الجيش السوداني يهدد ويتهم حفتر بدعم حميدتي.. ما التداعيات؟
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
أثارت التهديدات التي أطلقها المجلس السيادي للجيش السوداني ضد اللواء الليبي، خليفة حفتر والشرق الليبي لتأييدهم قوات الدعم السريع بعض الأسئلة عن تداعيات الخطوة عسكريا، وما إذا كان الطرفان يصطدمان عند الحدود المشتركة بين البلدين.
وهاجم عضو المجلس السيادي السوداني ومساعد القائد العام للجيش الفريق، ياسر العطا السلطات الليبية في بنغازي ومنها قوات "حفتر" بسبب دعم قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو "حميدتي" عبر مطارات إفريقية، محذرا هذه المؤسسات من تبعات ما وصفه بـ"العبث" وأن الأجهزة المخابراتية السودانية ستقوم برد الدين والصاع صاعين"، وفق قوله.
"الإمارات وتشاد"
كما وجه العطا في خطاب، أمام قوات جهاز المخابرات في مدينة أمدرمان السودانية انتقادات لاذعة لكل من دولتي الإمارات وتشاد، مستنكرا استخدام المطارات التشادية من أجل إيصال الدعم العسكري لقوات الدعم السريع "المتمردة"، مؤكدا أن ذلك يتم بمعرفة نافذين في القيادة التشادية، واصفا إياهم بـ"العملاء والمرتزقة للاستعمار الحديث".
ولم يصدر أي رد من قبل القوات التابعة لحفتر في شرق البلاد ولا مجلس النواب الذي يتخذ من مدينة بنغازي "شرقا" مقرا له.
"تبرير للفشل العسكري"
من جهته، قال رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي، طلال الميهوب إن "هذه التصريحات والتهديدات والاتهامات التي تلقى جزافا في هذا التوقيت هي محاولة من قائليها للتبرير والتغطية على الفشل الموجود هناك بين الأطراف في دولة السودان لترميم خلافاتهم وحروبهم".
وأضاف في تصريحات خص بها "عربي21" أنه "على الأطراف المتنازعة في السودان الاهتمام بوضعهم الداخلي وعدم توزيع الاتهامات هنا وهناك، أما لغة التهديد التي سمعناها في هذه التصريحات سنعتبرها غير رسمية حتى الآن أما وقت الجد سيجد هؤلاء ردا ووقفة من الليبيين"، وفق قوله.
"الإمارات هي المخطط"
في حين رأى الكاتب والمحلل السياسي السوداني، عباس محمد صالح أن "الصراع في السودان ما هو إلا "حرب بالوكالة" عن دولة الإمارات ومن يحالفها في المنطقة، وما قوات الدعم السريع إلا أداة استخدمت في تنفيذ "مخطط كبير يستهدف بنية الدولة السودانية ومؤسساتها الحيوية"، وفق قوله.
وأشار خلال تصريحه لـ"عربي21" إلى أن "قادة الجيش السوداني وصلوا إلى قناعات قطعية مفادها أن دولة الإمارات ومن يدور في فلكها لن تغير نهجها الحالي بوقف دعم هذا النمط المتمرد الذي وضع البلاد على شفا التقسيم، فضلا عن التدمير الممنهج لمقدرات البلاد والانتهاكات الجسيمة ضد شعبها"، كما رأى.
وبخصوص حفتر، قال "موقف حفتر يفسره ارتباطه بمجموعة "فاغنر" الروسية التي تشير بعض المعطيات إلى وقوفها وراء الانقلاب الأخير في النيجر مثلا، وبالتالي فإن حفتر ينظر إلى الأحداث في دول الجوار مثل النيجر والسودان وتطوراتها على أنها ستصب في صالحه في ظل استمرار صراعه مع السلطات الأمنية والسياسية في الغرب الليبي"، وفق تقديراته.
"دعم حميدتي وفاغنر"
الباحث الليبي في الشؤون الإفريقية، موسى تيهوساي أكد أن "التصريحات السودانية الرسمية التي تشير إلى تورط حفتر والإمارات في الحرب الأهلية في السودان الهدف منها في هذا التوقيت لفت انتباه المحيط الإقليمي إلى توسع نطاق الحرب، خاصة أن الجنرال السوداني أشار إلى استخدام الإمارات قاعدة "أم الجرس" التشادية في الحدود مع السودان ودعم حميدتي من خلالها وتحولت هذه القاعدة إلى شريان دعم حيوي للغاية بالنسبة لحميدتي ومرتزقة "فاغنر" المساندين لحفتر".
وأوضح أنه "مع اهتمام العالم بمتابعة الوضع في فلسطين تعمل أبوظبي بشكل نشط في تقديم كل أشكال الدعم لقوات الدعم السريع وتعزيز الجبهات في الشمال خصوصا الجنينة وحتى دارفور واستمالة حركة اركو لصالح حميدتي مؤخرا"، وفق قوله.
