وائل بدران (دبي)
أكدت ساجدة الشوا، مديرة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الإمارات «أوتشا»، أن COP28 رفع صوت المتضررين والمتأثرين من التغير المناخي في مناطق الصراعات والنزاعات للمرة الأولى في مؤتمر للأطراف، معربة عن امتنانها لدولة الإمارات لإتاحة الفرصة لتمثيل الأجندة الإنسانية بشكل كبير خلال المؤتمر.

 
وأوضحت الشوا أن COP28 شهد إنجازين يتحققان لأول مرة على الإطلاق في مؤتمرات المناخ حول العالم، الأول: تخصيص يوم للشؤون الإنسانية، هو «يوم الإغاثة والتعافي والسلام»، والإنجاز الثاني هو تخصيص جناح إنساني في COP28، للشركاء الإنسانيين. ولفتت الشوا إلى أهمية وجود جميع الشركاء الإنسانيين في مؤتمر المناخ COP28، موضحة أنه في النسخة السابقة COP27، طُرحت القضايا الاقتصادية والاجتماعية كافة، وغيرها على الطاولة، لكن الأجندة الإنسانية لم تكن ممثلة بحجم يتناسب مع أهميتها وحجم الاحتياجات الإنسانية، لاسيما في المناطق المتأثرة بالكوارث والصراعات، خصوصاً المتأثرين بتغير المناخ. 
ونوّهت بأنه في مناطق الصراعات، عادة ما ينصب التركيز على الكوارث التي يصنعها البشر، والناجمة عن الصراعات، لكن الزلازل والفيضانات والانحسار المائي والزراعي، لم تكن المؤسسات التنموية تعطيها الاهتمام الكافي في ضوء تأثيرها على زيادة النزوح واللجوء. 
وتابعت الشوا: «في COP28، انتقلت الأجندة الإنسانية إلى مقدمة الاهتمام، وأعطيت مساحة ملائمة، وذلك عبر وجود رؤساء الدول والمنظمات الدولية والإقليمية والمحلية، ولا يقل أهمية عن ذلك حضور أصوات المجتمعات المتأثرة»، مشيرة إلى أنه في المؤتمرات السابقة كان يتم الحديث عن المتضررين، أما في COP28، فخُصص يوم كامل للأجندة الإنسانية هو «يوم الإغاثة والتعافي والسلام»، إضافة إلى الجناح الإنساني، الذي تقع مسؤولية إدارته على مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا». 

أخبار ذات صلة رئيس الدولة: الإمارات تقود الجهود العالمية لحماية الكوكب محمد بن راشد: الإمارات تواصل العمل بجدية ونشاط في الاستدامة والتغير المناخي مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

