سيرة "كميدش بن نعمان الكعبي" ضمن أمسيات العين للكتاب
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
ضمن برنامج مهرجان العين للكتاب 2023، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية في مدينة العين تحت شعار "العين أوسع لك من الدار"، ويستمر حتى 25 نوفمبر(تشرين الثاني) الجاري، افتتحت مساء أمس أمسيات برنامج "ليالي الشعر: الكلمة المغنّاة" في قصر المويجعي، للاحتفال بسيرة الشاعر الإماراتي الراحل كميدش بن نعمان الكعبي، وحضر حفل الافتتاح رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، الدكتور علي بن تميم، وعدد من الأدباء والشعراء والفنّانين والمتذوّقين للشعر النبطي والفصيح.
قدّم الأمسية المحاور والشاعر والإعلامي الإماراتي عيضة بن مسعود، وشارك فيها الشاعر وقائد فرقة "بن نعمان الحربية"، منذر كميدش بن نعمان الكعبي، والشاعر سيف كميدش بن نعمان، والباحثان في التراث الدكتور راشد المزروعي، ومحمد سعيد الرميثي، والمطرب معضد الكعبي.
كان عنوان الأمسية مقطعاً من أشهر قصائد كميدش الشعبية، "يا حبيبي لا تهين ولا تجبر " التي قدّمها في تلك الفترة الزمنية المطرب "علي بن روغة".
وأوضح مُحاور الجلسة أن الراحل شاعر يصعب اختصار تجربته الكبيرة، وسيرته الشعرية في ليلة واحدة، فيما قدّم المطرب الإماراتي معضد الكعبي أغنية " لا تهين ولا تجبر " على أنغام آلة العود وتفاعل الجمهور بجماليات المعاني الأدبية في تلك القصيدة.
وتناول الدكتور راشد المزروعي قصيدة "لا تهين ولا تجبر" التي تغنّى بها علي بن روغة، مبيناً أنه قد نشأ على كلماتها جيل كبير خلال فترة الثمانينات وأضاف بأن الراحل كميدش الكعبي من الشعراء الذين أثّروا في الفنان بن روغة، إذ خدمته القصائد التي قُدّمت على إيقاعات إماراتية أصيلة مما ساهم في انتشار أعمال الاثنين.
وذكر أن الراحل الشاعر كميدش الكعبي نشأ في أسرة متذوّقة للشعر وأغلبهم من الشعراء، ولم يكن مستغرباً أن يحقّق النجاح الكبير في هذا المجال كونه من أسرة متأصّلة في مجال الشعر، فوالده الشيخ عبد الواحد الكعبي كان شاعراً وعمّه محمد بن عبيد بن نعمان كان من أكبر الشعراء أيضاً.
وأشار إلى أن قصائد الراحل كانت تخرج بكل دقّة وجمال من القلب وأغلبها تعبّر عن الوجد والحزن، ويتفاعل معها حتى الآن الجيل الجديد بقصائد تغنّى بها كبار النجوم، مثل ميحد حمد وآخرون. وتابع بأن الراحل أصدر ديواناً وحيداً بعنوان " ديوان كميدش بن نعمان الكعبي"، نُشر في 2006، ضمن سلسلة شعراء من الإمارات التي يصدرها نادي تراث الإمارات، بإشراف لجنة الشعر الشعبي.
وقال محمد سعيد الرميثي إن "كميدش يربط في شعره بين الماضي والحاضر لكي تعلم الأجيال بأن اللغة العربية العامية لها امتداد في الفصحى، وفي رحلة البحث ضمن قصائد كميدش الكعبي عن هذه النقطة تجد قصيدة نسيم الصبايا التي تعني بالفصحى النسيم العليل الذي يأتي من جهة الشرق".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة مدينة العين مركز أبوظبي للغة العربية
إقرأ أيضاً:
كابالا يُعيد فن الحكي إلى الواجهة في معرض الفيوم للكتاب
في أجواء ثقافية دافئة تنبض بالحكايات والدهشة، أعاد الحكّاء والمخرج المسرحي محمد عبد الفتاح كابالا، فن الحكي إلى الواجهة من جديد، ضمن فعاليات معرض الفيوم للكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، بالتعاون مع المركز القومي للمسرح والفنون الشعبية.
في واحدة من أكثر الفعاليات تفاعلاً، نجح كابالا بأسلوبه السلس والمحبب في أسر قلوب الأطفال، واصطحبهم في رحلة داخل عوالم القصص الشعبية، مستعينًا بخبرته الطويلة ومخزونه الغني في فنون الحكي. بدأ كابالا اللقاء بابتسامة دافئة وسؤال بسيط عن أسماء الأطفال، ليكسر الجليد ويخلق مناخًا حميميًا، ملأته ضحكات صغيرة وعيون تلمع بالخيال.
وأكد كابالا خلال الفعالية أن الحكي ليس مجرد وسيلة ترفيهية، بل هو جزء أصيل من تراثنا الثقافي الشعبي، يستحق أن نعيد له مكانته، لما يحمله من قيمة تربوية وجمالية عالية، مشددًا على أن "تجربة الحكي مغامرة تستحق أن تُخاض بكل وعي وشغف".
ويُعد كابالا من أبرز رموز الحكي وفنونه في مصر، حيث يشغل منصب المدير الفني لملتقى القاهرة الدولي للحكي 2025، وهو مؤسس مشروع "بيت الحواديت" الذي انطلق عام 2007، ونجح في أن يتحول إلى منصة رئيسية لتقديم الحكي عبر ورش فنية وعروض ميدانية شارك فيها الهواة والجمهور، بما في ذلك عروض مخصصة للنساء، وأخرى ناقشت قضايا مثل العنف ضد المرأة.
كابالا ليس فقط حكّاءً، بل هو مخرج مسرحي ومدرب تمثيل منذ أكثر من عقدين. أسس مجموعة "حالة المسرحية" عام 2000، وأخرج أكثر من 30 عرضًا مسرحيًا، توزعت ما بين مسرح الشارع والعروض الارتجالية والمسرح المستقل، منها: كستور، فيتامينات، عصافير جنة، نشاز، الثورة جميلة، وغيرها. كما تولّى إدارة مهرجانات مستقلة مثل مهرجان القاهرة للسينما المستقلة وأفلام الموبايل، وشارك في تأسيس مسرح "روابط"، ومبادرة "الفن ميدان".
ولم يقتصر نشاطه على المسرح، بل خاض تجربة في الإعلام، من خلال برنامج "بيت الحواديت" على قناة التحرير، وكتب برامج حكي تعليمية لقناة "مدرستنا"، كما صوّر موسمًا كاملاً بعنوان "حواديت كالا" لقناة DMC مسرح.
حكايات كابالا في معرض الفيوم لم تكن مجرد قصص تُروى، بل لحظات استثنائية أعادت تعريف العلاقة بين الطفل والحكاية، وبين الخيال والواقع، في زمن نحتاج فيه إلى من يذكرنا بأن "الحدوتة" ما زالت قادرة على صناعة الدهشة.