عاجل.. قاآني للضيف: أظهرتم بوضوح ضعف وهشاشة الكيان الصهيوني الغاصب وأثبتم بشكل عملي وحاسم أنه أوهن من بيت العنكبوت
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
عاجل.. قاآني للضيف: أظهرتم بوضوح ضعف وهشاشة الكيان الصهيوني الغاصب وأثبتم بشكل عملي وحاسم أنه أوهن من بيت العنكبوت.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
أنا أستاذة إسرائيلية فلماذا ورد عملي في تقرير هارفارد عن معاداة السامية؟
عندما قرأت لأول مرة تقرير جامعة هارفارد حول معاداة السامية والتحيّز ضد إسرائيل، لم أتوقع أن أجد نفسي ضمن محتواه، لكنني كنت هناك، وإنْ كان ذلك دون الإشارة إلى اسمي أو دراساتي أو حتى إلى هويتي كأكاديمية يهودية إسرائيلية.
تم إعداد هذا التقرير ونشره استجابة لضغوط واسعة من المانحين وجماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل، ويدّعي التقرير أنه يوثق أزمة معاداة السامية في الحرم الجامعي، لكنه في الواقع يكشف استعداد هارفارد لإعادة تعريف الهوية اليهودية بشكل ضيق وأيديولوجي: بحيث يُستبعد ويُمحى اليهود الذين يختلفون مع الصهيونية.
أقول هذا لأنني واحدة منهم، لقد درّست لعدة سنوات في مبادرة «الدين، النزاع، والسلام» (RCPI) التابعة لمدرسة هارفارد اللاهوتية، كان برنامجنا يتناول بناء السلام من خلال الانخراط العميق مع تواريخ العنف البنيوي والقوة، وكانت فلسطين/إسرائيل قضيتنا المحورية. قرأ طلابنا على نطاق واسع، وسافروا إلى المنطقة، والتقوا بمجموعة من الأصوات -من بينها جنود إسرائيليون سابقون من منظمة «نكسر الصمت»، وفنانون فلسطينيون يقاومون محو الثقافة، ونشطاء يهود مزراحيون وإثيوبيون يتحدّون العنصرية داخل المجتمع الإسرائيلي.
كان ذلك البرنامج، عن قصد، تحدّيًا فكريًا وسياسيًا، فقد عرّض الطلاب لتعقيدات المنطقة، ولطرق متنوعة وغالبا متضاربة يروي بها اليهود والفلسطينيون ماضيهم ويتخيلون مستقبلهم.
لكن وفقًا لمعدّي تقرير هارفارد، لم يكن هذا برنامجًا أكاديميًا شرعيًا ولا تعليمًا مسؤولًا؛ بل كان، في جوهره، مجرد تلقين أيديولوجي معاد للسامية.
الطريقة التي وصل بها التقرير إلى هذه الاستنتاجات -و«برّرها»- توضح كيف تُستخدم التحريفات الافترائية بشكل منهجي لقمع حجج وهويات من يُعتبرون «اليهود الخطأ»، فقد اقتبس التقرير من فعاليات عامة استضفناها ضمن RCPI، بما في ذلك ندوة إلكترونية حول كتابي الذي يتناول نشطاء يهود أمريكيين يشاركون في حركة التضامن مع فلسطين، لا بالرغم من يهوديتهم، بل بسببها، وقد علّق على الكتاب الحاخام برانت روزن، وهو حاخام «إعادي البناء» ومؤسس كنيس «تسيديك شيكاجو»، والدكتورة سارة روي، وهي باحثة بارزة في الشأن الفلسطيني وابنة ناجين من المحرقة.
ومع ذلك، اختزل التقرير ذلك الحدث إلى وصف غامض عن «متحدث واحد» أشاد بـ«نشطاء يهود مؤيدين للفلسطينيين»، متجاهلًا أن هذا المتحدث كنت أنا -أستاذة يهودية إسرائيلية- وأن المشاركين الآخرين كانوا أيضا يهودا، وقد وصف التقرير تأملات روزن حول خيبة أمله من الصهيونية بأنها «رواية تحوّل»، وكأن التطور الروحي أو الأخلاقي هو دليل على معاداة السامية.
وفي ندوة أخرى أدرتها، ناقش روزن والأستاذ اليهودي دانيال بويارين مكانة الصهيونية في الطقوس الدينية بالكنيس، رغم أن بويارين لم يوافق على التعديلات التي اقترحها روزن على الصلوات، فقد أكد على التزامهما الأخلاقي المشترك، لكن التقرير اختار جملة واحدة لبويارين -«أنا متعاطف بعمق مع مواقفك السياسية والأخلاقية»- ليزعم أن الحدث يفتقر إلى «تنوع الآراء»، من الصعب تفويت السخرية هنا: محادثة بين ثلاثة يهود من خلفيات مختلفة تتحول إلى دليل على غياب التنوع بدلًا من تجسيده.
