نحّالو اليمن.. من مرارة الحرب إلى صدمات المناخ
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
بعد نحو 7 سنوات من العمل الدؤوب، وجد النحّال فريد العولقي، نفسه مضطرًا إلى ترك مهنته التي كان يرنو إلى ممارستها فعليًا بكل شغف، رغم مشاقّها ومتطلباتها المضنية في التنقّل والترحال بين معظم مناطق البلد، بحثًا عن مرعى مناسب أو رحيق أشجار معينة، يسهم في جودة إنتاجه من العسل اليمني، ذائع الصيت إقليميًا.
لم يكن العولقي ذو الـ39 عامًا، القادم من مديرية نصاب، جنوب غرب محافظة شبوة، محظوظًا في انطلاق رحلته مع تربية النحل، التي سبقت اندلاع الحرب، بعدة أشهر فقط.
ورغما عن ذلك، استمر في عمله وتنقلاته بين مناطق البلد المتعددة تضاريسَ وبيئةً، وفق خبرته التي اكتسبها من أقاربه على مدى العقود الماضية، متسلحا بالصبر والثبات، في مواجهة الأوضاع الأمنية المضطربة وقساوة الطبيعة المتزايدة، آملًا أن يكون كل ذلك مجرد تحديات مؤقتة.
يقول فريد، إن الأوضاع المتفاقمة في البلد على الصعيدين: الأمني والاقتصادي، واستمرار الحرب، أجبرته على بيع نحله بسعر زهيد، بسبب عدم مقدرته على التنقل بسلاسة بين مناطق المرعى، التي تعتبر من أساسيات إنتاج العسل، إضافة إلى ارتفاع أسعار المشتقات النفطية التي حدّت من تحركاته، واستمرار حالة التدهور في الأوضاع المعيشية وارتفاع أسعار مستلزمات تربية النحل، فضلًا عن عدم وجود التسويق الملائم للمنتج، بشكل يقدّر قيمته.
كانت سنواته السبع العجاف، سببًا كافيًا للتنازل عن حلمه الموءود، في ممارسة عمله كمربٍ للنحل، وأدرك أن الوقت ليس المناسب لمهنته المفضّلة التي استنزفته ماديًا، ليلتحق خلال العام الماضي، بالسلك العسكري، علّه يجد ما يسدّ رمقه، ويطفئ جوع أفراد أسرته المكونة من 6 أشخاص.
وتعتمد نحو 100 ألف أسرة يمنية، على تربية النحل كمصدر دخل وحيد، تنتج من خلاله قرابة 1500 طن من العسل سنويًا، وفق تقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، العام الماضي.
اضطراب النحل والتغير المناخي
على الجانب الشمالي من البلاد، وتحديدًا في محافظة عمران، يقلّب النحّال، العمّ "يحيى" يديه بحيرة، وهو يفكّر في كيفية تسديد ديونه المتراكمة، ومتطلبات المعيشة، في ظل حالة اليأس التي باتت تغمره، وهو يشاهد تقلّص عدد خلاياه البالغة 250 خلية، وتضاؤل إنتاج مناحله من العسل.
يشير الرجل الستيني إلى أن التغيّرات المناخية كارتفاع درجات الحرارة وانقطاع الأمطار فترات طويلة وهطولها بشكل مفاجئ في غير موعدها، أوقفت النحل عن إنتاج العسل وتسببت باضطرابه؛ ما أدى إلى تكبده خسائر مادية، بعد أن كانت مهنته كنحّال تدرّ عليه دخلًا ماديًا يكفي لإعالة 14 فردا، هم عدد أفراد أسرته.
يشكو الرجل، من انتشار استخدام المواد الكيميائية التي يتم رشّها على النباتات لمكافحة الآفات والحشرات الضارّة، وهو ما قال إنها "سمّ قاتل"، تكالب عليه مع ظروف البلد الحالية، وبالتزامن مع تأثيرات المناخ واضطراباته، ليقضي ذلك الثلاثي على قرابة ثلثي نحله، وهو ما جعله يقرر إيقاف تنقلاته والعودة إلى مديريته حوث، شمالي عمران، ويستدين مبلغًا إضافيًا من المال، للحفاظ على ما تبقى لديه من الخلايا، في ظل تعدد الأوضاع المتفاقمة.
وحذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في يوليو الماضي، من اضطرابات في النظام الإيكولوجي للنحل في اليمن؛ ما يؤدي إلى تراجع عمليات التلقيح، نتيجة ارتفاع رقعة التصحر على حساب الأراضي المزروعة والنباتات المزهرة التي يعتمد عليها النحل في تغذيته، إضافة إلى التأثيرات الكبيرة للمناخ والصراع.
نقطة انهيار وترك المهنة
يقول الخبير في مجال تربية النحل، عايش الأهدل، إن التقلبات المناخية المتلاحقة، التي يشهدها اليمن، أثّرت بشكل كبير على مهنة النحالة وإنتاج العسل، ودفعت الكثير من النحّالين اليمنيين إلى نقطة الانهيار وترك المهنة، بسبب الخسائر التي تكبدوها، وعدم مقدرتهم على الصمود لموسم آخر.
وأشار الأهدل إلى أن هطول الأمطار قبل المواسم الفيضية، "يُحدث حركة ممتازة للنحل وخلاياه، ويحفّزها للتجييش والاستعداد للموسم، وذلك لصالح النحّال والعسل اليمني، لكن في الجانب المعاكس، تكون هناك اضطرابات جوية تتسبب بهطول أمطار في المواسم الفيضية؛ ما يؤدي إلى انحصارها وغسل الأمطار الزهيرات وتسببها في تلف الأشجار، وينتج عن ذلك قلة المحصول، وهذا ما حدث بمناطق كثيرة في اليمن".
وقال إن إعصار "تيج" الأخير، الذي ضرب المناطق الجنوبية الشرقية من البلاد، أواخر أكتوبر الماضي، أثر سلبًا على الزهور الفاتحة لأشجار السدر، وأدى ذلك إلى محصول متوسط أو أقل من المتوسط لهذا العام في بعض المناطق، وكان ضعيفًا جدًا في مناطق أخرى.
وأضاف أن النحّال يستعد على مدار العام الكامل للموسم، لكن حدوث مثل هذه المنخفضات المفاجئة، يفقده كل جهده وماله المبذول على مدار العام، ويجعله يتخلى عن المهنة، وذلك ما حدث خلال العقد الأخير الذي كثرت فيه التقلبات المناخية، في ظل غياب الدعم والإسناد للنحالين المتأثرين.
وتطرق الأهدل، إلى الآثار السلبية التي أفرزتها الحرب، والتي يأتي في مقدمتها إغلاق المنافذ ووضع اشتراطات صعبة لدخول العسل اليمني بكمياته التجارية إلى دول الإقليم والعالم؛ وهو ما جعل العسل يتكدس في الأسواق المحلية التي تواجه ضعفًا في القدرة الشرائية لدى المواطنين، ويتسبب في هبوط أسعاره بشكل حاد.
مشيرًا إلى الجوانب الأمنية المضطربة التي تحول دون تمكّن النحالين من الوصول إلى بعض المناطق الرعوية الممتازة، وتكدسهم في مناطق أخرى معينة، بأعداد كبيرة؛ ما يرفع الحمولة الرعوية ويزيد حجم الضغوط عليها.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن النحل العسل اليمني المناخ اقتصاد تربیة النحل
إقرأ أيضاً:
محافظ الدقهلية لـ الصحفيين أنتم مرآة ولسان حال المواطنين تنقلون الحقيقة المجردة التي تشكل وجدان الرأي العام
التقى اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية، اليوم بالصحفيين والإعلاميين، ممثلي المؤسسات والمواقع الصحفية والإعلامية، في الاجتماع الدوري لهم، بحضور الكاتب الصحفي حازم نصر نائب رئيس تحرير جريدة الاخبار رئيس اللجنة النقابية للصحفيين بالدقهلية، وإيهاب نظيم وكيل اللجنة النقابية.
