من قلب باريس.. شارل سان لـ"القاهرة الإخبارية": أمريكا وإسرائيل لا يهتمون بالإنسانية.. نتنياهو فاشي.. وماكرون استهان بقوة فرنسا.. تم خداع كل من شارك فى تظاهرة ضد معاداة السامية .. لا يمكن الاعتماد على قادة الاتحاد الأوروبي فى حل القضية الفلسطينية.. مصلحة فرنسا تتمثل في البقاء مع مصر والسيسي
 

 

أجرت الكاتبة الصحفية والإعلامية داليا عبد الرحيم، رئيس تحرير «البوابة نيوز»، ومساعد رئيس قطاع الأخبار بالشركة المتحدة لملف الإسلام السياسي، ومقدمة برنامج «الضفة الأخرى» على قناة القاهرة الإخبارية، لقاءً حصريًا مع المؤرخ الفرنسي شارل سان برو، المدير العام لمرصد الدراسات الجيوسياسية، ضمن سلسلة حوارات حصرية من العاصمة الفرنسية، وتم تصويرها من قلب العاصمة الفرنسية باريس للحديث عن قضايا عديدة وشائكة من بينها القضية الفلسطينية.



نص الحوار..

ما هي توقعاتكم لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بعد أن بلغ عمره أكثر من 70 عامًا؟

الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يعود إلى تاريخ طويل من النزاع، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أراد أن يجعل من قطاع غزة عبرة، ويضغط لتهجير الشعب الفلسطيني من غزة، وهو يريد تدمير قطاع غزة بشكل كامل، وأنا لا أتعاطف مع حماس، وياسر عرفات الرئيس الفلسطيني الراحل أخبرني بأن حماس ضد السلطة الفلسطينية، وهذا ما أكده مؤخرًا أحد أعضاء حكومة نتنياهو حيث وصف حماس بالصديق الآمن، ويجب أن نقتنع بهذا الأمر، وهناك اقتناع بأن حماس خُلقت ضد القومية العربية، فهي حركة ليست وطنية على الإطلاق، وجرائم إسرائيل لا تُطاق بالنسبة للفلسطينيين.



هل ترى دور للمجتمع الدولي في إشعال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أو عدم تحقيق وقف إطلاق النار؟

المجتمع الدولي غير موجود في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والولايات المتحدة وإسرائيل ليس لديهما أي اهتمام بالمجتمع الدولي، ولا يهتمون بالإنسانية، والأمم المتحدة غير موجودة، وتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة رائعة، ولكنه لا يتبعها أي أفعال على الأرض، والعالم أجمع ضد إسرائيل، والغرب الذي يقف مع إسرائيل لا يُمثل سوى 10% من سكان العالم فقط.



لما هذا الحشد الدولي الداعم لإسرائيل؟

الاتحاد الأوروبي مجرد مزحة، وهناك مليون يهودي يعيشون في فرنسا، ومعظمهم قادمين من الجزائر أو تونس، وهناك مجتمع مسلم يُقدر بـ7 ملايين تقريبًا، والحكومة الفرنسية تدعم إسرائيل، وهذا الأمر لن يؤدي إلى أي نتائج إيجابية، والمشكلة الموجودة الآن بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإذا حظرنا المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، فيجب علينا حظر المظاهرات المؤيدة لإسرائيل، حتى لا يكون هناك ازدواجية في المعايير، وحزن الأم الفلسطينية أو العراقية أو اللبنانية يساوي حزن الأم اليهودية وسياسة ازدواجية المعايير لا تُطاق من وجهة نظر الفرنسيين، وحكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لا تعرف كيفية تحقيق التوازن بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ويُعتقد إمكانية أن تكون صديقة للجميع، ولكن هذا ليس صحيحًا، وماكرون لا يعرف كيف يفعل ما فلح فيه الجنرال ديجول أو خلفاؤه، فهو يلعب اللعبة الإسرائيلية ويعتقد بأنه يمكن أن يكون صديقا للجميع أو الدعوة للسلام بهذه الطريقة، ولا يمكننا الدعوة إلى السلام إلا إذا كنا أقوياء، وماكرون لم يستطع بعد أن يجعل فرنسا قوية.

لماذا هذا التغير الجذري في موقف فرنسا من القضية الفلسطينية؟ 

هذا التغير يرجع إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لا يحب فرنسا ولا الفرنسيون، فهو اختار أن يكون أوروبيًا قبل أن يكون فرنسيًا، والولايات المتحدة تؤيد بشكل أساسي إسرائيل، واللوبي الذي يدير الولايات المتحدة مؤيد بشكل أساسي لإسرائيل، وإذا كان الجنرال ديجول موجودًا لما حدثت المذبحة التي حدثت للشعب الفلسطيني على يد الجيش الإسرائيلي، والرئيس الفرنسي استهان بقوة فرنسا، فالسلام يأتي من خلال الحكمة.

