باستخدام الذكاء الاصطناعي وأحدث الوسائل التكنولوجية :دور الإعلام الإسرائيلي والغربي في تضليل وتزييف الحقائق
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
الثورة /رضي القعود
يعمل إعلام العدو الصهيوني والغربي بشكل دائم على تزييف الحقائق وتشويه صورة المقاومة الفلسطينية، وذلك من خلال الترويج بأن المقاوم الذي يدافع عن نفسه وأرضه وعرضه هو في الأساس إرهابي، وأن المقاومة الفلسطينية بشكل عام تقوم بالاعتداء والقتل وارتكاب أبشع الجرائم ضد المواطن الإسرائيلي الآمن، كما يستخدم الإعلام الغربي والإسرائيلي الوسائل الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والفوتشوب وصناعة المحتوى (الفيديو) لتزيف الحقائق وتأكيد أن ما يروج له تجاه المقاومة حقيقة.
مع كثرة الانتهاكات والقتل والتهجير القسري الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع العالم والصمت المخجل للأمم، قامت المقاومة حماس يوم 7 / 10 / 2023م بالدفاع عن نفسها ورد جزء بسيط مما يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني، حيث قامت بشن هجوم واسع على الأراضي المحتلة وباغتت الجيش الإسرائيلي في مواقعه ومقراته فأسرت وقتلت الكثير من أفراده، كما عبرت السياج الفاصل بين غرة والأراضي المحتلة ودخلت إلى المستوطنات التي أنشأها الكيان الإسرائيلي في الأرض العربية، فأحدثت بين سكانها الرعب والخوف، وكان لهذا الهجوم النوعي والمفاجئ الأثر الكبير في صفوف الجيش الإسرائيلي وأظهر مدى هشاشته وضعفه مقارنة بما يمتلكه من أسلحة ومعدات نوعية تجعله اقوى جيش في المنطقة .
شيطنة المقاومة
بعد هذا الهجوم الصادم على إسرائيل حاول الإعلام الغربي والإسرائيلي تشويه صورة حماس وقلب الحقائق من خلال استخدام التضليل الإعلامي وشيطنة المقاومة الفلسطينية، حيث عمدت آلة الإعلام على إظهار هجوم حماس بأنه إرهاب وانها قامت بقطع رؤوس الأطفال وقتلت المدنيبن واغتصبت النساء، ويحاول أيضا إثارة الرأي العام العالمي ضد شعب فلسطين والإيعاز بأنهم (حيوانات في هيئة بشر) .
مذيعة قناة الـ”سي إن إن” الأمريكية ومن خلال ما تلقته من أخبار مفبركة قامت بإذاعة خبر تتحدث فيه عن إقدام حركة حماس على قتل الأطفال وقطع رؤوسهم، وأكدت مذيعة الـ CNN وجود مقطع فيديو يتداوله ناشطون يثبت صحة ما تقوله، لكن مذيعة القناة اكتشفت بعد فترة وجيزة كذب وزيف الخبر السابق، الأمر الذي دفعها إلى كتابة منشور في صفحتها على موقع إكس تقدم اعتذارها وتقول انها وقعت في فخ التضليل الإعلامي .
استخدام الصورة
لقد عمل الإعلام الغربي والإسرائيلي على تجييش الذباب الإلكتروني لنشر الأكاذيب والإشاعات المضللة في وسائل التواصل الاجتماعي بهدف إثارة الرأي العام العالمي ضد المقاومة الفلسطينية والتأكيد من خلال تزوير الصورة واستخدام الفوتشوب والذكاء الاصطناعي بأنها إرهابية وتقوم بأعمال ضد الإنسانية، وهناك الكثير من المنشورات المفبركة التي نشرها ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي وجميع هذه التدوينات كاذبة وغير صحيحة، ومن بين تلك الأكاذيب التي روج لها الإعلام الغربي ووظفها بشكل مخادع ضد المقاومة هي نشر صور ادعت أنها لجثة طفل محروق نتيجة هجوم للمقاومة الفلسطينية على مدنيين إسرائيليين، مشيرًا إلى أنه تم عرض هذه الصور على وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وهو ما نقلته وسائل إعلامية كثيرة، ولكن تمّ الكشف بعدها أن هذه الصور مزيفة باستخدام الذكاء الاصطناعي، وأنَّها في الأصل صورة لكلب صغير، يتلقى العلاج، وتم تعديلها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي .
إزدواجية المعايير
كما أن الإعلام الغربي لم يقف عند تزييف الحقائق ومحاولة إظهار المقاومة الفلسطينية بأنها إرهابية فقط، بل تعامل في تغطيته للحرب على أن الإسرائيليين بشر لهم كامل الحقوق، اما الفلسطينيون فهم اقل من ان ينالوا تعاطفا إنسانيا وهو ما يعكس إزدواجية المعايير ولغة أحادية الجانب، حيث يشبه الإعلام الغربي ما قامت به حركة حماس بتوغل سافر يمكن مقارنته بالهجوم الإرهابي الذي شنه تنظيم القاعدة على الولايات المتحدة في الحادي عشر من سبتمبر .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
هل تنفجر معدلات النمو الاقتصادي في زمن الذكاء الاصطناعي؟
منذ آلاف السنين، لم يكن النمو الاقتصادي العالمي سوى زحف بطيء يُلاحظ بالكاد. فحتى عام 1700، لم يتجاوز متوسط نمو الناتج العالمي نسبة 0.1% سنويًا، أي ما يعني أن الاقتصاد كان يحتاج نحو ألف عام ليتضاعف، لكن الثورة الصناعية غيّرت ذلك المسار، وتوالت القفزات في معدلات النمو حتى بلغ متوسطه 2.8% في القرن العشرين.
واليوم، يقف العالم أمام وعود جديدة -وربما مخيفة- بانفجار اقتصادي يفوق كل ما عرفه التاريخ، مدفوعًا بما يُعرف بالذكاء الاصطناعي العام، وفقًا لتقرير موسّع نشرته مجلة إيكونوميست.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إسبانيا تعلّق شراء صواريخ إسرائيلية بـ327 مليون دولارlist 2 of 2الذكاء الاصطناعي لتحديد قيمة للعقارات في تركياend of list نمو سنوي يصل إلى 30%؟وفقًا لمتفائلين من أمثال سام ألتمان، المدير التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي"، فإن الذكاء الاصطناعي قادر في المستقبل القريب على أداء معظم المهام المكتبية بكفاءة أعلى من البشر.
هؤلاء يرون أن النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي العالمي قد يقفز إلى ما بين 20% و30%، وهي نسب غير مسبوقة تاريخيًا، لكنها من وجهة نظرهم ليست أكثر جنونًا من فكرة "النمو الاقتصادي" التي كانت نفسها مرفوضة في معظم تاريخ البشرية.
ومع تسارع تطور نماذج الذكاء الاصطناعي، لم يعد التهديد الأكبر يكمن فقط في إحلالها مكان العاملين، بل في احتمال أن تقود انفجارًا إنتاجيًا شاملًا، يبدّل ليس فقط سوق العمل، بل أسواق السلع والخدمات والأصول المالية أيضًا.
من نمو السكان إلى نمو الأفكار.. والآن نمو الآلاتويعتمد جوهر نظرية النمو الكلاسيكية على زيادة السكان، التي كانت تسمح بإنتاج أكبر، لكن دون تحسن جوهري في مستوى المعيشة. ومع الثورة الصناعية، تغير هذا النمط، حيث أظهرت الأفكار -لا الأجساد- أنها قادرة على توليد الثروة، وفق ما أوضحه الاقتصادي مالتوس ثم دحضه الواقع لاحقًا.
وبحسب ما نقله التقرير عن "أنسون هو" من مركز "إيبوخ إيه آي"، فإن الذكاء الاصطناعي العام قد يحقق قفزة شبيهة، حيث لا تعود الإنتاجية مرتبطة بزيادة السكان، بل بسرعة تحسين التقنية ذاتها. فحين تصبح الآلات قادرة على تطوير نفسها ومضاعفة قدراتها، فإن النمو يصبح نظريًا غير محدود.
لكن بعض الباحثين -مثل فيليب تراميل وأنتون كورينيك -يشيرون إلى أن أتمتة الإنتاج وحدها لا تكفي لإحداث نمو متسارع ما لم تُستخدم لتسريع الابتكار ذاته، وهو ما قد يُحقق عبر مختبرات ذكاء اصطناعي مؤتمتة بالكامل بحلول 2027، وفقًا لتوقعات "إيه آي فيوتشرز بروجكت".
إعلان الانفجار الاستثماري ومفارقة الفائدة المرتفعةوإذا صدقت هذه النماذج، فإن العالم سيشهد طلبًا هائلًا على رأس المال للاستثمار في الطاقة، ومراكز البيانات، والبنية التحتية. فمشروع "ستارغيت" من أوبن إيه آي الذي يُقدّر بـ500 مليار دولار، قد يُعتبر مجرد بداية.
ووفقًا لنموذج "إيبوك إيه آي"، فإن الاستثمار الأمثل في الذكاء الاصطناعي لعام 2025 وحده يجب أن يبلغ 25 تريليون دولار.
