نساء سودانيات وأفريقيات يدعن لاتخاذ إجراءات عاجلة بشأن الأزمة السودانية
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
دعت نساء سودانيات وأفريقيات اتخاذ إجراءات عاجلة بشأن الأزمة في السودان، بعد مؤتمر تضامن نسوي عقد في العاصمة الكينية نيروبي.
الخرطوم:التغيير
وناشدت النساء السودانيات والإفريقيّات وناشطات السلام عبر المبادرة الاستراتيجية لنساء القرن الإفريقي (شبكة صيحة)، العالم للتضامن مع السودان.
وكان مؤتمر التضامن النسويّ قد انعقد في نوفمبر 22-23 وجمع أكثر من 140 مشاركة ومشاركًا، حيث ركز على التحديات الكبيرة والمعقدة التي تواجهها النساء في السودان في أثناء العنف والحرب.
وأوضح البيان إن السودان في مفترق طرقٍ، بينما نشهد هذا الوضع المأساوي في البلاد، الذي يعاني من العزلة ولم يتلقّ الدعم الإنساني الكافي من المجتمع الإقليمي والمجتمع الدولي.
وأشار إلى إن هذه الأزمة بدأت كصراعٍ مسلح بين الدعم السريع والقوّات المسلحة السودانية تصاعدت في جميع أنحاء السودان إلى حرب واسعة ضد المواطنات والمواطنين العزل، مستهدفةً بشكل خاص أجساد النساء، وسبل عيشهنّ، منازلهن وكرامتهنّ.
ولفت إلى أنه منذ اندلاع حرب الخامس عشر من إبريل 2023، شهد السودان موجةً غير مسبوقة من العنف والفظاعات، ويعود ذلك إلى طبيعة الدولة السودانية الهشة.
وقد كشفت الأحداث المرعبة في السودان عن الأثار الجسيمة التي وقعت على عاتق النساء والفتيات، وسائر السودانيين. إضافة الي كل هذا، تتحمل النساء في الخطوط الأمامية والمبادرات المجتمعية القاعدية وحدها عبء حماية النسيج الاجتماعي في ظل نقص مخزي للعون الإنساني الاهتمام الدولي والإقليمي بالسودان.
يتطلب الوضع الحالي اهتمامنا العاجل، كما يتطلب عملاً نسويا ومجتمعيا جماعيًا لمواجهة الوحشية التي انتجتها هذه الحرب اتجاه المدنيين العزل، والتركيز على النساء والفتيات اللواتي يجدن أنفسهن في مواجهتها دون أي حماية او عون.
إن مسؤوليتنا هي الكشف عن طابع هذا الصراع البشع، والتوثيق والإبلاغ عن الانتهاكات، وتعزيز أصوات النساء والفتيات السودانيات، والتحرك ضدّ القوى التي تسعى لإخماد روح ومدنية الشعب السودانيّ.
أبرزت المناقشات والتجارب خلال المؤتمر الدور الأساسي الذي تلعبه النساء في تشكيل مستقبل السودان. وفي ختام جلساتنا نطالب الحكومات الوطنية في دول الجوار والمنظمات الإقليمية والدولية بعدد من المطلوبات.
ودعت إلى تكوين آليات حماية تراعي النوع الاجتماعي، وتضمن وصول المساعدات الإنسانية للناجيات والناجين والمتضررات والمتضررين من الحرب، وتضمن عدم قمع وارهاب أصوات ومطالبات النساء والمجتمع المدني.
وقف فوري للعدائيات وإطلاق النار تتم مراقبته عن كثب، مع اتخاذ إجراءات عملية في حالة انتهاكه من قبل آليات دولية واقليمية.
ضمان مشاركة المجتمع المدني في العمليات السياسية نحو تحويل النزاع بشكل فاعل على أن تلعب النساء دور قيادي في هذه العمليات.
توفير تمويل مستدام ومرن للمجتمع المدني والمنظمات النسوية العاملة في مناطق النزاعات ووسط مجتمعات اللاجئات واللاجئين والنازحات والنازحين.
زيادة الدعم وتوفير المساعدات الإنسانية الكافية للمدنيات والمدنيين المتأثرين بالحرب، عن طريق توفير الموارد والبرامج التي تدعم استقرارهم/ن الاقتصاديّ ورفاهيتهم/ن الاجتماعية، بالإضافة إلى خدمات الصحة النفسية والدعم الاجتماعي.
تناول جرائم العنف الجنسيّ القائم على النوع الاجتماعيّ في العملية السياسية باعتباره قضية جوهرية بما في ذلك المحاسبية والعدالة الانتقالية، وجبر الضرر.
