سودانايل:
2025-05-09@22:14:00 GMT

المادايرين والمادايرات: هم الحل!

تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT

في العامية السودانية كلمتان متقاربتان في النطق بعيدتان في المعنى:
"راد- يَرِيد"، و"دار- يدور"!
الأولى مشتقة من "الريدة"، وهي المحبة: ريدتنا ومحبتا؛
أما الثانية فهي مشتقة من "الدُوارة"!
الرايدة هي الزولة البتريدك؛
والرايد، والريّاد، هو المحب، الزول البريدِك:
(بريدِك،
بريد أهلك،
بريد بلدك،
بريد الله البريدنا وخلقك)

وهؤلاء، ناس الريدة، بقوا سلعة نادرة، زي الخل الوفي؛
والداير هو الراغب، والطالب.


(في المصرية " اللي عايز"، وفي اليمنية "اللي يشتي"...الخ).
والدايرين والدايرات بقوا كتار زي الهم في القلب، بعكس ناس الريدة!
وفي الحقيقة، ما في مشكلة إذا كنت "داير" شاي، مثلا، أو قهوة، أو داير تغترب، أو حتى داير تعرس!
لكن المشكلة، كل المشكلة، لما تكون "داير سُلطة"!
هنا يظهر لـ"الدُوارة" معنى سخيف، ولفيف، وغير عفيف، وكمان عنيف!

عندما تكون "داير سُلطة"، تصبح الدوارة عندك "عوارة"!
ليس فقط "عَوارة" بفتح العين! بل "عُوارة" بضم العين!
وتلقى نفسك مستعد تعمل أي حاجة: انقلاب، حركة مسلحة، تجارة بالدين، عمالة، وغير ذلك من العَوارات الكبيرة، ناهيك عن "العَوارات الصغيرة" زي الكذب، والتزوير، والجرجرة، و"النّط" من الالتزامات...الخ".

وهكذا تصبح "دُوارتك للسلطة" عُوارة كبيرة في بطن الوطن ورأسه وساقيه وكل مكان فيه.

يقول الكاتب المرموق حمور زيادة: "كل شيء في بلادنا يدور حول السلطة."

يا للهول!
ليس كل شيء يدور حول التنمية!
ولا حول الإنسان!
ولا حول الحرية!
ولا حول الحق!
ولا حول الله!
بل حول السلطة!
إنها "الدُوارة"، إذن، التي أصبحت "عُوارة".
هنا مكمن جميع العلل، ومنبع جميع الشرور.
وكل الأشخاص، الكُتار جداً، الذين يفقؤون أعيننا بكثرة ظهورهم، ويصمُّون آذاننا بـ"درّأب" كلامهم، إنما هم، جميعاً، طلاب سلطة!
كلهم دايرين وكلهن دايرات!
كلنا دايرين سلطة، وشهرة، ومناصب، وألقاب، ودبابير، ونياشين..
لقد أصبحنا مثل ذرات الغبار، نُلبّد أجواء بلدنا، حتى استحالت الرؤية، وصَعُبَ التنفس!
ولا نحتاج لكي تصفو سماء بلادنا إلى أكثر من أن تهبط ذراتنا العالقة هذه "في الواطة"!
وطاة الله دي!
بعضنا ليس فقط ذرات، بل درّاب عالق!
كل الدايرين والدايرات ذرات غبار
ودرّاب وحجارة عالقة!
كلهم دايرين ودايرات!
ملعونون وملعونات!

ألا إنَّ دوارة السلطة لعنة!

ومشكلة بلدنا واحدة لا يوجد غيرها: الدايرين والدايرات.
والحل واحد لا يوجد غيره: المادايرين والمادايرات.
والسؤال: لكن كيف نعرف الدايرين؟
بسيطة، نعرفهم بسيماهم على أفواهم: بألسنتهم السليطة و"قداديمهم" الطويلة الممدودة صوب السلطة!

وكيف نعرف الماديرين؟
نعرفهم كذلك بألسنتهم الممدودة إعراضاً عن السلطة!
#خليكا ما داير/ خليكي ما دايرة
# بلدنا دايرة ناس مادايرين

elrayahabdelgadir@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: ولا حول

إقرأ أيضاً:

هجوم بطائرات مسيّرة على مستودعات نفطية بولاية النيل الأبيض .. جوتيريش: التفاوض “الحل الوحيد” للأزمة.. وتمدد النزاع “يدق ناقوس الخطر”

دبي- الشرق/ أفادت مصادر سودانية لـ"الشرق"، الخميس، باندلاع النيران في مستودعات للمشتقات النفطية قرب هيئة النقل النهري في كوستي، جنوب ولاية النيل الأبيض، جنوبي السودان، عقب هجوم بـ4 طائرات مسيّرة، وقال شهود عيان لـ"الشرق"، إنهم سمعوا دوي انفجار، وشاهدوا تصاعداً كثيفاً للدخان، من اتجاه مستودعات مشتقات نفطية قرب هيئة النقل النهري بمدينة كوستي.

