تركيا توقع أول اتفاقية لتصدير طائراتها المسيرة ألباغو الانتحارية
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
وقعت شركة هندسة تقنيات الدفاع التركية، أول اتفاقية لتصدير طائرتها المسيرة "ألباغو"، المعروفة باسم "الانتحارية".
وقالت الشركة التركية في بيان، الجمعة، إنها سلمت مسيرات ألباغو ذات الأجنحة الثابتة إلى دولة (لم تسمها) بعد إتمام كافة الاختبارات بنجاح، لتجري بذلك أول صفقة لها خارج تركيا قبل داخلها.
وقال مدير عام الشركة أوزغور غولريوز، إنهم سيواصلون تصدير مسيراتهم إلى الدولة المستوردة في الفترة المقبلة.
ولفت إلى وجود اهتمام كبير بالمسيرة "ألباغو"، مشيرا إلى استمرار مفاوضات التصدير مع عدد من البلدان.
مسيّرة تركية جديدة:
تجري شركة هندسة تقنيات الدفاع التركية اختبارات ميدانية مكثفة على مسيّرة ألباغو الجديدة لتكون جاهزة مع نهاية العام.
لألباغو حجم صغير ووزن خفيف (2كغ) ما يتيح لجندي واحد حملها بسهولة.
وتتميز بسرعة الانقضاض والطيران المنخفض الخافت لتفادي التتبع. pic.twitter.com/SMWo0DJxCs
اقرأ أيضاً
كيف أصبحت تركيا قوة عظمى في صناعة الطائرات المسيرة؟
كما أوضح أنهم يواصلون اللقاءات مع الجهات المعنية في تركيا من أجل ضم "ألباغو" إلى أسطول الجيش التركي، لافتا إلى أنهم سيوفرون عددا كبيرا من المسيرات للجيش لدى إتمام المفاوضات.
وأكد أن شركتهم ستواصل من جهة تعزيز أسطول الجيش الوطني، والمساهمة من جهة أخرى في تحقيق أهداف صادرات الصناعات الدفاعية التركية.
وتزن طائرة ألباغو كيلوغرامين، ورغم صغر حجمها ووزنها الخفيف، يمكنها حمل متفجرات، وأداء مهام على مسافات بعيدة للغاية، كما يمكن حملها ونقلها بسهولة بواسطة جندي واحد فقط، وكذلك استخدامها في تنفيذ المهام بسرعة كبيرة.
وعلاوة على ذلك فإن "ألباغو" مزودة بخاصية الذكاء الاصطناعي وقدرتها على معالجة الصور، والتحليق من دون صوت، وهو ما يوفر تأثيرا مدهشا وقدرة عملياتية متفوقة.
اقرأ أيضاً
بايكار التركية تخطط لإنتاج طائرة مسيرة قتالية جديدة العام المقبل
المصدر | الأناضولالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: تركيا طائرة مسيرة طائرة انتحارية تصدير
إقرأ أيضاً:
مادلين كُلّاب صيادة فلسطينية سميت عليها سفينة من أسطول الحرية
فلسطينية من قطاع غزة عُرفت بكونها أول امرأة تمتهن مهنة صيد الأسماك في فلسطين، متحدية الأعراف السائدة في سبيل إعالة أسرتها وسط الظروف الاقتصادية والمعيشية القاسية في القطاع المحاصر. وسرعان ما أصبحت وجها مألوفا بين الصيادين. أُطلق اسمها على السفينة رقم 36 ضمن "تحالف أسطول الحرية"، الذي يسعى إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ عام 2007.
المولد والنشأةوُلدت مادلين محمد محمود كلاب يوم 21 مايو/أيار 1994، في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة، ونشأت في كنف أسرة مكوّنة من 4 أفراد، هي أكبرهم.
تنحدر عائلتها من قرية حمامة الواقعة في فلسطين التاريخية، والتي هجّرت إسرائيل سكانها قسرا عام 1948. ومنذ ذلك الحين، تنقّلت الأسرة بين عدد من مخيمات اللاجئين داخل قطاع غزة، حتى استقر بها الحال في مخيم الشاطئ.
في عام 1990 أُصيب والد مادلين بشلل ناتج عن مرض في المفاصل نتيجة عمله في البحر، مما اضطره إلى ترك مهنة الصيد التي كانت مصدر رزق العائلة، وقد استشهد لاحقا أثناء الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2023.
في عام 2018 تزوجت مادلين من صياد تعرّفت إليه أثناء عملها في البحر، ورُزقا 4 أطفال.
