لا ترسيم ولا منطقة عازلة قبل إنجاز وقف إطلاق النار
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
كتبت سابين عويس في" النهار": منذ أن حط مدير المخابرات الفرنسية بونار ايمييه في بيروت بعد زيارة له لتل أبيب، وبعد زيارة للموفد الرئاسي جان إيف لودريان، بدا واضحاً أن باريس دخلت على خط المفاوضات الجارية حول تطبيق القرار الأممي ١٧٠١، متجاوزة بذلك المهمة الرئيسية التي كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد كلف لودريان بها والمتعلقة بالاستحقاق الرئاسي.
وفيما أصبح أكيداً اضطلاع باريس بهذه المهمة الجديدة وتكليف إيمييه على رأس وفد أمني بها، وفي عداده المدير العام للشؤون السياسية والأمنية في وزارة أوروبا والشؤون الخارجية فريديرك موندولوني والمديرة العامة للعلاقات الدولية والاستراتيجية في وزارة الجيوش الفرنسية أليس روفو، فإن السؤال المطروح في الأوساط السياسية اللبنانية، عما إن كانت هذه المهمة بتكليف من مجموعة الدول الخمس، ومنسقة مع الأميركيين أم هي تأتي في إطار مبادرة فرنسية بدأت من اسرائيل في اتجاه لبنان، وإذا نعم، فهل توافق واشنطن على تولي باريس التنسيق والتفاوض بين إسرائيل ولبنان؟
عزز هذه الانطباعات ما جرى تداوله أول من أمس على نطاق واسع عن فحوى اللقاء الذي جمع نائب رئيس المجلس إلياس بو صعب بالموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين في دبي قبل أيام، حيث نقلت معلومات تشير إلى أن المقاربة الأميركية تختلف عن المقاربة الفرنسية حيال تطبيق الـ١٧٠١، وأن الكلام الفرنسي عن تهديدات حيال عدم انسحاب "حزب الله" من جنوبي الليطاني ليس منسقاً مع الأميركيين، ما دفع إلى الاعتقاد بأن واشنطن تدفع في اتجاه تقليص الدور الفرنسي وربما إقصائه.
في استيضاح بو صعب الموجود في دبي حول صحة تلك المعلومات، قال "لا أدري ما هو الموقف الأميركي من التحرك الفرنسي، وهذا سؤال يجب أن يوجَّه إلى الأميركيين أنفسهم، ولا علم لي بأي إقصاء للدور الفرنسي". ولدى سؤاله عما إن كان الفرنسيون مكلفين من الخماسية، يوضح أنه لم يلمس ذلك في النقاش في المواضيع المتصلة بملف الترسيم البري أو ما يتردد عن إنشاء منطقة عازلة، مؤكداً أن لا صحة لأيّ كلام عن وجود طلب رسمي لمنطقة عازلة، أقله حتى هذا التاريخ.
لا يتوقع بو صعب عودة قريبة للموفد الأميركي، لكن مصادر سياسية أكدت في المقابل أن عدم زيارة هوكشتاين في وقت قريب لا يعني أنه لن يأتي مع اقتراب انتهاء الحرب. وهذا الأمر ينسحب أيضاً على ملف الترسيم البري الذي يُفترض أن يكون في صلب مفاوضات هوكشتاين في بيروت، إذ تقول المصادر إنه لن يكون هناك أي كلام عن الترسيم قبل إنجاز وقف إطلاق النار. وبحسب مصادر أممية، فإن أي مفاوضات حول الترسيم البري لا بد من أن تنطلق من النقاط الـ١٣ موضع الخلاف، علماً بأنه جرت مناقشة ٧ منها ولا تزال هناك ٦ نقاط تحتاج إلى المزيد من النقاش.
الأكيد وفق المصادر السياسية أن مهمة هوكشتاين تركز على تثبيت الاستقرار في الجنوب، مشيرة إلى أنه لن يكون هناك أي نقاش حول تطبيق القرار الدولي قبل تثبيت وقف إطلاق النار. والأكيد أيضاً أن مهمة تنفيذ الـ١٧٠١ وترسيم الحدود البرية سيكون من حصة الأميركيين ولن يكون هناك تنازل في هذا الشأن لأي دولة أخرى، خصوصاً أن الأميركيين يمسكون جيداً بهذا الملف، كما أن إسرائيل تفضّل أن يكون التفاوض مع لبنان عبر الوساطة الأميركية لا الفرنسية أو غيرها، على غرار ما حصل في ملف الترسيم البحري
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
"الشعبية": الاحتلال يرتكب جريمة حرب جديدة في غزة ويقوض اتفاق وقف إطلاق النار
غزة - صفا
قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إن إقدام الاحتلال الإسرائيلي، مساء السبت، على استهداف سيارة مدنية غرب مدينة غزة، مما أدى إلى استشهاد سبعة مواطنين وإصابة عشرة آخرين بجروح متفاوتة يُمّثل جريمة حرب جديدة، تعكس اصراره على مواصلة حرب الإبادة الشاملة ضد شعبنا، وتجاهلاً تاماً ومتعمداً لقرار وقف إطلاق النار.
وأوضحت الشعبية في بيان لها، أن هذا الاستهداف الإجرامي المباشر للمدنيين الأبرياء، الذي يُنفذ تحت ذرائع واهية ومفضوحة، يُشّكل خرقاً جديداً لاتفاق وقف إطلاق النار، ودليلاً دامغاً على نوايا الاحتلال الإجرامية في تقويض وتفجير الاتفاق.
وطالبت الشعبية الوسطاء والضامنين بالتدخل الفوري لوقف خروقات الاحتلال المستمرة، مؤكدة أن استمرارها يُعد لعباً بالنار، ويهدد بشكلٍ مباشر وخطير بانهيار الاتفاق الهش أصلاً، ويدفع الأوضاع نحو تصعيد شامل ومفتوح لا يتحمل مسؤوليته إلا الاحتلال وحده، مع كل التبعات الكارثية المترتبة عليه.