لم تقتصر نهاية الهدنة امس على غزة بل طاول سقوطها أيضا الجنوب اللبناني. استعاد الخط الأزرق على امتداد الحدود المواجهات الحادة خصوصا منذ بعد ظهر امس ايذانًا بربط واضح متجدد للوضع على الحدود الجنوبية بالوضع في غزة الامر الذي اثار مجددا التساؤلات الواسعة مقرونة بقلق متعاظم حيال اخطار مرحلة ما بعد الهدنة علما ان هذه الهدنة سرت على الجبهة الجنوبية دون ان تبن علني بذلك لا من قبل إسرائيل ولا من جانب "حزب الله"، ومع ذلك فان نهايتها في غزة حيث استأنفت إسرائيل هجماتها المدمرة امس سرعان ما اشعل المواجهات جنوبا بما يثير الكثير من المحاذير الخطيرة حيال هذا الربط القسري ويشرع الساحة الجنوبية وعبرها لبنان بأسرها مجددا لشتى الاحتمالات الخطرة.


على وقع عودة ألمواجهات جنوبا التي دأبت فرنسا على اطلاق التحذيرات من خطورة تشكيلها مؤشرا لانزلاق لبنان الى حرب ، انهى الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان زيارته لبيروت وعاد الى باريس فيما سارعت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الى تكرار تحذيراتها من أنّ "أي خطأ في الحسابات يُمكن أن يجر لبنان إلى تصعيد يتجاوز جنوبه" وقالت في تصريح امس : "الوضع بين لبنان وإسرائيل أخطر مما كان عام 2006".
ووفق معلومات "النهار" ترك لودريان للرسائل الثلاث التي أودعها المسؤولين والقوى السياسية المتصلة بالملف الرئاسي والوضع في الجنوب والتمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون ان تتفاعل عقب زيارته ايذاناً بعودته مجددا الى بيروت كما ثبت ، وفيما ان البعض يسوق لفكرة ان ازمة غزة يمكن ان تدفع بانتخاب رئيس للجمهورية الى امد غير محدد ، ابلغ لودريان من يعنيهم الامر "ان الامر معاكس وان الازمة تحتم ضرورة طارئة وملحة في انتخاب رئيس اذ ان الوقت يلعب ضد لبنان ". وبدا واضحا ان هذا الموقف لا يعكس رأي فرنسا فحسب بل ان لودريان بمروره في قطر ثم في المملكة العربية السعودية فانه عبر في بيروت عن موقف المجموعة الخماسية "على قاعدة ان الجميع على صفحة واحدة او موقف واحد من هذه الرسائل الثلاث وهذه النقطة هي من ضمن الرسائل المضمرة اي توافق دول الخماسية وعدم وجود اي ثغر او تمايزات بينهم". ومن الرسائل المضمرة عبر الرسائل العناوين الاساسية في موضوع ضبط النفس في الجنوب كان لودريان حاسما في "ان فرنسا متمسكة بتنفيذ القرار 1701 خصوصا انها ساهمت في انجازه وهي شريكة في تطبيقه وستكون مشجعة لوضعه موضع التنفيذ اذ ربما تكون فرصة راهنا لذلك" . اما في موضوع ضرورة التمديد لقائد الجيش والذي كان سببا للقاء مختصر جدا مع رئيس التيار العوني جبران باسيل انطلاقا من اعتبار لودريان ان باسيل هو من يقود رفض التمديد لاستمرار قائد الجيش في منصبه ما سبب خلافا قويا بينهما ، فان لودريان لم يشعر على اثر الخلاف ان هناك اي فائدة من استمرار اللقاء مع باسيل علما ان موقف لودريان من التمديد للعماد جوزف عون مبني على اقتناع بشقين: "الاول ان هناك قائدا للجيش تنتهي ولايته في 10 كانون الثاني ولا وجود لرئيس للجمهورية من اجل تعيين قائد جديد فضلا عن ان هناك سوابق في التمديد لقائد الجيش. وهذا ليس دفاعا عن الشخص بل هو دفاع عن الموقع . والشق الثاني مبني على قاعدة انه بمقدار ما ان استمرار وجود قائد اصيل في قيادة الجيش مهم لامن اللبنانيين ، اذ لا يمكن تخيل بلد من دون قائد للجيش وفي بلد مأزوم كلبنان، فهي مسألة امنية في ظل وجود جنود فرنسيين من ضمن القوة الدولية العاملة في الجنوب والتنسيق او التعاون بينهم وبين الجيش .وتاليا فان تغييرا مفاجئا من دون خلف واضح في القيادة يثير اسئلة جدية لدى باريس".

