موقع 24:
2025-05-16@06:50:17 GMT

نحو أفقٍ لما بعد الحرب على غزة

تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT

نحو أفقٍ لما بعد الحرب على غزة

أما وقد تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار مؤقت في الساعات الأخيرة، ورغم أي شكوك في إمكانية صموده، فإن من المهم أن يبدأ التفكير في كيفية فتح أفق سياسي يُمكّن من العمل نحو تسوية دائمة للصراع تجنّب المنطقة العيش وسط هذه الدوامة من القتل والمعاناة وعدم الاستقرار.

ولطالما أدركنا في الأردن، دولةً وشعباً، بصورة راسخة، أن القضية الفلسطينية تبقى القضية المركزية والأولى؛ إذ إن تبعاتها وتداعياتها تمس كل أوجه حياتنا، وتنعكس علينا بصورة مباشرة، الأمر الذي يخلق إجماعاً كاملاً حول القناعة بأن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة مصلحة وطنية عليا.


ومن هذا المنطق، لم تتوقف الدبلوماسية الأردنية التي يقودها الملك شخصياً، عن تذكير العالم أجمع بأن التلكؤ في العمل لإيجاد حل عادل لا بد من أن ينعكس، آجلاً أم عاجلاً، على أمن واستقرار المنطقة، وما يرافق ذلك من تهديد للاستقرار الدولي. ورغم خبو الاهتمام الدولي، وما نتج عنه من تراجع العمل لإيجاد ذلك الحل، بقي الأردن يحذر في كل مناسبة من مخاطر وتبعات ذلك.
جاءت الحرب الطاحنة ضد غزة، بكل توصيفاتها السياسية والقانونية، دليلاً ساطعاً على صحة ذلك الموقف، وعلى ما يمكن أن تشهده المنطقة من مآسٍ، وإثباتاً أن الهدوء الخادع لا بد من أن يعقبه تفجُّر الأوضاع.
مقابل ذلك، وعلى الجانب الآخر، جهدت الحكومة الأكثر تطرفاً وعنصرية في تاريخ إسرائيل، في ترسيخ انطباع حول إمكانية القفز باتجاه توسيع علاقاتها الإقليمية، من دون معالجة القضية المركزية. وحاولت هذه الحكومة والنسخ اليمينية التي سبقتها تسليط الضوء على تحديات إقليمية أخرى لتسويق مفهوم التعاون الإقليمي.
إن حتميات الجغرافيا والتاريخ والديموغرافيا حالت دون قبول الأردن بذلك النهج؛ إذ حرص على مواصلة الجهود نحو التركيز على ضرورة إيجاد حل سياسي، موضحاً أن العنف والقوة لن يوفرا حلاً قابلاً للبقاء.
أثبت الشعب الفلسطيني، وبغض النظر عن الذين حاولوا قيادته خلال قرن كامل، أنه لن يتخلى عن حقوقه ولن يقبل محاولات إلغائه، وبالتالي فإنه من المستحيل القفز على قضيته. واستمرت الشعوب العربية والإسلامية بالتمسك باعتبار فلسطين القضية الأولى لاعتبارات إنسانية وقومية، إضافة إلى الجوانب الدينية الناشئة عما تزخر به أرض فلسطين من مقدسات إسلامية ومسيحية.
كانت هناك أخطاء وخطايا كثيرة خلال التعامل مع هذه القضية على مر العقود استغلها اليمين الإسرائيلي لتكريس الاحتلال وإعاقة جهود السلام، من خلال العمل على شراء الوقت لخلق "حقائق" على الأرض تؤدي بالنتيجة إلى الادعاء باستحالة إقامة دولة فلسطينية مستقلة. كما عززت واستغلت الانقسام الفلسطيني، وتجنَّبت مقابلة مبادرة السلام العربية بقبول واضح بالعمل على تنفيذ التزاماتها القانونية الدولية التي من شأنها أن تؤدي إلى حل الصراع على أساس حل الدولتين. هذا بالإضافة إلى دأبها على الترويج لعدم وجود شريك فلسطيني يملك الشرعية والمصداقية والقدرة على إبرام السلام معها. ولم توفر حيلة أو مناورة لترسيخ ذلك المفهوم، حيث دأب اليمين الإسرائيلي، ومنذ اغتيال رئيس الوزراء الراحل إسحق رابين، على نسف كل جهد يمكن أن يؤدي إلى حل الدولتين.
شهدت الأسابيع الماضية، ومنذ أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول) وما تبعها من حرب إبادة شنتها إسرائيل بعدما حصلت على شيك على بياض من الغرب الرسمي، بداية صحوة دولية تجلَّت بدعوات متكررة من مختلف الدول للعودة إلى إحياء خيار الدولتين بوصفه الحل الوحيد القادر على إنهاء هذا الصراع. ومن المؤكد أن تتواصل، بعد انتهاء هذه الحرب الهمجية، محاولات اليمين الإسرائيلي لترسيخ مفاهيم تنسف هذا الوعي الدولي المتجدد للحيلولة دون انطلاق جهد حقيقي للوصول إلى حل الدولتين.
ولمواجهة مثل تلك المحاولات المتوقَّعة، لا بد من أن تتخذ الأطراف الفلسطينية والعربية والدولية عدداً من الإجراءات، وأن توفر متطلبات محددة تحول دون تمكين إسرائيل من الاستمرار في إضاعة المزيد من الوقت، وفي تشتيت الجهود الهادفة إلى تحقيق الحل المنشود. وهذا يستدعي تحديد ما هو مطلوب من عمل سياسي ودبلوماسي خلال المرحلة التي تلي انتهاء هذه الحلقة من سلسلة استهداف المدنيين وشن حروب الإبادة على الشعب الفلسطيني. وإذا لم ننجح جميعاً في توفير ما هو مطلوب، فسيتم التفريط في التضحيات الضخمة والثمن الباهظ الذي دفعه أهالي غزة، وستبقى المنطقة في نفق مظلم طويل.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

