التكنولوجيا تسرق وقتك سرا!
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
إنجلترا – توفر الهواتف الذكية “نافذة بحجم كف اليد” على العالم، ما يمكننا من التعرف على أي شيء تقريبا بلمسة زر واحدة.
وهناك أدلة متزايدة على أنه رغم أن التكنولوجيا الرقمية قد تساعدنا في توفير بعض الوقت، إلا أننا في نهاية المطاف نستخدم هذا الوقت للقيام بالمزيد من الأشياء.
وأجرى الخبراء مؤخرا مقابلات مع 300 شخص في جميع أنحاء أوروبا، لفهم كيفية استخدامهم للأجهزة الرقمية في الحياة اليومية.
وأفاد المشاركون أن الوقت الذي كان في السابق “فارغا” أصبح الآن مليئا بتطبيقات تدريب الدماغ، وإنشاء قوائم بالأشياء التي يجب عليهم القيام بها أو تجربتها بناء على موجز وسائل التواصل الاجتماعي الخاص بهم.
ويبدو أن اللحظات الهادئة التي يشاهد فيها الأشخاص ويتخيلون ويحلمون أحلام اليقظة، أصبحت الآن مليئة بالمهام القائمة على التكنولوجيا.
ويحدث النمو في المهام الرقمية، جزئيا، لأن التكنولوجيا تغير تصورنا لما يعنيه وقت الفراغ. وبالنسبة للعديد من الأشخاص، لم يعد تناول العشاء أو مشاهدة التلفزيون أو ربما ممارسة التمارين الرياضية كافيا.
بدلا من ذلك، في محاولة لتجنب إضاعة الوقت، يتم تنفيذ هذه الأنشطة أثناء تصفح الويب أيضا بحثا عن المكونات اللازمة لحياة أكثر كمالا ومحاولة تطوير الشعور بالإنجاز.
وفي ظاهر الأمر، قد تبدو بعض هذه المهام كأمثلة على التكنولوجيا التي توفر لنا الوقت. وقد تلهم وسائل التواصل الاجتماعي في بعض الأحيان الأشخاص أو تحفزهم أو تريحهم. لكن بحثا جديدا يشير إلى أن الناس غالبا ما يشعرون بالذنب والعار والندم بعد ملء أوقات فراغهم بالأنشطة عبر الإنترنت، وذلك لأنهم يرونها أقل مصداقية من الأنشطة الواقعية.
ويبدو أن الناس ما زالوا يعتبرون الذهاب للنزهة أو التواجد فعليا مع الأصدقاء أكثر قيمة من الاتصال بالإنترنت.
ويُعتقد أيضا أن تغيير أنماط العمل يؤدي إلى تكثيف العمل. وأدى العمل المنزلي والعمل المختلط، الذي تم تمكينه بواسطة تقنية مؤتمرات الفيديو، إلى طمس الحدود بين وقت العمل والوقت الشخصي.
وتعمل التقنيات الرقمية على تسريع وتيرة الحياة. خذ البريد الإلكتروني والاجتماعات عبر الإنترنت كمثال. قبل وجودها، كان علينا انتظار الردود على رسائل البريد الصوتي، أو التنقل إلى أماكن للتحدث مع بعضنا البعض.
وبدلا من ذلك، أصبح لدينا الآن اجتماعات متتالية عبر الإنترنت، وفي بعض الأحيان لا يكون هناك وقت كاف بينها حتى للذهاب إلى المرحاض.
ويخلق البريد الإلكتروني نموا هائلا في مجال الاتصالات، ما يعني المزيد من العمل لقراءته والرد عليه. كما يمكن للتكنولوجيا سيئة التصميم أن تجبرنا على القيام بالمزيد من العمل بسبب عدم الكفاءة التي تخلقها.
ومع ازدياد ضغط الوقت، يزداد التوتر والإرهاق، ما يؤدي إلى زيادة الغياب عن العمل.
وقد تتطلب استعادة الوقت تحولا في الطريقة التي نتناسب بها معه. وللتحرر من عادة ملء الوقت بالمزيد والمزيد من المهام، يجب علينا أولا أن نتقبل أنه في بعض الأحيان يمكن القيام بالقليل أو عدم القيام بأي شيء على الإطلاق.