ووفقاً لشهود عيان، أسقطت أنظمة الدفاع المضادة للجيش السوداني، 3 مسيرات كانت تستهدف مدينة "تندلتي" جنوب غرب ولاية النيل الأبيض.

فيما أفاد "مراسل الشرق"، بعودة الهدوء إلى بورتسودان، صباح الخميس، في اليوم الخامس من هجمات متواصلة بالمسيرات استهدفت عدداً من المنشآت والمرافق.

وشنّت طائرات مسيّرة هجوماً ليل الأربعاء، على دفعتين، مستهدفة مواقع عسكرية شمال المدينة، وأفاد مراسلو الشرق برصد إطلاق مكثف للمضادات الأرضية، ومشاهدة مسيرتين اثنتين تعبران بعد منتصف الليل من جنوب شرق المدينة إلى شمال غربها، وحاولت المضادات الأرضية التصدي لهما، فيما أفيد لاحقاً بتعرض مباني الكلية الجوية التابعة للحيش، الواقعة شمالي بورتسودان، لهجوم.

وكان الجيش السوداني، قال الأربعاء إن أنظمة الدفاع المضادة للطائرات اعترضت طائرات مسيرة استهدفت قاعدة بحرية في بورتسودان.

وقال متحدث باسم الجيش السوداني إن "المضادات الأرضية تصدت بنجاح لمسيرات كانت تحاول أن تهاجم قاعدة فلامنجو البحرية في بورتسودان وأسقطت معظمها".

وتتعرض بورتسودان لهجمات منذ أيام، بما في ذلك ضربات بمسيرات شنتها قوات الدعم السريع وأدت لإشعال حرائق في أكبر مستودعات الوقود في السودان وألحقت أضراراً بالمنفذ الرئيسي لإدخال المساعدات الإنسانية.

وتمتعت بورتسودان بهدوء نسبي منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، والتي تسببت في
نزوح جماعي ومجاعة وأعمال قتل.

وأصبحت المدينة المطلة على ساحل البحر الأحمر قاعدة للحكومة بعد أن اجتاحت قوات الدعم السريع مناطق واسعة من العاصمة الخرطوم في بداية الصراع.

وفتحت الضربات بالطائرات المسيرة على بورتسودان جبهة جديدة في الحرب بعدما حقق الجيش في الآونة الأخيرة مكاسب في العاصمة ووسط السودان.

"نقص الإرادة اللازمة"
من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنتونيو جوتيريش، عن قلقه البالغ للهجمات الحالية بالمسيرات على بورتسودان.

وقال في بيان إن المدينة تمثل نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات الإنسانية إلى البلاد، والهجوم عليها يهدد بتفاقم الاحتياجات ويعقد عمليات الإغاثة.

وحذّر جوتيريش من وقوع أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين وتدمير البنى التحتية نتيجة التصعيد الكبير حالياً في بورتسودان، مؤكداً أن تمدد النزاع إلى مناطق تؤوي أعداداً كبيرة من النازحين في السودان "يدق ناقوس الخطر".

ولفت إلى أن الهجمات التي استهدفت محطات كهرباء ومرافق حيوية على امتداد السودان منذ يناير حرمت مدنيين من الحصول على الرعاية الصحية والمياه النظيفة والكهرباء والغذاء.

وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة قلقه مما سمّاه "نقص الإرادة اللازمة" لدى الأطراف السودانية للعودة إلى المفاوضات، مفضّلين سعيهم خلف أهداف عسكرية، داعياً لوقف فوري للأعمال العدائية. وشدد على أن التفاوض هو الحل الوحيد من أجل الوصول إلى سلام ينشده السودانيون.

   

مقالات مشابهة

  • الإمارات ترفض مزاعم تسليح أطراف النزاع في السودان .. وزارة الخارجية دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار ودعم الحل السياسي
  • استشاري: استبدال المفاصل هو الحل الأخير لعلاج الخشونة .. فيديو
  • المفتي قبلان: الحل بدولة تبدأ من إغاثة الجنوب
  • المثقف والسياسي في ملحمة غزة
  • دراسة: بلوغ الفتيات المبكر غير صحي.. والنظام الغذائي هو الحل
  • السيسي يتحدث عن الحل الوحيد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي
  • هجوم بطائرات مسيّرة على مستودعات نفطية بولاية النيل الأبيض .. جوتيريش: التفاوض “الحل الوحيد” للأزمة.. وتمدد النزاع “يدق ناقوس الخطر”
  • حتى لا يتحول الحل إلى مشكلة أكبر
  • رويترز: إدارة أمريكية مؤقتًا في غزة تستبعد السلطة الفلسطينية وحماس
  • اقْتِصَادَاتُ الحَل التَفَاوُضِي فِي السُودِان