أكد المنتدى الدولي: "الإعلام ودوره في تأجيج الكراهية والعنف: مخاطر التضليل والتحيز"، أهمية الامتناع عن بث ونشر ما من شأنه المساس بحقوق الآخرين أو انتهاك خصوصياتهم، داعيًا إلى إيجاد قانون دولي موحد ينظم أخلاقيات العمل الإعلامي.

جاء ذلك خلال بيان ميثاق المسئولية الإعلامية الذي أصدره في ختام فعالياته.

أخبار متعلقة خلال (كوب 28).

. البنك الإسلامي للتنمية يعرض مبادراته المناخية"الإذاعة والتلفزيون" تبدأ استقبال طلبات المشاركة بمعرض مستقبل الإعلام "فومكس"

وعقد المنتدى في مدينة جدة بحضور الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ د. محمد بن عبد الكريم العيسى، والمشرف العام على الإعلام الرسمي في دولة فلسطين الوزير أحمد عساف، ومشاركة عدد من الوزراء والقيادات الإعلامية الإسلامية والدولية، ونخبة من السفراء والشخصيات الدينية والفكرية والحقوقية وقادة المنظمات الدولية.

الإيمان بالكرامة الإنسانية

وينص ميثاق المسئولية الإعلامية على: الإيمان بالكرامة الإنسانية، والالتزام بالمثل الأخلاقية المشتركة، وصيانة حقوق الإنسان واحترامه أيًا كانت هويته الدينية والوطنية والإثنية أو غيرها ممن يتعين احترام وجودهم وحقهم في اختيار توجهاتهم المشروعة.

ومحاربة الظواهر السلبية والممارسات الخاطئة، والتصدي لدعوات نشر الرذيلة والانحلال الأخلاقي، وكل ما يضر بالمجتمعات، أو يتنافى مع الفطرة السوية والقيم الإنسانية الجامعة.

واحترام الرموز الدينية والوطنية للأمم والشعوب، والإصرار على أن الإساءة إلى المعتقدات والمقدسات الدينية لا تندرج ضمن حرية التعبير، بل هي استغلال غير أخلاقي لهذه القيمة النبيلة، ولا ينجم عنها سوى المزيد من استفزاز المشاعر وخلق العداوات وتأجيج التوترات.

الجلسات تضمنت دور الإعلام في مكافحة خطاب الكراهية والعنف - واسثقافة الاختلاف الواعي

ويدعو الميثاق إلى ترسيخ ثقافة الاختلاف الواعي، واحترام التنوع الثقافي والاجتماعي، والحفاظ على سلام المجتمعات، ووئام مكوناتها، وترسيخ تعايشها، وتطوير نهضتها، ومراعاة المعايير العلمية والموضوعية والأخلاقية في النقد والحوار.

وأكد البيان أن الإسلاموفوبيا وغيرها من الأفكار الكارهة والإقصائية أنموذجًا للعنصرية المقيتة التي تشيطن الآخر وتقصيه لضيقها بالتعدد، وعدم قدرتها على التفاعل معه، أو لسوء فهمها لانعزالها وغطرستها، فضلًا عن تأصل الكراهية في بعض النفوس، ما يدل على مستوى عزلتها الإنسانية والأخلاقية.

كما شدد على مكافحة دعوات العنف والكراهية والتمييز العنصري، والامتناع عن نشر المواد التي تغذي التطرف والإرهاب، أو تحرض عليهما، والعمل على محاربة كل ما يخل بأمن الأوطان والمجتمعات، أو يزرع الشقاق والاحتراب.

حجب محتويات العنف والكراهية

وشدد بيان الميثاق على حجب المحتويات ذوات الصلة بالعنف والكراهية، والحذر التام من أحادية الاتجاه، وانحيازية الضوابط، والاحتراز من نشر المواد الإعلامية المسيئة أو المهينة للأفراد والجماعات، وإدانة كافة صور التحقير والازدراء، واستخدام لغة مهذبة وراقية، تحفظ الكرامة، وتبين الحقيقة، وتضمن التعايش، وتحترم الجميع.

المنتدى شهد مشاركة عدد من الوزراء والقيادات الإعلامية الإسلامية والدولية - واس

والتعامل بحساسية ووعي مع الأحداث الكارثية والمأساوية، واستخدام المواد البصرية واللغوية بمهنية واحترافية، والحذر من الإساءة إلى الضحايا أو المتضررين والمنكوبين بنقل التفاصيل والصور الجارحة أو الصادمة.

وجاء فيه أن ممارسة العمل الإعلامي بحرية واستقلالية ذاتية، لا تخضع للضغوطات أو التأثيرات بجميع صورها وأشكالها، وتجنب استغلال النفوذ أو الصلاحية لخدمة المصالح الشخصية وتحقيق المكاسب الذاتية.

التحلي بالقيم الأخلاقية والاجتماعية

كما أكد الميثاق الالتزام بالمسؤولية الشخصية، والتحلي بالقيم الأخلاقية والاجتماعية، وعدم استخدام أساليب الخداع والابتزاز للوصول للخبر، والتحقق من صحته، وتوخي الحكمة في تغطيته، بما يسهم في تنوير الرأي العام وتوجيهه بتوازن واعتدال، والابتعاد عن أساليب المبالغة والتهويل، وتجنب الإثارة والتحريض على الكراهية والعنف.

