بوابة الفجر:
2024-06-11@17:14:12 GMT

جولة داخل المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية

تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT

في حضرة روح الملك الإسكندر الأكبر والأباطرة الرومان، يستقبلك المتحف اليوناني الروماني في الإسكندرية، لينقلك عبر سيناريو المتحف إلى العصرين اليوناني والروماني، وكيف كانت الحياة في تلك الحقبتين.

المتحف اليوناني الروماني افتتحه رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي في أكتوبر الماضي، ليكون بمثابة توثيق للحياة السياسية، التجارية، والاجتماعية في تلك المرحلتين، على عكس باقي المتاحف المصرية الأخرى المتخصصة في الفرعوني القديم والإسلامي.

"الفجر" انتقلت في زيارة للمتحف اليوناني الروماني، والتقت رشا عبد الوهاب أمين المتحف اليوناني الروماني، التي حكت عن سيناريو المتحف وأهم القطع الأثرية الغارقة التي يضمها المتحف.

وإلى بداية الرحلة داخل المتحف.. 

فكرة إنشاء المتحف اليوناني الروماني

فكرة إنشاء المتحف اليوناني الروماني جاءت على يد المستكشف الإيطالي "جوزيف بوتيه" عام 1892،  لأن الإسكندرية وقتها كانت عبارة عن متحف مفتوح لآثار اليونانية والرومانية، وأراد بهذا المتحف جمع هذه القطع الثمينة في متحف واحد، وذلك وفق بداية شرح أمين المتحف.

وقد تواصل المسكتشف الإيطالي مع أمراء الأسرة العلوية مثل الأمير عمر طوسون، والأمير يوسف كمال اللذان لهما يد العليا في إنشاء المتحف اليوناني الروماني، فقد تم جمع التبرعات لإنشاء هذا المتحف وجمع القطع الأثرية المهمة، وقد تم افتتاح المتحف عام 1895.

وقد كان المتحف قديمًا عبارة عن طابق واحد مكون من 10 حجرات، وقد كان المتحف اسمه "الموزيم"، وظل المتحف متخصص في الحكي عن العصر اليوناني الروماني القديم على عكس باقي المتاحف المصرية المتخصصة في الفرعوني القديم.

واستمر تشغيل المتحف حتى عام 2005، ثم أغلق 13 سنة، والتطوير الفعلي بدأ 2018، والافتتاح في أكتوبر 2023، ويعد المتحف اليوناني الروماني ليس تطويرًا لنسخته القديمة، أنما متحف جديد بسيناريو عرض جديد.

والمتحف يضم 6 آلاف قطعة أثرية ثمينة من بينها قطع آثار غارقة وقطع تُعرض لأول مرة.

ويتكون المتحف من طابقين، الأول يحكي عن عصر ما قبل الإسكندر الأكبر وتأسيس الإسكندرية، والطابق الثاني عقب الإسكندر الأكبر بنحو 500 سنة وحتى الاعتراف بالديانة المسيحية، لأن الإسكندرية كانت مركزًا لانتشار المسيحية.

بداية الرحلة لعصر ما قبل الإسكندر الأكبر

يبدأ سيناريو المتحف في عصر الملك "نختنبو الأول" في فترة ضعف الأسرة المصرية القديمة، وبدء قدوم الجليات الأجنبية اليونانية "الإغريق" إلى مصر، ومرحلة قبل إنشاء مدينة الإسكندرية الشهيرة التي كانت عبارة عن مجموعة من القرى مثل فاروس، هرقليوم، راقودة، وقد عمل أفراد الجليات كتجار وصيادين وجنود مرتزقة داخل الجيش المصري.

أشهر سجل تجاري غارق في أبو قيرأقدم سجل تجاري من الأثار الغارقة في الإسكندرية

ويعرض المتحف في بدايته قطعتين أثريتين من الآثار الغارقة في خليج أبو قير، وهي عبارة عن سجل تجاري يوثق الضرائب التي كانت تُفرض على المراكب الأجنبية وقتها في ميناء "تانيس" في تلك القرى المصرية القديمة التي أصبحت اليوم مدينة الإسكندرية.

