أشعر بالخزي.. ويجز يحذف فيسبوك وماسنجر بسبب انحيازهما لـ إسرائيل
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
أعلن مطرب الراب ويجز -عبر ستوري حسابه الرسمي بتطبيق انستجرام- حذف حسابه الرسمي على فيسبوك وماسنجر، بسبب انحياز المنصتين إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد الحرب ضد الشعب الفلسطيني.
وكتب ويجز عبر ستوري انستجرام، قائلا بالإنجليزية: «لقد قمت بحذف فيسبوك وماسنجر، وأشعر بالخزي لأنني أستخدم إنستجرام وأحقق أرباحا لشركة ميتا التي تغطي على الإبادة الجماعية .
ويجز يدعم القضية الفلسطينية
وكان علق مطرب الراب ويجز على أحداث القضية الفلسطينية، وما يحدث بها من تفاقم وعنف وقصف على يد الاحتلال الصهيوني، وذلك في أثناء إحيائه لإحدى حفلاته في كندا.
وقال ويجز، “معظمكوا عايش هنا، وبيحتكوا مع اللى جمبيهم أو اللي ميعرفوش أصلاً، فأتمنى إن يكون كل حد عنده نفس الدافع اللى جواك ده، وإن يكون اللى بيقهرك إن فى ناس معندهاش أدنى إحساس بالمسؤولية، وفى ناس ماتعرفش أي حاجة عن اللى بيحصل، وناس فعلاً مغيبة، ولكن وسائل الإعلام مش بتوصل الحقيقة، وده شيء مش جديد، بس إحنا أكيد نقدر نموت الإرهاب”.
وقال ويجز مؤخرًا، خلال تصريحات تليفزيونية: "من وجهة نظري، لا يمكن لأحد أن يأتي ويقول لنا أن أمريكا تحترم الديمقراطية وتمتلك حرية، بالعكس، إنها تضعنا في خانة يجب علي أن ألتزم بها؛ لكي تكون هذه حرية، وهذا ليس حرية حقيقية بأي حال من الأحوال".
وأضاف ويجز: “أنتم تخافون من الأشخاص المختلفين عنكم، وتخشون أن تكون طريقة حياتهم مختلفة عما هو عندكم، وهل لا يعرف جهاز الاستخبارات الأمريكي ما يحدث في غزة؟، إنهم يعلمون بنسبة 100% ما يحدث في غزة”.
وتابع: "نحن لسنا أغبياء والأحداث التي تجري تخضع للتخطيط والتنظيم".
يذكر أن ويجز نشر مقطع فيديو عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “إنستجرام” أثناء مشاركته فى مظاهرة بأمريكا ضد الاحتلال الإسرائيلي والمجازر التي يرتكبها ضد فلسطين.
وقال ويجز خلال الفيديو: "نحن الآن في أمريكا وهذه المظاهرة لأن اليهود الذين يعيشون في نيويورك يخرجون ويقولون إنهم يرفضون المجزرة التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، إنهم قادمون لتبرئة أسمائهم، أنا سعيد، وأتمنى أن يتفوق الناس".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ويجز مطرب الراب ويجز أغاني ويجز أخبار ويجز أعمال ويجز فلسطين فيسبوك
إقرأ أيضاً:
حرية التعبير بين الحق والاختبار المجتمعي
د. أحمد بن موسى البلوشي
في كل مُجتمع، تُعد حرية التعبير من أهم ركائز التقدم الفكري والنقاش الصحي، فهي التي تتيح للفرد أن يُعبّر عن آرائه ومعتقداته دون خوف من القمع أو الإقصاء. بل إن المجتمعات المتحضّرة تُقاس بدرجة انفتاحها على الأصوات المختلفة وقدرتها على استيعاب التنوّع الفكري وبكل أطيافه. غير أن هذا المبدأ كثيرًا ما يُصبح محل اختبار حقيقي عندما تُطرح آراء غير تقليدية أو أفكار تتحدى المفاهيم السائدة.
وفي اللحظة التي يُعبِّر فيها شخص ما عن رأي يُخالف ما تعود النَّاس عليه، أو يُعيد قراءة القضايا المألوفة بمنظور جديد، يجد نفسه في مواجهة موجة من الانتقادات وربما الهجوم العنيف، فبدلًا من أن يُستقبل رأيه كجزء من حوار مفتوح، يُفهم على أنه تهجم على الهوية أو القيم، ويُفسّر أحيانًا على أنَّه خروج عن الإجماع أو تهديد للنسيج الاجتماعي.
هذا التوتر لا يعني بالضرورة أن المجتمع ضد حرية التعبير من حيث المبدأ والفكرة، لكنّه يكشف عن التباين بين القيم النظرية والتطبيق العملي لها. فقبول الرأي المُخالف يتطلب نضجًا ثقافيًا واستعدادًا نفسيًا لسماع ما لا يُوافق قناعاتنا، وهو أمر لا يتوفّر دائمًا، لا على مستوى الأفراد ولا المؤسسات.
