آثار اقتصادية ضاغطة في باكستان خلفتها المواجهة مع الهند
تاريخ النشر: 16th, May 2025 GMT
إسلام آباد– شهد الاقتصاد الباكستاني تأثيرات سلبية نتيجة المواجهات العسكرية الأخيرة مع الهند، والتي استمرت 4 أيام في مايو/أيار الجاري.
ورغم إعلان وزارة المالية الباكستانية أن التأثير المالي المباشر كان "ضئيلا"، فإن تقديرات الخبراء تشير إلى خسائر اقتصادية كبيرة مباشرة وأخرى غير مباشرة وقد تكون بعيدة المدى.
وخلال نشوب المواجهات حذرت أوساط الأعمال في باكستان من أن التوتر الحاصل يهدد بإجهاض فرص التعافي الاقتصادي، ويُضعف آمال الاندماج الإقليمي في وقت يتحول فيه الاقتصاد العالمي نحو الأسواق الإقليمية والتكامل التجاري.
وانعكست الأزمة بين الهند وباكستان، على سوق كراتشي للأوراق المالية الذي تراجع مؤشره منذ هجوم 22 أبريل/نيسان الماضي في منطقة بهلغام بالجزء الخاضع للهند من كشمير بشكل ملحوظ، ولكن عند توقف المواجهات عوض السوق معظم خسائره.
وفي أثناء الأزمة فقدت العملة الباكستانية استقرارها، إذ تراوح سعر صرف الروبية بين 280 و284 روبية مقابل الدولار في السوق المفتوحة، إلا أنه استقر حاليا بين 278 و280 روبية للدولار.
وخلال الأزمة أوقفت باكستان التجارة الثنائية مع الهند، مما أثر على واردات حيوية مثل القطن، وأدى إلى خسائر في الصناعات المحلية.
إعلانكما تراجعت السياحة في باكستان، وأدت التوترات إلى تراجع ثقة المستثمرين وهروب رؤوس الأموال.
وعلى الرغم من التوترات، وافق صندوق النقد الدولي على صرف الدفعة الثانية من قرض بقيمة 7 مليارات دولار لباكستان، بقيمة 1 مليار دولار، مما وفر دعمًا ماليا مهما.
في حين ساعد وقف إطلاق النار في تخفيف التوترات، تظل التحديات الاقتصادية قائمة، يحتاج الاقتصاد الباكستاني إلى استقرار سياسي وأمني لجذب الاستثمارات وتعزيز النمو الاقتصادي.
يقول الخبير الاقتصادي الباكستاني شكيل رامي، إنه من المعروف أن الحرب تجلب عواقب سلبية، وينطبق الشيء نفسه على الحرب الأخيرة. ومع ذلك، ولحسن الحظ، لم تكن الآثار خطيرة على باكستان وستكون قادرة على التعامل مع الخسائر التي وقعت ضمن إمكانياتها. كما أبرز ذلك وزير المالية الباكستاني محمد أورنغزيب الذي أكد أن بلاده ستكون قادرة على إدارة الوضع.
وفي حديث للجزيرة نت أوضح رامي أن الخسائر كانت محدودة لعدة أسباب:
أثناء الاشتباكات كانت العملية الصناعية في باكستان تعمل بشكل طبيعي، ولم يكن هناك أي تعطيل فيها. باكستان أبقت طرق التجارة مع الخارج مفتوحة، لذلك كانت التجارة مستمرة كالمعتاد. الأسواق التجارية كانت تعمل بشكل جيد، ولم يكن هناك نقص في أي شيء. سوق الأوراق المالية ظل مستقرًا وأظهر ارتفاعا حادا بعد وقف إطلاق النار.وقدر رامي التكلفة الاقتصادية للمواجهات الأخيرة على باكستان ما بين مليار إلى 1.5 مليار دولار، مشيرا إلى أن الجزء الأكبر من التكلفة يتعلق بالنفقات على الحرب.
ومع تصاعد الضربات الجوية وتبادل الصواريخ والهجمات بالطائرات بدون طيار عبر خط السيطرة الفاصل بين الكشميرتين، ارتفعت التكاليف المالية والبشرية لباكستان بسرعة.
