الخليج الجديد:
2025-12-14@06:39:18 GMT

عودة الحروب الدينية

تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT

عودة الحروب الدينية

عودة الحروب الدينية

تبدو المنابر الأوروبية أكثر حذرا من المنابر الأميركية والصهيونية التي لم يتردد قادتها على الاستعانة بنصوص توراتية لتبرير الإبادة في غزة.

التصريحات الإسرائيلية والأميركية عودة الحروب الدينية في حين اكتفت التصريحات الرسمية الأوروبية بمصطلحات عنصرية ذات خلفية استعمارية.

طبيعي أن يكون الخطاب الصهيوني توراتيا لأن احتلال فلسطين قام على أساس ديني وهو الأساس الذي تستند إليه الرواية الصهيونية في الإعلام والتاريخ والفكر والسياسة.

أعظم دروس الهجوم الوحشي اليوم من قبل قوى عالمية على قطعة أرض صغيرة هو انكشاف الوجه العنصري الاستعماري للغرب عامة وثكنته الصهيونية خاصة رغم قناعه الديني المزيف.

* * *

أخطر التصريحات التي عبرت عنها سلطة الاحتلال من جهة والتصريحات الرسمية الأميركية من جهة ثانية كانت عودة الحروب الدينية، في حين اكتفت التصريحات الرسمية الأوروبية بمصطلحات عنصرية ذات خلفية استعمارية للتمييز بين عالم الحضارة وعالم الهمجية.

رغم حرص المنابر الإعلامية والسياسية الغربية على عدم كشف هذا الجانب الخفي والمحرج من الصراع مع العالم العربي الإسلامي فإن حماسة بعض المسؤولين قد قادتهم إلى الاعتراف علنا بذلك.

تبدو المنابر الأوروبية أكثر حذرا من المنابر الأميركية والصهيونية التي لم يتردد قادتها على الاستعانة بنصوص توراتية لتبرير الإبادة في غزة.

طبيعي أن يكون الخطاب الصهيوني كذلك لأن احتلال فلسطين قام على أساس ديني وهو الأساس الذي تستند إليه الرواية الصهيونية في الإعلام والتاريخ والفكر والسياسة. إن الرابطة اليهودية هي التي تصل بين كل المهاجرين الذين جاؤوا بعد الحرب العالمية الثانية إلى أرض فلسطين هربا من جحيم النازية.

أما الخطاب الأميركي فيختلف قليلا من جهة ارتباط المسيحية الأنغليكانية باليهودية باعتبارهما حليفا عقائديا في الحرب على الإسلام خاصة بعد أن نجحت الصهيونية في تحقيق اختراقات كبيرة في هذا الاتجاه وتحديدا في الولايات المتحدة.

صحيح أن الموقف الأوروبي الرسمي يبدو حذرا بعض الشيء من الإفصاح أو التمادي في الخطاب الديني لأنه يختلف في بنيته السياسية التي تدعي العلمانية عن البنية السياسية الصهيونية أو الأميركية.

أوروبا التي عانت الويلات طوال عقود بسبب الحروب الدينية ثم بسبب سطوة الكنيسة وهيمنة كهنتها على السياسة والاقتصاد والفكر لن تغامر كثيرا في إحياء كوابيسها القديمة.

لكن من جهة ثانية تعمل الأبواق الصهيونية والغربية عامة على شيطنة المكوّن الإسلامي الذي تدعي محاربته بعد نجاحها في ربطه بالإرهاب وفشل المنطقة العربية والإسلامية في دفع هذه التهمة عنها.

هنا يظهر جليا سعي القوى الغربية إلى تثبيت تهمة الإرهاب التي وصموا بها حركة المقاومة الإسلامية في غزة حتى تصير حرب الإبادة في غزة استكمالا للحرب العالمية على الإرهاب التي دشنها بوش الإبن قبل غزو العراق في 2003.

لم تكن حرب العراق في الحقيقة أو الحرب على سوريا إلا حلقات في سلسلة واحدة يمكن تبيّن طرفها في مجازر غزة. إن أعظم دروس الهجوم الوحشي اليوم من قبل قوى عالمية على قطعة أرض صغيرة هو انكشاف الوجه العنصري الاستعماري للغرب عامة وثكنته الصهيونية بشكل خاص رغم قناعه الديني المزيف.

*د. محمد هنيد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة السوربون، باريس

المصدر | الوطن

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الغرب أوروبا أمريكا إسرائيل فلسطين الصهيونية الإبادة في غزة الحروب الدينية فی غزة من جهة

إقرأ أيضاً:

بتكليفٍ سامٍ.. وزير الأوقاف والشؤون الدينية يرعى حفل تسليم جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب

العُمانية: بتكليفٍ سامٍ من حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السلطان هيثم بن طارق المعظّم - حفظه الله ورعاه - يرعى معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينية في 17 ديسمبر الجاري حفل تسليم جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب في دورتها الثانية عشرة 2025م.

ونال شرف الفوز بالجائزة في هذه الدورة مؤسسة منتدى أصيلة عن مجال المؤسسات الثقافية الخاصة (فرع الثقافة)، وعصـام محمد سيد درويش عن مجال النحت (فرع الفنون)، وحكمت الصبّاغ المعروفة بيمنى العيد عن مجال السيرة الذاتية (فرع الآداب).

وسيحصل الفائزون بالجائزة على وسام السلطان قابوس للثقافة والعلوم والفنون والآداب، إضافة إلى مبلغ مالي وقدره 100 ألف ريال عُماني.

وسيُعلن معالي الدكتور وزير الأوقاف والشؤون الدينية راعي المناسبة مجالات الجائزة في دورتها الثالثة عشرة التي ستكون دورة عُمانية يُتاح فيها التنافس للعُمانيين فقط، علمًا بأن الجائزة دورية تُمنح بالتناوب؛ فهي في عامٍ تُخصّص للعُمانيين فقط، وفي العام الذي يليه تكون للعرب عمومًا.

الجدير بالذكر أن مجموع المترشحين الذين استوفوا متطلبات الترشح في الدورة الثانية عشرة بلغ 466 مترشحًا، كان منهم 88 مترشحًا لمجال المؤسسات الثقافية الخاصة عن فرع الثقافة، و97 مترشحًا لمجال النحت عن فرع الفنون، و281 مترشحًا لمجال السيرة الذاتية عن فرع الآداب.

مقالات مشابهة

  • كانديس أوينز.. اليمينية السوداء التي ناصرت فلسطين وعادت الصهيونية
  • بتكليفٍ سامٍ.. وزير الأوقاف والشؤون الدينية يرعى حفل تسليم جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب
  • الوقاية الدينية والصحية.. حماية المجتمع تبدأ من الداخل
  • غنائم الانسحاب.. وثائقي للجزيرة يكشف حجم الأسلحة الأميركية التي استولت عليها طالبان
  • “لجان المقاومة” : الكارثة الإنسانية في غزة فصل جديد من فصول حرب الإبادة الصهيونية
  • مؤسسة النفط تستعرض الشراكات التي تقيمها مع الشركات الأوروبية وسبل تطويرها
  • عادل نعمان يدعو لضرورة إعادة تعريف المفاهيم الدينية الكبرى بما يتناسب مع تطورات العصر
  • “الأحرار الفلسطينية” تدين تقرير “العفو الدولية” المتبني للرواية الصهيونية
  • مستشار حكومي: انهيار البنية التعليمية بسبب الحروب يعيق التحول الرقمي
  • جامعة الإسكندرية تنظّم فعاليات مميزة ضمن دورة "الهوية الدينية وقضايا الشباب" بكلية التمريض