إضافة إلى ذلك، فإن البعض يُسيء استخدام مفهوم "حرية التعبير"، فيطرح آراءً صادمة أو مستفزة دون ضوابط؛ مما يُسهّل على الآخرين رفض الفكرة ومهاجمتها، لا بسبب مضمونها فقط، بل بسبب طريقة طرحها، وهنا تبرُز إشكالية: هل حرية التعبير تعني قول كل شيء بأي طريقة وأسلوب، أم أنها مسؤولية تتطلب وعيًا ثقافيًا؟
حرية التعبير لا تعني إطلاق العنان لقول كل شيء بأي طريقة وأسلوب؛ بل هي مسؤولية تتطلب وعيًا ثقافيًا وأخلاقيًا؛ ففي المجتمعات المُتحضِّرة، تُعد حرية التعبير من القيم الأساسية التي تتيح للفرد أن يُعبّر عن آرائه ومعتقداته، لكنها لا تُمنح بمعزل عن الضوابط التي تحمي كرامة الآخرين وتصون السلم الاجتماعي. والتعبير الذي يتجاهل القيم الثقافية أو يستفز المشاعر العامة قد يضر أكثر مما ينفع، ويؤدي إلى النفور من الفكرة بدلًا من مُناقشتها. لذا، فإنَّ حرية التعبير الحقيقية تتطلب قدرة على إيصال الرأي بذكاء، واحتراماً للآخر، ووعياً بأن الكلمة قد تبني أو تهدم، تُقنع أو تُقصي، تُصلح أو تُؤجج.
ولعل السؤال الذي يتكرر في كل مرة كذلك: لماذا يُنتقد البعض ويُهاجمون لمجرد أنهم عبّروا عن وجهة نظرهم؟ الجواب ليس بسيطًا؛ فالهجوم قد يكون أحيانًا رفضًا للفكرة، وأحيانًا أخرى رفضًا للطريقة، أو حتى للشخص نفسه بسبب خلفيته أو مواقفه السابقة، وفي أحيان كثيرة، يكون الهجوم ناتجًا عن خوف دفين من التغيير.
المجتمعات تميل بطبيعتها إلى الاستقرار الفكري والثقافي، لذلك فإنَّ أي فكرة تُهدد هذا الاستقرار تُواجه بموجة من الدفاع والرفض. عندما يطرح شخص ما رأيًا مخالفًا عن المألوف، يُنظر إليه على أنَّه "مُزعزع" للمنظومة، وليس كمفكّر حر أو باحث عن التغيير.
ليس كل من يُثير الجدل يُعد مفكرًا حرًّا أو صاحب رؤية؛ فهناك من يطرح أفكارًا غير عقلانية أو سلبية بشكل متعمد، بغرض لفت الانتباه أو إثارة الرأي العام دون مراعاة للتبعات الأخلاقية أو المجتمعية. هؤلاء لا يسعون لتقديم حلول أو إثارة حوار بنّاء؛ بل يُغذّون التوتر والانقسام عبر خطاب صادم أو طروحات تتجاوز حدود المنطق والمسؤولية.
غالبًا ما تعتمد هذه النوعية من الطروحات على الاستفزاز المقصود، والتعميم، والتشكيك في الثوابت، دون تقديم أدلة واضحة أو رؤية متماسكة، وهذا النوع من الكلام قد يجد صدًى سريعًا في بيئة يسهل فيها الانتشار عبر وسائل التواصل، لكنه لا يخدم إلا الفوضى الفكرية، ويُربك الرأي العام بدل أن يوجّهه نحو التفكير الهادئ والبنّاء.
الخطر الحقيقي هنا أن هذه الطروحات قد تُسهِم في زعزعة الثقة العامة، ونشر الإحباط، أو تأجيج الصراعات، لا سيما حين تتناول قضايا حساسة تمس الدين أو الهوية أو الأمن المجتمعي. لذلك، لا بد من التمييز بين من يُحاول كسر الجمود الفكري بوعي، ومن يُمارس التشويش الفكري بدافع الظهور أو السلبية.
في مجتمعاتنا، توجد العديد من المواضيع والقضايا الجوهرية التي تستحق الطرح والنقاش الجاد، لأنها تمس حياة الناس اليومية وتؤثر في استقرارهم الاجتماعي، هذه المواضيع لا يجب أن نتجاهلها ونركنها؛ بل ينبغي تناولها ومُعالجتها بعمق ومسؤولية من خلال منصات إعلامية وفكرية رشيدة، وبمشاركة مجتمعية واعية، والفرق الجوهري هو في طريقة الطرح: فبينما يسعى البعض لإثارة الرأي العام من أجل إثارة الجدل فقط، هناك من يفتح هذه الملفات بحس وطني وأسلوب موضوعي، يستعرض المشكلة ويقترح الحلول، ويُسهم في بناء وعي جماعي، مثل هذا الطرح لا يُحدث تُوترًا؛ بل يُحدث حراكًا فكريًا صحيًا، ويدفع بالمجتمع نحو التطوير والإصلاح.
إنَّ مناقشة قضايا النَّاس بعمقٍ لا تعني التحريض أو الهدم؛ بل تعني الإصلاح الحقيقي، خاصة إذا بُني النقاش على معلومات دقيقة، ونوايا صادقة، وأسلوب يحترم عقول الناس ويبتعد عن التهويل والتضليل، وإن النقد والهجوم ليسا دائمًا علامة على خطأ الطرح؛ بل قد يكونان دليلًا على أهمية القضية التي طرحت، ولكن مسؤولية الفكرة لا تقل عن مسؤولية رد الفعل عليها، وعليه نحتاج إلى مجتمعات تحتمل الاختلاف، وأفراد يعرفون كيف يُعبّرون دون أن يجرحوا، ويُناقشون دون أن يلغوا الآخر.