قال القمص باخوم حبيب، كاهن كنيسة الأنبا أنطونيوس بشبرا، زوج عمة البابا تواضروس، وهى السيدة الراحلة الدكتورة «حياة»، إن البابا تربى على يد الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية، وأصبح تلميذه المحب للخدمة قبل دخوله الدير، وكان أحد الداعمين لقرار ذهابه. وأضاف «باخوم»، فى حوار لـ«الوطن»، أن البابا شخصية مُحبة ولا يرتضى بعملية السيف البتار فى إدارة شئون الكنيسة، بل يحب أن يكسب جميع من حوله، فهو مُحب لآية «المحبة لا تسقط أبداً»، وهى شعاره فى العمل الكنسى حتى مع المعارضين له.

والدته سيدة عظيمة وبعد فوزه بالقرعة الهيكلية لم تنطق سوى بـ«ربنا يعينه» ثم دخلت في غيبوبة بعدها

علاقة قرابة تربطك مع البابا تواضروس الثانى بعيداً عن الكنيسة والخدمة.. كيف كانت علاقته بكم رغم نشأته مع عائلة والدته عقب وفاة والده؟

- انتقل البابا تواضروس فى صغره للعيش مع عائلة والدته فى عقب وفاة والده الذى توفى وهو فى الصف الثالث الإعدادى، تحديداً فى أول أيام امتحانات الشهادة الإعدادية، ورغم تلك الظروف تفوق، وكان يأتى فى الإجازات والمناسبات لزيارتنا، وكانت تجمعه علاقة محبة مع الدكتورة حياة، التى كانت شخصية مُحبة، والتى كان يصفها بأنها العقد الذى يجمع العائلة.

كيف كان رد فعل والدته وعائلته حينما وقع اختيار القرعة الهيكلية على البابا تواضروس؟

- كنت على تواصل باستمرار مع والدته، التى كانت سيدة حكيمة استطاعت بمفردها تربية البابا وأخواته البنات خير تربية، ورغم كونها أرملة وكان «وجيه» هو الولد الوحيد لها، لم تقف فى طريق شغفه بالحياة الرهبانية، وهنا ظهرت عظمتها، حينما وافقت على رغبة ابنها الوحيد فى الذهاب للدير، وأثناء إجراء الانتخابات على منصب البابا، كانت دائماً ما تتمنى ألا يكون ضمن المرشحين؛ خوفاً عليه من المسئولية الكبيرة لهذا المنصب ومن زيادة بُعده عنها وعدم قدرته على زيارتها، وكانت والدة البابا وقت تلقى خبر القرعة الهيكلية جليسة الفراش داخل أحد المستشفيات وسط وجود العديد من العاملين فى المستشفى لمتابعة القرعة الهيكلية ولم تقل سوی «ربنا يعينه»، ودخلت فى غيبوبة بعدها.

القمص باخوم حبيب: البابا شخصية مُحبة.. ويدير الكنيسة بشعار «المحبة لا تسقط أبداً» 

كيف ترى التعليقات السلبية والهجوم من بعض صفحات السوشيال ميديا على البابا؟

- فى عصر الإنترنت ووسائل التواصل، يمكن أن تكون هناك الكثير من التعليقات والآراء التى تكون غير ملائمة أو تحمل مضموناً سلبياً، ومن المهم أن نتعامل مع هذه الأمور بحذر وأدب، وأن نسعى دائماً لنشر الإيجابية والتفهم، وربما يكون من الجيد تذكير الناس بأهمية التحدث بلباقة واحترام فى التعامل مع الآخرين عبر الإنترنت، كما يمكننا أن نتذكر دائماً أن الله هو القاضى النهائى، وأنه سيحاسب الناس على أعمالهم.

حدِّثنا عن علاقة البابا بأخواته وعائلته بعد دخوله الدير وبعد وصوله للكرسى البابوى؟

- لدى البابا أختان؛ «هدى» وهى أخته الكبرى، و«إيمان» أخته الصغرى، والتى توفيت فى سن صغيرة متأثرة بالسرطان، ولكن اهتم من بعدها بابنها ميناس مجدى حتى تزوج وما زال مهتماً به، وهو على تواصل دائم مع عائلته حسب وقته.

كيف تكون طبيعة لقاءات البابا مع عائلته؟

- البابا شخص طيب وبسيط حتى إنه كان يزورنا خلال فترة أسقفيته، والجلسة معه تكون روحية بسيطة وتُسعد الجالسين معه، ونحن لا نستغل صلة القرابة تلك، بل بالعكس نحن نقدّرها ولا نقحمه فى أشياء لا تليق مع مكانته إطلاقاً، لأن هذا لا يليق، ونصلى له دائماً أن يعينه الله فى مسئوليته الكبيرة، ولم نحتَج له مرة إلا وكان سريع الرد، حتى فى الظروف الأخيرة لمرضه كان سريع الرد عندما كنا نريد الاطمئنان عليه، ولا يؤجل أو يهمل الرد مع مسئوليته، هو إنسان مهذب لا يهمل الرد.