تجنب منح حاملي السلاح الحصانة كصفقةٍ للاستقرار قصير الأجل مما يؤدي إلى استمرار دوائر النزاع الدامي وفقا لدروس التاريخ القاسية مع تحميلهم المسؤولية عن الانتهاكات والفظاعات الجماعيّة التي ارتكبت ولا تزال.
اتخاذ إجراءات فوريّة وحاسمة من قبل الاتحاد الافريقي، بما في ذلك التدخلات الدبلوماسية التي تهدف إلى تسهيل وقف الأعمال العدائية وإنشاء بعثة للتحقيق في جرائم الحرب.
ضرورة المشاركة الفاعلة والقيادية للنساء والمجموعات التي تقودها النساء في كلّ مراحل العمليات السياسية المتعلقة بفضّ النزاعات والسلام في السودان.
التنفيذ العاجل لقرار مكتب المفوّض السامي لحقوق الإنسان في التحقيق في الجرائم التي وقعت أثناء الحرب.
كما يجب على هذه البعثة مراعاة النوع الاجتماعي، واستشارة المنظمات التي تقودها النساء والتي تلعب دور أساسي في تقديم الدعم وتوثيق الانتهاكات.
تأسيس محكمة مستقلة للتعامل مع جرائم الحرب المرتكبة ضد المدنيات والمدنيين، مع التركيز على جرائم العنف ضد النساء والفتيات، لضمان الوصول الي العدالة.
اتخاذ إجراءات دولية لوقف تدفق الأموال غير المشروعة وأنماط الاقتصاد التي تسهم في الإثراء غير المشروع للمسؤولين عن جرائم الحرب.
تضامنًا مع النساء في السودان، تلتزم شبكة صيحة والحاضرات في المؤتمر بمواصلة المناصرة والعمل الجاد من أجل حقوق المرأة السودانية ورفاهيتها. كما ندعو لاستجابة عالمية فورية ومستدامة للأوضاع الكارثية في السودان. كذلك نلتزم بإيصال أصوات منظمات العمل المدني وضمان أن عملنا متجذرًا في المجتمعات المحلية وشفافًا ومنسقًا، وأن تكون مطالبنا واضحة وصريحة.
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: النساء والفتیات اتخاذ إجراءات فی السودان النساء فی
إقرأ أيضاً:
الحرب السودانيه تفاهمات العودة لمنبر جدة واخفاقات مؤتمر لندن
الحرب تزداد بشاعه وقسوة وعنفا ووحشيه وهي تدخل عامها الثالث، والمواطن يئن ويرزح تحت أهوال ومآسي الدمار والخراب والكوارث الانسانيه، التي طالت العاصمه التي كانت مسرحا للاحداث والمعارك الدمويه ،واجزاء واسعه من الولايات و المدن والقري في انحاء البلاد المتفرقه، مترافقه بالقتل والأغتصاب والاعتداء والاستعباد الجنسي والنهب والسرقه التي لم تشهدها من قبل النراعات والحروب، وسط حاله من الرعب والصدمه في مواحهه الجرائم الخطيرة والانتهاكات،والتي تم ارتكابها بواسطه الدعم السريع، والفظائع والتصفيات والأعدامات الميدانيه خارج نطاق القضاء والقانون، من قبل الجنجويد ومليشيات الجيش وكتائبه الاسلاميه من الأرهابيين، والقتل علي الهويه والعرق والجهه ،والموت جراء التعذيب والجوع والعطش داخل الزنازين، والحملات الانتقاميه في غرب دار فور وفي شرق الجزيرة من قبل الدعم السريع والعنف الواسع النطاق والجرائم ضد الانسانيه والانتهاك للمواثيق والقوانين الدوليه والانسانيه، باستخدام الصواريخ والمسيرات والدانات والبراميل المتفجرة،كما قتل المئات من الأطفال والنساء والمدنيين العزل، في سوق طرة ومعسكر زمزم والشوك بدارفور، والحصار والحرمان من الغذاء والدواء والخدمات، وخراب صحه البيئه وانتشار الأمراض والأوبئه الملاريا والكوليرا وحمي الضنك، مع تدهور القوة الشرائيه والانخفاض المريع للجنيه السوداني، والارتفاع المستمر للاسعارفي ظل حاله البطاله والعطاله