الشوا أعربت عن فخرها كون «الأوتشا» كانت جزءاً من الجهات التي دعت إلى تخصيص يوم «الإغاثة والتعافي والسلام»، معربة عن امتنانها لدولة الإمارات ووزرة الخارجية ورئاسة COP28، على تخصيص هذا اليوم، ومنح الثقة لمكتب «الأوتشا» للاضطلاع بهذا الدور. 
ونوّهت الشوا التي تحدثت لـ «الاتحاد» من مقر الجناح الإنساني بالمنطقة الخضراء في COP28، إلى أن المكتب تمكن من دعوة 60 شريكاً إنسانياً، بينهم منظمات دولية وإقليمية ومحلية وأكاديمية، وجرى تنظيم أكثر من 40 جلسة نقاشية للتركيز على موضوعات، مثل النزوح واللجوء، والوصول إلى الموارد، وحقوق الطفل والعنف الاجتماعي والمبني على النوع الاجتماعي. 
وأشارت إلى مناقشة دور المجتمع الأكاديمي والقطاع الخاص في الاستجابة الإنسانية خلال الصراعات والنزاعات، لاسيما المبنية على التغير المناخي. 
نافذة تمويلية
وكشفت مديرة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الإمارات، عن إطلاق نافذة تمويلية «طارئة»، تسمح للدول المانحة بتخصيص الموارد المالية لتغطية الاستجابة للكوارث الإنسانية الناجمة عن التغير المناخي، موضحة أن هذه النافذة الجديدة، التي تُعرف باسم «صندوق الاستجابة للطوارئ» (CERF)، تخصص الأموال مباشرة، وفقاً للأولويات في الدول المتضررة من تغير المناخ، لاسيما الأطفال والنساء. 
وأشارت إلى وجود دور للأطراف المتضررة في كيفية إنفاق الأموال في صندوق الاستجابة الإنسانية، مشددة على أنه من الدروس المستفادة من COP28 إعطاء الفرصة للمتضررين للحديث عن أنفسهم بدلاً من الحديث عنهم، وإدماجهم في آلية اتخاذ القرارات وعدم الاستمرار في تجاهل أصواتهم. 
وأوضحت، أن ما يميز «صندوق الاستجابة للطوارئ» عن غيره هو أنه أول صندوق مرتبط بالتغير المناخي، ويشكل آلية سريعة لتقديم المساعدات الإنسانية في حالات الكوارث مثل الفيضانات وغيرها، عبر تحليل دقيق للاحتياجات، خصوصاً في أوقات الطوارئ التي لا تحتمل التأجيل. 
وعلى صعيد التعاون مع الدول والمنظمات الأخرى، أفادت الشوا بأن ذلك يقع في صميم عمل «الأوتشا»، التي ينطوي تفويضها على التنسيق مع الشركاء كافة للاستجابة في حالات الطوارئ بالمناطق المتأثرة بالنزاعات، والتأكد من شمولية العمل الإنساني، وعدم حصول مناطق على مساعدات دون الأخرى، والتأكد من حاجة مناطق بعينها للإغاثة. 
شراكة ممتدة
وأفادت أن الشراكة بين «أوتشا» ودولة الإمارات في العمل الإنساني ممتدة منذ وقت طويل جداً، مشيدة برؤية الإمارات الإنسانية وجهودها، باعتبارها واحدة من أكبر الدول المانحة للمساعدات على مستوى العالم. 
ولفتت إلى التعاون من كثب مع الحكومة الإماراتية، للتأكد من تشارك المعلومات وبناء القدرات والوصول إلى المناطق الميدانية، وترتيب الزيارات للجهات المانحة، مؤكدة على مواصلة العمل من أجل بناء شراكات جديدة داخل دولة الإمارات، بما ينعكس على العمل الإنساني وتقديم المساعدة للمحتاجين حول العالم. 
وتعمل «أوتشا»، حسبما أكدت الشوا، في معظم مناطق النزاعات حول العالم، وأماكن الكوارث الطبيعية، كالفيضانات والزلازل بتكليف من مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، مشددة على وجود آلية للمحاسبة داخل «الأوتشا» عبر تقارير تثبت توجيه المساعدات المقدمة إلى مستحقيها، بفاعلية وكفاءة وبتنسيق كامل مع الأطراف كافة. 
التكنولوجيا
ونوّهت بأن عدد الأطفال المحتاجين للمساعدات الإنسانية في الوقت الراهن هو الأكبر على الإطلاق منذ الحرب العالمية الثانية، موضحة أنه لم يعد من الممكن التعامل مع الأزمات الراهنة كما كنا نتعامل معها قبل عشرات السنوات. 
وذكرت أنه في ضوء التحولات العالمية، تسعى «أوتشا» إلى تسخير التكنولوجيا والابتكار عبر الشراكات المستمرة مع القطاع الخاص وشركات الاتصالات للمساعدة في تبني تكنولوجيا جديدة من أجل جمع البيانات والتحذير المبكر والتنبؤ بالكوارث واتجاه حركة النزوح. 
وقالت: «كانت لنا تجربة مميزة في الفلبين، عبر التعاون مع شركات الاتصالات والطيران، من أجل إنقاذ المفقودين جراء الفيضانات وجمع المعلومات»، مضيفة: نتطلع إلى استخدام التكنولوجيا من أجل إنقاذ الأرواح وتعزيز العمل الإنساني.
حماية الأطفال والنساء
الشوا شددت أيضاً على تركيز «أوتشا» على حماية الأطفال والنساء، خصوصاً في المناطق المتأثرة بالنزاعات والتغير المناخي، مشيرة إلى أن واحدة من كل ثلاث نساء، إما تعرضت، أو من المحتمل أن تتعرض لأحد أنواع العنف في مناطق النزاع. 
كما أوضحت أن 30 في المئة من النساء في تلك المناطق يعملن في الزراعة، وهن في مقدمة المتأثرين، إذ لا يتاح لهن في حالة الكوارث الوصول إلى أراضيهن، أو الحصول على الموارد اللازمة لإعالة أسرهن وأطفالهن، ومن ثم تولي «أوتشا» أهمية كبيرة لحمايتهن وحماية الأفراد المستضعفين.
رسالة إلى المجتمع الدولي 
اختتمت مديرة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الإمارات «أوتشا»، حوارها مع «الاتحاد»، برسالة إلى المجتمع الدولي مفادها أن الشؤون الإنسانية ليست بمعزل عن جهود مكافحة التغير المناخي، مكررة الشكر دولة الإمارات على إتاحتها الفرصة للأجندة الإنسانية بشكل كبير ولأول مرة في مؤتمر للأطراف.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الأمم المتحدة الإمارات التغير المناخي المناخ الاستدامة مؤتمر الأطراف مؤتمر المناخ العمل الإنسانی التغیر المناخی فی مؤتمر أنه فی من أجل