لكن هذه الوتيرة ستؤدي أيضًا إلى ارتفاع كبير في أسعار الفائدة الحقيقية. فمع توقع ارتفاع الدخول المستقبلية، قد يفضّل الأفراد الإنفاق بدل الادخار، مما يتطلب رفع العوائد على الادخار لجذب الأموال مجددًا. وهذا ما أشار إليه الاقتصادي فرانك رامزي منذ أوائل القرن العشرين، وأكدته النماذج الحديثة التي حللها التقرير.
وفي ظل هذه الديناميكيات، تبقى الآثار على أسعار الأصول غير محسومة. فرغم النمو السريع في أرباح الشركات، فإن ارتفاع أسعار الفائدة قد يقلل من القيمة الحالية للتدفقات النقدية المستقبلية، مما يخلق صراعًا بين عاملَي النمو والعائد.
أين يقف العامل البشري في كل ذلك؟لكن ماذا عن العمال؟ وهنا، يبرز التحدي الحقيقي، فالذكاء الاصطناعي قد يجعل من التوظيف البشري خيارًا ثانويًا، إذ تضعف الحاجة للعمالة إذا باتت الآلة أرخص وأكثر كفاءة. ومع تقدم التقنية، تنخفض كلفة تشغيل الذكاء الاصطناعي، مما يُضعف الحد الأعلى للأجور التي يمكن دفعها للبشر.
وبحسب دراسة ويليام نوردهاوس الحائز جائزة نوبل، فإن جميع العوائد ستتجه في النهاية إلى مالكي رأس المال، وليس إلى العمال. لذا، فإن من لا يمتلك أصولًا رأسمالية -شركات، أرضا، بيانات، بنية تحتية- سيكون في وضع هش، اقتصاديًا.
رغم ذلك، لا يعني هذا أن الجميع سيخسر. إذ من الممكن أن تنشأ "أمراض باومول المعكوسة" -وهي ظاهرة اقتصادية تشير إلى ارتفاع أجور الأعمال التي يصعب أتمتتها، رغم بطء نمو إنتاجيتها-، حيث ترتفع أجور الأعمال التي يصعب أتمتتها، مثل التعليم، الطهي، ورعاية الأطفال، فقط لأنها تتطلب تفاعلًا بشريًا لا يمكن تعويضه بالكامل.
لكن بالمقابل، فإن أي شخص ينتقل من وظيفة مكتبية تقليدية إلى قطاع يدوي مكثف بالعمل قد يجد أن قوته الشرائية تنخفض، رغم ارتفاع أجره، لأن كلفة هذه الخدمات سترتفع أكثر من أسعار السلع المؤتمتة بالكامل.
هل يتحرك العالم فعلًا نحو "التفرّد الاقتصادي"؟"التفرّد" -أو لحظة التحول حين تصبح المعلومات تُنتج المعلومات بلا قيود مادية- يبقى مفهومًا جدليًا، لكنه، بحسب نوردهاوس، يمثل الحد النظري النهائي لمسار الذكاء الاصطناعي.
وبعض الاقتصاديين يرون هذا المفهوم دليلا على أن النماذج نفسها ستثبت خطأها، لأن اللانهاية في النمو مستحيلة نظريًا. لكن الوصول إلى مجرد نمو بنسبة 20% سنويًا، وفقًا لإيبوك إيه آي، سيكون حدثًا مفصليًا غير مسبوق في تاريخ البشرية.
مع ذلك، تشير المجلة إلى أن الأسواق لم تُسعّر بعد هذا السيناريو بالكامل. فعلى الرغم من تقييمات التكنولوجيا المرتفعة، فإن عوائد السندات تنخفض غالبًا عقب الإعلان عن نماذج ذكاء اصطناعي جديدة، كما وجدت دراسة لباحثين من معهد ماساتشوستس. بكلمات أوضح: وادي السيليكون لم يُقنع العالم بعد.
إعلان ماذا على الأفراد فعله إذا وقع الانفجار؟التوصية التي تتكرر في جميع النماذج بسيطة، امتلك رأس المال. ومع ذلك، يبقى من الصعب تحديد أي نوع من الأصول هو الأفضل. الأسهم؟ الأراضي؟ النقد؟ كلها تواجه مفارقات في ظل مزيج من الفائدة المرتفعة، والتضخم المحتمل، والانفجار الاستثماري.
وفي ختام التقرير، تستحضر إيكونوميست قول روبرت لوكاس، أحد أبرز منظّري النمو: "بمجرد أن تبدأ في التفكير في آثار النمو على الرفاه البشري، يصعب التفكير في أي شيء آخر". ومع الذكاء الاصطناعي العام، تضاعف هذا الشعور، وازداد إلحاحه.