"لا أستطيع النوم كلما سمعت بميلاد طفل عربي".. هكذا نطقت يومًا الحيزبون "جولدا مائير".. رئيسة وزراء إسرائيل الأسبق، وهي عبارة دالة على العقلية الصهيونية المتعطشة للدماء البريئة والمتأسسة على الأساطير التوراتية والتلمودية، وهو ما يفسر إلى حد بعيد لماذا تُمعن آلة القتل الصهيونية حاليًا في قتل أطفال غزة يوميًا وبدم بارد.
وحتى مساء الثلاثاء الماضي (21 نوفمبر 2023م)، بلغ عدد الشهداء أكثر من 14 ألفًا، منهم أكثر من 5840 طفلًا، وهذا بالطبع ليس جديدًا على هؤلاء السفاحين الذين قتلوا أطفال مدرسة بحر البقر المصرية عام 1970م، وأصروا على قتل الطفل محمد الدرة وهو يلوذ بحضن أبيه عام 2000م، وقتل الرضيعة إيمان حجو ذات الشهور الثلاثة عام 2001م، فضلًا عن قتل أطفال: قانا، وداعل، وقبية، ودير ياسين، وكفر قاسم، وصبرا وشاتيلا، وجنين، ونابلس.
ويستمد هؤلاء السفاحون من نصوص توراتهم ما يبرر هذه الوحشية، فقد ورد في سفر أشعيا (12:13- 18): ".. .وتحطم أطفالهم أمام عيونهم"، كما ورد في السِفر نفسه (21: 14-23): "هيئوا لبنيه قتلًا بإثم آبائهم فلا يقوموا ولا يرثوا الأرض ولا يملئوا وجه العالم مدنًا، فأقوم عليه يقول رب الجنود وأقطع من بابل اسمًا وبقية ونسلًا وذرية يقول الرب، وأجعلها ميراثًا للقنفذ"، فيما قال سِفر العدد (17:31): "فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال وكل امرأة عرفت رجلاً بمضاجعة ذكر اقتلوها"!!
وتذكرنا وحشية السفاحين الصهاينة ضد أطفال غزة بقصيدة بديعة للشاعر الكبير نزار قباني تحيًة لتلاميذ غزة إثر اندلاع انتفاضة الحجارة في 8 ديسمبر 1987م، ونشرها على صفحات جريدة "الأهرام" عام 1988م، ومما يقوله فيها: "يا تلاميذ غزة/ علمونا بعض ما عندكم فنحن نسينا/ علمونا بأن نكون رجالًا/ فلدينا الرجال صاروا عجينا/ علمونا كيف الحجارة تغدو/ بين أيدي الأطفال ماسًا ثمينا/ كيف تغدو دراجة الطفل لغمًا/ وشريط الحرير يغدو كمينا/ كيف مصاصة الحليب/ إذا ما اعتقلوها تحولت سكينا".
ويضيف نزار: "يا تلاميذ غزة/ لا تبالوا بإذاعاتنا ولا تسمعونا/ اضربوا.. اضربوا بكل قواكم/ واحزموا أمركم ولا تسألونا/ نحن أهل الحساب والجمع والطرح/ فخوضوا حروبكم واتركونا/ إننا الهاربون من خدمة الجيش/ فهاتوا حبالكم واشنقونا/ نحن موتى لا يملكون ضريحًا ويتامى/ لا يملكون عيونا قد لزمنا جحورنا/ وطلبنا منكم أن تقاتلوا التنينا/ قد صغرنا أمامكم ألف قرن/ وكبرتم خلال شهر قرونا".
وأخيرًا.. سيظل أطفال فلسطين في غزة والضفة ومناطق عام 48 المحتلة هم الكابوس الذي يقض مضاجع الصهاينة إلى أن يأذن الله بالثأر والنصر المبين.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
مأساة مفجعة .. قصة طبيبة أطفال فقدت 9 أبناء تحت أنقاض منزلها في غزة
في مشهد مأساوي يختزل عمق الفاجعة الإنسانية التي يعيشها سكان قطاع غزة، فقدت طبيبة الأطفال في مستشفى ناصر الطبي، آلاء النجار، أبناءها التسعة دفعة واحدة، إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلها في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، ما أدى إلى تدميره بالكامل واشتعال النيران داخله.
وبينما كانت الطبيبة تؤدي عملها في قسم الأطفال، جاءها النبأ الصاعق باستشهاد أبنائها الذين تتراوح أعمارهم بين عامين و16 عامًا.
وأفادت مصادر محلية وشهود عيان لوسائل إعلام محلية أن فرق الدفاع المدني انتشلت جثامين تسعة شهداء من تحت ركام المنزل، بينهم ثمانية أطفال بدت عليهم آثار الحريق والتفحم الكامل. وأوضحت المصادر أن الأطفال الشهداء هم: "يحيى، ركان، رسلان، جبران، إيف، ريفان، سيدين"، إلى جانب طفلين آخرين من العائلة تم التعرف عليهم في وقت لاحق.
وأكد منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة في غزة، استشهاد جميع الأشقاء التسعة، موضحًا أن والدهم أُصيب بجروح نتيجة القصف ونُقل إلى المستشفى في حالة حرجة. ووفقاً لشهود العيان، دخلت الطبيبة النجار في حالة من الانهيار العصبي، وسط أجواء من الصدمة والحزن العارم بين زملائها في مستشفى ناصر.
ويأتي هذا القصف ضمن سلسلة الغارات العنيفة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدينة خان يونس منذ أسابيع، في إطار تصعيد عسكري شامل على مناطق جنوب القطاع، أدى إلى مئات الشهداء، معظمهم من الأطفال والنساء، وسط اتهامات متكررة للاحتلال بمواصلة سياسة الاستهداف العشوائي والبنية السكنية، دون أي اعتبار لحياة المدنيين.
وقد وثّقت منظمات حقوقية وإنسانية عشرات المجازر المماثلة التي استهدفت منازل كاملة، مما أدى إلى محو أسر بكاملها من السجل المدني، في وقت تستمر فيه المعاناة اليومية لأهالي غزة في ظل الحصار الخانق وغياب أي أفق للحلول السياسية أو التدخلات الدولية الفاعلة.