واستهل "مرزوق" اللقاء بالترحيب بالحضور من الصحفيين والإعلاميين، معربا عن تقديره لجهودهم، ومؤكدا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، حريص على التواصل مع رجال الصحافة والإعلام من كل المؤسسات لتوضيح الحقائق، ونشر الوعي لدى المواطنين، وأكد على حرصه الدائم على الالتقاء مع رجال الإعلام والصحافة باعتبارهم شركاء مع الجهاز التنفيذي في العمل العام، مشيرًا إلى أنهم شركاء في العمل الوطني ومرآة الحقيقة ولسان حال المواطنين، ودورهم الحيوي في مواجهة الشائعات ونشر الحقائق للمواطنين، وتصحيح المعلومات المغلوطة.
خلال اللقاء استعرض محافظ الدقهلية عدد من الموضوعات والمشروعات التي تهم المواطنين من أبناء الدقهلية، سواء التي تم تنفيذها أو جاري الانتهاء منها، في إطار خطة الدولة لتلبية احتياجات المواطنين وتوفير الخدمات اللازمة لهم في مختلف القطاعات والمجالات، واستمع في حوار مفتوح إلى مقترحات ومطالب الصحفيين والإعلاميين التي تهم المواطنين ووعد بالعمل علي تلبيتها وتحقيقها من خلال الأجهزة التنفيذية في مختلف القطاعات الخدمية.
وأكد محافظ الدقهلية على حرصه الدائم على تأكيد التعامل مع الصحافة والإعلام بكل شفافية وصدق من أجل صالح المواطنين في جميع أنحاء المحافظة، وأوضح أن 80% من يومه بين المواطنين في الشارع ليطمئن بنفسه على مستوى الخدمات المقدمة على أرض الواقع ويستمع لجميع مشكلات وتطلعات المواطنين والعمل الفوري على حلها وتحقيق آمالهم ومطالبهم.
وأشار محافظ الدقهلية إلى أن حركة تدوير وتغيير رؤساء ونواب المراكز والمدن والأحياء يكون الاختيار فيها وفقا لعدة معايير تستهدف الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين في كافة القطاعات، فضلا عن معايير أخرى تتعلق بالأشخاص المختارين سواء لتسكينهم رؤساء مراكز ومدن وأحياء ونواب، في مقدمتها القدرة على الإدارة وضبط النفس في التعامل مع الموظفين أو المواطنين.
وأكد محافظ الدقهلية أنه يمنح الفرصة للكوادر الشابة للصعود والتدرج الوظيفي وأكد أن هذا بدا واضحا في إختيار عدد من النواب وتصعيدهم ليكونوا رؤساء مراكز ومدن وأحياء ويأخذوا فرصتهم الميدانية التي يثبت فيها كل منهم وجوده ويبرز قدراته على العمل التنفيذي.
وأشار "مرزوق" إلى اهتمام الدولة البالغ بالانتهاء من ملفات التصالح والرد على نقاط المتغيرات المكانية والتصدي للتعديات على أراضي الدولة والحملات المكثفة لضبط الأسواق ومراقبتها، موضحا الجهود التي بذلتها المحافظة في هذه الملفات على مدار الفترة الماضية وما كان هناك من تحديات تم التغلب عليها للوصول فيها إلى أعلى معدلات الانجاز في هذه الملفات.
كما تناول المحافظ جهود المحافظة في العديد من المشروعات الجاري العمل بها في مقدمتها حديقة الحيوان وحديقة شجرة الدر، ومراحل التنفيذ وأعمال التطوير بهما، مؤكدا أن الموقف حاليا هو الانتهاء من التصميم النهائي لأعمال التطوير وجاري العرض على السيد رئيس مجلس الوزراء لاعتمادها وبدء التنفيذ من قبل الشركة القائمة على الاعمال بهما.
