تعز على شفا كارثة صحية.. الكوليرا تفتك بأرواح المواطنين وسط تحذيرات من تفشي الوباء
تاريخ النشر: 19th, June 2025 GMT
تعيش محافظة تعز أوضاعًا صحية متدهورة وغير مسبوقة، وسط تفشي أوبئة قاتلة كالكوليرا والحميات، التي باتت تهدد حياة آلاف المواطنين، في ظل غياب شبه تام للاستجابة الرسمية، وتجاهل مقلق من قبل الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية، ما ينذر بكارثة صحية وشيكة في واحدة من أكثر المحافظات تضررًا من الحرب وتدهور الخدمات.
ويؤكد مسؤولون في قطاع الصحة في تعز أن المحافظة تشهد تفشيًا مقلقًا لوباء الكوليرا، وسط تدهور الخدمات الصحية وتراجع الاستجابة الطارئة، حيث سجلت المحافظة أكثر من 1,730 حالة اشتباه جديدة بالإسهالات المائية الحادة والكوليرا خلال النصف الأول من يونيو الجاري، في موجة انتشار وصفت بأنها "الأشد" منذ بداية العام.
وكشف تيسير السامعي، مسؤول الإعلام في مكتب الصحة بتعز، في بيان نشره على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، أن عدد حالات الاشتباه ارتفع بشكل كبير من 1,260 حالة مسجلة في مطلع يونيو إلى 1,734 حالة حتى منتصف الشهر، أي بزيادة 474 حالة جديدة خلال أسبوعين فقط.
وأشار السامعي إلى أن حالات الإصابة المؤكدة شهدت أيضًا قفزة مفزعة، حيث ارتفعت من 29 حالة مؤكدة إلى 116 حالة، ما يعني تسجيل 87 حالة إصابة مؤكدة جديدة خلال فترة قصيرة، بينما ارتفعت حالات الوفاة من ثلاث إلى خمس حالات، ما يعكس تطورًا خطيرًا في مؤشرات التفشي.
وقال السامعي إن "المؤشرات الوبائية الحالية تنذر بموجة جديدة من الوباء"، داعيًا المواطنين إلى الالتزام الصارم بإجراءات الوقاية والنظافة الشخصية، وتكثيف حملات التوعية في الأحياء والمناطق الريفية، للحد من انتشار المرض وإنقاذ الأرواح.
ومديرية الوازعية، واحدة من المديريات المنكوبة بالأوبئة، حيث تشهد حاليًا تفشٍ موجة خطيرة لوباء الكوليرا والإسهالات المائية الحادة، وسط تسجيل حالات وفاة وعشرات الإصابة والاشتباه بالمرض.
تحذيرات متصاعدة من كارثة صحية وشيكة تهدد آلاف السكان في المديرية، خاصة في ظل تدهور الخدمات الصحية وغياب مراكز العلاج المتخصصة، ما يزيد من تعقيد الوضع الصحي في واحدة من أكثر المديريات تهميشًا في المحافظة.
وأكدت مصادر طبية محلية أن المرافق الصحية في المديرية استقبلت خلال الأيام الماضية عشرات الحالات المشتبه بإصابتها بالكوليرا، بينها حالتان وافدتان من مديرية المضاربة بمحافظة لحج، توفيتا بعد تدهور حالتهما الصحية بشكل سريع نتيجة الإصابة بإسهال مائي حاد وجفاف شديد، وهي أعراض سريرية تتطابق مع الكوليرا.
وكشف فرع مكتب الصحة العامة والسكان بالمديرية عن تسجيل 14 حالة إيجابية مؤكدة منذ مطلع يونيو الجاري، وسط تزايد مستمر في الحالات الوافدة من مديريات مجاورة كالمضاربة ورأس العارة، مما يؤشر إلى خطر انتشار أوسع يتجاوز الحدود الجغرافية للوازعية.
وأعرب المكتب في بيان رسمي عن قلقه العميق من غياب مراكز علاج الكوليرا في المديرية، ما يضطر المرضى والمصابين إلى التنقل لمسافات بعيدة لتلقي العلاج في مستشفيات مدينة تعز أو مدينة المخا، وهو أمر يصعب على كثير من الأسر الفقيرة في ظل الانهيار الاقتصادي ووعورة الطرق.
وأشار البيان إلى أن البنية التحتية الصحية الهشة، وانعدام المياه النظيفة، وسوء شبكات الصرف الصحي، إلى جانب ضعف الاستجابة الإنسانية، تمثل عوامل رئيسية تسهم في تفاقم انتشار الوباء، محذرًا من أن استمرار هذا الوضع دون تدخل فوري قد يهدد حياة الآلاف، خاصة من الأطفال وكبار السن.
