قيمة المؤتمرات الأدبية العامة والإقليمية هى أنها تكشف لنا واقع الإبداع والثقافة. تتيح لنا نظرة طائر على ما يجرى فى هذه الأنهار والروافد التى نحسن الظن بها بالأساس، فإيجابياتها أكثر. نظرت إلى بحيرة قارون الشهيرة فى الفيوم فإذا هى تبدو لى أعمق وأعرض من الفعل الثقافى عموما فى مصر. شاسعة توسع الأفق، لكن على الرغم من أنها تستقى مياهها من النهر الخالد (أو الذى كان هكذا!) إلا أن مثقفًا مستنيرًا مثل عصام الزهيرى قال -ردًا على سؤال مجموعة من الأصدقاء الذين حضروا فعاليات المؤتمر الأدبى الثالث والعشرين المنعقد فى الفيوم (دورة الأديب الراحل حمدى أبوجُلَّيِّل): ليست عذبة بالتأكيد، بل مالحة بفعل الصرف غير الصحى لعشرات المصانع! قارون بحيرة مالحة، وكذلك الوسط الثقافى المصرى، بكل ما فيه من شخصنة مقيتة، وصراعات على مكانة متوهمة ونفوذ ثقافى يجعل من كل شيء -حتى الموت- «سبوبة للعايشين».
- «فوق الحياة إلا قليلا والحالة دايت» رواية كاشفة عن هذه الموبقات، كتبها قبل ربع قرن الروائى سيد الوكيل، الذى قال لى فى حضور الشاعر محمود الحلوانى (وهو أحد أبطال الرواية المذكورة) أنه توقف حاليًا عن الإبداع الروائى، وخصص وقته وجهده -مختارًا- للنقد الأدبى.. يريد أن ينجز فيه بعضًا من الأعمال التى يتصدى لها بالنقد والتفسير.والتحليل والتفسير كان سمة رواية سيد الوكيل، التى تطل بنا على جوانب من الوسط الثقافى وأزماته وصراعاته. كنت قد لفت الانتباه إلى أن هذا الفراغ الإبداعى والثقافى وهذه الموبقات الثقافية ستغرى بعض الكتاب «اللابدين فى الدرة» بالتعبير الدارج، إلى تأريخ هذه الحقبة بأشخاصها ومهازلها ومعاركها الصغيرة التى لاتصب فى نهر الثقافة، بل تجعل منه بحيرة مالحة أخرى. وربما جذب ما كتبته انتباه الصحفى والشاعر حمدى عابدين، الذين أعلن أنه بصدد تدوين سيرة للمهازل التى تلوكها ألسن الجميع.. والمستقاة من تصرفات وسلوكيات من يُعْتَقد أنهم نجوم لامعة، وفى الحقيقة هى «مِصَدِية»بأكثر مما ينبغى.
-فى مقابل هذه النماذج الشنيعة التى رصدناها، كانت هناك إضاءات أخرى حقيقية من قبل نقاد لا شك أنهم بجهدهم وإصرارهم على الفعل الثقافى الحقيقى اعتبرتهم فى كلمة لى فى مؤتمر أدباء الفيوم الأخير هم صوت القارئ الذى يحتفى بالمبدع ويعيده إلى الحياة، لأنهم بجهدهم وإسهامهم أكبر من المؤسسة الثقافية نفسها. يتجلى هذا فى الناقد الدكتور يسرى عبدالله بكل قيمته، كما أن السيد الوكيل وشريف الجيار ومحمد السيد إسماعيل من هذه الفصيلة. للمقال بقية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سبوبة للعايشين الأصدقاء
إقرأ أيضاً:
شيكابالا في قلب العاصفة.. هل يكمل المشوار أم يغادر؟
لا زال الغموض بمصير محمود عبد الرازق شيكابالا قائد الزمالك، سواء بالاستمرار مع الفريق فى الموسم الجديد أو إعلان قرار الاعتزال بشكل نهائى.
وحال اتخاذ الفهد الأسمر قرار اعتزال الساحرة المستديرة هذا الموسم سيكون اللاعب الرابع الذى يودع غرفة خلع ملابس الزمالك، بعد محمد عبد الشافى الظهير الأيسر الذى أعلن اعتزاله كرة القدم، والتونسى حمزة المثلوثى الذى رحل بنهاية عقده، وأحمد مصطفى زيزو الذى انتقل للأهلى بنهاية عقده.
ترك مجلس إدارة الزمالك لشيكابالا ، البالغ من العمر 39 عامًا، حرية اتخاذ القرار بشأن استمراره مع الفريق أو اعتزاله، دون أي ضغوط من الإدارة.
ومن المقرر أن يحسم شيكابالا قراره النهائي بشأن الاعتزال من عدمه خلال الأسبوع الجاري، حيث أن مجلس الإدارة يترك الأمر للاعب احترامًا وتقديرًا لمسيرته، علمًا بأن تعاقده مستمر حتى نهاية الموسم الجديد.
ويعتبر شيكابالا من أساطير القلعة البيضاء في العصر الحديث، كما أنه الأكثر تتويجًا بالألقاب في تاريخ الزمالك برصيد 18 لقبًا.