من جهته قال الباحث الاقتصادي في معهد الدراسات الإستراتيجية ميان أحمد سالك، إنه بعد نشوب المواجهات بين الهند وباكستان شهدت الأسواق المالية الباكستانية اضطرابا، حيث انخفض مؤشر بورصة كراتشي بشكل حاد مع تراجع ثقة المستثمرين في أيام المواجهات، ثم انتعش بشكل كبير معوضا معظم خسائره بعد إعلان وقف إطلاق النار في 10 مايو/أيار الجاري.
إعلانويضيف سالك للجزيرة نت أن الروبية الباكستانية تعرضت لضغوط نتيجة هروب رؤوس الأموال ومخاوف التضخم. وتفاقم القلق الاقتصادي بسبب اضطرابات سلاسل الإمداد وتقلب أسعار الطاقة.
ورغم أن وزير المالية الباكستاني حاول تهدئة الأوضاع بالقول إن تأثير المواجهات على باكستان اقتصاديا محدود، فإن سالك رجح أن تبقى النظرة للاقتصاد الباكستاني مشوبة بعدم اليقين.
وأضاف أن المواجهات الأخيرة فاقمت من نقاط الضعف الهيكلية لاقتصاد يعتمد على الدعم الخارجي، محذرا من أي تصعيد جديد حتى لو كان محدودا من شأنه أن يقوض جهود الإصلاح الجارية وتوسع العجز المالي.
ولفت سالك إلى أنه على أرض الواقع، كانت التكاليف على المواطن العادي كبيرة. فمثلا:
في البنجاب (أكبر الأقاليم الباكستانية من حيث عدد السكان)، تم إغلاق المدارس والجامعات، وتأجيل الامتحانات، وتعطلت الحياة اليومية. أدى تعليق المجال الجوي التجاري وإلغاء الرحلات على نطاق واسع إلى ضربة أخرى للتجارة والسياحة وسفر الأعمال. وشهد الإنفاق الدفاعي ارتفاعًا كبيرا، مضيفا ضغطًا غير متوقع على مالية باكستان المضغوطة أصلا. وعن الخسائر الأخرى، بين سالك أن المواجهات ضيعت فرصا استثمارية في الخدمات العامة والبنية التحتية والتنمية الاجتماعية، فلن يأتي المال إلى بلد غير مستقر.وقال سالك إنه وفي ظل هذا المشهد الاقتصادي المعقد، جاء قرار الهند "تعليق" معاهدة مياه السند كضربة إضافية. وبالنظر إلى أن الزراعة والأمن الغذائي في باكستان يعتمدان بشكل كبير على نظام نهر السند، فإن تعليق المعاهدة يُنظر إليه ليس فقط كانتهاك للأعراف الدبلوماسية ولكن كتهديد مباشر لاستقرار البلاد الاقتصادي.
من جهتها، قالت المحللة الاقتصادية والكاتبة السياسية عاصمة ودود إن كلا من الهند وباكستان -رغم التباين بين الاقتصادين- ستواجه تأثيرا ماليا للحرب، فمع ديونها المرتفعة ستتفاقم التحديات الاقتصادية لباكستان.
إعلانوفي حديثها للجزيرة نت، أوضحت عاصمة بأن الهند، التي حصلت مؤخرًا على صفقة استثمارية ضخمة مع الولايات المتحدة، يتوجب عليها المحافظة على استقرار المنطقة لضمان تدفق الاستثمارات.
وأضافت أنه من المثير للاهتمام أن التأثير الاقتصادي لهذه الحرب ليس مقتصرًا على هذين البلدين فقط، مشيرة إلى أن واحدة من أعظم معارك الطائرات الحربية قد غيرت ديناميكيات الاقتصاد والقوة العسكرية عالميا.
ورجحت عاصمة أن تزيد باكستان والهند على إثر المواجهات الأخيرة من ميزانياتهما الدفاعية، مما سيضع ضغوطًا على الاقتصاد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المالیة الباکستانی وقف إطلاق النار الهند وباکستان على باکستان فی باکستان إلى أن
إقرأ أيضاً:
الإعلام الدولي: مرونة الاقتصاد المصري ساعدت في تجاوز آثار الاضطرابات الإقليمية
أظهر تقرير إحصائي شامل أصدرته الهيئة العامة للاستعلامات عن "صورة مصر في وسائل الاعلام الدولية"، أن الاعلام الدولي تابع بشكل متواصل شئون مصر الاقتصادية خلال شهر مايو 2025.