هذا التأطير الانتقائي ليس صدفة ولا تصرفًا عابرًا بدافع الحقد، بل يعكس نمطًا أوسع: قرار هارفارد في يناير الماضي باعتماد تعريف «التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست» (IHRA) لمعاداة السامية، وهو تعريف يخلط بين انتقاد السياسات الإسرائيلية ومعاداة السامية، وبهذا القرار، لا تُقيد الجامعة الخطاب السياسي والأخلاقي الذي يواجه عنف إسرائيل ضد الفلسطينيين فحسب، بل تتبنى فعليًا اختبارًا أيديولوجيًا يحدد من يُعتبر «يهوديا شرعيا» داخل الحرم الجامعي.
من الواضح أنني من «النوع الخطأ من اليهود» في هارفارد، ففي كل مرة، وضعتني التزاماتي الأكاديمية والسياسية خارج حدود المقبول، كنتُ ناقدة أكثر من اللازم، منخرطة أكثر من اللازم، مستعدة لتحدي السرديات السائدة أكثر من اللازم، ولست الوحيدة في ذلك.
بل يذهب التقرير أبعد من ذلك، إنه لا يستخف فقط بأعمال وهويات وخبرات الأكاديميين، بل أيضا بتجارب طلابنا اليهود، بمن فيهم أولئك الذين شاركوا في رحلة دراسية إلى فلسطين/إسرائيل، فقد وصفت إحدى الطالبات اليهوديات التجربة بأنها «مؤثرة ومؤلمة وقوية»، وسردت كيف أن نظام الفصل العنصري الإسرائيلي لا يُدمّر السياسة فحسب، بل يُقوّض أيضًا إمكانية الحياة الثقافية للفلسطينيين، أما التقرير، فاعتبر هذه الشهادة دليلا على التلقين لا على التعلّم.
الرسالة واضحة: الطلاب اليهود الذين يتوصلون إلى استنتاجات نقدية بشأن إسرائيل ليسوا مفكرين مستقلين. لقد تم تضليلهم. التلاعب بعقولهم. معاملتهم كأطفال.
والمفارقة أن هذا الطرح يعيد إنتاج نمط كلاسيكي من معاداة السامية نفسه: إن اليهود لا يستطيعون التفكير لأنفسهم ما لم يلتزموا بأيديولوجية مصادق عليها.
كما تجاهل التقرير تنوع الأصوات اليهودية التي قدمناها في صفوفنا الدراسية. وادعى أن برنامجنا ركّز على «وجهات نظر يهودية غير سائدة»، مستخفا بأشخاص مثل نوعم شوستر إلياسي، وهي كوميدية يهودية مزراحية إسرائيلية، حظيت بدعم زمالتنا، وتُعرض أعمالها الآن في مهرجان «صندانس» السينمائي. كما تجاهل فعالياتنا التي تناولت تجارب اليهود المزراحيين والإثيوبيين، بما في ذلك إحياءنا لذكرى «هاغادا الفهود السود الإسرائيليين»، وهي وثيقة رمزية مهمة في تاريخ النضال ضد العنصرية في إسرائيل.
وتغافل التقرير كليا عن برمجتنا التي تناولت معاداة السامية نفسها، بما في ذلك مناقشة تعريفات بديلة لها مثل «إعلان القدس»، الذي يُميّز، بعكس IHRA، بدقة بين انتقاد إسرائيل وكراهية اليهود.
باختصار، لا يقتصر تقرير هارفارد على تشويه صورة برنامج أكاديمي، بل يسعى لإعادة رسم حدود الشرعية اليهودية.
إنه يبعث برسالة مرعبة إلى الطلاب وأعضاء هيئة التدريس: إذا كنت يهوديًا وتشُكك في الصهيونية، فأنت موضع شبهة. إذا تضامنت مع الفلسطينيين، فأنت لا تنتمي. إذا عطّل بحثك السردية الأخلاقية البسيطة عن إسرائيل المحاصرة، فأنت لست غير مرحب بك فقط - بل أنت خطر.
هذا ليس دفاعا عن أمن اليهود. إنه جهد للرقابة على معارضة اليهود أنفسهم.
لكنني أرفض أن أُخضَع للرقابة. سأواصل التعليم، والكتابة، والتنظيم جنبًا إلى جنب مع اليهود والفلسطينيين الذين يناضلون من أجل الحرية والعدالة والكرامة. وسأواصل تحدي المؤسسات التي تزعم أنها تدافع عن اليهود بينما تكرّس أشكالًا أخرى من العنصرية والقمع.
وسأفعل ذلك لا على الرغم من يهوديتي، بل لأنني يهودية.
أتاليا عمر أستاذة في دراسات الدين والنزاع والسلام في كلية كيو للشؤون العالمية بجامعة نوتردام. وهي عضو هيئة تدريس أساسي في معهد كروك التابع للكلية نفسه، والمتخصص في دراسات السلام الدولية.
عن الجارديان البريطانية