قال الأكاديمي الإماراتي عبدالخالق عبدالله إن "تحرشات جماعة الحوثي بالسفن التجارية في البحر الاحمر ومضيق باب المندب وبحر العرب افعال صبيانية عبثية طائشة".

 

وذكر عبدالله وهو المستشار السياسي السابق لمحمد بن زايد- أن الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي في البحر الأحمر وبحر العرب وباب المندب عمل طائش يخدم إسرائيل".

 

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت جماعة الحوثي، استهداف سفينتين إسرائيليتين في باب المندب، في أحدث هجوم تشنه الجماعة على إسرائيل التي تواصل عدوانها على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

 

 

وقال الناطق العسكري بإسم جماعة الحوثي في بيان له، إن جماعته نفذت "عملية استهداف لسفينتينِ إسرائيليتينِ في بابِ المندب وهما سفينة "يونِتي إكسبلورر" وسفينة " نمبر ناين"، حيثُ تم استهدافُ السفينةِ الأولى بصاروخِ بحري والسفينةِ الثانيةِ بطائرةٍ مسيرةٍ بحرية".

 

ويأتي إعلان الجماعة بعد ساعات من إعلان هيئة عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة التابعة للجيش البريطاني (UKMTO)، عن رصدها نشاطا للطائرات المسيرة و"انفجار محتمل" وقع على طريق ملاحي رئيسي في البحر الأحمر، قبالة سواحل اليمن.

 

وأصدرت الهيئة تحذيرا مقتضبا لشركات الشحن من أن الحادث "وقع في مضيق باب المندب"، الذي يفصل شرق أفريقيا عن شبه الجزيرة العربية.

 

وفي السياق نفت تل أبيب، أن تكون إحدى السفن التي استهدفتها جماعة الحوثي، في باب المندب مملكة لإسرائيل.

 

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن السفينة التي تعرضت لضرر بالغ في البحر الأحمر مملوكة لبريطانيا ولا علاقة لها بإسرائيل"، وأن السفينة التي تعرضت لأضرار طفيفة بالبحر الأحمر مؤجرة لشركة ملكيتها إسرائيلية جزئيا.

 

وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بدورها أعلنت عن إطلاق صواريخ ومسيرات مفخخة من اليمن صوب المدمرة الأمريكية بالبحر الأحمر.

 

وقالت الوزارة إن صواريخ ومسيرات مفخخة أطلقت من اليمن صوب المدمرة الأمريكية كارني وسفن تجارية بالبحر الأحمر.

 

إلى ذلك قالت شركة أمبري للأمن البحري -مقرها المملكة المتحدة- إن سفينة مملوكة للمملكة المتحدة كانت تمر عبر البحر الأحمر تعرضت لقصف صاروخي، بينما أبلغت وكالة أخرى عن نشاط محتمل لطائرات بدون طيار في المنطقة.

 

ونقلت الشركة عن تقارير أن السفينة التي لم تذكر اسمها والتي ترفع علم جزر البهاما "أصيبت بصاروخ" أثناء إبحارها جنوبًا على بعد حوالي 35 ميلًا بحريًا قبالة الساحل الغربي لليمن. مشيرة إلى أن "السفينة المتضررة كانت تصدر نداءات استغاثة تتعلق بالقرصنة/الهجوم الصاروخي".

 

ولفتت إلى أن السفينة المستهدفة كانت في طريقها من الولايات المتحدة إلى سنغافورة عبرت قناة السويس قبل خمسة أيام، مضيفة بأن "السفينة أصيبت بصاروخ وانسحب الطاقم إلى القلعة".

 

وعقب ذلك أفادت وسائل إعلام عبرية، أن إسرائيل أرسلت سفنا وغواصات إلى البحر الأحمر، عقب هجمات جماعة الحوثي على سفينتي شحن بريطانية وأخرى مملوكة جزئيا لإسرائيل.

 

وقالت صحيفة "معاريف" إن "تل أبيب أرسلت سفنا وغواصات إلى البحر الأحمر عقب هجمات الحوثيين، دون ذكر مزيدا من التفاصيل".

 

ووصفت الصحيفة "إرسال تل أبيب سفن وغواصات إلى البحر الأحمر بأنها خطوة إسرائيلية دراماتيكية لوقف الفوضى الذي تحدثه جماعة الحوثي هناك".

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن اسرائيل الامارات السفن التجارية البحر الأحمر بالبحر الأحمر جماعة الحوثی البحر الأحمر باب المندب فی البحر

إقرأ أيضاً:

البرهان يناور بذكاء ويتوعد الدعم السريع

تخيل بلدا يقف على جرف هارٍ تدفعه حرب ضارية إلى الهاوية، وجيشا يقاتل على جبهات متشعبة، واقتصادا ينهار طبقة بعد أخرى، بينما تتنازع قوى عالمية على أرضه وموانئه وذهبه وموقعه الاستثنائي.