وأوضح محافظ الدقهلية أننا نولي ملف النظافة أهمية خاصة والمحافظة بكامل أجهزتها تضعه في المرتبة الأولى للأولويات، لما يمثله من أهمية لدى المواطن وما يعكسه من مظهر حضاري للمدن والقرى، مؤكدا أن جولاته الميدانية المستمرة بنطاق المحافظة هي للتواصل مع المواطنين، والوقوف على حقيقة الأوضاع على الطبيعة وبالفعل ولمسنا تحسن معدلات خدمات النظافة المقدمة للمواطنين، وأكد أنه ودلا مبرر لأي تقصير في هذا القطاع الحيوي الهام الذي يمس الحياة اليومية للمواطن.
وتناول محافظ الدقهلية المراكز التكنولوجية وأكد أنها تقدم دورا بارزا في إنجاز ملفات التصالح والمتغيرات المكانية ومخالفات البناء والتعديات، مشيرا إلى وجود لجنة فنية مختصة بالاشراف والمتابعة اليومية لعمل منظومة المراكز التكنولوجية على مستوى المحافظة والتعامل الفوري مع أي تقصير أو إهمال تحقيقا لمصالح المواطنين.
وأضاف محافظ الدقهلية أنه يقتحم المشاكل ويواجهها بكل الجهود والإجراءات مشيرا إلى الاتفاق مع السيد وزير التموين بعدم غلق المخابز المخالفة، عملا على توفير الخبز للمواطنين في المقابل يتم تغليظ العقوبات المالية على أصحابها، مضيفا أنه خلال شهر واحد فقط تم تحصيل غرامات مالية على المخابز المخالفة بلغت 80 مليون جنيه يتم عودتها مرة أخرى للمواطن من خلال الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لهم في القطاعات المختلفة.
كما تطرق محافظ الدقهلية للحديث عن مشروع موقف سندوب المجمع والذي سيضع حلولا لمشاكل المواقف العشوائية، كما أشار إلى أن جاري الإنتهاء من الأحوزة العمرانية لخمس مراكز ومدن هم مركز ميت غمر وأجا والمنزلة والسنبلاوين وبلقاس بواقع 249 قرية، كذلك أشار إلى إعادة تشغيل الأتوبيس النهري في ثوبه الجديد قبل عيد الأضحى المبارك.
وكلف محافظ الدقهلية بتشكيل لجنة لبحث انشاء كباري مشاة أمام اكاديميه السلاب ومدارس الصفوة لمنع وقوع حوادث من خلال التنسيق مع الهيئه العامه للطرق والكباري وإدارة المرور والجهات المعنية، وأوضح أنه سيتم تشغيل فرع البنك الزراعي بقرية قلابشو مركز بلقاس خلال الأشهر القليلة القادمة فور الحصول على موافقه البنك المركزي.
وتناول محافظ الدقهلية العديد من الموضوعات والقضايا الهامة التي يتطلع إليها المواطنون، وأكد أنه لن يترك ملفا دون وضع الحلول له، من أجل صالح المواطنين والسعي لتلبية وتحقيق مطالبهم المشروعة، واحتياجاتهم الملحة مؤكدا أن التعامل يتم مع الملفات حسب أولوية الموضوعات.
في ختام اللقاء وجه الصحفيين والاعلاميين الشكر والتقدير لمحافظ الدقهلية على حرصه واهتمامه الكبير والدائم باللقاء الدوري معهم، وعلى الجهود التي يبذلها بشخصه أو عن طريق الأجهزة التنفيذية في جميع المجالات لتحقيق مطالب المواطنين واحتياجاتهم والتعامل الفوري مع المشكلات التي تواجههم.
لقاء محافظ الدقهلية بالصحفيين 1000161666 1000161669 1000161660 1000161621 1000161672 1000161675 1000161591 1000161678 1000161687 1000161681