الدولار وداعش… أوراق اللعبة الأمريكية في العراق
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
24 نوفمبر، 2023
بغداد/المسلة الحدث: تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة والعراق، حالة من التوتر، حيث ترفض الحكومة العراقية القصف الامريكي على مواقع في الداخل العراقي، ما يعني أن الولايات المتحدة تتدخل في الشؤون الداخلية العراقية، و تفرض شروطها على الحكومة العراقية.
وقال زعيم عصائب اهل الحق، قيس الخزعلي، الجمعة، أن الحكومة الامريكية لا تريد خروج قواتها من العراق، فيما تقوم بتبرير ذلك بمحاربة داعش الإرهابي.
وقال الخزعلي خلال لقاء تلفزيوني: إن “الامريكيين لا يريدون الخروج من العراق، وعندما تكون هناك نية حكومية لإخراجهم يبعثون برسائل سياسية تهديدية”، مؤكدا ان “الإدارة الأمريكية تهدد دائماً بورقة الدولار والاقتصاد”.
وأضاف ان “الحكومات المتعاقبة تتردد بإخراج القوات الأجنبية بسبب الضغوطات الأمريكية، وهم يبررون تواجدهم بمحاربة داعش الإرهابي”، كبينا ان “الجميع يعلم أن العراق أعلن انتصاره على داعش الإرهابي في 2017 “.
الدولار
يعتمد العراق بشكل كبير على الدولار الأمريكي، حيث أن معظم صادراته يتم تسديدها بالدولار، كما أن معظم وارداته يتم شراؤها بالدولار. وتمتلك الولايات المتحدة سيطرة كبيرة على سوق الدولار في العالم.
وتستخدم الولايات المتحدة هذا للضغط على العراق، كما انها تهدد بفرض عقوبات مالية واقتصادية، إذا لم تستجب الحكومة العراقية لمطالبها.
خطر داعش
وتستخدم الولايات المتحدة أيضاً خطر داعش للضغط على العراق، حيث توضح للحكومة العراقية دائما ان هناك حاجة لتواجدها من اجل في محاربة التنظيم.
وتقول الولايات المتحدة أن استمرار وجود القوات الأمريكية في العراق ضروري لمنع داعش من العودة إلى نشاطه، وتهديد الأمن الإقليمي.
والكثير من العراقيين مقتنعون، عن أن هنالك ضغطا تمارسه الولايات المتحدة على العراق.
وقال صحفي عراقي: “الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً كبيرة على العراق، عبر الدولار وداعش. وتريد الولايات المتحدة أن تظل متواجدة في العراق، حتى تحافظ على نفوذها في المنطقة”.
وأضاف: “الكثير من القوى السياسية ترفض تجديد الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة، لأنها تريد أن تتخلص من التدخل الأمريكي في الشؤون الداخلية العراقية”.
ويرى حسين الكربلائي ان : “الولايات المتحدة تستخدم خطر داعش للضغط على العراق، ولكنها لا تهتم فعلياً بمحاربة التنظيم”.
واضاف: “الولايات المتحدة تريد أن تظل متواجدة في العراق، حتى تتمكن من التدخل في شؤون المنطقة، وتهديد إيران من العراق”.
لكن، هل ستقتنع القوات الأمريكية بالخروج من العراق؟..
من الصعب الإجابة على هذا السؤال بشكل قاطع، حيث أن القرار النهائي يتوقف على الحكومة الأمريكية.
ولكن من المرجح أن تستمر الولايات المتحدة في ممارسة الضغط على العراق، حتى تحصل على ما تريد. وإذا لم تستجب الحكومة العراقية لمطالب الولايات المتحدة، فمن الممكن أن تلجأ الولايات المتحدة إلى استخدام القوة العسكرية، أو التدخل المباشر في الشؤون الداخلية العراقية.
ومن أجل تجنب مزيد من التوتر بين الولايات المتحدة والعراق، يجب على الحكومة العراقية أن تسعى إلى إيجاد حل وسط مع الولايات المتحدة، يلبي مصالح البلدين.
وتشمل هذه الحلول، إعادة التفاوض على الاتفاقية الأمنية بين البلدين، بحيث تحصل الولايات المتحدة على بعض الضمانات، ولكنها لا تظل متواجدة في العراق بشكل دائم.
وإذا لم تتمكن الحكومة العراقية من إيجاد حل وسط مع الولايات المتحدة، فمن الممكن أن تواجه البلاد أزمة أمنية وسياسية كبيرة، تؤثر على أمن واستقرار المنطقة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الحکومة العراقیة الولایات المتحدة على العراق من العراق فی العراق
إقرأ أيضاً:
شباب بلا عمل وأنهار بلا ماء: تحديات تحدد مصير الحكومة الجديدة
4 دجنبر، 2025
بغداد/المسلة: تواجه الحكومة العراقية المقبلة، أياً كان شكلها النهائي بعد مفاوضات تشكيل التحالفات، ثلاثة تحديات وجودية قد تحدد مصير البلاد خلال السنوات الأربع المقبلة: أزمة المياه، انهيار منظومة الكهرباء، وتفاقم البطالة بين صفوف الشباب.
وتصاعدت أزمة المياه إلى مستوى التهديد الاستراتيجي بعد تراجع منسوب نهري دجلة والفرات بنسبة تجاوزت 40% في بعض المناطق خلال العامين الأخيرين، نتيجة السدود الاقليمية وسوء إدارة الموارد الداخلية، مما أدى إلى تملح التربة وهجرة آلاف الأسر الزراعية وتقلص المساحات المزروعة بنسبة ملحوظة.
وفي الوقت نفسه، لا يزال العراق يعتمد على توليد كهربائي لا يتجاوز نصف الطلب الفعلي في أوقات الذروة الصيفية، مما يفرض انقطاعات يومية تصل إلى 18 ساعة في محافظات الوسط والجنوب، وهو ما يشل الحركة الصناعية ويعطل منظومات الري الحديثة ويرفع تكاليف الإنتاج إلى مستويات تجعل المنتج المحلي غير قادر على المنافسة.
من جانب آخر، يقف أكثر من ثلاثة ملايين شاب عاطل في طوابير التعيينات الحكومية التي توقفت تقريباً منذ 2020، بينما تظل نسبة البطالة بين خريجي الجامعات تتجاوز 35%، مما يخلق قنبلة اجتماعية قابلة للانفجار في أي لحظة.
وعلى الصعيد الأمني، يحذر مراقبون من احتمال استغلال هذه الأزمات المتراكمة من قبل خلايا داعش النائمة أو جهات سياسية تسعى لإرباك المشهد عبر تحريك احتجاجات شعبية قد تتحول إلى صدامات طائفية أو مناطقية إذا لم تُعالج المطالب الخدمية بسرعة.
غير أن الحكومة الحالية، التي تقود مرحلة تصريف الأعمال، ركزت خلال السنتين الأخيرتين على مشاريع المجسرات والجسور في بغداد بكلفة تجاوزت ثلاثة مليارات دولار، فيما أُهملت مشاريع الطاقة المتجددة وتحلية المياه وإعادة تأهيل الشبكة الكهربائية، مما أثار اتهامات بالأولويات المقلوبة.
ويبقى السؤال المعلق: هل ستتمكن الحكومة الجديدة من قلب الطاولة على هذه الأزمات، أم ستغرق في التجاذبات السياسية نفسها التي أوصلت البلاد إلى هذا المستوى من التدهور الخدمي والمعيشي؟
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts