#الفيتو_الأمريكي ضد وقف إطلاق النار: #الخطيئة التي قد تقلب #الموازين

كتب م. #علي_أبوصعيليك

أكثر من ستين يوما وفشل قوات الاحتلال مستمر في تحقيق أي نصر على المقاومة الفلسطينية، وفي نفس الوقت تنتقم يوميا من المدنيين الفلسطينيين بوجود دعم عسكري وسياسي أمريكي مطلق، والفشل يشمل حتى تحرير أسير واحد، ولذلك كان من المنتظر أن تجد الولايات المتحدة لها مخرجاً من العار والخزي الذي لحق بها على مدار شهرين، لكنها أبت إلا أن تستمر على حقيقتها التي قامت عليها منذ البداية وهي استنزاف دماء الشعوب من أجل تحقيق مصالحها والشواهد لا تعد ولا تحصى في العديد من البلدان.

خسرت الولايات المتحدة كثيراً في الجانب الشعبي على مستوى العالم وازدادت صورتها الوحشية قذارة بسبب دعمها وتمويلها ومساهمتها العسكرية في إبادة الأبرياء من الشعب الفلسطيني من أجل تحقيق مصالحها، ورغم الفشل الذريع لجيش الاحتلال إلا أن الفيتو الأمريكي منح مزيداً من الوقت والغطاء السياسي للاستمرار في الإبادة التي تستهدف من خلالها تهجير الفلسطينيين نحو سيناء المصرية وذلك هو الهدف الحقيقي الذي تعمل الولايات المتحدة على تحقيقه ولكن المقاومة الفلسطينية كانت كالشوكة في حلقها، ولا يبدو أن تمديد مدة الحرب سيؤدي إلى نتائج سوى إبادة المزيد من المدنيين الفلسطينيين جنباً إلى جنب مع استمرار سقوط المزيد من القتلى والجرحى من جيش الاحتلال والخسائر المادية والعملياتية.

مقالات ذات صلة العمل العام و الأجندة الخاصة 2023/12/13

صحيح أنها القوة العسكرية الأكبر في العالم، لكن حديث مسؤوليها السياسي أصبح مكشوفاً وساذجاً لما يحتويه من أكاذيب هزلية متناقضة، مثلا خلال حرب روسيا وأوكرانيا التي طمسها إعلاميا طوفان الأقصى، خرج المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكي جون كيربي يحاول منع دموعه (دموع التماسيح) عندما تحدث عما قال عنه في حينها “الفضائع التي يرتكبها بوتين في أوكرانيا” وكان يتنهد ويتألم عندما تحدث عن الصور التي رأها لقتل الأبرياء في رواية أمريكية كلها أكاذيب مزيفة، بينما ظهر نفس الشخص في مؤتمر صحفي يتعلق بالحرب على غزة بوجه آخر خالٍ من المشاعر الإنسانية عندما سأله صحفيا عن إبادة المدنيين في غزة وكان تعليقه بأنها حرب دموية قبيحة يتعرض فيها المدنيون للأذى، كان يبرر الإبادة بأنها نتيجة طبيعية للحرب، يا لقذارتك.

على المستوى الشعبي، لم يعد شيئاً كما كان قبل طوفان الأقصى، ومع توثيق الجرائم ضد المدنيين التي يرتكبها جيش الاحتلال والجنود الأمريكان الذين تم الإعلان عن مشاركتهم في الحرب، وعدم تحرج الولايات المتحدة من الإعلان عن استخدام قنابلها وإلقائها على بيوت المدنيين، لم يعد هناك أي طريقة لتجميل الوجه القبيح، وبالتالي هل أمريكا قادرة وللأبد أن تحافظ على قوتها واقتصادها والسيطرة على العالم؟ طبعا لم تدم أي قوة سابقة في التاريخ، ولذلك فإن حجم الانتقام سيكون كبيراً جداً ومؤلماً، صحيح أننا نتعامل مع الواقع، لكننا أيضا مؤمنون ولن تذهب أرواح أطفال غزة دون انتقام رباني عجيب سيكون درس يخلده التاريخ.

الفيتو الذي استخدمته الولايات المتحدة وتفردت لوحدها دون جميع دول العالم في الاستمرار بدعم وحماية جرائم الاحتلال في الإبادة الجماعية كان مؤلماً جداً، ستون يوماً والأبرياء في غزة يدفعون ثمنا باهظا للطموحات الأمريكية في المنطقة، وأمريكا غارقة في وحل الأكاذيب الصهيونية، وفي كل الأحوال وحسب التاريخ فإن كل ما فعله الاحتلال الصهيوني منذ أكثر من خمسة وسبعين عاما من جرائم بحق الشعب الفلسطيني إلا أنها عجزت تماما عن مسح الهوية الوطنية الفلسطينية والتي ستبقى شامخة كما ظهرت المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر.