وتحاكي تلك القطعتين بنفس شكل وأهمية حجر رشيد لأنها تحكي عن التعاملات التجارية بين مصر والدول الخارجية في وقتها، وهما يضمان  نقوش للملك يقدم قرابين لآلهة، حورس يحمي المدينة بأكملها.

تميمات ورؤوس الإسكندر الأكبررؤس الملك الأسكندر الأكبر

ويأخذك المتحف داخل الطابق الأول إلى بداية الحديث عن الإسكندر الأكبر وهو ابن الملك فيليب ملك مقدونيا في اليونان واسمه الإسكندر المقدوني، والذي حرر مصر من حكم الفرس بعرض مجموعة من الآثار الغارقة لرأس الإسكندر الأكبر.

وهذه الرؤوس وفق حديث أمين المتحف: " نُحتت له رؤوس كثيرة من حب المصريين له، وجميعها تعبر عن شاب وسيم، ينظر إلى الأعلى، يستمد قوته من السماء، وشعره مجعد ولونه بني".

رؤس الأسكندر الأكبرأشهرها رأس كيلوباترا السابعة.. تماثيل لملكات البطالمةكيلوباترا السابعة

وينتقل المتحف في الطابق الأول من الملك الإسكندر الأكبر إلى العصر البطلمي الذي تأسس على يد قائد جيوش الإسكندر الأكبر وهو بطليموس الأول مؤسس الدولة البطلمية.

ويعرض المتحف رأس تمثال كيلوباترا السابعة وزوجها ماركوس أنطونيوس وطفليهما، ملكة بطلمية ترتدي وشاح إيزيس، وعدد من تماثيل ملوك وملكات بطالمة.

ملكة بطلمية ترتدي وشاح إيزيس

 

فسيفساء الملك البطلمية برنيقي الثانيةفسيفساء الملكة برنيقي الثانية في المتحف اليوناني الروماني

ويعرض المتحف قطع أثرية فاخرة وهي عبارة عن لوحة فسيفساء أشهر أنواع الفنون في العصر اليوناني الذي كان فن تزيين المنازل الملكية.

وقد تم العثور عليها عام 1918 في إحدى المنازل في وسط الإسكندرية تتوسط اللوحة ملكة بطلمية تُدعى "برنيقي" قد حكمت الإسكندرية.

وتشرح أمين المتحف بأن: "اللوحة ترسم صورة الملكة وهي ترتدي تاج على هيئة مركب، وهذا يدل حكمها لمدينة الإسكندرية، ويبدو أن الملكة قد مريضة مرض "الغدة الدرقية" لتضخم رقبتها وجحوظ أعينها، وقد تم رسمها بهيئتها الطبيعية".

الطابق الثاني.. رحلة إلى الحياة البطلمية القديمة

ويحكي الطابق الثاني في المتحف اليوناني الروماني شكل الحياة البطلمية القديمة في عدة جوانب أهمها:

أزياء السيدة السكندرية في العصر البطلميإناقة السيدة السكندرية في العصر البطلمي

يعرض المتحف أهم قطع أثرية تُسمى "التانجرة" والتانجرة هي مدينة في اليونان تم اكتشاف فيها أكبر عدد من تماثيل التراكوتة المصنوعة من الطمي المحروق ويتم تشكيل من خلاله مجسمات يصعب كسرها.

ويعرض المتحف هذا النوع من القطع الأثرية الثمينة للسيدات السكندريات في العصر البطلمي.

وتشير أمين المتحف: "هي مجموعة ضخمة من تماثيل التراكوتة للسيدات السكندريات في العصر البطلمي، وتعبر التماثيل عن مدى إناقة السيدة السكندرية في اختيار الفساتين والهيئة والأدوار التي لعبتها".