مفاوضات روسية أوكرانية مرتقبة بإسطنبول دون رئيسي الدولتين

يجري الوفدان الأوكراني والروسي مفاوضات لوقف إطلاق النار في إسطنبول اليوم الجمعة، عقب اجتماع بين وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مساء أمس الخميس مع الوفد الروسي، في ظل استياء كييف من "عدم أخذ موسكو المفاوضات على محمل الجد" نتيجة غياب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي كان يتوقع حضوره.

وكانت مصادر بوزارة الخارجية التركية أكدت تأجيل المفاوضات بين المبعوثين الأوكرانيين والروس في إسطنبول لإنهاء الحرب في أوكرانيا، والتي كانت مرتقبة الخميس، حتى الجمعة.

وكان مصدرا بوزارة الخارجية التركية قال إن الجمعة سيشهد مزيدا من المحادثات وبصيغ مختلفة، مشيرا إلى أن "محادثات ثلاثية بين روسيا وأوكرانيا وتركيا مدرجة في جدول الأعمال".

وأشار المصدر إلى أن جدول الأعمال يتضمن "مفاوضات ثلاثية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وتركيا" من جهة، وبين "روسيا وأوكرانيا وتركيا" من جهة أخرى.

وأضاف "ليس من المؤكد عقد اجتماع بصيغة رباعية (الولايات المتحدة، روسيا، أوكرانيا، تركيا)".

هاكان (يمين) خلال اجتماع مع قائد الوفد الروسي ميدينسكي (الفرنسية) لا توقعات كبيرة

وعقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اجتماعا مطولا مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة في وقت سابق الخميس.

إعلان

من جانبه، أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أنه سيلتقي في اسطنبول نظيره الأوكراني أندري سيبيغا، على أن يلتقي مسؤول أميركي أدنى رتبة منه، الوفد الروسي.

ولكنه قال للصحافيين بعد محادثات لوزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي في مدينة أنطاليا التركية "أريد أن أكون صريحا. لا أعتقد أن لدينا توقعات كبيرة حيال ما سيحدث".

