عيادة أطباء بلا حدود تتعرض لإطلاق نار في غزة
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
أفادت منظمة أطباء بلا حدود أن عيادتها في مدينة غزة تعرضت لإطلاق نار هذا الصباح، حيث اشتعلت النيران في جزء من المبنى وسط قتال عنيف في المنطقة المجاورة. ودعت المنظمة الطبية بشكل عاجل إلى الوقف الفوري لأعمال العنف في المنطقة.
ذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن أحد موظفيها، إلى جانب 20 من أفراد الأسرة، موجود حاليًا داخل العيادة وفي "خطر شديد" بسبب الصراع المستمر.
بالإضافة إلى الخطر المباشر داخل العيادة، كشفت منظمة أطباء بلا حدود عن وجود أكثر من 50 شخصًا آخر، بما في ذلك طاقم إضافي من منظمة أطباء بلا حدود، في المباني المجاورة. ومن بينهم جريح يحتاج إلى رعاية طبية عاجلة. وسلطت المنظمة الضوء على الوضع الحرج الذي يواجهه هؤلاء الأفراد وشددت على أهمية تأمين سلامتهم.
قدمت منظمة أطباء بلا حدود تفاصيل عن الآثار المؤلمة، وأشار التقرير إلى تواجد دبابة إسرائيلية في الشارع الذي تقع فيه العيادة. بالإضافة إلى ذلك، تم تحديد جميع السيارات والعيادة نفسها بوضوح على أنها جزء من المؤسسة الخيرية.
ذكر التقرير تدمير السيارات التي استخدمت سابقًا في محاولة إجلاء موظفي منظمة أطباء بلا حدود وعائلاتهم في 18 نوفمبر. ولسوء الحظ، تم إحباط عملية الإخلاء، مما أدى إلى مقتل أحد أفراد الأسرة بشكل مأساوي. وكانت المركبات المدمرة هي وسيلة النقل الوحيدة المتاحة لعملية الإخلاء.
وسط تصاعد العنف والتهديد المباشر للأرواح، أطلقت منظمة أطباء بلا حدود نداءً عاجلاً لوقف إطلاق النار في المنطقة للسماح بالإجلاء الآمن للأشخاص المعرضين للخطر. ويؤكد نداء المنظمة الحاجة الماسة إلى إنشاء ممرات إنسانية ووقف الأعمال العدائية لضمان سلامة العاملين في المجال الطبي والمدنيين العالقين في مرمى النيران.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أطباء بلا حدود غزة 50 ألف حامل في غزة منظمة أطباء بلا حدود
إقرأ أيضاً:
حرب السودان تخرج عن السيطرة
يبدو السودان اليوم كأنه يقف عند مفترق طرق خطير بعد التطورات التى شهدتها مدينة الفاشر هذا الأسبوع، فاستيلاء ميليشيا الدعم السريع على عاصمة شمال دارفور لم يكن مجرد انتصار ميدانى، بل تحول إلى مؤشر صادم على دخول البلاد مرحلة جديدة، تعيد إلى الأذهان السيناريو الليبى الذى تجمد سياسياً وعسكرياً طوال خمسة أعوام، وهكذا يجد السودان نفسه منقسماً فعلياً إلى كيانين، شرق يحتفظ بالمدن التاريخية الكبرى تحت سيطرة الجيش، وغرب واسع يضم دارفور وكردفان ويقع بالكامل تحت قبضة ميليشيا باتت تتحكم فى معظم إنتاج الذهب وما تبقى من النفط.
سقوط الفاشر المدينة التى كان يقطنها نحو مليون ونصف المليون إنسان، جاء بعد حصار تجاوز الـ500 يوم، وبسقوطها انتهى وجود الدولة السودانية عملياً فى دارفور، المدينة تعرضت خلال تلك الفترة لعزلة خانقة، منظمات الإغاثة منعت من دخول مخيمات النازحين مثل نيفاشا وزمزم تركت لمصيرها وشهدت الأحياء عمليات قتل وإعدامات ميدانية ودفناً جماعياً، كما طالت الاعتداءات المستشفيات وبيوت العبادة فى مشاهد وثقتها مجموعات تابعة للميليشيا نفسها.
هذه الانتهاكات لم تكن مجرد فوضى حرب بل عكست طبيعة مشروع عسكرى يتوسع بثبات ويستند إلى دعم إقليمى واضح، فسيطرة الميليشيا على غرب السودان لا تقتصر على الجغرافيا بل تمتد إلى ثروات حيوية من معادن وبترول، وتشمل إقليما يلتقى مع حدود جنوب السودان وإفريقيا الوسطى وليبيا وتشاد، وهى مناطق تجرى فيها صراعات نفوذ معقدة، وتشير المعطيات إلى أن تشاد باتت منصة لاستقبال الدعم العسكرى الخارجى، بينما وفرت إحدى الدول الإقليمية أسلحة متقدمة ومقاتلين أجانب لتعزيز قدرات هذه الميليشيا وجاء إعلان قائد الدعم السريع فى أبريل الماضى عن تشكيل حكومة موازية بعد مشاورات استضافتها كينيا ليضيف بعداً سياسياً صريحاً لما يجرى، فالحديث لم يعد عن ميليشيا تتحرك داخل حدود الدولة بل عن كيان يسعى لبناء سلطة موازية تمتلك السلاح والموارد والعلاقات الإقليمية، فى ظروف تعجز فيها الدولة المركزية عن استعادة زمام المبادرة.
وفى ظل هذا المشهد تبدو فرص الحسم العسكرى ضئيلة، وهو ما يدفع البلاد نحو حالة شبيهة بالوضع الليبى، واقع منقسم، وحدود رخوة وهدوء مضطرب يستند إلى موازين قوى وليس إلى حل سياسى، غير أن ما يزيد الصورة تعقيداً هو الطموح الأثيوبى فى استغلال هشاشة السودان بحثاً عن منفذ له على البحر الأحمر، وهو ما قد يجر أطرافاً إقليمية إضافية إلى الصراع، ويحول الوضع السودانى من حرب داخلية إلى مواجهة تتجاوز حدود الدولة.
خلاصة المشهد أن السودان يعيش لحظة إعادة هيكلة، ليس فى الخريطة فحسب بل فى توازنات القوى وعلاقات الإقليم، وبينما تتقدم الميليشيات وتتراجع الدولة يبقى المواطن السودانى هو الطرف الأكثر خسارة، يدفع ثمن حرب تدار فوق أرضه ومن حوله بينما يغيب أفق الحل وتتعاظم المخاطر يوماً بعد يوم.
اللهم احفظ مصر والسودان وليبيا