قال الشيخ الدكتور عمار بن ناصر المعلا ملحق التعليم وعلوم التكنولوجيا لدولة الإمارات لدى جمهورية مصر العربية غير المقيم لدى تونس والمغرب والأردن إن يوم الشهيد مناسبة وطنية تجسد قيم التضحية والوفاء والولاء نستذكر خلالها تضحيات شهدائنا الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة فداء لهذا الوطن الغالي، وسجلوا بطولاتهم بأحرف من ذهب في سبيل رفعة دولة الإمارات وحماية أرضها وشعبها والحفاظ على مكتسباتها.

وقال ــ في كلمة له بمناسبة يوم الشهيد الذي يصادف الـ 30 من نوفمبر من كل عام ــ : “نعبر اليوم عن اعتزازنا وتقديرنا بالتضحيات العظيمة التي قدمها أبطالنا الشهداء فداء لمجد الوطن وعزته وأمنه وسلامه، ونقف بإجلال للتعبير عن الوفاء لمن جادوا بأرواحهم في ميادين الحق فصالوا في ساحات المجد والفداء وهم يلبون نداء الوطن لتبقى راية عزه عالية خفاقة.

وأكد الشيخ الدكتور عمار بن ناصر المعلا أن يوم الشهيد يوم نقتدي فيه بنهج قيادتنا الرشيدة، للتعبير عن مكانة الشهداء التي لا تعادلها مكانة ولنعبر عن الوفاء بأنبل معانيه لمن خطت دماؤهم الزكية والطاهرة كل معاني المجد والرفعة للوطن وجادوا بأرواحهم فكانوا عنوان الإيثار والإقدام يوم ناداهم الوطن فكانوا خير مجيب، وستبقى هذه البطولات على مدى الزمان نبعا لحب الوطن يستقي منه شعبنا أروع الأمثلة على التضحيات لرفعه الوطن التي تصنع الانتصارات وتعزز السيادة في أنبل معانيها.

وأضاف أن الأوطان تستند إلى تضحيات الشهداء وتكلل تاريخها بسير بطولاتهم والشرف العظيم الذي يُكسبونه للأجيال وهي تستقي منهم أكثر صور الانتماء دلالة، وفي هذه المناسبة المجيدة نعبر بكل اعتزاز عن الفخر والتقدير بدور قواتنا المسلحة الباسلة مدرسة الوطنية الخالصة التي تثبت دائماً أنها مصنع الرجال الأوفياء الذين عاهدوا الله ووطنهم وقيادتهم وكانوا خير مثال للشجاعة في سبيل الوطن ودرعه وسيفه البتار لردع كل طامع ومعتد.

وقال إننا نتوجه بأسمى عبارات العرفان والامتنان لذوي الشهداء الذين ربوا الأبطال على أن الوطن هو الأغلى ويستحق كل التضحيات وقدموا فلذات أكبادهم فداء للإمارات ورسالتها وقيمها ودفاعاً عن الحق ونصرة المظلومين، فأثبتوا أنهم القدوة في قوة الانتماء والولاء للوطن والقيادة الرشيدة بتضحياتهم وبعطائهم وتربيتهم لأبنائهم.وام

 

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

عن الذين خاطروا بأنفسهم وأموالهم فلم يرجعوا من ذلك بشيء

مع إقبال أيام العشر من ذي الحجّة يبدأ الحديث عن فضائل هذه الأيّام وعن فضل العمل الصّالح فيها وأنّ العمل الصالح فيها أفضل من الجهاد في سبيل الله تعالى، وعمدة الاستشهاد على هذا المعنى هو الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه عن ابن عبّاس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: "ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذه، قالوا: ولا الجِهادُ؟ قالَ: ولا الجِهادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخاطِرُ بنَفْسِه ومالِه، فلَمْ يَرْجِعْ بشَيءٍ". وللحديث رواية قريبة عند الترمذي وغيره يقول فيها رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "ما من أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيَّامِ العشرِ. قالوا: يا رسولَ اللهِ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ إلَّا رجل خرج بنفسِه ومالِه فلم يرجِعْ من ذلك بشيءٍ".