وفي قلب هذا المشهد يقف رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، محاولا أن يمسك بالعصا من وسطها: يلوح للغرب بإمكانية الشراكة، ويشد في الوقت نفسه خيوط الارتباط بالشرق الصاعد.

ليس ذلك تقلبا سياسيا ولا انتقالا عشوائيا بين المحاور، بل مناورة وجودية فرضتها الجغرافيا القاسية، وحرب أنهكت الدولة والمجتمع، وتوازنات دولية تجعل من السودان ساحة اختبار كبرى في صراع النفوذ على البحر الأحمر والقرن الأفريقي.

وفي هذا السياق تحديدا، برزت آخر رسائل البرهان إلى الغرب عبر مقاله الذي اختار له بعناية صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية بتاريخ 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2025؛ رسالة لم تكن مقال رأيٍ عابرا، بل مذكرة سياسية مشفرة، صيغت بقدر محسوب من الإيحاء لتصل مباشرة إلى دوائر صناعة القرار.

الانحياز إلى الشرق يعني سلاحا متاحا، لكن يفضي إلى عزلة مالية خانقة والانحياز إلى الغرب يعني دعما اقتصاديا محتملا، لكن يفضي إلى فقدان الإسناد العسكري، وخطر الانفجار الداخلي، ولهذا يصبح الاصطفاف الكامل قاتلا

الرسالة السياسية والصفقة غير المعلنة

في مقاله المثير، حمل البرهان قوات مليشيا السريع مسؤولية الحرب، رافضا توصيف الصراع بأنه "صراع جنرالين"، ومؤكدا أنها حرب تمرد على الدولة.

لكنه لم يكتفِ بهذا التوصيف؛ بل بنى المقال كله على فكرة واحدة: إذا ساعدتموني على تفكيك مليشيا الدعم السريع وإنهاء التمرد، فسأكون جاهزا للمضي في مسار التطبيع، وتقديم صيغة حكم مدني ترضيكم.

لوح البرهان بالانتقال الديمقراطي، وذكر الغرب بأن الصراع يهدد مصالحه في البحر الأحمر، وفتح باب الشراكة الاقتصادية، مشيرا إلى دور للشركات الأميركية في إعادة الإعمار. بدا المقال أقرب إلى عرض تفاوضي مكتمل الأركان: دعم عسكري وسياسي مقابل شرعية واستقرار وتعاون أمني.

هذه الرسالة ليست معزولة؛ فهي تأتي في وقت تتنامى فيه تحركات البرهان على الساحة الدولية: خطابات في الأمم المتحدة، إشارات إيجابية في الملفات الإنسانية، وانفتاح محسوب على المؤسسات الغربية.

إعلان

لكن هذه الإشارات لا تعني انقلابا إستراتيجيا نحو الغرب، بل هي جزء من لعبة أكبر توازن فيها القيادة السودانية بين مكاسب اللحظة، ومخاطر الاصطفاف الحاد.

بين القيمة الجيوسياسية وكلفة الاصطفاف

يحتل السودان موقعا استثنائيا. فهو بوابة البحر الأحمر، وممر التجارة العالمية، وخزان ضخم للمعادن والأراضي الزراعية. ولهذا تتصارع عليه القوى الكبرى اليوم، كما لم تفعل من قبل.

الصين ترى في السودان امتدادا لطريقها التجاري نحو أفريقيا. استثماراتها الضخمة في الموانئ والبنية التحتية والزراعة، تجعلها تبحث عن طريقة لتفادي انهيار كامل قد يبتلع مصالحها. وبكين، رغم هدوئها المألوف، تدرك أن الفوضى في السودان تعني خسارة سنوات من العمل الاقتصادي والإستراتيجي، ولذلك تتحرك بدقة: دعم محدود للجيش، وضغط خلفي لتثبيت الاستقرار دون الاصطدام بالغرب مباشرة.

أما روسيا فقد استعادت أدواتها غير النظامية عبر "أفريكا كوربس"، البديل الجديد لفاغنر، بهدف ترسيخ وجود إستراتيجي دائم على البحر الأحمر. بالنسبة لموسكو، السودان ليس مجرد شريك إستراتيجي، بل هو مفتاح لدخول القرن الأفريقي بعمق، وتحقيق توازن مع الضغوط الغربية في أوكرانيا، وأوروبا.

