البعثة السويسرية بالأمم المتحدة: مجلس الأمن أعرب عن القلق لاستئناف القتال في غزة.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

«قلق»

نخرج إلى الدنيا والقلق يحاصرنا من كل الاتجاهات، يبدأ بمحاولة معرفة جنس الوليد وصحته، يمتد إلى مراحل دراستنا المتعاقبة، فمشاريع الحياة التي تتفاوت أولوياتنا حولها.

نُحاصرُ في عمر دون السادسة بقلقنا، حين نطالبه بإثبات أنه أفضل أقرانه في روضته، وما إن يبدأ الدراسة المنتظمة، حتى نبدأ بتسميم طفولته بدفعه دفعًا لاعتلاء منصات التكريم، وإن كانت قدراته تقف دون ذلك، يصل الصف الثاني عشر، وهو مشحون بفكرة أن عبوره هذه المرحلة بمثابة حياة أو موت.

في هذه الفترة يتجلى القلق حول مستقبل الشاب في أنقى صوره، هُنا لا نتردد في الضغط عليه من أجل تحقيق أعلى المعدلات، والاستماتة لضمان الحصول على بعثة دراسية في الخارج أو مقعد في الجامعة، وإلا اعتبرنا الجهود التي حشدناها من أجله طوال تلك السنوات ذهبت هباءً وأنه خيب آمالنا.

بخوضه السنة الجامعية الأولى، أو ما بعد الدبلوم العام، يكون القلق قد استحال إلى سِمة واضحة من سمات شخصيته، تظهر عند عتبة كل فصل دراسي، وهو قلق سيؤسِسُ لاحقًا لعِلل وأمراض نفسية شتى.

تنتهي سنوات الدراسة، فيقع بين براثن قلق مرير من نوع آخر، قلق الحصول على وظيفة نوعية، وإذا حصل عليها داهمه قلق مشاريع الحياة الأساسية، وما أن يستقر إلى حال معين، يطل قلق الطموح الوظيفي الجامح والحلم بالمناصب برأسه، وإذا أفلت شمس هذه المرحلة الصاخبة من حياته دخل في نفق مُظلم من القلق الأسود حول «القادم المجهول»، بأي سيناريو سيغادر هذا المسكين الحياة ؟!

يشيخ، وقد بلغ مرحلة التعب والإجهاد فتتحطم رغباته، تخفتُ متعة الانتصارات المتوهمة على الأنداد الحقيقيين والمُتوهمين وتنطفئ، ويخمد لهاثه ويستكين، يكون كالذي يقف على جبل شاهق، يشاهد من أعلى ما مر من حلقات من تفاصيل شكّلت مسلسل حياته.

يستوعب أخيرًا ماهية القلق والخوف الذي أرهقه سنوات عُمره، يكتشف بعد نيل ما كان يرغب وامتناع ما لم يستطع، أنه كان يقاتل من أجل ما يسمى بالثراء والمكانة والشهرة وهي مُتع زائفة، أو لنقل ابتلاءات عظيمة ربما نجا من حُرم منها.

يتوصل إلى حقيقة أن قلقه لم يكن مبررًا، وأن ما كان يجب أن يقلق بشأنه حقًا هو عدم التوقف لمراجعة حساباته مع الله سبحانه وتعالى، ومع نفسه، وخلقِ الله من حوله «إن كان مقصرًا»، كان يجب أن يقلق من بلوغه مرحلة خطِرة يجب أن يخاف على نفسه ببلوغها لكنه لا يخاف.

النقطة الأخيرة..

مُبرر هو القلق الإيجابي الذي يُسفر عن نجاحات تستند على قواعد من الرضا، لكنْ لا مُبرر لقلق يحاصر قدرتنا على العيش باطمئنان وإيمان مطلق، بأننا لن نموت دون أن نستوفي كل أرزاقنا.

عُمر العبري كاتب عُماني

مقالات مشابهة

  • بلها: استبدال الانتخابات الرئاسية بمجلس رئاسي ثلاثي
  • «قلق»
  • بتأييد 12 عضوا… مجلس الأمن يمدد مهمة حفظ السلام في جنوب السودان
  • تعزيزًا للصادرات غير النفطية من السلع والخدمات.. هيئة تنمية الصادرات السعودية تختتم أعمال البعثة التجارية إلى الولايات المتحدة الأمريكية
  • السيسي وبوتين: أهمية استعادة الاستقرار في الشرق الأوسط
  • بتأييد 12 عضواً .. مجلس الأمن الدولي يمدد ولاية بعثة حفظ السلام في دولة جنوب السودان
  • السودان.. الجيش يواجه مسيّرات الدعم السريع ومجلس الأمن يطالب بوقف القتال
  • مجلس الأمن يقرر تمديد البعثة الأممية بجنوب السودان
  • مجلس الأمن يدعو لإنهاء القتال في دولة جنوب السودان
  • مجلس الأمن يمدد مهمة حفظ السلام في جنوب السودان