وفي بيئة العمل، يحتاج أصحاب العمل والموظفون إلى خلق بيئة يكون فيها الانفصال هو القاعدة وليس الاستثناء.
لكن تطوير التشريعات التي تكرس الحق في قطع الاتصال قد يكون هو السبيل الوحيد لضمان توقف التكنولوجيا عن السيطرة على وقتنا.
وينص هذا على أن الموظفين ليسوا ملزمين بالاتصال بهم خارج ساعات عملهم، وأن لديهم الحق في رفض نقل العمل الرقمي معهم إلى المنزل.
وربما عندما تبدأ التكنولوجيا في إخبارنا بضرورة التوقف عن العمل، سنستعيد الوقت.
التقرير من إعداد روث أوغدن، أستاذة علم نفس الزمن، جامعة ليفربول جون موريس، وجوانا ويتوسكا، أستاذة مساعدة في علم النفس، جامعة ماريا جرزيجورزيوسكا.
المصدر: ساينس ألرت
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
«قمة التقنيات الناشئة» تؤسس لمرحلة جديدة في حوكمة التكنولوجيا عالمياً
أبوظبي (الاتحاد)
اختتمت قمة حوكمة التقنيات الناشئة 2025 في أبوظبي، فعالياتها بالتأكيد على أهمية إقامة علاقات تعاون عالمية قوية لحوكمة التقنيات التي تعيد رسم ملامح المجتمع.
وشهدت القمة التي نظمها مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة ضمن شراكة استراتيجية مع النيابة العامة الاتحادية في دولة الإمارات، مشاركة أبرز صنّاع السياسات وخبراء القانون والتكنولوجيا والأكاديميين والقادة الشباب من أكثر من 20 دولة.
وأُقيمت القمة على مدار يومين برعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، حيث شكلت منصة لتبادل المعرفة حول نقاط التلاقي بين القانون والابتكار والسياسة العامة.
وشارك أكثر من 70 شخصاً في الجلسات الحوارية التي تناولت الحاجة المتنامية لمواءمة التقنيات الناشئة مع المعايير الأخلاقية وهياكل الحوكمة، التي تتميز بتقدمها وشموليتها وتوافقها مع السياق العالمي.
وشكّلت الشراكة الاستراتيجية للنيابة العامة لدولة الإمارات العربية المتحدة ركيزة أساسية في صياغة رؤية القمة وتحقيق أهدافها.
ومن موقعها كمؤسسة رائدة في ترسيخ سيادة القانون، كان لها دور محوري في إثراء النقاشات حول النزاهة والمساءلة القانونية، إلى جانب دعمها المستمر لتبني الابتكار وتطوير منظومة العدالة.
قال معالي فيصل عبدالعزيز البناي، مستشار رئيس الدولة لشؤون الأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة، الأمين العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة: «تعكس القمة طموح دولة الإمارات لقيادة المشهد التقني ورسم ملامح حوكمته».
وأضاف: «نفخر بنجاحنا في استقطاب مجموعة واسعة من الحضور ما ساهم في تنوع وجهات النظر، ويسرنا ما شهدته القمة من عقد جلسات حوارية هادفة من شأنها وضع سياسات وأنظمة نعتمد عليها في المستقبل».
وأسهمت الشراكة الاستراتيجية للنيابة العامة لدولة الإمارات العربية المتحدة في القمة بدور جوهري في تعزيز الحوار حول سيادة القانون، والشفافية، والمساءلة المؤسسية.
وأبرزت قيادتها أهمية تطوير أنظمة العدالة بما يواكب التقدم التكنولوجي، مع الحفاظ على ثقة المجتمع وضمان فاعلية المؤسسات القانونية في المستقبل.
وكانت القمة افتتحت فعالياتها برسالة واضحة مفادها ارتباط الابتكار الوثيق بالحوكمة، وسلطت الضوء على مسؤولية الحكومات وقادة القطاع لتطوير مبادئ وسياسات وبنى تحتية تحمي الحقوق وتدعم التقدم والتطور في ظل تسارع وتيرة تطبيقات الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية والويب 3 عالمياً.
وضمت الأجندة العديد من المواضيع حول تنظيم الذكاء الاصطناعي، وتدفق البيانات العابر للحدود، والمحتوى الاصطناعي والتزييف العميق، وأنظمة الهوية الرقمية، والأمن الكمي، واستخدام الأنظمة المستقلة في الدفاع المدني.