وهذه التماثيل قد صنعتها السيدة السكندرية قديمًا كتماثيل زينة أو لوضعها في مقبرتها أو تقديمها كقرابين، وهذه التماثيل تم اكتشافها في منطقة الإبراهيمية بكميات كبيرة جدًا.

جانب من تماثيل التراكونةلوحة فنية تعبر عن أقدم اختراع يونانيلوحة فنية تعبر عن استخدام الساقية

كما يعرض داخل سيناريو الحياة البطلمية قطعة حجارية ضخمة رُسم عليها أقدم اختراع يوناني وهي "الساقية" لضخ المياه، والذي تم انتقال هذا الاختراع إلى المهام الزراعية في مصر.

شواهد القبور

يضم المتحف ضمن جوانب الحياة البطلمية القديمة قطع أثرية من شواهد القبور وهي عبارة عن أن كل صاحب مقبرة كان يضع تمثال له يعبر عن وظيفته وجانب من جوانب حياته اليومية.

الانتقال إلى العصر الروماني

وينقلك المتحف داخل الطابق الثاني إلى العصر الروماني الذي يضم عدد من رؤس تماثيل أباطرة الرومان الذين حكموا مصر، محاكاة للمنزل الروماني، مومياوات محنطة.

المنزل الرومانيالمنزل الروماني

يعرض المتحف محاكاة للمنزل الروماني الذي تم تصميمه من الرخام الفاخر، ويتكون من غرفة مأدبة، وتمثالان من الرخام لرجل وسيدة متكئين، ويحملا كلًا منهما كأس شراب كأحد مشاهد الحياة اليومية.

المنزل الرومانيأباطرة الرومان

ويعرض المتحف عددا من تماثيل أباطرة الرومان أشهرهم تمثال للملك دقلديانوس.

إمبراطور روماني بروفايل الملك دقلديانوس  مومياء مُحنطةمومياء وًضع على الرأس بورتريه للشخص المتوفي

يعرض المتحف مومياء مُحنطة لرجل سوري كان يعيش في مصر، والمومياء تعبر عن طريقة التحنيط في العصر الروماني التي تعتمد على لفائف الكتان على عكس المصري القديم الذي كان يضع في تابوت.

كما يضع على رأس المومياء بورتريه لصورة الشخص الذي كان يُرسم له في حياته، وعقب وفاته يتم وضع البورتريه على رأسه.

أواني رمادأواني لوضع رماد المتوفي وقطع خشبية تُعرف به

كما يحكي المتحف عن أشكال الدفن في أواخر العصر اليوناني وهي حرق الجثمان ووضع الرماد في أواني من الفخار أو الألباستر، مع وضع قطع خشبية كُتب عليها من هذا الشخص المتوفي ووظيفته.

وهناك قارورة لسيدة وضعت بداخلها التاج الملكي وإكليل الجبل، حتى يرافقوها في العالم الآخر.

وقد اسُتخدم هذا التقليد القادم من دول آسيا لحرق الشخصيات النبلاء، الجنود، والشخصيات العامة.

أنفورات تجاريةأنفورات تجارية

ويعرض المتحف عدد ضخم من الأنفورات التجارية التي كانت تعبر عن المقايضة التجارية بتبادل البضائع داخل أنفورات تجارية، وتتميز الأنفورات بأشكالها الجمالية ودقة التصنيع لكل غرض تجاري.

هناك أنفورات ضيقة لتمليح الأسماك، أنفورات ذات ثقوب لتربية الطيور، جميع هذه الأنفورات هي من الآثار الغارقة التي تم جمعها من داخل مراكب غارقة، وقد تم جمع الآلاف من تلك الأنفورات.

وتعلق أمينة المتحف اليوناني الروماني أن الأنفورات لم تتأثر بملوحة البحر ولم تذب، وقلة الأكسجين تحت أعماق البحر حفظت تلك الأنفورات من عملية الذوبان.