ونوه باستشعار شرف المهنة القائم على الموضوعية والحيادية في تلقي الأخبار وعرضها، واعتبارهما التعبير الأمثل لبيان الحقيقة التي ينبغي أن تصل إلى الجمهور، من غير إقصاء أو انحياز أو تضليل.

الميثاق يدعو إلى احترام التنوع الثقافي والاجتماعي - واس

ونص البيان على الالتزام بالسبل المشروعة في الحصول على المعلومة، وتجنب الوسائل غير الأخلاقية التي تنتهك حقوق الآخرين أو تعتدي على خصوصياتهم.

بالإضافة إلى الاعتماد على الجهات الموثوقة ذات المصداقية في نقل الأخبار والتقارير، ومراعاة حقوق النشر عند الاقتباس منها، وتحري الصحة والدقة فيما يقدَّم أو يُنشر من مواد وتقارير إعلامية، والبعد عن الاختلاق والقرصنة والتزييف والتحريف ونشر الأخبار المضللة أو الشائعات.

توصيات المنتدى

ودعا المنتدى إلى جملة من التوصيات منها: إيجاد قانون دولي موحد ينظم أخلاقيات العمل الإعلامي، ويقر اللوائح المؤهلة للممارسة الإعلامية الواعية، وإيجاد قوانين وطنية ودولية رادعة لكل أشكال الكراهية، ومن ذلك تجريم المؤسسات والأفراد الإعلاميين المتورطين في جرائمها، ووضع قوائم رسمية بأسمائهم لعزلهم عن منظومة الإعلام النزيه، تنبيها على مخاطرهم على سلام عالمنا ووئام مجتمعاته الوطنية).

وأعلن المنتدى عن (جائزة وكالة الأنباء الإسلامية للمهنية الإعلامية)، تمنحها الوكالة للهيئات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية والأفراد الملتزمين بالقيم الإعلامية، وتوفير الحماية للمراسلين الإعلاميين، كذلك تجريم الاعتداء عليهم أو تقييد وصولهم إلى الأحداث ونقلهم لها بكل حرية.

كما أعلن الدعم الوطني والدولي لكل ما من شأنه الارتقاء بالرسالة الإعلامية، وإسهام محتواها في تعزيز الوعي بمختلف مفاهيمه ودلالاته، والارتقاء بالعملية الإعلامية لتصبح قوة ناعمة لخدمة القضايا الإنسانية، ومساندة الشعوب المظلومة، وحل النزاعات، وتعزيز التحالف الحضاري بين الأمم والشعوب في مواجهة مفاهيم الكراهية ونظريات حتمية الصراع والصدام الحضاري.

بالإضافة إلى إيجاد مراصد وطنية ودولية فاعلة، تستطلع وتستشعر إنذارات الكراهية وتعمل على تلافي مخاطرها.

ودعا كذلك إلى إقرار (ميثاق جدة للمسؤولية الإعلامية) من قبل المؤسسات الإعلامية الدولية، ليكون مصدرًا مرجعيًا ومستندًا قانونيًا في معرفة أخلاقيات العمل الإعلامي وضبط ممارسته، وبيان لوائحه.

بيان الميثاق دعا إلى حجب المحتويات ذوات الصلة بالعنف والكراهية - واسالرقي بالمنظومة الإعلامية

وأصدر المنتدى بيانه إيمانًا بواجب الرقي بالمنظومة الإعلامية، وتعزيزًا لشرف الانتماء إلى المهنة، وتأكيدًا على المواثيق الصادرة من المنظمات الدولية والمؤسسات المهنية، وحرصًا على احترام حرية الرأي والتعبير في سياق مشروعيتها الحضارية الداعمة لسلام عالمنا ووئام مجتمعاته الوطنية.

كما يؤكد البيان حق الرأي العام في التعرف على الحقيقة، والوصول إلى المعلومة بوثائقها المقدمة بتجرد وحياد، لا بأطروحاتها المرتجلة والمضللة التي تطفف في شفافية معلوماتها وتدلس في وثائقها، واسترشادًا بالخبرات التي راكمتها التجارب الإعلامية في الوصول إلى دور مجتمعي حضاري مستنير.

وتحقيقًا لحاجة العصر في صياغة تحالف دولي لإحباط التضليل الإعلامي، وتحسينًا لأداء العمل الإعلامي وجودته وفق معايير وضوابط تمثل أخلاقيات الخطاب الإعلامي بأركانها وواجباتها.

ودعا المشاركون في المنتدى العالمي (الخطاب الإعلامي الدولي - خطورة التضليل والتحيز في تأجيج الكراهية والعنف) الإعلاميين كافة حول العالم إلى الالتزام بتلك الأخلاقيات التي تتفق عليها القيم الإعلامية ولا تختلف، بوصفها مشتركا مهنيا يؤمن به كل من استشعر المسؤولية الإعلامية، بعيدًا عن أي أهداف أخرى من شأنها أن تنحرف بالمسار الإعلامي عن رسالته النبيلة.

