من خلف جدران السجن العالية.. كلمة الإيرانية نرجس محمدي بحفل جائزة نوبل
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
ندّدت الناشطة الإيرانية نرجس محمدي، المسجونة في طهران، بنظام بلادها "الديني المستبدّ والمناهض للمرأة"، وذلك في كلمة ألقاها نيابة عنها ولداها، الأحد، خلال حفل تسليمها جائزة نوبل للسلام في أوسلو.
ومحمدي، البالغة 51 عاماً، ناشطة عُرفت بنضالها ضدّ عقوبة الإعدام وإلزامية وضع الحجاب في الجمهورية الإسلامية، وهي تقبع منذ نوفمبر 2021 في السجن في طهران، مما حال دون تسلّمها شخصياً الجائزة المرموقة.
وخلال الاحتفال في أوسلو تسّلم الجائزة نيابة عنها ابنها علي وشقيقته التوأم كيانا (17 عاماً) المقيمان في فرنسا منذ عام 2015، وقرأ الشابان الخطاب الذي بعثته أمّهما من زنزانتها.
وفي رسالتها المكتوبة "خلف جدران السجن العالية والباردة"، قالت محمدي "أنا امرأة من الشرق الأوسط، من منطقة رغم أنّها وريثة حضارة غنية، إلا أنّها واقعة حالياً في فخ الحرب وفريسة لهيب الإرهاب والتطرف".
وأضافت "أنا إيرانية فخورة ويشرّفني أن أساهم في هذه الحضارة التي هي اليوم ضحية لقمع نظام ديني مستبدّ ومناهض للمرأة"، وحثّت المجتمع الدولي على بذل المزيد من أجل حقوق الإنسان.
وفي غيابها، تُرك كرسيها شاغراً في بادرة رمزية، ووضعت صورتها أعلاه.
وبعدما أوقفت للمرة الأولى قبل 22 عامًا، أمضت محمدي القسم الأكبر من العقدين الماضيين بين السجن وخارجه بسبب نشاطها من أجل حقوق الإنسان.
وكانت هذه المرأة من أبرز الوجوه المساندة للاحتجاجات التي شهدتها إيران اعتباراً من سبتمبر 2022 بعد موت مهسا أميني إثر توقيفها لدى شرطة الأخلاق في طهران لعدم التزامها القواعد الصارمة للباس في البلاد.
وتخلّلت هذه التحركات تظاهرات قادتها نساء ورفعت شعار "امرأة حياة حرية"، قمن خلالها بخلع الحجاب وحرقه.
وكرّرت محمدي، الأحد، القول إنّ "الحجاب الإلزامي الذي تفرضه الحكومة ليس واجباً دينياً ولا نموذجاً ثقافياً، بل هو وسيلة للسيطرة على المجتمع بأكمله وإخضاعه"، واصفة إلزامية الحجاب بأنّها "عار حكومي".
وفي الخطاب الذي تلي أمام العائلة المالكة النروجية، اعتبرت الناشطة أنّ الجمهورية الإسلامية "تعيش غربة عن شعبها"، ودانت خصوصا القمع، وإخضاع النظام القضائي، والدعاية والرقابة، والمحسوبية والفساد.
"ضد التمييز"وبينما تم الاحتفاء بها في أوسلو، كانت نرجس محمدي تواصل إضرابها عن الطعام خلف القضبان تضامنا مع الطائفة البهائية، وهي أكبر أقلية دينية في إيران وتشتكي من التمييز.
وفي تاريخ جائزة نوبل الممتدّ لأكثر من قرن، محمدي هي خامس فائز يحصل على جائزة السلام أثناء احتجازه بعد الألماني كارل فون أوسيتسكي، والبورمية أونغ سان سو تشي، والصيني ليو شياوبو، والبيلاروسي أليس بيلياتسكي.
وقالت رئيسة لجنة جائزة نوبل بيريت ريس أندرسن "يمكن مقارنة نضال نرجس محمدي (...) بنضال ألبرت لوتولي، وديزموند توتو، ونيلسون مانديلا (الذين حصلوا جميعا على جائزة نوبل)، وقد استمر نضالهم أكثر من 30 عاما قبل نهاية نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا".
