صحيفة الاتحاد:
2025-07-12@13:35:56 GMT

COP28.. «طوق النجاة»

تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT

عبد الله أبو ضيف (القاهرة)

أخبار ذات صلة الإمارات: حاجة ماسة وملحة لحماية المدنيين والأطفال في غزة الإمارات تدعو إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في السودان مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

تلقي الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف، COP28 الضوء على مخاطر التغيرات المناخية، في خطوة تستهدف مضاعفة الجهود لإنقاذ الثروات الطبيعية في البر والبحر والجو، مستندة إلى ما تمتلكه الإمارات من خبرة عملية كبيرة في مبادرات الحد من تداعيات تغير المناخ.


وتتعامل رئاسة COP28 بمسؤولية، وإدراك تام لحجم المهمة المطلوبة، وتعمل عبر المحاور كافة والاتجاهات كافة، وتتعاون مع الجميع، انطلاقاً من قناعتها بأنه لا أحد لديه كل الحلول اللازمة لمواجهة تداعيات تغير المناخ، ومنها تأثير التغيرات المناخية على ثروات البحار والمحيطات. 
حذرت دراسة علمية حديثة من تأثير التغيرات المناخية على الشعاب المرجانية التي تؤدي إلى اختفائها بشكل أكبر وأسرع من التوقعات العلمية خلال السنوات الأخيرة، وبحسب الدراسة، تبقى الشعاب المرجانية في منطقة البحر الأحمر الأمل الأخير لبيئة بحرية متوازنة، ما دفع الفريق المدعوم من «اليونسكو» بضرورة تصنيف الشعاب المرجانية إرثاً عالمياً ومحمية طبيعية يجب الحفاظ عليها وحمايتها من الاندثار، باعتبارها الوحيدة التي تمكنت حتى الآن من الصمود أمام الكثير من المهددات كالتغيرات المناخية والتلوث.
وأجرى الدراسة فريق علمي من المنطقة العربية وسويسرا وأستراليا وأميركا، وطالب بضرورة العمل على تنمية بيئة الشعاب المرجانية والحفاظ عليها. وقال الباحث البيئي في منطقة البحر الأحمر محمود حنفي، إن البحر الأحمر تعرض لأضرار واضحة بسبب التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة في المناطق الاستوائية تظهر في تراجع الشعاب المرجانية بشكل واضح، وهو أمر يتعلق بالبحار والمحيطات كافة، فعلى سبيل المثال أستراليا خسرت 50% من الشعاب المرجانية خلال عام واحد.
وأضاف حنفي، أن الشعاب المرجانية كائنات حية تعيش داخلها طحالب وحيدة الخلية، وتضطر مع ارتفاع درجات الحرارة إلى هجرة المرجان، ومع مزيد من الهجرة يؤدي ذلك إلى تدمير المستعمرة بالكامل، ويظهر ذلك عندما يتحول لونها إلى الأبيض بعدما كانت بألوان زاهية ومظهر إبداعي.
وأشار إلى أن البحر الأحمر يتعرض بشكل واضح لهذه الأزمة، رغم وجود مناطق أمل في خليج العقبة والسويس وعلى الجانب المصري من البحر الأحمر والتي تتحمل تغير المناخ بشكل أكبر بحسب الأبحاث العلمية، لكن مع الأخذ في الاعتبار أن المنظمات الدولية نفسها حذرت من احتمال اختفاء الشعاب المرجانية بالكامل نهاية هذا القرن.
وقال مدير وحدة إدارة الكوارث الطبيعية في «اليونسكو» سابقاً الدكتور بدوي رهبان، إن ثمة عناصر في كوكبنا في الأرض أساسية لصحة الإنسان وللأمن الغذائي، منها المحيطات والغابات والتي تتدهور عاماً بعد عام، والخطر يهدد البحار والمحيطات من جهة ارتفاع حرارة الكوكب والمياه.
والخطر يتزايد، وفي بعض الأحيان يسبق توقعات خبراء المياه والمحيطات، وارتفاع درجة حرارة المياه يؤثر على الكائنات الحية داخلها، خاصة الشعاب المرجانية، وكذلك تتأثر مياه المحيطات بالأنشطة الإنسانية من النفايات وتلوث المياه وتتسبب في موت كائناتها.
وأشار رهبان إلى أن الشعاب المرجانية كائنات بدرجة أهمية كبرى لصحة المياه وللأمن الغذائي للإنسان، حيث نشهد بشكل واضح تأثر ألوان البحار والمحيطات من الأزرق إلى الأخضر والأبيض، وتكوين الشعاب المرجانية في البحر الأحمر يتغير ويتحول، وتضاءل بشكل واضح وفي منحى زوال، حيث تحمي سواحل المناطق المجاورة لها من ارتفاع مياه البحر ومن تدهور المناطق الساحلية ومن العواصف المائية، لذا فإن دور الشعاب رئيسي في صحة البحار.
وقال: «إن مواجهة هذه المخاطر تتطلب التصدي للأسباب الجذرية لهذه الأمور مثل الأنشطة الإنسانية العشوائية، وتلويث مياه البحر بالنفايات وغيرها، والصيد العشوائي ومخلفات المصانع والنقل وانبعاثات غازات الدفيئة، وكلها تتسبب في تلويث الحياة البحرية، كما يجب اتخاذ إجراءات جادة لحماية الشعاب المرجانية والتعريف بأهميتها للإنسان والكائنات والبيئة».