وكتبت" الاخبار": فرضت زيارة لودريان نفسها على المشهد الداخلي، وهو ما أسهم في تعديل بعض المواقف السياسية من مسألة التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون. فالرجل الذي أتى حاملاً «توصية» من اللجنة الخماسية الخاصة بلبنان (أميركا، السعودية، فرنسا، قطر ومصر) تُشدد على ضرورة السير بالأمر منعاً للفراغ في المؤسسة العسكرية وللضرورات التي يفرضها الوضع الأمني في المنطقة، وأدّى هذا الموقف إلى قلب التموضعات وخلق معطيات جديدة عقّدت في وضع الصيَغ التي كانت مطروحة للحل.
تقول المعلومات إنه قبلَ يوميْن من زيارة لودريان، صارَ هناك شبه قناعة لدى القوى الممثّلة في الحكومة بأن تعيين رئيس أركان أصيل ينوب عن قائد الجيش هو الحل الأمثل لتفادي الأزمة، وذلك بعد استنفاد كل السبل للتوصل إلى اتفاق حول تعيين قائد جديد أو التمديد للقائد الحالي. إلا أن لودريان أبلغ من التقاهم بضرورة التمديد، ما جعل الذين أعلنوا سابقاً تأييدهم للفكرة مثل «القوات اللبنانية» أكثر اندفاعاً للفكرة، أما الذين التزموا التروّي في حسم موقفهم، ومنهم النواب السُّنّة فقد تشجّعوا بعد كلام لودريان وأيّدوا، بحسب مصادر مطّلعة قالت إن «مردّ ذلك سببه تأكيد لودريان أن التمديد هو خيار يؤيّده أعضاء اللجنة، بمن فيهم المملكة السعودية».
وبما أن التمديد من داخل الحكومة طريق غير متوافر، عاد الحديث عن اللجوء إلى مجلس النواب، وتتجه الأنظار إلى رئيس المجلس نبيه برّي وما إذا كان سيدعو إلى جلسة تشريعية بجدول أعمال كامل في النصف الأول من شهر كانون الأول، على أن يكون اقتراح القانون بالتمديد لقائد الجيش مطروحاً عليه.
ويقول مطّلعون على الأجواء إن «بري كان قد وعد المطالبين بجلسة قبل أسبوعين بالدعوة إليها نهاية الشهر، وهذا ما سيحصل». لكنّ الدعوة سبقتها تطورات متمثّلة بحسب مصادر سياسية في أن «القوات اللبنانية استجابت لطلب لودريان بعدم ممانعة جلسة بجدول أعمال عادي على عكس ما طالبت به سابقاً بحصر جدول أعمال الجلسة ببند وحيد هو التمديد، وكذلك سيفعل معظم النواب السُّنة».
وقالت مصادر نيابية إن «التمديد عبر اقتراح قانون ليس تعديلاً دستورياً ولا انتخابات، وبالتالي يتم التعامل معه كأي قانون يحتاج إلى حضور 65 نائباً، ولكي يصبح نافذاً يحتاج إلى 33 صوتاً»، معتبرة أنه وفقاً لحسابات المعارضين والمؤيّدين فإن «تأمين حضور الـ 65 نائباً لن يكون صعباً». واستندت المصادر إلى «مقاطعة كل من التيار الوطني الحر وحزب الله وحلفائه، مقابل حضور القوى المؤيّدة للتمديد ومعها الحزب الاشتراكي»، أما حركة أمل فـ «تُراوِح التقديرات بين المعلومات التي تحدّثت عن أن بري أكّد رغبته في أن يكون متجانساً مع الحزب في هذا الأمر وهو يُمكن أن يترأّس الجلسة من دون حضور كتلة التنمية والتحرير، وما بينَ التحليلات التي تعتبر أن الجلسة تُشكّل بالنسبة إلى رئيس المجلس إغراء لكسر قاعدة مقاطعة التشريع في ظل الفراغ الرئاسي وإعادة تفعيل عمل المجلس».

