هيئة الوفاق تثمن دور الحزام الأمني في العاصمة
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
عدن((عدن الغد )) منصور نور
ألتقى اليوم الأستاذ سعيد محمد اليهري ، أمين عام هيئة الوفاق والتواصل الجنوبية ، وفريق تنفيذ برنامج الخطة الفصلية الطارئة لهيئة الوفاق.. صبا ح اليوم بقيادة الحزام الأمني في العاصمة عدن ، وكان العميد محمد عبد الرحمن بن عتيق ، مساعد قائد الحزام الأمني وعدد من القيادات الشابة ، في استقبال يليق بفريق تنفيذ الخطة الطارئة برئاسة اليهري.
وأفتتح اللقاء بكلمة ترحيبية من قبل مساعد القائد ، ورئيس الأمن الوقائي في الحزام الأمني ، الذين نقلا تحيات وتقدير القائد جلال الربيعي قائد الحزام الأمني في العاصمة عدن ، للجهود الوطنية التي تقدمها هيئة الوفاق والتواصل الجنوبية برئاسة الشيخ محمود الكربي أبو أصيل ، والأمين العام سعيد اليهري وأعضاء قيادة الهيئة..
وفي اللقاء الذي حضره عدد من قيادات الحزام الأمني في العاصمة عدن ، من أركانات العمليات والتدريب والتأهيل ، والأمن الوقائي ، والتوجيه المعنوي ، والشئون القانونية والرقابة والتفتيش وقادة قطاعات الحزام الأمني في مديريات عدن. قدم الأستاذ اليهري شرحًا ضافيًا لأهمية تنفيذ الخطة الطارئة بعقد اللقاءات الميدانية بقيادات الهيئات التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي والسلطات المحلية والقيادات الأمنية والعسكرية ومنظمات المجتمع المدني على مستوى المحافظة والمديريات في الجنوب ، وأن هذا اللقاء والنزول الميداني يحمل أهمية الدور الأمني الوطني الذي يقدمه الحزام الأمني كأهم مؤسسة أمنية تقوم بمهامها في حفظ الأمن واستتبابه في العاصمة عدن ، وحماية السلم الاجتماعي وتحصين تماسك النسيج الاجتماعي الجنوبي.
وأكد اليهري أن واجبنا جميعًا .. اليوم ، ان نكون عونًا للمؤسسات الأمنية لتعزيز العلاقة وخلق الثقة المتبادلة مع الناس والمؤسسات الأمنية بمسؤولية وطنية وأخلاقية عالية ، وأن المرحلة الراهنة توجب علينا تحصين تماسك النسيج الاجتماعي الجنوبي وحمايته من جرائم الخلايا الإرهابية والمعادية للشعب الجنوبي ، وضبط العناصر الحوثية الإجرامية وخلاياها الإرهابية التي تستهدف شعب الجنوب وقيادته.
وفي ختام حديثه وجه بإسم هيئة الوفاق والتواصل الجنوبية.. الشكر والتقدير إلى القائد جلال الربيعي قائد الحزام الأمني في العاصمة عدن وإلى كل القيادات الأمنية في الحزام الأمني. على تفانيهم في أداء الواجب الوطني والاخلاص للجنوب وقيادته الحكيمة.
وكما تحدث الحاضرون في إلقاء كل بإسمه وصفته من قيادة هيئة الوفاق والتواصل الجنوبية والقيادات الأمنية الشابة في الحزام الأمني في عدن ، التي قدمت شروحًا موجزة لمهامهم وواجباتهم الأمنية والتي حملت بوادر الحماس والإخلاص الصادق للذود عن حياض الجنوب وقضية نضال الشعب الجنوبي لأجل انتزاع الاستقلال الثاني للجنوب ودولته الاتحادية.
واكد الجميع على تعزيز وحماية وحدة الموقف وتحصين التماسك والسلم الاجتماعي الجنوبي، وفي ختام اللقاء زارت قيادة هيئة الوفاق بعدد من إدارات قيادة الحزام الأمني وعبرت عن تقديرها الكبير للمهام المنجزة ومؤشرات النجاحات الملموسة على صعيد الواقع في هذه المؤسسة الأمنية المميزة ، وعلى صعيد العاصمة عدن.
المصدر: عدن الغد
إقرأ أيضاً:
استراتيجية ترامب الأمنية
علي الرئيسي
أصدر البيت الأبيض استراتيجية الأمن القومي التي أصدرتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتتكون الاستراتيجية من 33 صفحة، يرى المراقبون أن الإدارة الأمريكية الحالية لا تؤمن بالمستقبل؛ لذلك لا ترى ضرورة للاستثمار فيه.
وتكشف استراتيجية الأمن القومي عن أهداف شاملة دون تحديد موارد أو جداول زمنية أو آليات. ووصفها بـ"قصيرة النظر" يُوحي بإهمال التخطيط طويل الأمد. لكن لا وجود لتخطيط طويل الأمد؛ فالحركة التي تؤمن بنهاية العالم لا تُخطط للجيل القادم؛ بل تُمارس النهب والسلب.
إن الطموح واضحٌ جليّ: "يجب أن تكون جميع سفاراتنا على دراية بفرص الأعمال التجارية الكبرى في بلدانها، ولا سيما العقود الحكومية الضخمة. هذا ما تنص عليه استراتيجية الأمن القومي. وينبغي على كل مسؤول حكومي أمريكي يتعامل مع هذه الدول وأن يُدرك أن جزءًا من وظيفته هو مساعدة الشركات الأمريكية على المنافسة والنجاح". لقد تحولت الدبلوماسية رسميًا إلى عملية لتطوير الأعمال.