وأضافت أنّ "النساء في إيران يناضلن ضدّ التمييز منذ أكثر من 30 عاما. ويحلمهن بمستقبل أكثر إشراقاً سيتحقق في نهاية المطاف".
من جانبهما، قال ولدا محمدي، المفصولان عن والدتهما منذ أكثر من ثماني سنوات، إنهما لا يعرفان ما إذا كانا سيريانها مجدّداً.
وصرحت ابنتها كيانا السبت "أنا شخصياً متشائمة جداً"، في حين قال شقيقها إنه "متفائل جداً".
وقمعت السلطات في الجمهورية الإسلامية بشدة الاحتجاجات. فوفق منظمة "حقوق الإنسان في إيران" غير الحكومية، قُتل 551 متظاهرا، من بينهم العشرات من النساء والأطفال، على أيدي قوات الأمن، واعتقل آلاف آخرون.
ومُنع أفراد عائلة أميني من مغادرة إيران لتسلّم جائزة ساخاروف التي منحها البرلمان الأوروبي للشابة الراحلة في فعالية في باريس، الأحد، وفق ما أفادت محاميتهم في فرنسا.
وقالت محمدي إنّ "الشعب الإيراني، بالمثابرة، سيتغلب على القمع والاستبداد"، مضيفة "هذا مؤكد".
وتُسلّم جوائز نوبل في التخصصات الأخرى (الأدب والكيمياء والطب والفيزياء والاقتصاد) في ستوكهولم، الأحد.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: نرجس محمدی جائزة نوبل أکثر من
إقرأ أيضاً:
متطوعون من درعا يطلقون مبادرة لتزيين جدران مبنى كلية التربية الثالثة
درعا-سانا
بدأ 150 متطوعاً ومتطوعةً من درعا بمبادرة لتزيين جدران كلية التربية الثالثة في المدينة برسومات ولوحات فنية، لإضافة لمسة جمالية على المكان.
المبادرة التي حملت عنوان “بلدنا أجمل”، جاءت بتنظيم من مكتب الشباب في مديرية الشؤون السياسية، إلى جانب مشاركة عمال من مجلس مدينة درعا، حيث تم توزيع المتطوعين على ثمانية فرق عمل وفق تنظيم مدروس.
رئيس فرع كليات جامعة دمشق في درعا الدكتور شوقي الراشد، ذكر أن المبادرة التي خصت كلية التربية التابعة للفرع، لا تقتصر على الجانب الجمالي بل تكرس مفاهيم المواطنة والعمل التطوعي، وتحول الجامعة إلى فضاء نابض بالحياة.
وأعرب الراشد عن دعم فرع الجامعة المطلق لهذه المبادرات المساهمة في خلق بيئة تعليمية محفزة تترك أثراً إيجابياً على الطلاب، مبدياً تقديره للمبادرة بوصفها مشهداً حضارياً يعكس وعي الشباب وارتباطهم بمؤسساتهم التعليمية.
من جانبه، أوضح مدير مكتب الشباب في مديرية الشؤون السياسية بدرعا محمد عياش أن المبادرة تهدف إلى تعزيز قيم التعاون، وشهدت مشاركة واسعة من شباب المحافظة ودعم مجلس مدينة درعا، لإضفاء لمسة جمالية على أهم صروح التعليم في المنطقة، مؤكداً دور الشباب في عملية البناء لتوسيع نطاق العمل في الأيام المقبلة ليشمل مؤسسات رسمية أخرى.
الطالبة إيمان العمري من السنة الرابعة في قسم علم الاجتماع، عبرت عن حماسها للمشاركة انطلاقاً من إيمانها بأهمية التشاركية التي تعزز روح التعاون والمسؤولية تجاه المرافق العامة، وتسهم في توطيد العلاقات بين المتطوعين.
أما المتطوعة بيلسان صليبي من مكتب الشباب فرأت أن المبادرة تتجاوز البعد الجمالي، وتحمل في مضمونها رسالة محبة وبهجة تقوي الروابط بين الطلاب وبيئتهم الجامعية.
تابعوا أخبار سانا على