وكتبت" نداء الوطن": عكس الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان قبل مغادرته لبنان أمس دقة الظروف الأمنية في الجنوب، فلفت الى أنّ الوضع على هذا المستوى هو في «حالة طوارئ» الأمر الذي دفع الرئيس إيمانويل ماكرون الى ايفاده الى بيروت. وقال: «أرسلني الرئيس ماكرون في مهمة كوسيط وليس كبديل، والوسيط يعني أن أجعل اللبنانيين يحاولون معاً الخروج من هذا المأزق، لأنّ العلاقات الداخلية مجمّدة بشكل كبير والوضع المقلق المستجد بعد مواجهات غزّة يحضنا على الإسراع في المسعى للخروج من المأزق».
ونقلت «البناء» عن مصادر واكبت زيارة لودريان أن الأخير جاء لهدفين: الأول الضغط على الحكومة والمسؤولين اللبنانيين بضرورة تجنب التصعيد على الحدود الجنوبية وإقناع حزب الله بضرورة تفادي توسّع الحرب. والهدف الثاني هو تذكير اللبنانيين بأن فرنسا لم تنس لبنان ولا زالت حاضرة، وفي طريقه الى بيروت حمل لودريان مطلباً أميركياً لحث المسؤولين على التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون. إلا أن مصادر «البناء» أوضحت أن المخارج القانونية والدستورية للتمديد والتعيين لا زالت حتى الساعة مقفلة، ما يرجّح خيار تعيين رئيس للأركان ينوب عن قائد الجيش وفق ما ينصّ قانون الدفاع، أو تكليف الضابط الأعلى رتبة في الجيش اللبناني وليس في المجلس العسكري، وهو العميد زياد هيكل.

وكتبت" اللواء": اعتبرت اوساط سياسية بارزة ان الاوضاع في غزة جمدت الملف الرئاسي بشكل كبير واقفلت كل الابواب التي كانت ستسهل انتخاب رئيس للجمهورية. وقصارى القول، ان ما يحصل في غزة زاد من عمق الاصطفاف بين المعارضة والممانعة حيث ان قبل حصول عملية طوفان الاقصى كانت معظم القوى اللبنانية تراهن على حصول تسوية اقليمية تنعكس ايجابا على لبنان منها ايصال رئيس الى قصر بعبدا.
اما اليوم، ومع دخول حزب الله في المعركة فقد تعقد المشهد وفقا لهذه الاوساط السياسية خاصة من ناحية حزب الله وتيار المردة والتيار الوطني الحر بتغيير التعامل مع فرنسا نظرا لانحياز الاخيرة لـ«اسرائيل» في العدوان على غزة. وعليه، رأت الاوساط السياسية ان حزب الله اليوم لن يتجاوب بمرونة مع اي طرح فرنسي ولن يرض بتاتا بوصول رئيس للجمهورية يكون بعيدا عن المقاومة مع اتضاح التوجهات الغربية بالضغط ومحاصرة محور المقاومة الذي يشكل الحزب ركيزة اساسية فيه. وانطلاقا من هذه الاجواء الاوروبية والاميركية المنحازة لـ «اسرائيل»، سيتشدد حزب الله اكثر من اي وقت مضى على التمسك بمرشحه سليمان فرنجية ولن يقبل بأقل من فرنجية رئيسا.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: التمدید لقائد الجیش رئیس للجمهوریة قائد الجیش فی الجنوب حزب الله فی غزة

إقرأ أيضاً:

برّي يرفض كلام برّاك.. السفير الاميركي: المفاوضات المباشرة هي مدخلٌ للحلّ

تتجه الأنظار إلى ثلاثة استحقاقات اساسية مرتقبة، الأول في 18 الجاري، وهو الاجتماع التحضيري لعقد مؤتمر دعم الجيش مطلع العام المقبل، بحضور فرنسي أميركي سعودي وقائد الجيش رودولف هيكل. اما الاستحقاق الثاني فهو في 19 الجاري، حيث تستعيد "الميكانيزم" دورها كمنصة سياسية أساسية، مع المشاركة الثانية للسفير سيمون كرم ممثلًا لبنان في اجتماعاتها.

الاستحقاق الثالث في 29 الجاري، إذ تتجه الأنظار إلى البيت الأبيض حيث سيُعقد لقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وسط معطيات تشير إلى أن الملف اللبناني سيكون على الطاولة.