المرجان أساس النظام البيئي
المرجان يمثل أساس النظام البيئي البحري، خاصة مع قدرته على إنتاج مادة عضوية للكائنات الحية بشكل عام، إلى جانب أهميته الاقتصادية في إنتاج الأسماك في أماكن مثل البحر الأحمر تحديداً التي يعيش على سواحلها ملايين البشر الذين يستفيدون من الخدمات المقدمة من النظم البيئية للشعاب المرجانية، سواء في السياحة أو الصيد أو إنتاج المواد الفعالة بيولوجياً مثل العقاقير.
ويمتاز مرجان البحر الأحمر، الممتد على طول 4 آلاف كلم - خاصة المغمور في أعماق خليج العقبة - بخاصية طبيعية تمكنه من الصمود أمام ارتفاع درجة حرارة المياه، خلافاً لبقية الشعاب المرجانية المترامية في بحار في العالم والمرشحة للاندثار قبل نهاية هذا القرن بنسبة 70 إلى 90%.


المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات مؤتمر الأطراف المناخ التغير المناخي تغير المناخ التغيرات المناخية التغیرات المناخیة البحار والمحیطات الشعاب المرجانیة البحر الأحمر بشکل واضح

إقرأ أيضاً:

من البحر الأحمر.. اليمن يُسقط الصهاينة

 

 