فقدان 5 ملايين وظيفه، والتدمير الاقتصادي للدوله من الانتاج الزراعي والصناعي والخدمي،والبنيه التحتيه الحيويه في السودان ينسبه 60% من المصانع و المطارات والطرق والجسوروالمستشفيات،والمؤسسات التعليميه ومؤسسات الدوله والمشاريع وفقدان السودان نحو 25% من رصيدة الراسمالي وتهريب مواردة من الذهب والثروة الحيوانيه والموارد الزراعيه، وقدرت تقارير خسائر الحرب بنحو 200 مليار دولار والأزمه الانسانيه الأسوأ والأكبر في العالم ،من حيث النزوح واللجوء،والذي يقدر عددهم بنحو 13 مليون داخليا والي دول الجوار،ونصف السكان تحت خط الفقروتشريد ثلث السكان وأكثر من 300 ألف شخص فقدوا حياتهم، والجوع يهدد ويحاصر 25 مليونا وثلاثه ارباع السودان بحاجه لمساعدات انسانيه، مع وجود 17 مليون تلميذ خارج المدارس في ظل توقف تام للتعليم وفقا للتقارير الأمميه والتابعه للهجرة الدوليه ،استمرارتطاول الحرب يضعف البلاد ويعقد الصراع ،والنزاعات من خلال تصاعد خطاب الكراهيه والعنصريه والبعد الجغرافي والأثني والقبلي والجهوي، وعودة بعض المجتمعات الي هذا البعد والحاضنه وتعدد مراكز هذة القوي،والذي يلقي بظلاله علي تماسك النسيج الاجتماعي وبنيه الدوله، ويشكل تحديا كبيرا علي وحدة السودان وامنه واستقرارة وسلامه أراضيه ، وامكانيه تغذيه وشحن التوترات والصراعات علي الموارد والثروات من الذهب والمياه والمراعي والزراعه ،مع انتشار وتدفق السلاح،وبالتالي الخروج علي مفاهيم وافكار السيادة الوطنيه، وبالتداخل والتشايك مع دول الجوار الأفليمي، بشكل مستقل ومنفرد وبالاستقواء بطرفي الصراع من الجيش والدعم السريع، دون التخلي عن اجنداتها ومصالحها الخاصه في هذة الحرب واستمرارها، وفي غياب رؤيه وأفق للحل السياسي في اطار المبادرات الأقليميه والدوليه وغياب الدوله المركزيه، تتسارع خطي التشظي والتشرزم والانقسام والتفكيك التدريجي لكيان الدوله السودانيه،وصعود تداعيات الدوله الفاشله وتعميق وترسيخ الانقسامات المجتمعيه، وتنامي النفوذ علي حساب السلطه المركزيه، وتعدد مراكز القوي والقرار السياسي وبروز تجربه الصومال في التسعينيات ،شاهدا حيا لهذا المشهد والسيناريو الأسوأ والمستقبل القاتم الذي يضع السودان علي مفترق الطرق، ولعبه في أيادي القوي الخارجيه والأجنبيه، وميثاق الدعم السريع والدستور الانتقالي والحكومه الموازيه، العنوان والبدايه للتحولات السياسيه والميدانيه لهذا المشهد،وكل طرف يسعي لجعل نفسه قوة شرعيه في غياب الارادة الشعبيه والاساس الدستوري والقانوني والسياسي المدني،المتابعات والتقارير تشير الي عوامل اقليميه ودوليه تدعو الي ايقاف الحرب والتوجه للسلام واتسويه السياسيه في السودان، خاصه بعد اضعاف ومحاصرة التفوذ الأيراني وأزرعه في لبنان وسوريا وغزة والضربات التي يتعرض لها الحوثيين في اليمن، واستمرارالحرب في السودان مع امتداد ساحله علي البحر الأحمر يمكن ان يشكل تهديدا للمصالح الأقليميه والدوليه، والأوضاع الأمنيه الهشه في تشاد وأفريقيا الوسطي وأثيوبيا، وحرب جنوب السودان ودخول القوات الأوغنديه علي الخط
تدفع للتهدئه والاستقرار في السودان، للخوف من التبعات والمخاطر في حاله استمرار الحرب علي الأمن والسلم الدوليين، والوضع الأقليمي في المنطقه بسبب التنافس والتضارب والتصادم في المصالح،علي الموارد والثروات والنفوذ والموقع الجيوساسي للبحر الأحمر، بالاضافه الي حاله الانهاك والأرهاق الخلاق الذي تعرض له الجيش والدعم السريع، واستبعاد الحسم العسكري رغم مواصله الحرب وتمدد الصراع لأكثر من عامين، والدعم والتمويل بالمسيرات والطائراات من دون طيار والسلاح والعتاد والتجهيزات من قبل حلفاء الطرفين، في مواجهه صمود وجسارة وتضحيات شعبنا الذي رفض اعطاء اي شرعيه للطرفين الذين اشعلوا الحرب، وتمسك بثورته وأهدافها في التحول المدني الديمقراطي والسلام والحريه والعداله،أمريكا أكدت انخراطها مع الشركاء الأقليميين والدوليين