلب ویمکن أن
إقرأ أيضاً:
يحدث في غزة فقط!
محمد بن رامس الرواس
في غزة فقط تحدث مثل هذه القصة المؤلمة، بينما الطبيبة آلاء النجار تمارس مهنتها النبيلة، في صباح يوم الجمعة، لتنقذ ما يمكن إنقاذه من أجسادِ الأطفال الذين مزّقتها آلة الحرب الإسرائيلية، وفي مستشفى ناصر بخان يونس، بقسم الأطفال الذي كان مليئًا بالآهات وبنقص الأدوية وندرة الأطباء، كانت الدكتورة آلاء تؤدي عملها المهني بكل صدق، وبسعة صدرٍ يُنبئ عمّا تحمله بداخلها من صدق الانتماء لوطنها وأهلها ومجتمعها.
في نفس تلك اللحظات التي تعمل فيها أيدي آلاء لتعالج جرحى الأطفال وتداويهم، قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل الدكتورة آلاء بصاروخ غادر، بعد أن أوصلها زوجها إلى مقر عملها، ثم عاد إلى المنزل وجلس مع أبنائه العشرة، فتم تدمير المنزل بمن فيه؛ ليتحوّل سكانه إلى جثث مُتفحِّمة.
وبعد وقت قصير من هذه الحادثة، دخلت سيارات الإسعاف مستشفى ناصر، قسم الطوارئ، تحمل عشرة أطفال مع أبيهم، تسعة منهم متفحّمة جثثهم ومقطّعة، بينما واحد منهم اسمه آدم مع أبيه فقط لا يزالان يصارعان الموت.
وقد دخل الأطفال العشرة على أمهم الطبيبة لا كمرضى؛ بل كشهداء، عشرة وجوه تحفظها الدكتورة آلاء في تفاصيلها، وفي همساتهم، وفي ضحكاتهم، تعرفُ معاناتهم وجوعهم ونومهم.. جاءوا إليها موتى في أكياس بيضاء لا ينطقون، أكبرهم يحيى ذو الاثني عشر عامًا، وأصغرهم الرضيعة سيدار، التي لم تُكمل عامها الأول؛ فانفطر قلب آلاء الأبيض الحنون تحت السترة البيضاء التي ترتديها كطبيبة، على أطفالها الذين ودّعتهم واحدًا واحدًا في ذلك الصباح؛ لتتفاجأ أنهم جاءوها إلى مقر عملها شهداء.
هذه ليست رواية درامية، ولا مشهدًا سينمائيًا، هذه أحداث من غزة؛ حيث تختلط المهنة بالأمومة، والبطولة بالحزن، والحياة بالموت. هذه الحكاية تلخّص مأساة شعب بأكمله؛ فبينما يُقاوم الأطباء القصف بالأمل، تُقصف بيوتهم بالأشلاء، وبينما تنشغل الأمهات برعاية أطفال الآخرين، يُنتزع أطفالهنّ من بين أحضان الحياة بصواريخ الكيان الإسرائيلي الغاصب.
فما أصعب أن تُخدَّر الأم كي لا ترى أبناءها موتى، وما أوجع أن تفيق لتدرك أنها أصبحت أمًّا بلا أطفال، هذا الأمر يحدث في غزة فقط.. في غزة فقط الأمهات بطلات في النهار، مكلومات في الليل.. في غزة فقط تقتل آلة الحرب كل شيء، لكنها لا تقتل الكرامة، ولا تُطفئ نور الشهادة.
رابط مختصر