كذلك أعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية أن لقاء جمع وزير الخارجية الأوكراني آندريه سبيها مع نظيره الأميركي والسيناتور ليندسي غراهام في أنطاليا.

وأضافت أنه جرى خلال اللقاء مناقشة النهج المقترح للخطوات القادمة من الجانب الأوكراني، خلال المفاوضات مع الجانب الروسي.

وقال وزير الخارجية الأوكراني إن من المهم للغاية أن ترد روسيا بالمثل على خطوات أوكرانيا البناءة، مضيفا أن على روسيا أن تدرك أن رفض السلام له ثمنه.

زيلينسكي (يسار) اجتمع مع أردوغان أمس في تركيا حيث كان من المفترض أن يشارك بالمفاوضات مع بوتين (الأوروبية) "وفد صوري"

كما اعتبرت كييف اعتبرت الوفد الروسي "صوري" لعدم مشاركة بوتين، فيما كان من المخطط أن يشارك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي  الذي زار تركيا بغرض المشاركة بالمفاوضات.

ويقود الوفد الروسي المستشار الرئاسي فلاديمير ميدينسكي، ومعه نائب وزير الخارجية ونائب وزير الدفاع.

وميدينسكي المولود في أوكرانيا في عهد الاتحاد السوفياتي ووزير الثقافة سابقا، معروف بنزعته القومية المتشددة.

وسبق له أن شارك في أول جولة مفاوضات مباشرة بين الطرفين في ربيع عام 2022 التي لم تفض إلى نتيجة، وذلك بعيد اندلاع الحرب في فبراير/شباط من العام ذاته. وفي 2023، أعلن ميدينسكي أن أوكرانيا "جزء من الأرض الروسية".

أما الوفد الأوكراني، فيرأسه وزير الدفاع رستم عمروف الذي منحه زيلينسكي تفويضا للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

إعلان

وفي 11 مايو/أيار الجاري، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استئناف المفاوضات المباشرة مع أوكرانيا دون شروط مسبقة في 15 من الشهر ذاته بإسطنبول، طالبا من نظيره التركي رجب طيب أردوغان استضافة الجولة الجديدة.

يشار إلى أنه في مارس/آذار 2022، استضافت إسطنبول عدة جولات من المباحثات بين وفود روسية وأوكرانية للتوصل إلى اتفاق بشأن إنهاء الحرب.

ووقع البلدان اتفاقية بإسطنبول في يوليو/تموز 2022، بوساطة تركيا والأمم المتحدة لشحن الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وللمساعدة في معالجة أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، ومددت الاتفاقية 3 مرات قبل أن تعلق موسكو العمل بها في 17 يوليو/تموز 2023.

مقالات مشابهة

  • هبه عبدالعزيز خلال لقائها بالسفير العراقى قحطان الجنابي: القضية الفلسطينية على قمة القمة
  • مفاوضات روسية أوكرانية مرتقبة بإسطنبول دون رئيسي الدولتين
  • هل هي “حمى الذهب والمعادن الثمينة” التي تحرك النزاع في السودان.. أم محاربة التطرف الإسلامي؟
  • عُمان التي أسكتت طبول الحرب
  • هذه الحرب مختلفة عن كل الحروبات التي عرفها السودان والسودانيون
  • دورها تاريخي.. أحمد موسى: مصر ترفض تصفية القضية الفلسطينية
  • الحرب التي أجهزت على السلام كله
  • تطورات جديدة في “القضية المقززة” التي فجّرت غضبًا واسعًا في تركيا
  • وزير الخارجية السيد أسعد الشيباني لـ سانا: نرحب بتصريحات الرئيس دونالد ترامب الأخيرة بشأن رفع العقوبات التي فُرضت على سوريا رداً على جرائم الحرب البشعة التي ارتكبها نظام الأسد.
  • ???? الجهة التي سيقع عليها الدور بعد السودان سوف تبدأ الحرب فيها بالمسيرات