داخليا، أثارت زيارة ثانية في يومين للسفير الأميركي ميشال عيسى إلى عين التينة التكهنات والتفسيرات، عما إذا كان عيسى يتولى مهمة نقل رسائل وأفكار واقتراحات في إطار وساطة "موازية" للتفاوض بين لبنان وإسرائيل كما أشار إلى ذلك الموفد الأميركي السابق توم برّاك. ولكن مصادر عين التينة قالت إن الزيارة عادية كون السفير حضر أول من أمس إلى عين التينة برفقة وفد مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان.

وكتبت" الديار": يحاول رئيس مجلس النواب نبيه بري ملء الفراغ السيادي بمواقف «رسائل» الى الداخل والخارج في ظل مخاطر جدية تهدد الكيان اللبناني، ولان المسالة ليست «مزحة»، برايه، خرج عن صمته بالامس ليس فقط للرد على تجاوزات المبعوث الاميركي توم براك المصر على ضم لبنان الى سوريا، بل لمحاولة ايجاد مناخ وطني عام يمكن البناء عليه لمواجهة الطروحات الخارجية المسمومة، وفي هذا السياق، يعمل الرئيس بري على استغلال «الكيمياء» الواضحة مع السفير الاميركي الجديد ميشال عيسى الذي زاره مرتين خلال ال24 ساعة الماضية، لمحاولة ايجاد قناة تواصل مباشرة مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب، باعتباره صديقا شخصيا، للسفير الذي ابدى رغبته صراحة بالانفتاح على «عين التينة» باعتبارها حاجة ضرورية في هذه الظروف الحساسة، تعوض غياب قنوات التواصل مع حزب الله!

وفي هذا السياق، تشير مصادر مطلعة على اجواء «عين التينة» الى ان الرئيس بري يعتقد ان المنطقة ولبنان في سباق مع الوقت قبل الاجتماع بين الرئيس دونالد ترامب ورئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو في نهاية الجاري، وهو اكتشف بعد العديد من اللقاءات مع المبعوثين الاقليميين والدوليين كافة، ان  لا قدرة لاحد على التاثير في «اسرائيل»، باستثناء الرئيس ترامب، ولهذا يعمل جاهدا على ايصال الموقف اللبناني الواضح والشفاف الى البيت الابيض بعيدا عن «عصبة الاشرار» من لبنانيين، واميركيين خصوصا في الكونغرس، وهو يتوسم خيرا من العلاقة الشخصية بين السفير الاميركي والرئيس ترامب، وثمة جهد يبذل في هذا الاطار، لنقل رسالة مباشرة الى الرئيس الاميركي لشرح الوضع من وجهة النظر اللبنانية، ومحاولة ايجاد ثغرة يمكن النفاذ منها لتغيير الواقع المتفجر، والانتقال الى مرحلة  الاستقرار. وقد اقترح بري حصول هذا التواصل، ولم يمانع عيسى ذلك.

وكتبت " نداء الوطن": يحاول السفير عيسى إقناع الرئيس بري بضرورة تأمين مصالح الطائفة الشيعية في لبنان بعد مرحلة "حزب الله". وقد علم من مصادر أميركية مواكبة للقاء، أن برّي لا يمانع في التوصل إلى اتفاق سلام، لكنه غير مطمئن للوعود الأميركية، وقد اشترط على عيسى اعلانًا اسرائيليًا لوقف العدوان على لبنان كمدخل وحيد لتوسيع الوفد المفاوض، وإشراك شيعيّ وسنيّ ودرزيّ إلى جانب السفير سيمون كرم لإضفاء إجماع وطني على خطوات السلام مع إسرائيل.

وفي السياق قال مصدر سياسي لـ "نداء الوطن" إن "لبنان بدا وكأنه يشتري الوقت في ملف حصرية السلاح، لكن هذا الهامش لم يعد مفتوحًا كما كان، خصوصًا بعد انتقال الوفد اللبناني في اجتماعات "الميكانيزم" إلى وفد برئاسة دبلوماسي هو السفير سيمون كرم، وهذا التحوّل، رغم ما يعكسه من محاولة لإظهار مرونة سياسية وتقنية، يجعل خفض التصعيد محكومًا بسقف محدّد، لأن استمرار الأداء اللبناني بالصيغ نفسها من دون تغيير جوهري سيُبقي احتمالات الانزلاق إلى سيناريوات خطيرة قائمة، وربما أقرب مما يعتقد كثيرون".