عموماً وبعد يومين من تصويت الولايات المتحدة المشين، بدأت التسريبات الإعلامية من الجانب الصهيوني عن مفاوضات مجدداً من أجل صفقة تبادل أسرى، وما كان لهذه التصريحات أن تخرج من وزير الدفاع غالانت إلا لأن حجم الألم الصهيوني كبير جدا من حيث عدد الضباط والجنود الذين يسقطون يومياً ويتم التغطية على أعدادهم الحقيقية.

ما ارتكبته الولايات المتحدة منذ السابع من أكتوبر ليس بالخطأ الإستراتيجي، بل هو الخطيئة التي لا تغتفر، فلعنة أرواح أطفال غزة ستبقى تلاحق جميع مسؤوليها، ولا يمكن إلا أن تدفع الثمن باهظا حتى لو كانت هي الأقوى عسكرياً، فقد أصبح حتى رؤساء بعض الدول يتحدثون بوضوح أن العالم أفضل دون ما تفعله أمريكا.

كاتب أردني
[email protected]

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الخطيئة الموازين الولایات المتحدة إلا أن

إقرأ أيضاً:

الصحة- غزة: 367 شهيدا و953 مصاباً منذ بدء وقف إطلاق النار

الجديد برس| أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم السبت، ارتفاع حصيلة ضحايا خروقات جيش الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار إلى 367 شهيداً و953 مصاباً منذ بدء العمل بالاتفاق في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وقالت الوزارة في بيان إن 6 شهداء، بينهم واحد جديد و5 انتُشلوا من تحت الأنقاض، و 15 إصابة وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الـ48 الماضية. ولم تقدّم تفاصيل إضافية بشأن القتيل الجديد أو طبيعة الإصابات، غير أنّ قوات الاحتلال تواصل خرق الاتفاق بقصف مناطق مدنية وإطلاق النار تجاه سكانها في مختلف أنحاء القطاع. وأوضحت الوزارة أنّ إجمالي حالات الانتشال منذ سريان وقف إطلاق النار بلغ 624 حالة، فيما سجلت منذ ذلك التاريخ 367 شهيداً و953 إصابة. وبصورة إجمالية، قالت الوزارة إن حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ارتفعت إلى 70,354 شهيداً و 171,030 مصاباً، مؤكدة أنّ أعداداً أخرى من الضحايا ما تزال تحت الركام وفي الطرقات، بسبب العجز عن الوصول إليهم في ظل الدمار الواسع ونقص المعدات اللازمة لعمليات الإنقاذ. وأشارت الوزارة إلى أن معظم الضحايا من الأطفال والنساء، في وقت خلّفت فيه الهجمات دماراً هائلاً في البنية التحتية للقطاع، قدّرت الأمم المتحدة تكلفة إعادة إعمارها بنحو 70 مليار دولار. وتابعت الوزارة أنّ جيش الاحتلال يواصل خرق الاتفاق أيضاً من خلال منع إدخال كميات كافية من الغذاء والدواء إلى قطاع غزة المحاصر، حيث يعيش نحو 2.4 مليون فلسطيني في ظروف إنسانية وصفتها بـ”الكارثية”.

مقالات مشابهة

  • غزة .. خروقات توقع شهيدة واصابات بالمناطق الآمنة
  • الجبروت الأمريكي على فنزويلا
  • المرحلة الثانية من اتفاق غزة تقترب ونتنياهو يقر بصعوبتها
  • انتهاكات الاحتلال المتواصلة في غزة ترفع حصيلة الشهداء والجرحى
  • الاحتلال يكثّف القصف ونسف المنازل في خان يونس
  • حماس: فتح الاحتلال لمعبر رفح باتجاه واحد يخالف اتفاق وقف إطلاق النار ويعكس نية للتهجير
  • الصحة- غزة: 367 شهيدا و953 مصاباً منذ بدء وقف إطلاق النار
  • الاحتلال يعيد ترسيم الخط الأصفر بالحديد والنار
  •  367 شهيداً في غزة منذ وقف إطلاق النار
  • سمو سفيرة المملكة لدى الولايات المتحدة تحضر قرعة كأس العالم برفقة الوفد السعودي