صاروخ قاسم سليماني ذراع إيران في عمق المواجهة مع إسرائيل
تاريخ النشر: 16th, June 2025 GMT
طهران- كشفت إيران يوم 20 أغسطس/آب 2020 عن صاروخها الباليستي التكتيكي الموجّه وسمته "الشهيد الحاج قاسم سليماني"، الذي أنتجته منظمة الصناعات الجوية الفضائية التابعة لوزارة الدفاع، ويُعد أول نموذج إيراني يعمل بالوقود الصلب، ويتمتع بقدرة عالية على إصابة الأهداف بدقة ومدى يصل إلى 1400 كيلومتر.
ويؤكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية العميد رضا طلائينيك أن صاروخ "حاج قاسم" صمم خصيصا ليكون جزءا من إستراتيجية الردع في مواجهة إسرائيل، ويصنف ضمن "الأسلحة الموجّهة ضد الكيان الصهيوني".
ويحمل الصاروخ اسم قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس، ووحدة العمليات الخاصة في الحرس الثوري الإيراني، الذي قُتل في هجوم أميركي بالعراق في يناير/كانون الأول 2020، خلال الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب.
يحمل الصاروخ مواصفات تقنية متقدمة تعزز من فعاليته القتالية، منها:
الطول: 11 مترا. الوزن الكلي: 7 أطنان. وزن الرأس الحربي: 500 كيلوغرام. نوع الرأس: قابل للانفصال وموجه بدقة نقطوية. المدى: 1400 كيلومتر. سرعة الدخول إلى الغلاف الجوي: 12 ماخ. سرعة الإصابة: 5 ماخ. الوقود: صلب تركيبي. نمط الإطلاق: مائل. عدد الزعانف الخلفية: 8. القُطر: بين 85 و95 سم. نسبة الطول إلى القُطر: من 11.6 إلى 12.4.ويمتاز الصاروخ "حاج قاسم" برأس حربي منخفض البصمة الرادارية، وقدرة على التوجيه حتى لحظة الاصطدام، فضلا عن تصميم يمكنه من تجاوز أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة، مما يسمح له بالانطلاق من عمق الأراضي الإيرانية مع الحفاظ على دقة الإصابة والاستقرار في أثناء التحليق.
إعلانويحتل صاروخ "حاج قاسم" مرتبة متقدمة ضمن ترسانة إيران الصاروخية، متفوقا من حيث المدى والدقة على صواريخ "ذو الفقار" و"دزفول"، إذ يحقق ضعف المدى رغم أن طوله لا يزيد عليهما إلا بنحو 70 سم.
كما يختصر زمن التجهيز والإطلاق بفضل اعتماده على نظام إطلاق مائل، ويُرجح أن يكون له دور مستقبلي في استهداف الأقمار الصناعية ذات المدارات المنخفضة.
استخدام مباشروفي تطور لافت، كشفت وكالة "فارس" -نقلا عن مصادر مطلعة- عن أن الحرس الثوري الإيراني استخدم صواريخ "حاج قاسم" في الهجوم الأخير على تل أبيب، إذ استخدمت كصواريخ باليستية تكتيكية مزودة برؤوس شديدة الانفجار تعمل بالوقود الصلب.
ووفقًا لرئيس بلدية مدينة "بات يام" قرب تل أبيب، فقد أدى الهجوم إلى تضرر 61 مبنى، من بينها 6 مبان تعرضت لدمار جزئي أوصت السلطات بهدمها بالكامل.
وفي قراءة لأسباب عدم استخدام إيران ترسانتها الكاملة منذ بداية المواجهة، قال الخبير العسكري الإيراني محمد مهدي يزدي -للجزيرة نت- إن طبيعة التصعيد الحالي تختلف جذريا عن سابقاتها، مشيرا إلى أن "ما يجري اليوم ليس تبادلا محدودا للضربات، بل هو مواجهة مفتوحة قد تمتد لأيام، وربما لأسابيع، دون إمكانية التنبؤ بحجمها".
وأوضح يزدي أن القيادة الإيرانية تتبع إستراتيجية تدريجية في استخدام قدراتها العسكرية، وأضاف أنه "من غير المنطقي أن تظهر طهران كل أوراقها دفعة واحدة، هناك قاعدة في العمل العسكري تقول: لا تضع البيض كله في سلة واحدة".
وأضاف أن الجيش الإيراني يختار منظومات الصواريخ المناسبة وفقا لطبيعة العمليات، مشيرا إلى أن ترسانة البلاد تضم صواريخ متنوعة مثل "حاج قاسم"، و"عماد"، و"قدر"، و"خيبر شكن"، وكل منها يستخدم حسب نوع الهدف ودرجة التهديد.