تحدد استراتيجية الأمن القومي بتحديد "المواقع والموارد الاستراتيجية" في نصف الكرة الغربي للاستغلال، وتصف صحيفة "لوموند" الفرنسية ذلك بـ"الافتراس الاقتصادي". الاستراتيجية تعيد إحياء "مبدأ مونرو" الذي يجعل من نصف الكرة الغربي- وبالذات أمريكا الجنوبية والوسطى- مجالًا حيويًا للولايات المتحدة. وتزعم الاستراتيجية أن أهم المخاطر في تلك المنطقة تتمثل في الهجرة وتهريب المخدرات وقيام روسيا والصين من الاستفادة من موارد المنطقة.
ومما يغضب المحللين الغربيين أن الاستراتيجية تغفل تمامًا التنافس بين الدول العظمى كإطار للعلاقات الدولية. وهذا يعكس من وجهة نظرهم تخلِّى الولايات المتحدة بشكل خفي عن مشروع تشكيل النظام الدولي. كما تُعيد استراتيجية الأمن القومي توجيه خطابها الحاد نحو أوروبا، بينما تُخفِّف بشكل ملحوظ من حدة لهجتها تجاه روسيا وغيرها من الخصوم. وتحذر من أن أوروبا تُخاطر بـ"المحو الحضاري" من خلال الهجرة و"الاختناق التنظيمي". وتطالب الاستراتيجية الأوروبيين بتحمل "المسؤولية الأساسية" عن دفاعهم عن أنفسهم، بينما تُعلن في الوقت نفسه أن الولايات المتحدة ستُعزز المقاومة للاتجاهات السياسية الحالية في أوروبا، من خلال دعم الأحزاب القومية والشعبوية في دول الاتحاد الأوروبي.
تركيز الاستراتيجية على أن الهجرة أو ما تسميه الاستراتيجية بـ"الغزو" وبالذات من الدول الإسلامية وآسيا وأفريقيا، ستُحوِّل أوروبا إلى قارة غير بيضاء، وهذا ما تقصده بـ"المحو الحضاري"، وهو نفس التعبير الذي استخدمه هتلر في كتابه "كفاحي"؛ أي أن ما يُريده ترامب هو ان تتخلص أوروبا من العرب والمسلمين والمهاجرين من أفريقيا وآسيا، حسب ما ذهب إليه توماس فريدمان في مقاله في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
بالنسبة للشرق الأوسط، تدعي الاستراتيجية أنها تعارض الليبرالية العالمية، أي أن مبادئ الليبرالية لن تكون أساسًا للعلاقات الدولية وبالذات قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية (حيث كانت الإدارات السابقة تبتزّ الدول باسم نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان).
تقول الاستراتيجية إن الفترة التي كان فيها الشرق الأوسط يُهيمن على السياسات الأمريكية قد انتهى، ولم تعد أمريكا تحتاج إلى نفط المنطقة، غير أنها لن تسمح بدول معادية بالسيطرة على إمدادات الطاقة، كما إنها ستحافظ على حرية الملاحة وبالذات في مضيق هرمز والبحر الأحمر. طبعًا لا تغفل الاستراتيجية ضمان امن إسرائيل وتفوقها.
أما بالنسبة لإيران، تزعم الاستراتيجية أن إيران عامل عدم استقرار في المنطقة، ولكن البرنامج النووي الإيراني لم يعد يُشكل تهديدًا حقيقيًا، وأن إسرائيل ستعمل على احتواء المخاطر الإيرانية.
وتُفوّض الاستراتيجية المزيد من أعباء الأمن وإعادة الإعمار إلى الشركاء الإقليميين. وتتوقع من دول الخليج العربي تحمُّل الجزء الأكبر من مسؤولية إعادة إعمار غزة وسوريا.
وتعتمد الاستراتيجية على علاقات قائمة على المصالح المشتركة؛ حيث تدعو إلى قبول المنطقة وقادتها ودولها كما هي، مع العمل معًا في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وتنص الوثيقة على أن الولايات المتحدة ستتخلى عن "تجربتها الخاطئة في استبدال" الدول، وخاصة في المنطقة العربية، بهدف حملها على التخلي عن أنظمة حكمها التقليدية. وتؤيد تشجيع الإصلاح فقط عندما "ينشأ بشكل طبيعي".
وتتبنى الاستراتيجية رؤيةً لتعزيز التكامل الاقتصادي، مؤكدةً أن المنطقة ستصبح مركزًا متزايدَ الأهمية للاستثمارات الدولية في مختلف القطاعات؛ بما يتجاوز النفط والغاز، وتشمل: الذكاء الاصطناعي، ومعالجة المعادن الأرضية النادرة، والطاقة النووية، وتقنيات الدفاع.
باختصار.. تُشير الاستراتيجية إلى تحولٍ من التدخل العسكري واسع النطاق والتدخل السياسي في الشرق الأوسط نحو نهجٍ أكثر تركيزًا وفعالية، يعتمد بشكلٍ كبير على الشركاء الإقليميين لإدارة الأعباء الأمنية، مع إعطاء الأولوية للفرص الاقتصادية.
وتبقى الهجرة والمهاجرون الشغل الشاغل للإدارة الحالية؛ حيث بات واضحًا أن ما يشغل الإدارة هو ليس الصراع والتنافس مع الصين وروسيا، ولكن السيطرة على الهجرة والمهاجرين وبالذات من أمريكا اللاتينية، الذين يهددون هيمنة الجنس الأبيض الأوروبي على الولايات المتحدة، وكذلك هجرة العرب والمسلمين والأفارقة والآسيويين إلى أوروبا.
** باحث في قضايا الاقتصاد والتنمية
رابط مختصر