وقال الكاتب الصحفي ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات إن وسائل الإعلام العالمية خاصة المتخصصة في مجال الاقتصاد أشادت بقدرة الاقتصاد المصري على مواجهة وتجاوز الآثار الاقتصادية والتجارية السلبية الناجمة عن التصعيد الإقليمي العسكري في الأسابيع الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط، وذلك بفضل مرونة الاقتصاد المصري وتنوع قطاعاته إضافة إلى ما تم انجازه في المرحلة الجديدة من مراحل الإصلاح الاقتصادي والتي قال عنها صندوق النقد الدولي إن نتائجها قد فاقت التوقعات وأضاف رئيس هيئة الاستعلامات أن وسائل الإعلام الدولية نشرت خلال شهر مايو الماضي (266) مادة صحفية عن الاقتصاد المصري، توزعت، حسب النطاق الجغرافي الذي تنتمي إليه هذه الوسائل، إلى(27) مادة نشرها الإعلام الأمريكي و(56) مادة نشرها الإعلام الأوروبي، و(35) مادة نشرها الإعلام الأسيوي، و(139) مادة نشرها الإعلام العربي .
وبلغ عدد وسائل الإعلام الدولية التي تناولت الاقتصاد المصري خلال تلك الفترة (68) وسيلة إعلامية، منها: (9) وسائل إعلامية أمريكية، و (21) وسيلة إعلامية أوروبية، و (18) وسيلة إعلامية أسيوية، و(17) وسيلة إعلامية عربية.
وأوضح رئيس "هيئة الاستعلامات" أن توجهات الإعلام الدولي في تناول قضايا الاقتصاد المصري خلال شهر مايو 2025، كانت متوازنة وموضوعية حيث بلغ عدد المواد ذات الاتجاه الإيجابي (23) مادة من إجمالي المواد المنشورة عن الاقتصاد المصري خلال تلك الفترة، و أن وسائل الإعلام الدولية نشرت (237) مادة اتسمت بالاتجاه الموضوعي ، عن الاقتصاد المصري خلال تلك الفترة، بنسبة 89%، و في الاتجاه السلبي، نشرت وسائل الإعلام الدولية 6 مواد فقط، بنسبة 2% من إجمالي المواد المنشورة خلال مايو 2025 .
وتضمنت الموضوعات التي حظيت بتناول ايجابي من جانب الاعلام الدولي : ( الاعلان عن اكتشافات جديدة للغاز والزيت، هبوط الدولار إلى أدنى مستوى منذ 6 أشهر، ارتفاع احتياطات النقد الأجنبي إلى 49 مليار دولار بنهاية العام المالي المقبل، صندوق النقد الدولي يشيد بالتقدم الملموس في برنامج الإصلاح الاقتصادي، اقتراب مصر من حلمها الكبير في محطة الضبعة النووية ، و تحويلات المصريين بالخارج تقفز إلى 32.6 مليار دولار. تراجع عجز الموازنة العامة في مصر.)
وقد نشرت شبكة 'CNN' الامريكية بالعربية في 14/5/2025، تقريراً بعنوان، "مصر تعلن عن اكتشافات جديدة للغاز والزيت.. وخبير يعلق"، حيث أعلنت مصر عن اكتشافات جديدة للغاز والزيت في الصحراء الغربية وخليج السويس من شأنها إضافة 3380 برميل زيت و30 مليون قدم مكعب غاز يوميًا للإنتاج المحلي. وجاءت هذه الاكتشافات بعد سداد الحكومة جزء من مستحقات شركات النفط الأجنبية، لتشجيعها على زيادة حجم استثماراتها لتسريع وتيرة تنمية الحقول القائمة لزيادة الإنتاجية واكتشاف أخرى جديدة، بما سيسهم في توفير جانب من الفاتورة الاستيرادية من الوقود والمنتجات البترولية على مدار الفترة المقبلة.