واكد المصدر أن "الطرح الإسرائيلي بإقامة منطقة عازلة شمال الحدود مرفوض رسميًا وشعبيًا ووطنيًا، ولبنان لا يمكن أن يقبل بأي صيغة تمسّ بسيادته أو تعيد إنتاج واقع احتلالي جديد بوسائل مختلفة، لا سيما أن الظروف الداخلية مهما بلغت صعوبتها لا تجعل البلاد في وارد منح إسرائيل مكاسب سياسية أو أمنية، والتعاطي الدولي مع هذه المسألة يضع لبنان أمام اختبار إضافي حول قدرته على تثبيت موقف متماسك رغم الضغوط".

واشار المصدر إلى أن "المشكلة الأعمق تكمن في غياب استراتيجية تفاوض واضحة، فلبنان يدخل الاجتماعات الأساسية بلا إطار موحّد أو خطة مكتملة لمحاكاة الوضع القائم أو استشراف مآلاته، ما يحمّل السفير كرم عبئًا كبيرًا في ابتكار أفكار تخدم المصلحة اللبنانية وتمنع الفراغ التفاوضي من التحول إلى نقطة ضعف بنيوية، والخلل نفسه ينسحب على مقاربة الملفات الجوهرية الأخرى، إذ لا تملك الدولة رؤية جامعة لمسار التعامل مع القضايا السيادية والأمنية، الأمر الذي يجعل كل خطوة تتم في سياق ردّ الفعل لا المبادرة، وتصحيح هذا المسار بات حاجة ملحّة لأن أي تأخير إضافي سيضع لبنان على تماس مباشر مع خيارات صعبة قد لا يكون قادرًا على تحمّل تبعاتها".

وكشف السفير الأميركي في الأمم المتحدة مايك والتز، أن بلاده «تعمل على تقليص حجم قوة الأمم المتحدة المؤقّتة في لبنان «اليونيفل» حتى لا يستخدمها حزب الله غطاء لعملياته».
ونقلت" الاخبار" عن مصادر مطلعة أن كلام والتز يمهّد لشيء ما تجاه هذه القوات لجعل «الميكانيزم» هي الإطار الوحيد لمتابعة وضع الجنوب، مشيراً إلى أن «الفرنسيين متخوّفون من هذا الأمر، وكان هذا الملف جزءاً من نقاشات لودريان في بيروت».

مواقف بري
وجدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري امس التشديد على ما وصفه بـ«مسلّمات التفاوض» عبر لجنة «الميكانيزم». وحول اتفاق وقف إطلاق النار والمفاوضات سأل بري: «أليست لجنة الميكانيزم إطاراً تفاوضياً؟ هناك مُسلَّمات نُفاوض عليها عبر هذه اللجنة هي: الانسحاب الإسرائيلي، انتشار الجيش اللبناني، وحصر السلاح في منطقة جنوب الليطاني بيدِ الجيش اللبناني، وهذه اللجنة هي برعاية أميركية فرنسية وأممية»، مضيفاً: «قلت، أكثر من مرة، إنه لا مانع من الاستعانة بأي شخص مدني، أو تقني إذا لزم الأمر ذلك، بشرط تنفيذ الاتفاق».

وقال بري، إن لبنان «نفّذ منذ تشرين الثاني 2024، كل ما هو مطلوب منه، والجيش اللبناني انتشر بأكثر من 9300 ضابط وجندي بمؤازرة قوات اليونيفل، التي أكّدت، في آخِر تقاريرها، ما نقوله، لجهة التزام لبنان بكل ما هو مطلوب منه، في حين أن إسرائيل خرقت هذا الاتفاق بنحو 11000 خرق».

وردّ بري على كلام المُوفد الأميركي توم برّاك لجهة «ضمّ لبنان إلى سوريا»، قائلاً: «لا أحد يهدّد اللبنانيين، لا يُعقل أن يجري التخاطب مع اللبنانيين بهذه اللغة على الإطلاق، خاصة من الدبلوماسيين، ولا سيما من شخصية كشخصية السفير توم برّاك، وما قاله عن ضمّ لبنان إلى سوريا غلطة كبيرة غير مقبولة على الإطلاق».