في تطور عسكري نوعي وغير مسبوق، تمكنت القوات المسلحة اليمنية فجر الإثنين 7 يوليو 2025 من إحباط هجوم جوي إسرائيلي واسع النطاق استهدف منشآت مدنية وموانئ استراتيجية في محافظة الحديدة.
الدفاعات الجوية اليمنية، بأسلحتها المحلية الصنع، أجبرت الطائرات الإسرائيلية على الانسحاب بعد اشتباك جوي عنيف استمر أكثر من ثلاثين دقيقة، وذلك دون أن تُحقق القوات المعادية أي هدف عملياتي يُذكر.
ترافق هذا التصعيد مع عملية بحرية هجومية ناجحة نفذتها وحدات من القوات البحرية اليمنية، أسفرت عن إغراق سفينة إسرائيلية كانت قد اخترقت الحظر الملاحي اليمني المفروض في البحر الأحمر. العملية نُفذت بدقة عالية، وشملت رصداً استخبارياً، إنزالاً بحرياً، ثم تفجيراً مباشراً بزورق مفخخ.
ما يُميز هذا الاشتباك، أنه يُسجَّل كأول حالة يتم فيها إجبار تشكيلات جوية إسرائيلية على الانسحاب من معركة جوية مباشرة خارج فلسطين المحتلة، وهو ما يُعد ضربة مباشرة لعقيدة التفوق الجوي الإسرائيلي.
وبحسب مصادر العدو ذاته – وتحديداً القناة 14 العبرية – فقد استخدم سلاح الجو الإسرائيلي 56 قنبلة موجهة بدقة، وهو ما يكشف مستوى الكثافة النارية التي واجهتها الدفاعات اليمنية، وتمكنت من اعتراضها أو التشويش عليها ضمن شبكة نيران منسقة.
المعطى الأهم هنا، هو أن منظومة الدفاع الجوي اليمنية أثبتت قدرتها على العمل كشبكة متكاملة وليست وحدات منفصلة، وهو تطور فني وتقني بالغ الأهمية، خاصة في ظل الحصار المفروض منذ سنوات، مما يؤكد أن لدى صنعاء بنية تشغيل قتالية مرنة ومعتمدة على الصناعة المحلية.
أما على مستوى البحر، فإن نجاح الهجوم على السفينة الإسرائيلية يُعيد تعريف مفهوم السيطرة في البحر الأحمر. فاليمن، من خلال هذه العملية، فرض واقعاً نارياً جديداً في الممرات الدولية، وقدم رسالة استراتيجية واضحة مفادها أن أي تحرك معادٍ في المياه الإقليمية أو الدولية ضمن نطاق التأثير اليمني، سيُعامل كهدف عسكري مشروع.
هذا التفاعل المتزامن بين الرد الجوي والدفاع البحري يؤكد أن اليمن بات يُفكر ويعمل وفق منظور عملياتي مشترك وجبهة متعددة الأذرع، ما يعني أن المعركة لم تعد تدار بردود فعل موضعية، بل بقرار عسكري سيادي مُسبق، وبتنسيق عالي المستوى بين القوى البحرية والجوية.
الأهم من ذلك أن هذا التصعيد لا يمكن فصله عن السياق الإقليمي الأوسع لمعركة “طوفان الأقصى”. فاليمن بات طرفاً محورياً وفاعلاً في مسرح العمليات، لا يكتفي بالدعم السياسي أو الإعلامي، بل ينخرط ميدانياً بقرارات نارية تُربك العدو وتُقلب موازين الاشتباك.
في التحليل العسكري، نحن أمام مرحلة جديدة: القوات اليمنية انتقلت من مرحلة الدفاع التكتيكي إلى مرحلة الردع العملياتي الاستراتيجي. وهذا يعني أن المعادلات التي كانت قائمة سابقاً – خاصة تلك التي تتعلق بهشاشة الجبهة اليمنية جوياً وبحرياً – لم تعد قائمة اليوم.
ختاماً، يمكن القول إن ما جرى ليس حادثة منفصلة، بل إعلان عملياتي واضح بأن اليمن دخل معادلة الردع الكبرى في المنطقة، وأن تل أبيب، ومن خلفها واشنطن، باتتا مضطرتين لإدراج اليمن في حسابات أي حرب أو تصعيد مقبل. فالرسالة وصلت بوضوح: اليمن لا ينتظر أن يُستهدف ليرد… بل يُبادر، ويُسقط الطائرات، ويُغرق السفن.

مقالات مشابهة

  • وسائل اعلام صهيونية تشيد بحكومة المرتزقة
  • من البحر الأحمر.. اليمن يُسقط الصهاينة
  • التغيرات المناخية المفاجئة.. رئيس مركز المعلومات يكشف عن الأسباب
  • الهلال الأحمر المصري يتدخل بشكل عاجل في حريق محدود بمحيط سنترال رمسيس
  • استشاري: التقلبات المناخية الشرسة تؤثر بشكل فوري على زراعة العنب
  • وزيرة البيئة: نصف الشعب المرجانية في منطقة البحر الأحمر معلنة كمحمية طبيعية
  • «شمس» تطلق مبادرة «تبنّى مرجانًا» لإشراك المجتمع في حماية الشعاب المرجانية بالبحر الأحمر
  • تبنّى مرجانًا مبادرة لإشراك المجتمع في ترميم الشعاب المرجانية بالبحر الأحمر
  • الحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كامل
  • الصين ترد على أزمة الليزر في البحر الأحمر