وجه فرع مكتب الصحة، ومعه السلطة المحلية في المديرية، نداءً عاجلًا إلى مكتب الصحة بالمحافظة، والسلطة المحلية بمحافظة تعز، وكافة المنظمات الإنسانية والإغاثية المحلية والدولية، من أجل تنفيذ تقييم ميداني عاجل للوضع الوبائي، وإنشاء مراكز علاج الكوليرا داخل المديرية، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية الطارئة، وإطلاق حملات توعية صحية للمواطنين في المناطق الريفية والنائية، وتوفير مياه نظيفة وتحسين خدمات الصرف الصحي كجزء من الاستجابة الوقائية.
وتزداد المخاوف من توسع انتشار المرض في ظل استمرار ضعف الاستجابة، ووجود مناطق نائية بعيدة عن مركز المديرية يصعب الوصول إليها، حيث لم تصلها أي حملات طبية أو توعوية حتى اللحظة.
وأكدت السلطات المحلية أن التصدي لهذا التفشي يحتاج إلى تنسيق عاجل وتعاون وثيق بين الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية، لتفادي تكرار سيناريوهات الكوارث الصحية التي شهدتها البلاد خلال السنوات الماضية بسبب انتشار الأوبئة.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: فی المدیریة مکتب الصحة
إقرأ أيضاً:
ظهور حالات جدري القرود في إثيوبيا يثير قلقاً من انتشاره في السودان
ظهور حالات جدري القرود في المناطق الحدودية بين إثيوبيا والسودان يجعل احتمال انتشار المرض في البلاد وارداً مما يستدعي تدابير وقائية.
التغيير: متابعات
أثار تفشي مرض جدري القرود في بعض المناطق الحدودية بين السودان والجارة إثيوبيا، مخاوف صحية كبيرة في السودان.
وأكدت تقارير طبية دولية ظهور حالات جدري القرود في إثيوبيا، حيث تم تأكيد 19 حالة حتى الآن، مع تسجيل حالة وفاة واحدة، مما يجعل معدل الوفيات 5.6%. هذه الحالات موزعة في أديس أبابا وست مناطق أخرى في البلاد.
يُذكر أن المعهد الإثيوبي للصحة العامة، بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، فعّل مركز عمليات الطوارئ الصحية العامة لتنسيق الاستجابة الوطنية.
ووضعت خطة عمل وطنية للاستجابة، وتم نشر مسؤولين فنيين لدعم فرق العمل المحلية.
تعمل المنظمات الصحية على دعم الاستجابة الوطنية من خلال توزيع المواد الطبية وتدريب الكوادر الصحية.
وجرى تدريب 47 من العاملين في مجال الصحة في شمال غرب وغرب تيغراي على بروتوكولات التعامل مع جدري القرود.
كما تم توزيع مواد طبية على 13 مرفقًا صحيًا وموقعين للنازحين.
وأعلنت وزارة الصحة الإثيوبية عن وجود 6 حالات نشطة، وتم إجراء 175 اختبارًا مخبريًا دون تسجيل حالات خطيرة.
التعريف والوقايةجدري القرود مرض فيروسي يمكن أن ينتقل من خلال الاتصال الجسدي المباشر مع شخص مصاب أو حيوان مصاب.
وتشمل الأعراض الحمى، الطفح الجلدي، والآفات الجلدية، وفي بعض الحالات، يمكن أن يكون المرض خطيرًا، خاصةً للأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
تتضمن إجراءات الوقاية غسل اليدين بانتظام، تجنب الاتصال الجسدي المباشر مع الأشخاص المصابين، وارتداء الكمامات في الأماكن العامة.
وتعمل السلطات الصحية في السودان على رصد الحالات المحتملة وتنفيذ إجراءات الوقاية والسيطرة على انتشار المرض.
ويُعتبر جدري القرود مرضًا خطيرًا يمكن أن ينتشر بسرعة، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.
الوضع في أفريقياأعلن المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها عن تفشي جدري القرود باعتباره حالة طوارئ صحية عامة للأمن القاري.
وبلغت حالات الإصابة 2863 حالة مؤكدة و517 حالة وفاة في جميع أنحاء القارة، مع تجاوز الحالات المشتبه بها 17.000 حالة.
الوسومأديس أبابا أفريقيا إثيوبيا السلطات الصحية السودان المعهد الإثيوبي للصحة العامة جدري القرود منظمة الصحة العالمية