وجاء إطلاق النيابة العامة الاتحادية في دولة الإمارات لاستراتيجية الذكاء الاصطناعي 2025-2030 من أبرز إنجازات الفعالية، حيث تعتمد هذه الاستراتيجية منهجية سباقة قائمة على القيم لدمج الذكاء الاصطناعي في المنظومة القضائية للدولة. وتهدف الاستراتيجية إلى تعزيز الوصول إلى العدالة، وتقليل الوقت اللازم لحل القضايا، وبناء نظام قانوني قادر على توقع التحديات بدلاً من مجرد الاستجابة لها. ويعزز هذا الإعلان مكانة دولة الإمارات في طليعة الابتكار القانوني على مستوى العالم، مما يسلط الضوء على التزامها بالاستفادة من التكنولوجيا الناشئة دون المساس بالنزاهة الأخلاقية أو العملياتية.
من جانبه، قال معالي المستشار الدكتور حمد سيف الشامسي، النائب العام للاتحاد: «إن الاستراتيجية التي أطلقناها هي إعلانٌ عن عزمنا للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في خدمة العدالة بالاعتماد على الشفافية والكفاءة والأخلاق، حيث يتعلق الأمر ببناء منظومة قانونية متطورة قادرة على استباق التحديات، وصون الحقوق، وتحقيق العدالة بكفاءة للجميع. وفي السياق ذاته، أكدت هذه القمة أن الحوار الدولي لم يعد ترفاً، بل ضرورة أساسية في عالم متسارع. فلا يمكن رسم ملامح المستقبل دون التعاون العالمي، وتفخر دولة الإمارات العربية المتحدة باحتضان هذا المنبر الدولي، وبالشراكة مع مختلف الدول لصياغة أطر حوكمة تُعزز الاستخدام المسؤول والأخلاقي للتكنولوجيا».
اتفاقيات
شهدت القمة توقيع اتفاقيتي تعاون، الأولى بين مركز تريندز للبحوث والاستشارات وشركة «إكس هب»، والثانية بين النيابة العامة لدولة الإمارات العربية المتحدة وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي (MBZUAI)، بما يعكس التزام الأطراف المعنية بتعزيز الشراكات المعرفية والتكنولوجية في مجالات البحث والعدالة والابتكار.
وضمت قائمة المتحدثين كلاً من معالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، ومعالي سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة التربية والتعليم، ومعالي مريم بنت أحمد الحمادي، وزيرة دولة والأمين العام لمجلس الوزراء، وتشانغ بينغ تشاو، مؤسس منصة بينانس، والدكتورة نجوى الأعرج، الرئيس التنفيذي لمعهد الابتكار التكنولوجي، والدكتور محمد عبيد الكعبي، رئيس دائرة القضاء بإمارة الشارقة، كما شهدت الجلسات الحوارية مشاركة مجالس الشباب من دبي والفجيرة وأم القيوين والظفرة، وقدمت آراء وتحليلات حول مستقبل الإلمام بالذكاء الاصطناعي وصناعة السياسات بين الأجيال.
وتلقت قمة حوكمة التقنيات الناشئة 2025 دعماً من الشركاء المحليين والعالميين، بما في ذلك معهد الابتكار التكنولوجي، وشركة أسباير، ومؤسسة تريندز للبحوث والاستشارات، ووكالة الإمارات للفضاء، ومجلس الأمن السيبراني، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، إلى جانب العديد من المؤسسات الرائدة مثل مايكروسوفت، وسيسكو، وهانيويل، وبي بي، وبايت بلس، وبرايس، ووترهاوس كوبرز، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والإنتربول، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة. وكان لدورهم تأثير بالغ في نجاح القمة، حيث ساهموا بشكل فعّال في تعزيز قيمة التعاون بين القطاعات المختلفة في مجال حوكمة التكنولوجيا الناشئة.
واختتمت قمة حوكمة التقنيات الناشئة 2025 فعالياتها بالتأكيد المشترك على أهمية حوكمة التقنيات الناشئة في الوقت الحاضر. وأرست القمة الركيزة الأساسية للتعاون المستمر بين الدول والمؤسسات والقطاعات في ظل التطور السريع للواقع الرقمي حول العالم.