اكتشاف جيني جديد يمهد لعلاج السرطان
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
شفق نيوز / تمكن فريق بحثي بقيادة علماء من جامعة نورثويسترن الأمريكية من اكتشاف عنقود جديد من الجينات يمكن أن يلعب دورا هاما في علاج السرطان، بل ويفتح الباب لتطورات مستقبلية في فهم عدد من الأمراض الوراثية.
وبحسب الدراسة التي نشرها الفريق في دورية "ساينس أدفانسز"، فإن هذه المجموعة الجديدة من الجينات -والتي سميت "إلوا 3"- فريدة من نوعها بالنسبة للبشر ولفئة الرئيسيات من الثدييات غير البشرية.
وخلال عدة عقود مضت أدت التطورات المتسارعة في تقنيات "تسلسل الجينوم البشري" إلى تحقيق فهم أفضل لمختلف المناطق في جميع أنحاء الجينوم البشري.
ولفهم فكرة تسلسل الجينوم البشري تخيل أن جسدك يحتوي على كتاب تشغيل (الجينوم)، وكل صفحة من الكتاب تحتوي على تعليمات لبناء جزء من جسمك وصيانته، فمثلا تركيب أنفك أو لون شعرك أو طول عظامك وصولا إلى أدق التفاعلات الكيميائية داخل خلاياك، كلها عمليات مشفرة بالحروف في هذا الكتاب.
ويشبه تسلسل الجينوم قراءة وفهم كل حرف في كل صفحة من هذا الكتاب، وبالتالي يساعد تسلسل الجينوم العلماء على فهم المزيد عن أجسامنا على أدق مستوى وهو المستوى الجيني، وهي عملية معقدة لأن تلك الحروف هي مركبات كيميائية دقيقة جدا ومتداخلة جدا.
ولطالما وُجدت في الجينوم البشري مناطق سميت "المادة المظلمة الجينية" لا يعرف العلماء الكثير عن وظائفها، وتتكرر فيها تسلسلات الحمض النووي بشكل غير مفهوم.
وبحسب بيان صحفي صادر من جامعة نورثويسترن، فإن الفريق نفسه تمكن قبل عدة سنوات من فهم ما يسمى "مركب استطالة بوليمريز الحمض النووي الريبوزي II"، والذي يساهم في قراءة تلك المناطق المظلمة المتكررة بشكل خاص، وبالتبعية بدأ العلماء في استكشاف جيناته.
وبحسب الدراسة الجديدة، فإن هذه المجموعة الجديدة من الجينات تتكرر في الجينوم البشري بعدد غير ثابت، فقد يكون لدى أحدهم 52 نسخة منها، وقد يكون لدى الآخر 27 نسخة، وقد يكون لدى شخص ثالث 32 نسخة، وسبب ذلك غير معروف بعد.
ويفتح هذا الاكتشاف الباب لعلاج السرطان وعدد من الأمراض الوراثية لدى البشر. والفكرة ببساطة أنه إذا عُرف السبب بطل العجب، فالأمراض التي تمتلك أساسا جينيا يسهل علاجها إذا قمنا بفهم هذا الأساس الجيني.
وبشكل عام فإن هذا النوع من المكتشفات يسمح للعلماء بالانتقال خطوة إلى الأمام في طريق الطب الشخصي، وهو نموذج جديد ينظم العملية العلاجية بالكامل، من تشخيص وتحليل وعلاج بل وتغذية، بناء على طبيعة كل شخص وليس بشكل عام.
الطب الشخصي هو أمل البشرية لعلاج الكثير من الأمراض وتقليل الآثار الجانبية، ولنأخذ السرطان على سبيل المثال، حيث يمكن لنا القول إنه لا يوجد مريض بسرطان محدد يشبه مريضا آخر مصابا بالنوع نفسه من السرطان. وذلك لأن هناك اختلافات جينية بين الشخصين تؤثر في استجابة كل واحد منهما للبرامج الدوائية بشكل مختلف عن الآخر.
