كيف يؤثر العمل من المنزل على الصحة النفسية؟
تاريخ النشر: 8th, December 2025 GMT
أستراليا – في خضم التحول التاريخي الذي تشهده بيئات العمل حول العالم، حيث أصبح العمل عن بعد ممارسة راسخة، يبرز سؤال محوري بشأن مدى تأثير هذا التغيير على صحتنا النفسية.
وتقدم دراسة أسترالية إجابات قائمة على أدلة دامغة، تكشف أن الفوائد النفسية لهذا النمط للعمل ليست موحدة ولا بسيطة، بل تخضع لتفاصيل دقيقة تتعلق بالجندر والحالة النفسية المسبقة.
وبعد تحليل بيانات 20 عاما لـ16 ألف موظف أسترالي، توصل باحثون من جامعة ملبورن إلى استنتاجات مذهلة: العمل من المنزل يعزز الصحة النفسية للنساء بشكل ملحوظ، بينما تأثيره على الرجال ضئيل أو منعدم. ولكن المفاجأة الحقيقية تكمن في التفاصيل.
وتوضح الدراسة أن الفائدة النفسية للنساء تصل إلى ذروتها عند اتباع نموذج العمل الهجين المتوازن: حيث تعمل المرأة غالبية الأسبوع من المنزل، وتذهب إلى المكتب ما بين يوم إلى يومين فقط. والنساء اللواتي اتبعن هذه الصيغة، خاصة ذوات الصحة النفسية الهشة، سجلن تحسنا نفسيا يعادل زيادة دخل الأسرة بنسبة 15%.
وهذه ليست مجرد أرقام، بل ترجمة ملموسة لتحسن في جودة الحياة، ويتوافق هذا الاكتشاف مع دراسات سابقة وجدت أن النمط الهجين يحسن أيضا الرضا الوظيفي والإنتاجية.
والأمر الأكثر إثارة أن هذه الفوائد ليست فقط نتيجة لتوفير وقت التنقل. فعندما عزل الباحثون تأثير المواصلات إحصائيا، وجدوا أن العمل من المنزل يقدم مزايا نفسية إضافية مستقلة. ويعزو الباحثون ذلك إلى أسباب مثل تخفيف ضغوط بيئة المكتب التقليدية، وتوفير مرونة أكبر لإدارة عبء “المناوبة المزدوجة” بين العمل والمنزل، وهو عبء ما يزال يقع بشكل غير متكافئ على عاتق المرأة في العديد المجتمعات.
في المقابل، يقدم الرجال صورة مختلفة. فالعمل من المنزل بحد ذاته لا يظهر تأثيرا إحصائيا واضحا على صحتهم النفسية، سواء إيجابيا أو سلبيا. لكن العامل الحاسم للرجال، خاصة أولئك الذين يعانون أساسا من تحديات نفسية، هو وقت التنقل.
ووجدت الدراسة أن إضافة نصف ساعة فقط للرحلة ذهابا إلى العمل تعادل نفسيا انخفاض دخل الأسرة بنسبة 2% للرجل المتوسط. وهذا يشير إلى أن التكلفة النفسية للازدحام والوقت الضائع في المواصلات قد تكون أكبر على الرجال.
وتوضح نتائج الدراسة أن الأفراد ذوي الصحة النفسية الأضعف هم الأكثر تأثرا ببيئة عملهم. فهم يستفيدون أكثر من العوامل الإيجابية (كالعمل من المنزل للنساء) ويتأذون أكثر من العوامل السلبية (كالتنقل الطويل للرجال). بينما يبدو الأفراد ذوو الصحة النفسية القوية أكثر مرونة وقدرة على التكيف مع مختلف الترتيبات العملية.
وبناء على هذه النتائج، تقدم الدراسة خارطة طريق لكل الأطراف:
للموظف/ة: راقب تأثير بيئة العمل على نفسيتك. خطط لإنجاز المهام الأكثر تطلبا في الأيام والأماكن التي تشعر فيها بأكبر قدر من الراحة والتركيز. لصاحب العمل: تجنب سياسات “مقاس واحد يناسب الجميع”. اعتمد النماذج الهجينة المرنة، واعترف بأن وقت التنقل جزء من عبء العمل ويؤثر على إنتاجية الموظف ورفاهيته، خاصة لمن يعانون من تحديات نفسية. لصانع السياسة: استثمر في تحسين وسائل النقل العام لتقليل الازدحام. عزز التشريعات التي تدعم العمل المرن. ووسع نطاق الوصول إلى خدمات الصحة النفسية في أماكن العمل.وبحسب الدراسة، فإن العمل من المنزل ليس رفاهية ولا حلا سحريا، بل هو أداة قوية يمكن تصميمها بشكل ذكي لتحسين الصحة النفسية، خاصة للفئات الأكثر حاجة.
المصدر: ساينس ألرت
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: العمل من المنزل الصحة النفسیة
إقرأ أيضاً:
لمخالفات عديدة.. العلاج الحر بالدقهلية يغلق مركزًا مرخصًا للصحة النفسية بالمنصورة
قامت إدارة العلاج الحر بمديرية الصحة بالدقهلية برئاسة الدكتور محمد فؤاد بتشكيل لجنة مشتركة للمرور على مراكز الصحة النفسية وعلاج الإدمان داخل المحافظة، وذلك تنفيذًا لخطة المتابعة المكثفة لضبط الأداء والالتزام بالمعايير المنظمة للعمل الطبي.
وضمّت اللجنة في تشكيلها الدكتور محمد عبد العزيز، والدكتور علي عبد المحسن، بمشاركة أعضاء من المجلس الإقليمي للصحة النفسية بالدقهلية، إلى جانب مفتشي هيئة الدواء المصرية بالمحافظة. وقد بدأت اللجنة جولات مفاجئة على عدد من المراكز المتخصصة، للتأكد من سلامة الممارسات الطبية وتطبيق اشتراطات الترخيص، وضمان تقديم الخدمة العلاجية في إطارها القانوني.
وخلال المرور على أحد المراكز المرخصة بمدينة المنصورة، تبين وجود مخالفات جسيمة تخالف اشتراطات الترخيص، بالإضافة إلى ضبط أصناف دوائية منتهية الصلاحية داخل مقر المركز. وعلى الفور تم تحرير محضر إثبات حالة بالمخالفات وقُيّد جنحة لعرضه على النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه المسؤولين عن المركز. كما صدر قرار بالغلق الإداري للمركز نظرًا لتعدد وجسامة المخالفات التي تم رصدها، حفاظًا على سلامة المرضى ومنع تكرار هذه التجاوزات.
وأكد الدكتور السيد فاروق، وكيل المديرية للطب العلاجي، أن مديرية الصحة بالدقهلية مستمرة في حملاتها الرقابية لضمان التزام المنشآت الطبية بالمعايير، وأن أي جهة تخالف الاشتراطات ستواجه إجراءات فورية دون تهاون.
وصرح الدكتور محمد فؤاد، مدير إدارة العلاج الحر، شدد على أهمية التأكد من ترخيص أي مركز لعلاج الإدمان أو تقديم خدمات الصحة النفسية قبل الالتحاق به، مشيرًا إلى أن العمل دون ترخيص أو مخالفة قوانين المنشآت الطبية يشكل خطرًا مباشرًا على المرضى. ودعا المواطنين إلى التواصل مع المجلس القومي للصحة النفسية عبر الخط الساخن 01207474740، سواء باتصال مباشر أو عبر واتس آب، أو من خلال الصفحات الرسمية للمجلس على فيسبوك وإنستجرام، للاستفسار أو التأكد من تراخيص المراكز قبل التعامل معها.