للعمل لانهاء الحرب في السودان، مشددة علي دعم طموحات الشعب السوداني في سعيه للحكم المدني،المراقبون والتكهنات تشير الي تفاهمات اقليميه ودوليه لعودة طرفي الحرب الي طاوله المفاوضات وترتيبات للعودة لمنبرجدة،وجوله سعوديه في كل من السودان ودول الجوار،وزيارة البرهان للسعوديه في نهايه مارس تأتي في هذا الأطار، العودة واستئناف مفاوضات منبر أعلان جدة وفق توازنات تعيد وترسم الوضع الميداني والعسكري علي الأرض، ويعزز ذلك الانسحاب المنظم لقوات الدعم السريع من مواقعها في العاصمه ،والانسحاب من وولايات سناروالجزيرة واعادة التمركز والتموضع الحالي ،فيه انفاذ لمخرجات منبر جدة بالانسحاب من منازل المواطنيين والأعيان المدنيه والمرافق الخدميه ايفاء بشروط الجيش للعودة للمفاوضات،وأهم ملامح التسويه المقترحه حكومه مدنيه بالتزام أمريكي، تدير المرحله الانتقاليه، وتعمل علي اعادة الأعماروما دمرته الحرب، وجيش مهني واحد من من قوات الجيش والدعم السريع والحركات المسلحه التابعه للجيش، وانتخابات عامه في نهايه المرحله الانتقاليه،فشل مؤتمر لندن في الخروج ببيان ختامي، لتشكيل مجموعه اتصال او آليه لمتابه وتسهيل محادثات وقف اطلاق النار في السودان أو اطلاق اي عمليه سياسيه جديدة، لغياب وهشاشه الارادة السياسيه الدوليه المشتركه والموحدة لأمريكا وأوربا، والآليات والأدوات في التعاطي والاجماع والتجاوب مع الشأن السوداني وبناء تماسك سياسي حول قضاياة، كما كشف ابعاد الانفسام الدولي والأقليمي حول طرفي الحرب، وتحفظات واعتراضات دول أقلبميه حول صيغه موحدة للبيان الختامي والمبادي الدبلوماسيه التي طرحت كمدخل لمجموعه اتصال مستقبليه حول السودان، والذي اعتبرة بعض المراقبين انتكاسه دبلوماسيه كبيرة وخيبه أمل لانهاء عامين من الحرب،بيتما توافقت المملكه المتحدة وفرتسا وألمانيا والأتحاد الأوربي والأتحاد الأفريقي، علي التوقيع علي بيان مشترك،يدعم الجهود الراميه للحل السلمي،ورفض التدخلات الخارجيه والأنشطه التي تؤدي اطاله أمد القتال وتصعيد التوترات،والتأكيد علي وحدة السودان وسلامه أراضيه، وهذا يعتبر التزاما بدعم السودان في مواجهه التحديات وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقه
أسفر المؤتمر عن توصيات بعودة الجيش وقوات الدعم السريع الي طاوله التفاوض، وغلب علي مخرجات المؤتمر الطابع الانساني والأغاثي وفتح المسارات الانسانيه، لوصول المساعدات وتقديم ما يقارب 800 مليون يورو للمتضررين من الحرب، وبالرغم من فشل مؤتمر لندن في احداث اختراق فوري، الا انه شكل تظاهرة دبلوماسيه وسياسيه واعلاميه ،وخطوة متقدمه وايجابيه في اعادة تسليط الضوء علي السودان، رغم انشغال العالم بأوكرانيا وغزة، جدد واتاح فرص الأمل علي مبادرات أكثر شموليه لعمليه سياسيه تستوعب المسار والدور المدني الشامل لمستقبل السودان،كما نؤكد دائما ان وقف لحرب والحل بالداخل وبأيدي السودانيين، وبالاعتماد علي ارادة و قدرات وامكانيات شعبنا،والتمسك بجذوة ثورته في التحول المدني اليمقراطي واسترداد الثورة ومخاطبه جذورالأزمه،كما ان العامل الخارجي يشكل عامل مساعد في العمل السياسي والدبلوماسي والأعلامي، علينا العمل مع الجماهير واستنهاض قدراتها وطاقاتها، وبناء جبهه عريضه واسعه، وتوحيد الصفوف وبناء كتله حرجه من القوي السياسيه والمدنيه الحيه ولجان المقاومه والمهنيين والنقابات والنازحين، للنضال والعمل السلمي المدني باشكال ووسائل وادوات متقدمه، لاستنهاط الحرك الجماهيري، لمواجهه ومقاومه طرفي الحرب وانتزاع حقوق شعبنا من اجل الحريه والسلام والعداله السلام.
shareefan@hotmail.com