قبل أيام أتيحت لى فرصة زيارة معرض الصناعات الدفاعية والعسكرية "إيديكس 2023" الذى أقيم فى الفترة من 4 إلى 7 ديسمبر الجاري بمركز المعارض الدولية بالتجمع الخامس، تستطيع أن تلمس دقة التنظيم منذ أن تطأ قدماك المنطقة الخارجية المحيطة للمعرض، ناهيك بالطبع عن نظافة المكان ونظامه، فهناك أبواب متعددة للدخول وكل منها مخصص لنوع من الزائرين، والدخول يتم بعد التأكد من وجود الموافقة المسبقة، فى الفناء الخارجي اصطف عدد من القطع العسكرية التى التف حولها الزائرون لمعرفة المزيد من المعلومات عنها، ثم التقاط الصور الفوتوغرافية بجانبها.
فى المبني الداخلي وفى قاعات العرض شاهدت عربات ومصفحات وقطع عسكرية ثقيلة وهو ما يدفعك إلى التساؤل عن كيفية دخول هذه المعدات إلى هذا المبني؟ وكيف تم نقلها وما إلى ذلك من تساؤلات كلها تترجم براعة فى التنظيم، حيث عرضت أكثر من 400 شركة من 46 دولة، أحدث التقنيات فى مجالات الدفاع والتسليح.
غالبا ما تكون التجمعات فرصة للالتقاء والتعارف وتبادل الخبرات بين الشعوب بمختلف جنسياتهم، وهو ما لمسته من كل العارضين الذين كانوا يتبادلون الأحاديث الودودة مع الزائرين حتى غير المتخصصين منهم، وكانوا يقومون بالإجابة عن التساؤلات الكثيرة من الجمهور، على الرغم من أن المعرض مقام خصيصا لعرض المنتجات العسكرية، وكذلك عقد الصفقات وخلافه، وبالتالي فإن إتاحة هذه الفرصة هو أمر محمود للجهات المنظمة لهذا الحدث الكبير.
الشغف كان العنوان الأبرز لجمهور الزائرين، وهو ما لاحظته خلال التجول بين أروقة وقاعات المعرض، حيث لفت نظري أصطفاف عدد كبير حول طاولة ممتدة تضم نوعا من "المسدسات" تعرضه إحدى الشركات التركية، بعضها بألوان زاهية مثل الوردى والبنفسجي والزيتي بخلاف اللون الأسود السائد بالطبع، فتيات وشباب يحاولون التعامل مع هذه القطع الخفيفة من الاسلحة، بينما العارضون يشرحون لهم ويقدمون المعلومات، وتكرر نفس المشهد مع إحدى الشركات الايطالية الشهيرة فى صناعة المسدسات.
وفى الجناح المصري وكان الاكثر ازدحاما بالزائرين، خاصة فى ظل ما ضمه من أسلحة متميزة يظهر بعضها لأول مرة، بالإضافة إلى تنوعها بين راجمات الصواريخ والعربات المدرعة والقطع البحرية ومنظومات التصدى للطائرات المسيرة، وغيرها من الأسلحة المصنوعة بأيادٍ مصرية ١٠٠٪، وهو ما يشعر كل زائر بالانبهار بالتطور الكبير فى الصناعات العسكرية، وبالتالي ينعكس على الشعور بالأمان، وهو ما لمسته شخصيا على سلوك الزائرين الذين حرصوا على التعرف على كل قطعة موجودة فى الجناح.
بابتسامة قابلتني إحدى المسئولات عن شركة صينية لتصنيع الملابس العسكرية، سألتها عن الفرق بين الزي المموه فأحضرت الكتالوج الذي يحتوي على الزى المميز لكل دولة، وذكرت أن إنتاج شركتها يصدر لبعض الدول الافريقية، نفس الأمر فعلته مسئولة شركة أخرى من ووهان الصينية، بعد أن لفت نظري أنها تعرض الوشاح العربي ضمن منتجات شركتها، تبادلنا أطراف الحديث وحرصت على التقاط الصور التذكارية.
فى جناح الإمارات شرحت لى مهندسة شابة منتجات شركتها من الأسلحة والمعدات العسكرية، ولفت نظري تطور كبير فى الانتاج، وتطرق الحديث إلى إعجابها بمعالم القاهرة التى تزورها لأول مرة.. هذا هو الإنسان وتلك طبيعته المحبة للمعرفة والتعارف.. كل الشكر لمن منحونا هذه الفرصة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: وهو ما
إقرأ أيضاً:
شركة تكنولوجية تفضح أزمة التوظيف في عصر الذكاء الاصطناعي
خاص
كشفت شركة تكنولوجيا مجهولة الهوية عن فشلها في توظيف أي مرشح لمنصب مطور مبتدئ، رغم إجرائها أكثر من 450 مقابلة عمل واختيارها من بين نحو 12 ألف طلب توظيف.
وأعربت منصة “ريديت”، عن خيبة أملها الشديدة، متهمة نسبة كبيرة من المتقدمين بالاعتماد الكامل على أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT، دون امتلاك فهم حقيقي لأساسيات البرمجة أو منطق الكود.
وقالت الشركة في منشورها: “قمنا بنشر إعلان لوظائف Junior Frontend/Backend وQA، مع رواتب مجزية للغاية، وتلقينا آلاف الطلبات.. وبعد تصفية أكثر من 10 آلاف منها بسبب عدم ملاءمتها لمتطلبات الوظيفة، أجرينا مقابلات مع 450 مرشحاً، دون أن نجد بينهم من يستحق التعيين”.
وأوضحت أن المشكلة الحقيقية لم تكن في استخدام الذكاء الاصطناعي بحد ذاته، بل في الاعتماد الأعمى عليه، قائلةً: “سمحنا باستخدام شات جي بي تي أثناء حل المشكلات، لكن ما إن نطلب شرحاً للمنطق أو التعقيد الزمني للكود، حتى يتعذّر معظم المتقدمين عن الرد”.
وأكدت الشركة أن العديد من المتقدمين كانوا ببساطة ينسخون ويلصقون أكواداً جاهزة دون فهم ما يفعلونه، ما يجعل من الصعب، بل من المستحيل، تقييم مدى كفاءتهم الحقيقية كمطورين.