وتابع: "لكن ورغم الإشارة إلى حفتر وشرق ليبيا والتحذير من دعم حميدتي إلا أن الجيش السوداني يعرف أن ليبيا لم تعد محورية حاليا في دعم "حميدتي" بعد استخدام قاعدة أم الجرس في تشاد، لذا هذه التهديدات ربما للضغط والتخويف فقط"، كما قال لـ"عربي21".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية السوداني حفتر قوات الدعم السريع حميدتي ليبيا ليبيا السودان حفتر قوات الدعم السريع حميدتي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الدعم السریع وفق قوله
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يعلن الخرطوم محررة وخالية من التمرد
الخرطوم- في معركة الأمتار الأخيرة في العاصمة السودانية الخرطوم استطاع الجيش السوداني إلحاق هزيمة قاسية بقوات الدعم السريع المتحصنة في ضاحية الصالحة أقصى جنوب أم درمان بعد معارك ضارية استمرت بوتيرة واحدة على مدى أيام، مستعيدا بذلك آخر معاقل الدعم السريع في الخرطوم، وأعلن خلوها من التمرد.
وظلت الخرطوم مسرحا للحرب منذ بدئها قبل أكثر من عامين في أبريل/نيسان 2023، حيث شهدت أرجاء العاصمة مواجهات مسلحة عنيفة سيطر فيها الجيش على أجزاء، والدعم السريع على مناطق أخرى أكبر في البداية، ليتمكن بعدها الجيش من إخراجها من كل الخرطوم، بما في ذلك مؤسسات الدولة والحكم.
وفي مارس/آذار الماضي استعاد الجيش السوداني كامل ولاية الخرطوم باستثناء ضاحية الصالحة، حيث تموضع الدعم السريع بعد أن فر من وسط الخرطوم.
بيان التحريرواليوم، أعلن الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله اكتمال تطهير ولاية الخرطوم من أي وجود لعناصر مليشيا "آل دقلو الإرهابية".
وقال عبد الله في بيان صحفي "تطهير الخرطوم من دنس المتمردين وأعوانهم يؤكد خلوها تماما من المتمردين"، مضيفا "نجدد عهدنا مع شعبنا بمواصلة جهودنا حتى تطهير آخر شبر من بلادنا من كل متمرد وخائن وعميل".
إعلانومنذ مارس/آذار الماضي ظلت "ضاحية الصالحة" المعركة المؤجلة للجيش السوداني، ولا سيما أنها المعقل الوحيد الذي توجد فيه قوات الدعم السريع داخل الخرطوم، وقبل أيام نشط الجيش لاستعادته عبر عمليات برية مكثفة مسنود بضربات جوية حققت الهدف المراد.
ويقول الضابط في قوات العمل الخاص فتح العليم الشوبلي للجزيرة نت إن وجود المليشيا في ضاحية الصالحة كان يمثل حجر عثرة أمام تحرير الخرطوم بكاملها، ولا شك أن إزاحته سيعافي العاصمة الخرطوم.
وأضاف أن الدعم السريع وبوجودها السابق في ضاحية الصالحة أرادت أساسا تأخير إعلان الخرطوم محررة بالكامل، مما يعني انصراف القوات المسلحة إلى الاتجاه غربا وملاحقة المليشيا في المناطق الواقعة بين أم درمان والأبيض وتعزيز موقفها العملياتي في ولاية شمال كردفان والتقدم نحو تحرير النهود بولاية غرب كردفان والدبيبات في ولاية جنوب كردفان.
وكشف الضابط الشوبلي أن قوات الجيش في محور "الصالحة" نجحت بتفوق كبير في اختراق دفاعات مليشيا الدعم السريع، واستطاعت ضرب دفاعاتها واستولت على كمية من الآليات والأسلحة والذخائر، واستهدفت قيادات بارزة، مما أدى إلى هروب أعداد كثيرة من منتسبيها غربا نحو كردفان.
ونشر عناصر من الجيش السوداني صورا تظهر غنائم حصلوا عليها بعد معارك ضاحية الصالحة -بينها ذخائر وأسلحة ومسيّرات- وصورا تبين تدمير سيارات قتالية تابعة للدعم السريع.
كما أطلق الجيش سراح أكثر من 50 من أسراه كان يحتجزهم الدعم السريع، وبدوا في وضع صحي صعب يؤكد تعرضهم للمعاملة "القاسية" خلال أسرهم.
الهدف الأكبرويرى مراقبون أن استعادة الجيش ضاحية الصالحة يمهد الطريق للتقدم نحو بلدات ومدن في ولاية شمال كردفان غربي الخرطوم.
إعلانويقول مصدر للجزيرة نت إن الطريق من أم درمان إلى شمال كردفان بات سالكا بعد استعادة الصالحة، وإن الجيش سيستخدم طريق الصادرات الرابط بينهما للتقدم نحو عمق إقليم كردفان واستعادة المدن الخاضعة لسيطرة الدعم السريع، مثل النهود وبارا والفولة وصولا إلى دارفور.