إعلانوختم يزدي بالتأكيد أن "سبب التدرج في استخدام القدرات الهجومية مرتبط بإدارة الموارد العسكرية بدقة على مدى زمني مفتوح، في ظل حرب قد تطول وتتطلب حسابات مدروسة على المستويات كافة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
الحرب تتمدد.. صاروخ يمني يضع إسرائيل في مرمى الاتهامات وبخرق اتفاق وقف إطلاق النار
تستمر الحرب في غزة في إلقاء ظلالها على المنطقة والعالم، وسط تصاعد التوترات وغياب أي حلول فمع كل محاولة جديدة لوقف إطلاق النار، تتجدد الاتهامات لإسرائيل بخرق الاتفاقات وتجاهل الجهود الدولية لوقف القتال وإنهاء معاناة المدنيين.
وفي خلال هذه الأجواء المتوترة، جاء إطلاق صاروخ يمني باتجاه الأجواء الإسرائيلية ليزيد الموقف تعقيدًا، ويثير الجدل من جديد حول حدود الردود المشروعة وما إذا كان ذلك يمثل تصعيدًا جديدًا في الصراع أم ردًا على الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة.
أستاذ قانون دولي: إطلاق الصاروخ اليمني إنذار لإسرائيل .. والعدوان الحقيقي من تل أبيب
أكد الدكتور محمد محمود مهران أستاذ القانون الدولي العام وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي أن إطلاق صاروخ يمني على الأجواء الإسرائيلية يأتي في سياق الرد على الخرق الإسرائيلي المستمر لمقترح ترامب بشأن وقف إطلاق النار، مؤكدا أن التصعيد الحقيقي مصدره استمرار إسرائيل في عدوانها رغم موافقة حماس على خطة ترامب.
وتساءل الدكتور مهران في حديث خاص لـ"صدى البلد" عن سبب استمرار إسرائيل في إشعال الحرب رغم التوافق على مبادرة السلام، موضحا أن إسرائيل خرقت التزاماتها بوقف الأعمال العدائية منذ اللحظة الأولى للإعلان عن التوافق من خلال مواصلة قصف غزة وقتل المزيد من المدنيين مؤكدا أن هذا هو التصعيد الحقيقي الذي يهدد أي فرصة للسلام.
وأكد أن القانون الدولي يلزم جميع الأطراف بوقف الأعمال العدائية فور بدء المفاوضات مشيرا إلى أن إسرائيل انتهكت هذا المبدأ الأساسي بشكل فاضح، مبينا أن محور المقاومة بما فيه اليمن التزم بدعم القضية الفلسطينية منذ البداية وأن أي رد فعل يمني يأتي في سياق هذا الالتزام وردا على الخروقات الإسرائيلية المستمرة.
أوضح أن الموقف اليمني الداعم لغزة يستند لمبدأ التضامن العربي، ونظرا للمعاناة التي يشعر بها سكان قطاع غزة، وكذلك الظلم والكارثة الإنسانية التي يشهدها العالم، والصمت علي الانتهاكات، مؤكدا أن معاهدة الدفاع العربي المشترك تنص على اعتبار أي عدوان على دولة عربية عدوانا على جميع الدول العربية مما يعطي الشرعية القانونية لدعم اليمن للقضية الفلسطينية.
وشدد استاذ القانون الدولي العام على الضرورة الملحة لوقف الهجمات الإسرائيلية فورا كشرط أساسي لنجاح أي مفاوضات مؤكدا أن استمرار العدوان يقوض كل الجهود الدبلوماسية ويكشف النية الإسرائيلية في عدم الالتزام بأي اتفاق، داعيا المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية لممارسة ضغوط حقيقية على إسرائيل لإجبارها على وقف عدوانها.
أكد أن اختبار جدية المبادرة الأمريكية يكمن في قدرة ترامب على إلزام إسرائيل بوقف ضرباتها محذرا من أن الصمت الأمريكي على الخروقات الإسرائيلية سيؤكد أن الخطة مجرد مناورة لتحقيق المكاسب الإسرائيلية وليست مبادرة سلام حقيقية.
وبين أن المسؤولية الكاملة عن أي تصعيد تقع على عاتق إسرائيل التي تواصل عدوانها رغم المبادرات السلمية مؤكدا أن وقف العدوان الإسرائيلي هو المفتاح الحقيقي لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.