ومع استكشاف المزيد عن الجينوم البشري فإن ذلك يسهل على العلماء فهم الجينات الخاصة بكل شخص على حدة بشكل أفضل.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي مرض السرطان الجينات اكتشاف جديد الجینوم البشری تسلسل الجینوم
إقرأ أيضاً:
طائر الجنّة يلهم العلماء لصناعة القماش الأشد سوادا في العالم
في مختبر بجامعة كورنيل، وقف فستان أسود على دمية عرض، لكنه لم يكن "أسود" بالمعنى المعتاد، بل بدا كأنه ثقب بصري يبتلع أي ضوء يُلقى عليه، حيث لا تظهر تفاصيل القماش.
هذا ليس سحرا ولا مرشحا رقميا، بل نتيجة مادة نسيجية جديدة تصنف ضمن ما يُسمّى "السواد الفائق"، أي الأسطح التي تعكس أقل من 0.5% من الضوء الساقط عليها.
وراء هذه الدرجة المتطرفة من السواد قصة "هندسة" و"فيزياء" أكثر مما هي قصة صبغة، إذ استلهم باحثو مختبر تصميم الملابس التفاعلية الفكرة من ريش طائر من طيور الجنة يُدعى "الرفلبِرد الرائع"، وهو طائر معروف بلمعان أزرق على صدره يحيط به ريش أسود مخملي يوحي بأن الضوء يختفي داخله.
في معظم الأقمشة، يكون السواد "سطحيا"، أي صبغة تمتص جزءا من الضوء، فيما يرتد جزء آخر إلى عينك. أما السواد الفائق فيعتمد على حيلة إضافية، وهي إجبار الضوء على الدخول في متاهة مجهرية تطيل مساره وتزيد فرص امتصاصه، بدل أن يرتد مباشرة.
وبحسب الدراسة، التي نشرها الفريق في دورية "نيتشر كومينيكيشنز"، فإن هياكل نانوية ترفع فرص امتصاص المادة لفوتونات الضوء، ما يسمح لنا برؤية السواد الأشد على الإطلاق.
طائر الرفلبرد يفعل ذلك طبيعيا، فريشه لا يعتمد على صبغة الميلانين وحدها، بل على ترتيب دقيق لشعيرات الريش يدفع الضوء للانحراف إلى الداخل. لكن هناك مشكلة: هذا السواد الطبيعي يكون غالبا اتجاهيا، أي مذهلا حين تُشاهَد الريشة من زاوية معيّنة، وأقل "سوادا" عندما تتغير زاوية الرؤية.
حل العلماء لتلك المشكلة جاء بخطوتين بسيطتين في المبدأ، أنيقتين في التنفيذ، حيث صبغ صوف ميرينو بمادة البوليدوبامين، وهو ما يصفه الباحثون بأنه "ميلانين صناعي".
إعلانبعد ذلك يُعرَّض القماش لعملية حفر ونحت داخل حجرة بلازما تزيل جزءا بالغ الدقة من السطح، وتترك خلفها نتوءات نانوية حادة، هذه النتوءات تعمل كمصايد ضوئية، أي يدخل الضوء بينها ويرتد مرات كثيرة حتى يفقد طريق العودة.
النتيجة ليست أسود داكنًا، بل استثناء رقميا صارما، فمتوسط انعكاس القماش الجديد عبر الطيف المرئي (400-700 نانومتر) بلغ 0.13%، وهو، بحسب الورقة العلمية، أغمق قماش مُبلّغ عنه حتى الآن.
تطبيقات مهمةقد يبدو الأمر كترف بصري أو نزوة "موضة"، لكنه في الحقيقة يلامس تطبيقات عملية حساسة، فالسواد الفائق مهم لتقليل الانعكاسات الشاردة داخل الكاميرات والأجهزة البصرية والتلسكوبات.
ويمكن لهذا المستوى من اللون الأسود أن يساعد في بناء ألواح وتقنيات شمسية أو حرارية عبر تعظيم امتصاص الإشعاع.
كما يشير الباحثون أيضا إلى إمكانات واعدة لهذه المادة الجديدة في عمليات التمويه وتنظيم الحرارة، لأن السطح الذي يمتص الضوء بكفاءة قد يحوّل جزءا منه إلى حرارة قابلة للإدارة.
أما الفستان الذي صممه العلماء، فكان برهانا بصريا لطيفا على نجاح التجارب، وقد استُخدم لإظهار أن هذا السواد لا يتبدّل بسهولة حتى عندما تُعدَّل إعدادات الصورة، مثل التباين أو السطوع، مقارنة بأقمشة سوداء أخرى.