مشاهد الحرب؛ كيف تؤثر علينا نفسيًا؟
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
أثير – خالد الراشدي
في ظل الأحداث الأخيرة الجارية منذ السابع من أكتوبر الماضي، كثرت مشاهد الحرب التي يشنها الصهاينة على الأشقاء في فلسطين، والتي بدورها تؤثر سلبًا على نفسية المتلقي الذي يحس بقلة الحيلة وفقدان السيطرة، والشعور بالاستياء جراء هذه الأحداث.
ولنقف على الأثر النفسي من مشاهد العنف والحروب، تواصلت “أثير” مع الدكتورة نوال المحيجرية -طبيبة نفسية استشارية-، التي قالت في بداية حديثها ” لتبسيط الموضوع على المتلقي من الممكن تقسيم الأشخاص لثلاث فئات هي؛ فئة مشخصة بأمراض نفسية واضطرابات عقلية وتأخذ أدوية وعلاجات نفسية، وفئة ثانية لديها مرونة نفسية منخفضة ومهارات تكيف غير صحية، وفئة ثالثة لديها مهارات تكيف صحية ومرونة نفسية عالية”.
وأضافت الدكتورة: على الفئة الأولى الالتزام بالعلاجات النفسية والأدوية النفسية، وفي حالة أن المريض لاحظ على نفسه أو المحيطين حوله لاحظوا عليه نوعًا من أنواع الشدة في الأعراض أو تظهر عليه علامات أي نوع من أنواع الانتكاسات أو كان المريض متخوفا من حدوث أي انتكاسة فعليه مراجعة طبيبه المختص”
أما الفئة الثانية فأشارت الدكتورة نوال إلى أنها معرضة للاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق وهول الصدمة واضطراب ما بعد الصدمة، وفي هذه الحالة يحتاجون الدعم النفسي من الأشخاص المحيطين حولههم والإرشاد منهم، وفي حالة عدم الاكتفاء تكون الخطوة التالية لهذه الفئة هي مقابلة طبيب نفسي مختص أو شخص مختص في العلاج أو الإرشاد النفسي.
أما الفئة الثالثة فقالت الدكتورة المحيجرية عنها: هذه الفئة يكون تركيزها في العادة على الأوضاع التي ما تزال تحت سيطرتهم مثل الدعاء والتبرع والتطوع؛ لذلك فهم الأقل عرضة للاضطرابات النفسية فنجد أن لديهم تكيفًا ومرونة نفسية عالية في التعاطي مع الأزمات.
المصدر: صحيفة أثير
إقرأ أيضاً:
ماهي الأدوار المهمة التي يمكن أن يلعبها الإعلام في السودان في فترة ما بعد الحرب
يلعب الإعلام دوراً مفصليا في إعادة بناء المجتمع، وتحقيق السلام، والمساهمة في التنمية. إفماهي الأدوار المهمة التي يمكن أن يلعبها الإعلام في السودان في فترة ما بعد الحرب :
أولا : تعزيز السلام والمصالحة الوطنية
و لكي يتحقق ذلك يتوجب
أ. التزام وسائل الاعلام بتغطية إخبارية متوازنة وموضوعية لما يجري ، وتجنب الرسائل المتحيزة و خطابات التحريض على الكراهية..
ب. وسائل الإعلام عليها أن تعطي مساحة مقدرة لرسائل السلام والمصالحة، بالتركيز على مبادرات السلام وجهود المصالحة الوطنية النابعة من المجتمع نفسه، ذلك أن وسائل الاعلام كثيرا ما تعد رسائل تبدو و كأنها رغبة سلطوية رسمية مما يضعف التفاعل معها..
ج. على وسائل الإعلام توفير منصة للحوار حول القضايا المهمة، وإشراك جميع الأطراف بلا اقصاء لأحد.. بمشاركة متوازنة تقدم الرأي و الرأي الآخر الموضوعي بما يهدف للوصول للمشتركات في الأفكار و الأطروحات و الحلول
ثانيا . دعم إعادة الإعمار والتنمية. من خلال :
أ. تسليط الضوء على الاحتياجات الإنسانية والمجتمعية في المناطق المتأثرة بالحرب، والاسهام في توجيه جهود الإغاثة وإعادة الإعمار.
ب. متابعة المشاريع التنموية القائمة و المستحدثة في البلاد، وتسليط الضوء على الإيجابيات في هذه المشروعات..
ج. على وسائل الإعلام أن تشجع المشاركة المجتمعية في جهود إعادة الإعمار والتنمية، وإبراز قصص نجاح المواطنين و أدوارهَم في بناء مستقبل أفضل لهم و لوطنهم .
د. إحياء قيم العمل و احترام الوقت.. و تعزيز خطاب التوازن بين الحقوق و الواجبات في علاقة المواطنين و الدولة..
ذلك أنه و لفترة مضت ساد خطاب الحق على الواجب.. و آن الأوان لتصحيح كثير من المفاهيم الخاطئة حول موضوعات السلطة و الثروة، و كانت سببا في استمرار الصراع مما أضعف بنية الدولة و تسبب في تأخر جهود البناء و الاعمار و التقدم نحو الأفضل..
ثالثا : اعادة صياغة الخطاب الاعلامي السياسي و ضرورة تعزيز و نشر قيم الديمقراطية و الشورى، و حقوق الآخر و العناية و الدفاع عن حقوق الإنسان، وتسليط الضوء على الانتهاكات، والمطالبة بالعدالة .
ب. أن تضطلع وسائل الاعلام بدورها، في مراقبة الأداء الحكومي: و يجب عليها مراقبة أداء الحكومة ومؤسسات الدولة، وكشف الفساد وسوء الإدارة، والمساهمة في تعزيز الشفافية والمساءلة.
ج. توعية الجمهور بحقوقهم وواجباتهم، و الدور الذي يجب أن يقوموا به في بناء مجتمع قائم على احترام حقوق الإنسان.
رابعا؛ تعزيز خطاب اعلامي ينبني على الحقائق لا غيرها ومحاربة الشائعات و المعلومات المضللة والأخبار ذات الغرض..
أ. يجب على وسائل الإعلام التحقق من الحقائق قبل نشرها، والتأكد من مصداقية المصادر ، وتجنب نشر المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة.
ب. على وسائل الإعلام مكافحة خطاب الكراهية والتحريض على العنف، وتعزيز التسامح والاحترام المتبادل بين جميع مكونات المجتمع.
خامسا : بناء ثقافة السلام والتسامح.
أ. هنالك قصص كثيرة و إيجابية عن التعايش السلمي والتسامح، يمكن لوسائل الإعلام أن تسهم في نشرها وتسليط الضوء على المبادرات الفردية و الرسمية و الجهود المبذولة لتعزيز الوحدة الوطنية.
ب. حسن ادارة قضايا التنوع الثقافي و تشجيع الحوار بين الثقافات وتعزيز التفاهم المتبادل والاحترام بين جميع أفراد المجتمع.
خاتمة.. خلاصة القول أن ما نحتاجه لادارة اعلام ما بعد الحرب في السودان أننا نريده اعلاما مسؤولاً ومهنياً، تقوم رؤيته على بناء مجتمع متماسك و قوي مؤمن بوحدته و تنوعه الثقافي، يسوده السلام والعدل والمساواة.
أ. يس إبراهيم
خبير اعلامي