تمثال إيزيس فارياتمثال إيزيس فاريا

وينتهي المتحف بتمثال ضخم للملكة البلطمية إيزيس فاريا زوجة الملك بطليموس الثاني، وكان يُسمي هذا التمثال بحامية المدينة، لأنه كان يُضع في مدخل المدينة، فعندما تراها السفن من بعيد يشعروا بأن هناك حارس للمدينة.

وتعلق أمين المتحف "رشا عبد الوهاب" بأنه اكتشف رائد الآثار الغارقة كامل أبو السعادات هذا التمثال كأحد الآثار الغارقة، وظلت في المخزن لمدة 40 سنة، ثم عُرضت أخيرًا في المتحف اليوناني الروماني.

 

 

 

 

 

ألبوم المتحف اليوناني الروماني ألبوم المتحف اليوناني الروماني ألبوم المتحف اليوناني الروماني ألبوم المتحف اليوناني الروماني ألبوم المتحف اليوناني الروماني ألبوم المتحف اليوناني الروماني

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الاسكندرية الاسكندر الاكبر رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى المتحف اليوناني الروماني الإسکندر الأکبر الآثار الغارقة الطابق الثانی أمین المتحف الرومانی ا من تماثیل إلى العصر فی العصر عبارة عن تعبر عن

إقرأ أيضاً:

قنصلية فرنسا تطلق مشروع الاقتصاد الدائري بدعم الاتحاد الأوروبي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قامت قنصلية فرنسا بالإسكندرية والمعهد الفرنسي بالإسكندرية وقنصل عام فرنسا بالإسكندرية "لينا بلان" بإطلاق مشروع "الاقتصاد الدائري: من الشاطئ إلى المختبر".

ويشارك في تمويل المشروع الاتحاد الأوروبي في مصر ودعم كل من محافظة الإسكندرية وجامعة الإسكندرية وتعد مبادرة فريدة من نوعها، تتصدى لتلوث البلاستيك وتعزيز التوعية بالممارسات المستدامة.

ويجمع الحدث طلاب المدارس الثانوية من الناطقين بالفرنسية وبالإنجليزية، وشباب المعهد الفرنسي، تحت رعاية كل من سفير الاتحاد الأوروبي بمصر كريستيان بيرجر ورئيس جامعة الإسكندرية الدكتورعبد العزيز قنصوة، حيث يشاركون في نشاط تنظيف شاطئ الأنفوشي، ويضم ورشة إعادة تدوير مبتكرة.

ويهدف المشروع أن يكون تجربة تعليمية تفاعلية، ليكتسب الطلاب نظرة شاملة على دورة حياة البلاستيك واكتشاف إمكانات تدويره من خلال تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد.

مقالات مشابهة

  • كل ما تريد معرفته عن مدارس التعليم والتدريب المزدوج بعد الإعدادية بالإسكندرية
  • صحة الإسكندرية بخير
  • تحت شعار «المتاحف.. قوى للتغيير» المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية ينظم يوماً لذوي الاحتياجات الخاصة
  • صحة الإسكندرية تعقد اليوم العلمى لزمالة الطوارىء
  • اليوم.. ندوة حول "مقومات السياحة في الإسكندرية" بمركز الحرية للإبداع
  • مواعيد امتحانات الدور الثاني لطلاب المرحلة الإعدادية بالإسكندرية
  • قنصلية فرنسا تطلق مشروع الاقتصاد الدائري بدعم الاتحاد الأوروبي
  • خالد العناني يلقي ندوة "الحفاظ على الإرث "بمكتبة الإسكندرية
  • «آثار ومتاحف مصر بين الحفاظ على الإرث الحضاري الفريد» ندوة بمكتبة الإسكندرية
  • هوس الثراء السريع.. مصرع 3 أشخاص أثناء تنقيبهم عن الآثار بالإسكندرية