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: واس جدة المملكة العربية السعودية أخبار السعودية المنتدى الدولي للإعلام الإعلام ودوره في تأجيج الكراهية والعنف الکراهیة والعنف

إقرأ أيضاً:

اليوم.. انطلاق "المنتدى الدولي للقانون الرياضي وقانون الرياضات الإلكترونية"

 

الرؤية- سارة العبرية

يرعى صاحب السمو السيد عزان بن قيس آل سعيد رئيس مجلس إدارة اللجنة الأولمبية العُمانية اليوم الأحد، المنتدى الدولي للقانون الرياضي وقانون الرياضات الإلكترونية 2025؛ وذلك بتنظيم مشترك من مكتب الدكتور خالد السعيدي للمحاماة والاستشارات القانونية بالتعاون مع PARMARS (لندن)، في فندق كروان بلازا العرفان.

ويمثل المنتدى محطة رائدة تجمع نخبة من الخبراء الدوليين والإقليميين في مجالات القانون الرياضي، التحكم في الرياضة التقليدية والإلكترونية، وحوكمة المنظمات الرياضية، حماية ورفاهية الرياضيين، وتطوير التشريعات المرتبطة بقطاع الرياضات الإلكترونية.

ومن بين المتحدثين والمتخصصين المشاركين -في المنتدى-: الأستاذ ديف كومار بارمار الشريك المؤسس لمكتب PARMARS، والبروفيسور راشد بن حمد البلوشي أستاذ القانون الجنائي بكلية الحقوق بجامعة السلطان قابوس ورئيس اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان، روزاليا أورتيغا براديو رئيسة المعهد الإسباني-الأمريكي لقانون الرياضة، نيبوموك نوتيلفر محامٍ ومتخصص في الرقمنة والترفية والرياضة الإلكترونية، سابرينا بوبولابيستش المدير العام لمجموعة هِس الرياضية، سايمون كولوسيمو مدير تنفيذي رابطة لاعبي كرة القدم بالمملكة العربية السعودية، والدكتور رامي فهمي سعد الشريك المدير بمكتب الدكتور خالد السعيدي للمحاماة والاستشارات القانونية، ومحمد خالد السعيدي الرئيس التنفيذي لتطوير الأعمال بمكتب السعيدي.

ويتناول المنتدى جملة من المحاور الحيوية؛ من بينها: التحكيم الرياضي والتحكيم في الرياضات الإلكترونية، والقانون الرياضي ومكافحة المنشطات، والأطر الدولية والقضائية المتعلقة بحقوق الرياضيين وحمايتهم، ومعايير الحوكمة والشفافية في المنظمات الرياضية، وتحليل شروط فسخ العقود في كرة القدم والإشكاليات القانونية المرتبطة، ومستقبل الاستثمار الرياضي في الشرق الأوسط واستراتيجيات النمو في القطاع، واستدامة الرياضات الإلكترونية وحكومتها ورؤيتها في المستقبل، إضافة إلى جلسة حوارية حول مستقبل قانون الرياضة والرياضات الإلكترونية في سلطنة عُمان.

ويسعى المنتدى إلى وضع أسس رصينة لقوانين تحمي الرياضيين وتحافظ على حقوقهم، مع مواكبة التطور السريع في الرياضات الإلكترونية، وتطوير الأُطر القانونية والإجرائية لضمان بيئة رياضية عادلة، شفافة، ومستدامة، كما تهدف الفعالية لتمكين صناع القرار داخل السلطنة والمنطقة من فهم التحديات القانونية الراهنة والمستقبلية، والاستعداد لإعادة صياغة اللوائح التنظيمية بما يتوافق مع المعايير الدولية. وسيتضمن المنتدى جلسة حوارية رفيعة المستوى حول مستقبل قانون الرياضة والرياضات الإلكترونية في سلطنة عُمان.

مقالات مشابهة

  • الإمارات.. نموذج للحوكمة الإعلامية الحديثة
  • الإعلامية دينا يحيى تحصل على درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى من جامعه القاهرة
  • «الدفاع المدني» يدعو إلى توخي الحيطة والحذر إثر الحالة المناخية التي تشهدها مكة المكرمة
  • المجلس الوطني الفلسطيني يدعو المجتمع الدولي إلى التحرك ضد إرهاب المستوطنين
  • الأحد.. انطلاق "المنتدى الدولي للقانون الرياضي وقانون الرياضات الإلكترونية"
  • اليوم.. انطلاق "المنتدى الدولي للقانون الرياضي وقانون الرياضات الإلكترونية"
  • القومي للمرأة ينظم احتفالية الختم المصري للمساواة بين الجنسين EGES
  • رئيس وزراء قطر: غياب المساءلة فاقم أزمات العالم وأخل بالنظام الدولي
  • مصر تنضم كعضو مؤسس إلى التحالف الدولي لتعليم السينما وفنون الإعلام
  • مصر تنضم كعضو مؤسِّس للتحالف الدولي لتعليم السينما وفنون الإعلام