ونُقل عن عيسى قوله أمام عدد كبير من السياسيين والإعلاميين الذين التقاهم على مدى الأيام الماضية، إنه يهتم بتعزيز المناخ السياسي الذي بدأ مع تعيين السفير السابق سيمون كرم في لجنة المفاوضات.

وأضاف أن واشنطن «تعمل على فتح هذه القنوات وتعزيزها، وأن المفاوضات هي مباشرة بمعزل عن الشكل الذي تُعرض فيه الأمور، وأنْ لا مجال للتوصّل إلى حل من دون هذه المفاوضات». وكرّر السفير الأميركي لأكثر من مرة، بـ«أن بلاده لا تريد توسيع الحرب، ولكنها تتفهّم هواجس إسرائيل، وتعلم أنها لا تربط عملها العسكري بالمفاوضات، بل بتحقيق هدف نزع سلاح حزب الله».
  مواضيع ذات صلة "حزب الله" يرفض المفاوضات غير المباشرة أيضاً Lebanon 24 "حزب الله" يرفض المفاوضات غير المباشرة أيضاً 12/12/2025 05:12:34 12/12/2025 05:12:34 Lebanon 24 Lebanon 24 براك: المفاوضات المباشرة بين إسرائيل وسوريا خلال زيارة الشرع المرتقبة إلى واشنطن تشكل محاولة للوصول إلى اتفاق أمني بشأن الحدود بين البلدين بحلول نهاية العام Lebanon 24 براك: المفاوضات المباشرة بين إسرائيل وسوريا خلال زيارة الشرع المرتقبة إلى واشنطن تشكل محاولة للوصول إلى اتفاق أمني بشأن الحدود بين البلدين بحلول نهاية العام 12/12/2025 05:12:34 12/12/2025 05:12:34 Lebanon 24 Lebanon 24 الحرب الأوكرانية تدخل عامها الثالث دون أفق للحل وسط خلافات أميركية-روسية-أوكرانية Lebanon 24 الحرب الأوكرانية تدخل عامها الثالث دون أفق للحل وسط خلافات أميركية-روسية-أوكرانية 12/12/2025 05:12:34 12/12/2025 05:12:34 Lebanon 24 Lebanon 24 نقاش أميركي-فرنسي في مضمون كلام براك...قاسم ينتقد نصار وسعيد Lebanon 24 نقاش أميركي-فرنسي في مضمون كلام براك...قاسم ينتقد نصار وسعيد 12/12/2025 05:12:34 12/12/2025 05:12:34 Lebanon 24 Lebanon 24 رئيس مجلس النواب نبيه بري الأمم المتحدة دونالد ترامب الإسرائيلي اللبنانية نبيه بري حزب الله الاميركي قد يعجبك أيضاً فرنسا متخوفة من التهديد الإسرائيلي للبنان.. واجتماعات ثلاثية في باريس الاسبوع المقبل Lebanon 24 فرنسا متخوفة من التهديد الإسرائيلي للبنان.. واجتماعات ثلاثية في باريس الاسبوع المقبل 22:05 | 2025-12-11 11/12/2025 10:05:44 Lebanon 24 Lebanon 24 مشاورات لا تهدأ Lebanon 24 مشاورات لا تهدأ 17:33 | 2025-12-11 11/12/2025 05:33:13 Lebanon 24 Lebanon 24 اجتماع طبي دولي في بيروت يكرّس التميّز الأكاديمي اللبناني Lebanon 24 اجتماع طبي دولي في بيروت يكرّس التميّز الأكاديمي اللبناني 16:59 | 2025-12-11 11/12/2025 04:59:16 Lebanon 24 Lebanon 24 مقدمات نشرات الأخبار المسائية Lebanon 24 مقدمات نشرات الأخبار المسائية 16:16 | 2025-12-11 11/12/2025 04:16:08 Lebanon 24 Lebanon 24 هجوم مُركّز من "التيّار" على وزير الطاقة Lebanon 24 هجوم مُركّز من "التيّار" على وزير الطاقة 16:04 | 2025-12-11 11/12/2025 04:04:35 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة شقيقة المبدع جورج خباز.. ممثلة لبنانية تتعرض لحادث سير مروّع (فيديو) Lebanon 24 شقيقة المبدع جورج خباز.. ممثلة لبنانية تتعرض لحادث سير مروّع (فيديو) 