القيادة الإسرائيلية فاشية، ورئيس الكنيسيت أخبره شخصيًا بأنه فاشيً، فكيف يمكن أن نفسر هذا الأمر، ووالدي كان مقاتلاً وحمل السلاح ضد الألمان، وبالعودة إلى الصراع فإن الحل لن يكون إلا من خلال إنشاء دولة فلسطينية حقيقية، وهذا سيكون في مصلحة الشعب الإسرائيلي، ولكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لديه أجندة أخرى تتمثل في عدم الذهاب إلى السجن، من خلال العمل على القضاء على كل الفلسطينيين، وهذا الأمر ليس ممكنًا، فالسلام يجب أن يصنع، فالسلام للأبطال كما قال ياسر عرفات.

ألم ترى أن ما فعلته المقاومة الفلسطينية سببه تنصل إسرائيل من الاتفاقيات الدولية؟

المشكلة في فلسطين وطنية وليست دينية، وهناك العديد من اليهود مرعوبين من الوضع الراهن، ويتحدثون بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقود إسرائيل إلى الأسوأ، وياسر عرفات كان غير متفهمً بصورة سريعة إمكانية إنشاء دولتين، وكان يريد إنشاء دولة واحدة علمانية للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، ولكنه أيقن في النهاية صعوبة تحقيق هذا الأمر.

كيف ترى الدور الذي تلعبه مصر في ملف القضية الفلسطينية؟

مصر دولة كبيرة جدًا، فهي أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان، ولديها دور محوري يجب أن تلعبه، وهذا الدور لا يتمحور في مواجهة جماعة الإخوان الإرهابية فحسب، ولكن على مصر أن تلعب دورا فعالا مع الدول الصديقة مثل المملكة العربية السعودية وفرنسا.

الرئيس الراحل ياسر عرفات كان صديقًا لي، وأخبرني  بأنه يؤيد حل الدولتين وإرساء السلام، ولكن هناك حاجة إلى جنرال مثل الجنرال ديجول لإرساء السلام ين الفلسطينيين والإسرائيليين، ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين عندما حاول تحقيق السلام قُتل.

ألا ترى أن هزيمة الغرب الأخلاقية في هذه الحرب قد تكون أكبر من انكسار إسرائيل في عملية السابع من أكتوبر؟

الرئيس الراحل ياسر عرفات كان صديقًا لي ودائمًا ما كن يعود إليَ لأنني كتبت كتابًا عنه، وعرفات أخبرني بأنه يؤيد حل الدولتين وإرساء السلام، ولكن هناك حاجة لإيجاد ديجول على الجانب الآخر، وعندما وجد "ديجول" في شخص "رابين" قٌتل.

حل القضية الفلسطينية يكون من خلال وقف إطلاق النار، ولا يمكن الاعتماد على قادة الاتحاد الأوروبي لإنجاز هذه الأمور سواء الرئيس الفرنسي أو المستشار الألماني، والغرب اتبع بكل غباء الولايات المتحدة في الحرب ضد روسيا، وتتمثل مشكلة الحرب الروسية في رغبة الولايات المتحدة في بيع النفط لأوروبا، وهذا أمر ليس طبيعيًا، متسائلاً: "لماذا لا تقوم أوروبا بشراء النفط من الدول المقاربة سواء روسيا أو أذربيجان".

وينبغي على الاتحاد الأوروبي أن يُظهر قدرته على قلب الطاولة في القضية الفلسطينية، أو الحرب الروسية، ولكنه لا يستطيع أن يفعل ذلك.

هل يمكن لروسيا والصين أن تُمثلا ثقلا استراتيجيا لتغير المعادلة السياسية لصالح فلسطين؟ 

الصين لا تهتم إلا بالمصالح الاقتصادية، أما الروس فلديهم مشكلة في أوكرانيا، ومع الدول المتحالفة مع أمريكا، ولذلك أعتقد أنهم ما زالوا ضعفاء.

إذا كنت تود كتابة كتابًا عن زعيم عربي.. فمن هو هذا الزعيم؟ 

كتبت كتابًا عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وكتابًا آخر عن الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، ولأن مصر دولة كبيرة فالرئيس السيسي كان له مواقف حكيمة للغاية، ومصلحة فرنسا تتمثل في البقاء مع مصر والسيسي.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيُعيد صياغة مواقف فرنسا في السياسة العربية، ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا مع الرئيس السيسي، وكتبت كتابًا عن الأسد، لأنه كان رجلاً عظيمًا، وأعتقد بأن المستقبل سيكون مع الرئيس السيسي في المنطقة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المؤرخ الفرنسي شارل سان برو الصراع الفلسطيني الإسرائيلي حماس الصراع الفلسطینی الإسرائیلی القضیة الفلسطینیة الاتحاد الأوروبی الرئیس الفرنسی رئیس الوزراء یاسر عرفات هذا الأمر کتاب ا عن من خلال لا یمکن

إقرأ أيضاً:

أمريكا تلعب بالنار

في الساعات الأولى من فجر اليوم الأحد22 يونيو يعلن المجرم ترامب عن استهداف منشأة "فوردو" النووية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وذلك بعد مرور أسبوع من العدوان الصهيوني على ايران، في مشهد كان الجميع يترقبه بقلق كبير، لكن الصورة الآن أكثر وضوخاً، فأمريكا قد اعتزمت الدخول إلى المعركة، وبالتالي جر المنطقة إلى المجهول.