ونشر موقع شبكة "سي إن إن الامريكية "، في 20/5/2025، تقريرًا بعنوان " هبوط الدولار إلى أدنى مستوى منذ 6 أشهر.. خبراء يكشفون الأسباب"، حيث هبط سعر الدولار أمام الجنيه لأدنى مستوى 50 جنيهًا، وذلك للمرة الأولى خلال عام 2025، وسجّل متوسط أسعار السوق 49.84 جنيه للشراء، و49.94 جنيه للبيع، وفق بيانات البنك المركزي ، ورجّح خبراء أسباب هذا الانخفاض إلى زيادة تدفقات النقد الأجنبي للبلاد من عوائد السياحة وتحويلات المصريين المقيمين بالخارج. مع انخفاض الطلب على العملة الأجنبي، بسبب تراجع طلبات الاستيراد نتيجة عوامل موسمية، إضافة إلى تراجع سعر الدولار عالميًا نتيجة زيادة الاستثمار في اليورو، بسبب توقعات غير متفائلة بأداء العملة الأمريكية.
ونشرت وكاله روسيا اليوم الروسية وصحيفة الوطن الكويتية وموقع العربية السعودي بتاريخ 18/5/2025بعنوان " صندوق النقد الدولي: مصر تحقق تقدما ملموسا في برنامج الإصلاح الاقتصادي" حيث أكد نائب مدير صندوق النقد الدولي نايجل كلارك إن مصر أحرزت تقدما ملموسا وواضحا فيما يتعلق ببرنامجها الإصلاح الاقتصادي الكلي، مؤكدا أنه "أمر جلي للعيان". وقال كلارك، في تصريحات خلال مؤتمر صحفي في القاهرة عقب اجتماع مع رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، إن "البرنامج المصري نتج عنه انخفاض قوي في معدلات التضخم والبطالة، فيما قفزت مستويات احتياطيات النقد الأجنبي إلى جانب إتاحة ووفرة العملات الأجنبية، ولم تعد هذه مشكلة كما كان من قبل". وأشار إلى أن هناك زيادة مطردة في معدلات نمو الناتج المحلي الإجمالي، فيما يمضي الاقتصاد المصري على طريقه نحو الاستقرار، مؤكدا أن هذه النتائج الإيجابية المهمة التي أحرزها برنامج الاصلاح الاقتصادي المصري جاءت بفضل القرارات والتحركات الجريئة التي قادتها الحكومة المصرية.
ونشر موقع مجلة "نيوزويك" الأمريكية في 2/5/2025، تقريراً بعنوان "رسوم ترامب الجمركية قد تُنعش أجود أنواع القطن في العالم " حيث أشار التقرير إلى أن مصر، المعروفة منذ فترة طويلة بقطنها الممتاز، قد تكتسب أرضية في السوق العالمية نتيجة لحرب التعريفات الجمركية التي شنها الرئيس دونالد ترامب مع الصين. حيث يمكن أن توفر التعريفات الجمركية الأمريكية الجديدة على المنسوجات الصينية، شريان حياة ضروري للغاية لقطن مصر طويل التيلة القديم، على الرغم من فرض التعريفات الجمركية أيضًا على مصر ومنتجي القطن الآخرين، إلا أنها أقل من تلك المفروضة على الصين.
ونشرت مجلة "فوربس" الإقتصادية الأمريكية ووكالة رويترز وموقع "صندوق النقد الدولى"، و موقع "الشرق" السعودي و موقع "سكاي نيوز عربية" الإماراتي بيانا فى27/5/2025، بعنوان "صندوق النقد الدولي يُنهي مهمة مراجعة في مصر "، حيث قام فريق من خبراء صندوق النقد الدولي، بزيارة القاهرة واجرى مناقشات مثمرة حول السياسات الاقتصادية والمالية التي يمكن أن تدعم إتمام المراجعة الخامسة في إطار برنامج "تسهيل الصندوق الممدد". واضاف الصندوق : أحرزت مصر تقدمًا ملموسًا نحو استقرار الاقتصاد الكلي. ومن المتوقع أن يستمر النمو في التحسن، وقد رفعنا توقعاتنا للسنة المالية 2024/2025 إلى 3.8%، في ضوء النتائج التي فاقت التوقعات في النصف الأول من العام.