08:38 | 2025-12-11 11/12/2025 08:38:32 Lebanon 24 Lebanon 24 بالصورة... شخصٌ واحدٌ فاز بأكبر جائزة "لوتو" في تاريخ لبنان Lebanon 24 بالصورة... شخصٌ واحدٌ فاز بأكبر جائزة "لوتو" في تاريخ لبنان 13:34 | 2025-12-11 11/12/2025 01:34:13 Lebanon 24 Lebanon 24 حالات تسمّم في بلدة لبنانية.. أكثر من 70 مصابا بينهم راهبات Lebanon 24 حالات تسمّم في بلدة لبنانية.. أكثر من 70 مصابا بينهم راهبات 07:14 | 2025-12-11 11/12/2025 07:14:37 Lebanon 24 Lebanon 24 مداهمة في الأشرفية… وتوقيف مجموعة داخل منزل مُشتبه به Lebanon 24 مداهمة في الأشرفية… وتوقيف مجموعة داخل منزل مُشتبه به 04:39 | 2025-12-11 11/12/2025 04:39:36 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد تعرّضها لحادث سير ونقلها إلى المستشفى... ما هو وضع الممثلة لورا خباز الصحيّ؟ Lebanon 24 بعد تعرّضها لحادث سير ونقلها إلى المستشفى... ما هو وضع الممثلة لورا خباز الصحيّ؟ 11:21 | 2025-12-11 11/12/2025 11:21:06 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 22:05 | 2025-12-11 فرنسا متخوفة من التهديد الإسرائيلي للبنان.. واجتماعات ثلاثية في باريس الاسبوع المقبل 17:33 | 2025-12-11 مشاورات لا تهدأ 16:59 | 2025-12-11 اجتماع طبي دولي في بيروت يكرّس التميّز الأكاديمي اللبناني 16:16 | 2025-12-11 مقدمات نشرات الأخبار المسائية 16:04 | 2025-12-11 هجوم مُركّز من "التيّار" على وزير الطاقة 15:48 | 2025-12-11 بعد عامين… تحرّك في الكونغرس لمساءلة إسرائيل عن استهداف صحافيين فيديو هل بدأ العدّ التنازلي لعمل عسكري أميركي ضد فنزويلا؟ Lebanon 24 هل بدأ العدّ التنازلي لعمل عسكري أميركي ضد فنزويلا؟ 10:00 | 2025-12-11 12/12/2025 05:12:34 Lebanon 24 Lebanon 24 محمد اسكندر يطلق " انسى وطنش ".. وملكة جمال تُشاركه الكليب ! Lebanon 24 محمد اسكندر يطلق " انسى وطنش ".. وملكة جمال تُشاركه الكليب ! 05:09 | 2025-12-06 12/12/2025 05:12:34 Lebanon 24 Lebanon 24 بسعر منافس جداً.. إطلاق هاتف جديد بقدرات تصوير مميزة (فيديو) Lebanon 24 بسعر منافس جداً.. إطلاق هاتف جديد بقدرات تصوير مميزة (فيديو) 04:00 | 2025-12-06 12/12/2025 05:12:34 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • رئيس سلطة الطاقة الفلسطينية لـ«الاتحاد»: منظومة الكهرباء في غزة تشهد انهياراً غير مسبوق
  • السيسي يبحث مع ماكرون اتفاق غزة وضرورة الانتقال للمرحلة الثانية
  • نديم الجميّل: حصر السلاح وبسط سلطة الدولة شرط لمستقبل لبنان وازدهاره
  • الرئيس اللبناني: عودة الأسرى المعتقلين في إسرائيل تشكل أولوية في المفاوضات
  • مستشار ماكرون يحذر إسرائيل.. لبنان يحدد شروطاً لزيارة وزير الخارجية الإيراني!
  • قائد الجيش استقبل السفير الهندي
  • برّي يرفض كلام برّاك.. السفير الاميركي: المفاوضات المباشرة هي مدخلٌ للحلّ
  • عن لبنان وسلاح حزب الله... تصريحٌ لمستشار ماكرون
  • قائد الجيش استقبل مجموعة الدعم الأميركي من أجل لبنان.. وهذا ما جرى بحثه
  • لودريان يطالب بتسريع الاصلاحات وحصرية السلاح و مؤتمر باريس معلّق على السلاح