وعلى الرغم من تسويق الأمريكيين لمزاعم تدمير المنشأة الإيرانية، إلا أن الحقيقة أنها لم تتأثر كثيراً، وقد نشرت وكالة فارس مقطع فيديو أنها في حالة طبيعية، إضافة إلى ذلك فإن الإيرانيين قد عملوا حسابهم لمثل هذا اليوم، وتخصيب اليورانيوم قد وضع في مكان آمن كما يقول بعض المسؤولين الإيرانيين.

وفي أول تصريح له عقب الجريمة قال المجرم نتنياهو إن التاريخ "سيسجل موقفاً مشرفاً لترامب"، لكن الحقيقة أن ترامب قد وضع براميل من المتفجرات في المنطقة، وبدأ بتفجيرات دفعة واحدة، فالخطر الآن محدق على الجميع، وعلى قادة المنطقة أن يستوعبوا خطورة المرحلة.

من جانبه قال المجرم ترامب في أول كلمة مقتضبة له: "لقد تم القضاء على منشآت التخصيب الإيرانية بشكل كامل، وأن الهجمات المستقبلية ستكون أكبر بكثير إذا لم تصنع إيران السلام"، مؤكداً أن "هدف الهجمات تدمير قدرات إيران على التخصيب، وأنه لا يمكن لهذا الوضع أن يستمر إما أن نشهد على سلام أو على مأساة".

 ويمكن القول إن المجرم ترامب قد رسم خطوطاً عريضاً لمستقبل المنطقة، وبدلاً من أن يحمل كيان العدو التداعيات والمالأت فإنه يحمل إيران كامل المسؤولية على كل ما يحدث، على الرغم من أن الجمهورية الإسلامية هي المبلد المعتدى عليه من فجر الجمعة 13 يونيو الماضي.

على كل، لقد صب الأمريكيون الزيت على النار، والكرة الآن في الملعب الإيراني، ولا يمكن أن تساوم الأمة الإيرانية على برنامجها النووي السلمي المقدس، الذي بذلوا فيه جهوداً كبيراً خلال سنوات كثيرة، وكل السيناريوهات الآن مطروحة على الطاولة، لكن ما هو مؤكد أن المنشآت النووية التابعة لكيان العدو لن تسلم من القصف، ونحن الآن أمام مشهد جديد، تتصاعد فيه ردود الفعل إلى درجة لا يمكن لنا أن نتصورها.

القواعد العسكرية في المنطقة باتت الآن هدفاً مشروعاً للجيش الإيراني، وجميع مصالح العدو الأمريكي باتت تحت النيران.

وأمام هذا المشهد لا تبدو إيران ضعيفة على الإطلاق، فهي تمتلك الكثير من أوراق القوة لتأديب العدوين الأمريكي والإسرائيلي، فمضيق هرمز سيغلق ومعه مضيق باب المندب، والعالم برمته سيتضرر من ذلك، وهي ممرات مائية يدرك العالم خطورة اغلاقها، غير أن هذا التوتر سببه أمريكا وكيان العدو.

إذا لم يتحرك العالم بسرعة، ولا سيما المنطقة العربية والإسلامية، فإن العربدة الأمريكية الإسرائيلية ستتواصلن ولن يسلم أي بلد من تداعياتها، وإذا كان الدور اليوم على ايران، فإن دولاً أخرى سيأتيها العقاب، إذا ظل الصمت والسكوت سيد الموقف.

المسيرة

مقالات مشابهة

  • ليس بالضرورة أن تكون مؤيداً لدكتور جبريل أو مناوي حتي تقول رأيك في مناوراتهم الحالية علي مسرح حكومة كامل إدريس
  • باحث: نتنياهو يريد جر المنطقة إلى كارثة لتخليص نفسه من الملاحقة السياسية والقضائية
  • تقرير: نتنياهو يريد تجنب "حرب استنزاف" مع إيران
  • فرنسا تُجلي رعاياها من إسرائيل وسط تصاعد التوتر
  • نتنياهو يريد مواصلة العدوان على إيران دون حرب استنزاف
  • الجيش الإسرائيلي يعلق على الضربة الأمريكية لإيران: نفحص الوضع في فوردو
  • أمريكا تلعب بالنار
  • بعد التدخل الأمريكي.. إسرائيل تعلن إغلاق مجالها الجوي بشكل كامل
  • الخارجية الفلسطينية تحذر من تصاعد جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني
  • البث الإسرائيلية: نتنياهو يقيّم الوضع الليلة مع كبار مسؤولي الدفاع