تلقت مادلين تعليمها في مدارس مدينة غزة، وأنهت المرحلة الثانوية في مدرسة بشير الريس للبنات. واصلت دراستها الجامعية وحصلت على دبلوم في تصميم الأزياء من اتحاد الكنائس في غزة.
لاحقا التحقت بدبلوم السكرتاريا التنفيذية في كلية بيت المقدس للعلوم التقنية، لكنها لم تتمكن من استكماله بسبب ظروفها المادية الصعبة.
فوق أمواج البحربدأت علاقة مادلين بالبحر منذ طفولتها، لكونه لا يبعد سوى أمتار عن منزلها في مخيم الشاطئ، فكانت تزوره بشكل شبه يومي.
واعتادت مساعدة والدها في نصب شباك الصيد وغزلها، وتعلّمت مبكرا ركوب القارب الصغير المعروف بـ"الحسكة" والتجديف، وسرعان ما تحوّل ذلك إلى مهنة تحت وطأة الحاجة. وبعد إصابة والدها بالشلل وغياب المعيل، اضطرت مادلين إلى خوض غمار الصيد في سن الثالثة عشرة.
تحمّلت مادلين المسؤولية مبكرا، وأصبحت العمود الفقري لعائلتها توفر لها قوت يومها ومستلزمات الحياة الأساسية، بمشاركة إخوتها الذين عملوا إلى جانبها. وتقول إنها تشعر بالفخر لكونها سندا لعائلتها في غياب أي مصدر دخل آخر.
كانت مادلين تُبحر يوميا حتى حدود الحصار البحري الإسرائيلي المفروض على غزة، وتصيد الأسماك وتبيعها في الأسواق لتأمين لقمة العيش، إلا أن مراكب الاحتلال الحربية لم تتركها وشأنها؛ ففي عام 2016، اعترضت زوارق الاحتلال قاربها وصادرته، وسرقت منها شباك الصيد أكثر من مرة، في اعتداءات متكررة.
وبعد حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فقدت مادلين مصدر رزقها الوحيد، وأُجبرت وعائلتها على ترك منزلهم في مخيم الشاطئ، والنزوح إلى عدد من المناطق في غزة أولها مستشفى الشفاء الطبي ثم مدينة خان يونس فرفح ثم إلى دير البلح فمخيم النصيرات.
إعلان قوارب مدمرةفي 9 فبراير/شباط 2025، عادت مادلين إلى منزلها في مدينة غزة، بعد انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من المدينة ضمن بنود اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ولكن مع استئناف العدوان الإسرائيلي على القطاع في مارس/آذار 2025، استهدفت الزوارق الحربية الإسرائيلية قوارب مادلين وزوجها، ودمرت مستودعا كانا يستخدمانه لتخزين معدات وأدوات الصيد، وبذلك خسرت مورد رزقها من جديد.
تواجه مادلين جملة من التحديات المعقدة؛ أبرزها استهداف الاحتلال المتكرر للصيادين الفلسطينيين، ما اضطرها إلى التوقف عن النزول إلى البحر في فترات الحرب، ومن ثم فقدت مصدر دخلها الوحيد. يُضاف إلى ذلك النظرة المجتمعية السلبية التي تُحيط بالنساء العاملات في مهن تُعتبر حكرا على الرجال، ومنها الصيد البحري.
سفينة مادلينأطلق اسم مادلين على السفينة الـ36 ضمن تحالف أسطول الحرية، الذي يهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007.
أبحرت السفينة مطلع يونيو/حزيران 2025 من ميناء كاتانيا الإيطالي باتجاه القطاع، وكانت تحمل على متنها 12 ناشطا من جنسيات متعددة، إضافة إلى مساعدات إنسانية تشمل الغذاء والدواء والمعدات الطبية، قبل أن تستولي عليها قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر التاسع من يونيو/حزيران بينما كانت في المياه الدولية في طريقها إلى غزة.
وعلمت مادلين عن السفينة من إحدى صديقاتها الناشطات في أيرلندا، التي أخبرتها بأن الهدف من الرحلة هو إيصال مساعدات إلى قطاع غزة، متحدية بذلك الحصار الإسرائيلي، وقد تأثر النشطاء بقصتها، وقرروا إطلاق اسمها على السفينة تكريما لصمودها ونضالها، كما تواصل معها ناشط كندي، وأخبرها أنهم يريدون إطلاق اسمها على مركب آخر منطلق إلى غزة لكسر الحصار الإسرائيلي.