إقرأ أيضاً:

مساجلة دبلوماسية حامية بين السودان والإمارات بأروقة الأمم المتحدة

جنيف- متابعات – تاق برس
شهدت أروقة مجلس حقوق الإنسان بجنيف التابع للأمم المتحدة مساجلة دبلوماسية حامية بين مندوب السودان ومندوب دولة الإمارات.
جاء ذلك خلال الاجتماع الرفيع المستوى بشأن النزاعات المسلحة والقانون الدولي الإنساني. حيث وجّه المندوب الدائم للسودان، السفير حسن حامد حسن، اتهامات مباشرة إلى مندوب الإمارات، متهمًا بلاده بدعم قوات الدعم السريع بالسلاح والعتاد، بما في ذلك الطائرات المسيّرة في حربها ضد الجيش السوداني.

وقال المندوب السوداني إن من يتورط في تسليح المتمردين لا يمكنه التظاهر بالحياد أو العمل الإنساني.

وأفاد في ثلاث مداخلات متتالية إن تقديم الدعم العسكري لقوات الدعم السريع والتي وصفها بالخارجة عن القانون يُعد خرقًا صارخًا لمبادئ القانون الدولي الإنساني، ولا يمكن القبول بمشاركة من يزوّد المتمردين بالأسلحة في منصة أممية تناقش الإنسانية.

مضيفًا أن العمل الإنساني لا يستقيم مع تزويد الجماعات المسلحة بالمسيّرات المستخدمة في قصف البنية التحتية والمرافق المدنية في السودان.

وأكد مندوب السودان أن دعم الإمارات لقوات الدعم السريع بات مثبتًا وموثقًا، مستندًا إلى تقارير رسمية من بينها تقرير فريق خبراء مجلس الأمن الصادر بموجب القرار 1591، والمودع لدى مجلس الأمن بتاريخ 15 يناير 2024، والذي تم تعميمه كوثيقة رسمية من وثائق الأمم المتحدة.

مشيرا أيضا إلى أن تقارير منظمة العفو الدولية وغيرها من المؤسسات العالمية ذات المصداقية، موضحًا أن السودان أودع شكوى رسمية لمجلس الأمن مرفقة بأدلة واضحة تدين التدخل الإماراتي، ومضيفًا أن “من يدّعي الحياد عليه أولاً أن يتوقف عن تمويل وتسليح المليشيات”.

بدوره حاول مندوب الإمارات نفي هذه الاتهامات، مؤكدا أن بلاده قدّمت مساهمات إنسانية للمنظمات الدولية؛ إلا أن المندوب السوداني رد عليه قائلاً: “أمسكوا أموالكم، فشعب السودان أكرم من أن تُشترى كرامته، ومن يرسل المسيّرات لقتل المدنيين لا يستحق الحديث عن العمل الإنساني”.

وفي ختام حديثه، قال السفير حسن حامد إن محكمة العدل الدولية لم تبرّئ الإمارات كما تدعي، بل رفضت الشكوى لأسباب إجرائية تتعلق بالاختصاص.

واعتبر المندوب السوداني أن محاولة الإمارات التمسك بهذا التفسير “غرق في بحر الاتهامات” مطالبًا أبوظبي بتحمّل مسؤولياتها والامتناع فورًا عن دعم من سماهم بالتمردين احترامًا للقانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.

أسلحة وذخائر من الإماراتالأمم المتحدةالسودان

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية يستمع إلى ملخص أنشطة مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع
  • وزير الخارجية يلتقي مدير مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع اليونبس
  • بابا الفاتيكان يطلق نداءً عاجلًا لإنهاء الصراعات في الشرق الأوسط: "لا تدعوا صوت الأسلحة يخنق صرخة الإنسانية"
  • بطل مجهول في مواجهة التغير المناخي.. ماذا نعرف عنه؟
  • وفد أممي يزور شرق البلاد لتعزيز جهود الاستجابة الإنسانية والتنمية المستدامة
  • مساجلة دبلوماسية حامية بين السودان والإمارات بأروقة الأمم المتحدة
  • بعد فشلها.. مؤسسة غزة الإنسانية تعلن استعدادها للتعاون مع منظمات أخرى
  • بعد فشلها.. مؤسسة غزة الإنسانية تعلن استعدادها للتعاون من منظمات أخرى
  • مفوضية اللاجئين تدعو للتهدئة بين إسرائيل وإيران وتحذر من العواقب الإنسانية للصراع
  • تقليص المساعدات يفاقم أزمة اليمن الإنسانية