عادة ما ينصبّ الاستشهاد والاستدلال بهذا الحديث على أنّ العمل الصالح بمفهومه العام أفضل حتى من الجهاد في سبيل الله تعالى، وقلّة هم الذين يلتفتون ويتوقفون مليّا عند ذلك الرجل الذي خصّه رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالذكر؛ مبينا أنّه لا يفوقه أحد فضلا ولا يتفوق عليه مؤمن عملا، وهو الرجل المخاطر بنفسه والمخاطر بماله ملقيا بها في مواطن الواجب والجهاد والنصرة فلم يرجع من نفسه ولم يرجع من ماله بشيء.

إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم يلفت أنظار أمّته على مرّ الزمان إلى النّموذج الذي يصنع الفرق في الانتصار والتغيير، فكلّ الأعمال الصالحة جليلة، وكل الأعمال الصالحة خير وبركة، لكن عليكم أن تنتبهوا إلى أنّ أعظم الأعمال وأجلّ الأعمال التي لا يسبقها متسابق ولا يدرك شأوها مغامر؛ هي تلك التي تنطوي على إلقاء المرء نفسه في مواطن الخطر مقتحما ومضحيا وغير هيّاب بأحد.

إنّها المخاطرة بالنفس في زمن الخوف والركون وحب الدنيا وكراهية الموت وهيمنة الغثائيّة، والمخاطرة بالمال في زمن الملاحقة والاتهام، وتجفيف المنابع وتجريم الإنفاق في مواطن الحق والنصرة؛ المخاطرة وحدها التي ترهب العدو وتحرّر الأوطان وتصنع التغيير وتهدم الباطل وتحقّ الحقّ، وما أعظم تلك المخاطرة حين تبلغ منتهاها فيصل المال إلى موطن الواجب وتصل الرّوح إلى مستقرّها فتحطّ رحالها في الجنان التي طالما تاقت إليها، وهذا هو ما أشار له رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قيل له: "يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ وَأُهْرِيقَ دَمُهُ".

وإنّ هذه المخاطرة بالنفس والمال منسجمة مع طبيعة هذه الأيّام التي هي أيّام التكبير المطلق ثم المقيّد، فمن عرف أنّ "الله أكبر" حقا وأيقن بذلك حق اليقين فإنّه لا يهاب ظالما ولا يخاف عدوا ولا يذل لمتغطرس ولا يتقهقر أمام عدوّ؛ وما أعظم الكلمات التي صدح بها الأستاذ والزعيم الإسلامي عصام العطار رحمه الله تعالى يوما على منبر مسجد جامعة دمشق وهو يهدر بمعاني "الله أكبر" في وجه الظالمين، وكان ممّا قاله يومها:

"اللهُ أكبـر رَمْزُ صُمودِنَا
اللهُ أكبـر روحُ جهَادِنا
اللهُ أكبـر سِـرُّ قُوّتِنا وانتصارِنا
اللهُ أكبـر بها صَدَعْنا كلَّ باطِل
اللهُ أكبـر بها قَصَمْنا كلَّ جَبّار
اللهُ أكبـر بها نُواجِهُ كلَّ طَاغُوت
اللهُ أكبـر، اللهُ أكبـر، اللهُ أكبـر، لا إلهَ إلاّ الله
اللهُ أكبـر، اللهُ أكبـر، ولِله الحمد
اللهُ أكبـر نَشُـقُّ بها دَيَاجيرَ الظلامِ والْيَأْس
اللهُ أكبـر نُوقِدُ بها مَصَابيحَ الأَمَلِ والْفَجْر
اللهُ أكبـر نَطْرُدُ بها روحَ الهزيمةِ والْوَهْن
اللهُ أكبـر نُحْيي بها مَيِّتَ العَزَائِمِ والهِمَم
اللهُ أكبـر نُحَوِّلُ بها الضعيفَ قوِيّا، والجبانَ شُجاعا، ونُحَقِّقُ بها انتصارَ الحريَّةِ والكَرامَة، والحقِّ والعَدالَة، والإحسانِ والْخَيْر
اللهُ أكبـر، اللهُ أكبـر، اللهُ أكبـر، لا إلهَ إلاّ الله
اللهُ أكبـر، اللهُ أكبـر، ولِله الحمد