الأنبا رافائيل قال للبابا «شِلت المسئولية من على كتفي ورحمتني».. وكان من أوائل المهنئين له

هل كنت معه يوم وقع اختيار القرعة الهيكلية عليه؟ وما كواليس ذلك اليوم؟

- كنت من أوائل المهنئين له عندما أعلن الأنبا باخوميوس وقوع اختيار القرعة الهيكلية على البابا تواضروس الثانى، وذهبت إلى دير الأنبا بيشوى فى هذا اليوم، والذى كان ممتلئاً بالزوار والمهنئين، وكان هناك أيضاً مجموعة من الكنيسة الإريترية، والذين فرحوا كثيراً، وكانوا بـ«يزغرطوا» حتى الأنبا رافائيل كان مبسوط جداً وقال له «انت شِلت المسئولية عنى ورحمتنى»، وكان أول لقاء رسمى لى مع البابا حينما كنت مع لجنة الافتقاد لكنيستى لتهنئة البابا بهذه المناسبة، وأعطينا له هدية.

إنجازاته وسماته

البابا قام بالكثير من الأعمال المنظمة للكنيسة فى كثير من الإيبارشيات مثل عودة الأساقفة الموقوفين للخدمة أمثال الأنبا تكلا فى دشنا، والأنبا إيساك، وحتى الأنبا متياس، وذلك يدلل على كم هو شخصية مُحبة ولا يرتضى بعملية السيف البتار، بل يحب أن يكسب جميع من حوله فهو مُحب لآية «المحبة لا تسقط أبداً»، وهى شعاره فى العمل فى الكنيسة حتى مع المعارضين له. ومن أبرز سماته أنه تربى فى الكنيسة وتتلمذ على يد الأنبا باخوميوس وتولى الخدمة الكنسية فى بداية حياته، وكان يفضل الخدمة ولا يفضل عليها شيئاً، وكانت ثمرة هذا العمل ذهابه إلى الدير.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: تواضروس الثاني البابا تواضروس الكنيسة

إقرأ أيضاً:

البابا تواضروس يستقبل وزير الأوقاف العراقي

استقبل قداسة البابا تواضروس الثاني، اليوم الاثنين، الدكتور رامي چوزيف، وزير الأوقاف العراقي للديانات المسيحية والإيزيدية والصابئة المندائية، والوفد المرافق له. بحضور الراهب القمص مينا الأورشليمي رئيس طائفة الأقباط في العراق، والمهندس وميض ناجي مدير عام الدائرة الهندسية بوزارة الأوقاف العراقية، والمهندس صليوه لازار  صاحب الشركة المنفذة لأعمال بناء كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بالعراق، والمستشار روكان عبد الخالق، مستشار السفارة العراقية، والسيد ياسر موسى سكرتير ثان السفارة العراقية، والدياكون بيشوي فؤاد الشماس بالكرسي الاورشليمي. والسيد رويس عزيز المشرف على بناء الكاتدرائية بالعراق.

سلم الوزير الضيف خطابًا من رئيس الوزراء العراقي السيد محمد شياع السوداني، يتضمن دعوة رسمية لقداسة البابا لزيارة العراق.

وأشار الدكتور رامي چوزيف خلال اللقاء، إلى أن العراق يوجد بها ١٤ طائفة مسيحية، بينهم الأقباط الذين يساهمون بأعمالهم في مشروعات التنمية بالعراق وقد تم بناء كنيسة قبطية بمساهمة كريمة من الحكومة العراقية. مشيدًا بالدور الكبير الذي يقوم به القمص مينا الأورشليمي مع أبناء الكنيسة القبطية هناك وكذلك في المجتمع العراقي.

ومن جهته رحب قداسة البابا بضيوفه وبالدعوة التي تسلمها لزيارة العراق الشقيق، معربًا عن تطلعه لتلبية الدعوة في أقرب وقت وتدشين الكاتدرائية الجديدة، لافتًا أن من أهم الحضارات في التاريخ الإنساني هي الحضارات التي نشأت في الصين والعراق ومصر. وأشاد قداسته بالنمو والتطور والاستقرار الذي تتمتع به العراق حاليًا بعد سنوات من عدم الاستقرار.

مقالات مشابهة

  • قمص ودياكون ورتب شماسية بكنيسة العذراء في ولاية آيوا بامريكا
  • تدشين كنيسة ورسامة في مينيسوتا بأمريكا .. صور
  • رسامة شمامسة جدد وتدشين أواني بحلوان على يد الأنبا ميخائيل
  • بابا الفتيكان الجديد أعاده.. اعرف سر ارتداء الحذاء الأحمر في الكنيسة الأم
  • البابا تواضروس يستقبل أربعة من الآباء الأساقفة | صور
  • البابا تواضروس يستقبل وزير الأوقاف العراقي
  • البابا تواضروس يتسلم دعوة رسمية لزيارة العراق
  • قداسة البابا تواضروس يستقبل وزير الأوقاف العراقي
  • رسامة شمامسة جدد في عيد مار مرقس بأبو قرقاص
  • البابا تواضروس يصلى قداس ذكرى الأربعين لمثلث الرحمات الأنبا باخوميوس