الغرب من جهته يراقب بقلق تمدد الشرق. لكنّ لديه شرطا واحدا لم يتغير: لا دعم اقتصاديا حقيقيا دون التقدم في ملف التطبيع، وهندسة المسرح السياسي الداخلي، واستبعاد تيار بعينه.

هكذا يجد السودان نفسه أمام معادلة مستحيلة:

الانحياز إلى الشرق يعني سلاحا متاحا، لكن يفضي إلى عزلة مالية خانقة. الانحياز إلى الغرب يعني دعما اقتصاديا محتملا، لكن يفضي إلى فقدان الإسناد العسكري، وخطر الانفجار الداخلي.

ولهذا يصبح الاصطفاف الكامل قاتلا، والمناورة بين الشرق والغرب أشبه بخيط نجاة رفيع، لكن لا بد من السير عليه.

عدم الانحياز الذكي ورهان الداخل

ضمن هذه الحسابات الدولية المعقدة، يبرز مسار ثالث يفرض نفسه بقوة:

عدم الانحياز الفعال، وهو ليس حيادا سلبيا كما في الستينيات، بل إستراتيجية قائمة على مزيج من الانفتاح الانتقائي، والمداورة الدبلوماسية.

هذا المسار يعني:

تعاونا اقتصاديا عميقا مع الصين، دون الارتهان لها. شراكة أمنية مع روسيا، دون التحول إلى بوابة لها على البحر الأحمر. انفتاحا على الغرب، دون الوقوع في فخ الشروط الثقيلة التي قد تشعل الداخل. بناء دور إقليمي يعتمد على الجغرافيا لا على الأيديولوجيا.

بهذه المقاربة، يتحول السودان من ساحة صراع إلى لاعب يجيد توظيف الصراع لصالحه.

بيد أن كل هذا لن ينجح إذا لم يتم حسم المعركة الأهم: معركة الداخل. فالرهان الحقيقي ليس على واشنطن ولا بكين ولا  موسكو، بل على قدرة القيادة السودانية على:

توحيد الجبهة الداخلية، إعادة بناء المؤسسات، وقف النزيف الاقتصادي، وفرض إرادتها على القوى الإقليمية المتدخلة.

فمن دون جبهة داخلية متماسكة، تصبح المناورة الخارجية مجرد لعبة خطرة قد تسقط عند أول هزة. ومن دون قرار وطني صارم، لن تستطيع الخرطوم تحويل ثقلها الجيوسياسي إلى قوة حقيقية.

الخلاصة: المناورة ليست خيارا.. بل قدرا سياسيا

ما يقوم به البرهان اليوم ليس استسلاما للغرب ولا انحيازا للشرق، بل مناورة إجبارية تهدف إلى جمع السلاح من منطقة، والشرعية من أخرى، والمساعدات من ثالثة، دون دفع الأثمان كاملة لأي طرف.

إعلان

هي محاولة لاستثمار موقع السودان الفريد في معركة الهيمنة على البحر الأحمر، وتحويل الأزمة إلى ورقة تفاوض كبرى. غير أن هذه اللعبة الخطرة لن تجدي نفعا إذا لم يُستعَد الداخل أولا.

ففي النهاية، لا تحدد الدول الكبرى مصائر الأمم بقدر ما تحددها إرادة أبنائها.

وقدرة السودان على الخروج من النفق لا تتوقف على لعبة التوازن الدولية فحسب، بل على قوة البيت الداخلي، وتمكن القيادة من فرض رؤيتها على من يحاولون تشكيل مستقبل السودان من الخارج.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطبيان إمكانية الوصولخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • مستشار الرئيس الفلسطيني: الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بفلسطين تزيد من موجة العنف
  • تقارير إسرائيلية: تحركات الحوثي تغيّر معادلات البحر الأحمر وتدفع الرياض لخيارات أكثر صرامة
  • طحنون بن زايد: السلام والاستقرار والازدهار لجميع دول العالم
  • السفينة جالاكسي .. اولى صفحات البطولة اليمنية .. الحلقة (1)
  • طحنون بن زايد يستعرض مسار العلاقات الثنائية مع مسؤوليْن بريطانيين بارزين
  • البرهان يناور بذكاء ويتوعد الدعم السريع
  • اتحاد بشبابها بالبحر الأحمر يجتاز دورة القيادة المحلية
  • مستشار ماكرون يحذر إسرائيل.. لبنان يحدد شروطاً لزيارة وزير الخارجية الإيراني!
  • درة تسعرض أناقتها في ختام مهرجان البحر الأحمر.. شاهد
  • هند الضاوي: الإخوان جماعة وظيفية تخدم مصالح الغرب