يا إخْوَتي؛ يا أخواتي: امْلؤوا قُلوبَكُمْ وعُقولَكم، وحَنَاجرَكُمْ وَأَجْوَاءَكُم، وسَمْعَ الزَّمَانِ والمكانِ بهذه الكلمةِ العظيمةِ الخالدةِ: اللهُ أكبـر.

اللهُ أكبـر تُحَرِّرُكُمْ مِنْ أهوائكُمْ وشَهَوَاتِكُمْ وأخطائكُمْ، وظُلْمِكُمْ لأنفسِكُمْ وغَيْرِكم، كما تُحَرِّرُكم مِنْ كلِّ طاغيةٍ ظالمٍ آثِمٍ مُسـْتَكْبرٍ جَبّار.

اللهُ أكبـر تَرْفَعُكُمْ، عندما تُخالِطُ قُلُوبَكم وعُقولَكم وَدِمَاءَكُمْ، فَوْقَ هذه الدُّنْيا، فوقَ شـدائدِها وَمُغْرِياتِها، فوقَ صَغَائِرِها وَتَفَاهَاتِها، وتَصِلُكُمْ باللهِ عَزَّوَجَلّ وبالْخُلُود، وتَفْتَحُ لكُمْ أَبْوَابَ الجنّةِ، وأبوابَ المسـتقبلِ الزاهرِ المنشـود.

اللهُ أكبـر تجعلُ الحقَّ رَائِدَكُمْ، والعدلَ مَنْهَجَكم، والخيرَ بُغْيَتَكم، واللهَ قَصْدَكُمْ وغايَتَكُم، وتجعلُ قُوّتَكم مِنْ قُوَّةِ اللهِ عزَّ وجلّ".

فعندما تغدو القلوب والأرواح معجونة بهذا النداء العلويّ المهيب يُصنَع الرجل المخاطر بنفسه وماله الذي يقتحم مواطن الردى حاملا روحه على كفّه طالبا حياة حقيقيّة لا ذلّ فيها ولا هوان، وهذا الرّجل المخاطر هو أعظم العاملين في زمن الأعمال الصالحة والمواسم الفاضلة، فلا يسبقه حاجّ متبتّل، ولا يسبقه قائم لا يفتر، ولا يسبقه صائم لا يفطر؛ فهو الذي به يغدو الإسلام عزيز الجانب، ويجد المسلم معنى وجوده ومغزى بقائه؛ فطوبى للمخاطرين بأنفسهم وأموالهم في زمن الهزائم المرّة.

x.com/muhammadkhm

مقالات مشابهة

  • خلدون المبارك: دي بروين أعظم من ارتدى قميص السيتي
  • مستقبل وطن يضخ 1500 كيلو أسماك بأسعار مناسبة في بندر جرجا
  • جمعيات المستهلك تدعو المغاربة إلى احترام التوجيهات الملكية بشأن عيد الأضحى
  • عن الذين خاطروا بأنفسهم وأموالهم فلم يرجعوا من ذلك بشيء
  • تشييع جثماني الشهيدين مطيع عايض وزكريا أبو علي في بني حشيش بصنعاء
  • مشاجرة دموية انتهت بـ شروع في قتل طالب.. ماذا حدث في العبور؟
  • «أسعار مناسبة للمواطنين».. شعبة القصابين: كيلو اللحمة بـ285 جنيهًا في المجمعات
  • تشييع جثمان الشهيد محمد هادي عتين بمديرية عبس في حجة
  • أكثر 10 لاعبين خوضا للمباريات في تاريخ كأس العالم
  • إجتماع هام لمتابعة مشروع إنشاء شركة وطنية للنقل الجوي الداخلي