كيف علق السوريون بعد عام من التحرير؟
تاريخ النشر: 8th, December 2025 GMT
بعد عام كامل على اليوم الذي طويت فيه صفحة 4 عقود من الاستبداد، احتفل السوريون في الذكرى الأولى لتحرير بلادهم بملامح تختلط فيها مشاهد الفرح بآثار الوجع.
فقد شكل سقوط نظام بشار الأسد لحظة مفصلية في تاريخ البلاد، أنهت سنوات طويلة من الحرب والقمع والحصار، وفتحت الباب أمام مرحلة جديدة يسعى فيها السوريون لإعادة بناء وطنهم واستعادة كرامتهم.
وتصدر وسم "عام على التحرير" و"سوريا تنتصر" و"سوريا حرة" منصات التواصل الاجتماعي، وسط سيل من التغريدات والمنشورات التي استعاد فيها السوريون لحظات اعتبروها "نهاية زمن الخوف" وبداية مرحلة جديدة من تاريخ البلاد.
واحتفت آلاف الرسائل بـ"عام النصر"، حيث استعاد المغردون صور الأيام الأولى للتحرير ورووا حكايات الصمود التي سبقت هذا التحول التاريخي، مؤكدين أن ما تحقق كان ثمرة تضحيات امتدت لأكثر من عقد.
في مثل هذا اليوم قبل عام أشرقت شمس الحرية على سوريا ????
الحمدلله حتى يبلغ الحمد منتهاه
الحمدلله حتى يبلغ الحمد منتهاه
الحمدلله حتى يبلغ الحمد منتهاه pic.twitter.com/6c1nODJdgo
— محمد ???????? (@ibxrri) December 8, 2025
وأشار ناشطون إلى أن الذكرى لا تمثل مجرد احتفال رمزي، بل تجديدا للعهد بالمضي في مشروع البناء والأمل، مؤكدين أن سوريا ستبقى حرة وقوية بأبنائها، وأن الطريق الذي بدأ قبل عام ما يزال ممتدا نحو ترسيخ دولة العدل والحرية.
في الذكرى الأولى لانتصار الثورة السورية، أشعر أن روحي تشتعل فخرًا وفرحًا لا يُقاس.
هذا اليوم ليس مجرد ذكرى… هذا يوم عودة الصوت، يوم انتصار الشعب الذي كسر قيوده بيده، يوم انتصار الحقيقة على سبعين عامًا من القمع والخوف والصمت.
اليوم أحتفل بنصرٍ صُنع بدم الشهداء، وبصبر المعتقلين pic.twitter.com/nOFCtiDdGV
— heba (@Haboooooush) December 8, 2025
وكتب ناشطون: "التحرير لم يكن نهاية الطريق، لكنه بداية استعادة الأمل"، فيما اعتبر آخرون أن الاحتفال يمثل تكريما للشهداء والجرحى الذين قدموا أرواحهم من أجل حرية البلاد.
إعلانوعبر أحد المغردين عن مشاعره قائلا: "أشعر أن روحي تشتعل فخرا وفرحا، فهذا اليوم ليس مجرد ذكرى… إنه يوم عودة الصوت، يوم انتصار الشعب الذي كسر قيوده بيده، يوم انتصار الحقيقة على 70 عاما من القمع والخوف والصمت".
عام على يوم القيامة…
على أهم عيد في تاريخ سوريا منذ فجر يومها الأول
عام على ولادة البلاد من جديد وولادة آمال لأهلها بحجم حبهم لها الذي عاد
ورد على قبور من رحلوا لأجل هذه الحرية المجيدة
ورد لبيوت أهالي المفقودين والمُغيّبين
آمال كبيرة بسوريا معمّرة، مزدهرة، تضم الجميع.
— الماغيرو (@yosfs9) December 8, 2025
كما وصف آخرون الذكرى بـ"يوم القيامة السوري"، معتبرين أنه شكل ولادة جديدة لسوريا وولادة لآمال بحجم حبهم للوطن الذي عاد بعد سنوات طويلة من القهر والغياب، مع آمال كبيرة بسوريا "معمرة، مزدهرة، وتضم كل أبنائها".
????مرّ عام كامل على اليوم التاريخي الذي سقط فيه طاغية دمشق، وانتصرت إرادة شعبٍ صمد أربعة عشرة سنة تحت القصف والحصار والسجون والتهجير.
اليوم، ونحن نحتفل بمرور عام على تحرير سوريا، أتقدم بأصدق التهاني وأعطر التبريكات لكل الأحرار في العالم الذين وقفوا معنا، فرحوا لفرحنا، وبكوا… pic.twitter.com/t6qwmHSgoM
— Dr.Laila✝️????️ (@Laila_020) December 8, 2025
وفي المقابل، عبر مغردون آخرون عن رفضهم لخطاب الاحتفاء، معتبرين أن الحديث عن "التحرير والانتصار" لا يعكس الواقع الحالي.
وقال بعضهم إن الاحتفال بهذه الذكرى "لا يغير من حقيقة أن ملايين السوريين ما زالوا مهجرين"، بينما اعتبر آخرون أن وصف اليوم بـ"يوم القيامة" أو "العيد الأكبر" مبالغ فيه ولا يراعي حجم الجراح المفتوحة.
سنة على سقوط الأسد، وسوريا ما زالت تحاول أن تتعرّف على نفسها من جديد.
لسنا في مرحلة احتفال، ولسنا في نهاية الطريق، لكننا في لحظة تستحق التوقف عندها—لحظة نقول فيها إن هذا البلد، رغم كل ما مرّ به، ما زال قادراً على النهوض، وعلى أن يمنح أبناءه فرصة ثانية.
كل عام وسوريا أقرب… pic.twitter.com/P4LYcIwdrM
— ملهم الجزماتي Mulham aljazmaty (@maljazmaty) December 8, 2025
كما ناقش مغردون معارضون تحديات ما بعد سقوط النظام، من إعادة الإعمار إلى عودة اللاجئين وإعادة بناء مؤسسات الدولة، معتبرين أن "التحرير كان خطوة أولى، أما المستقبل فهو الاختبار الأصعب".
وشددوا على أن أي حديث عن "عام النصر" يجب أن يقترن بتحسين الواقع الاقتصادي، وعودة المهجرين، والكشف عن مصير المعتقلين والمفقودين.
في ذكرى التحرير، تعود سوريا كأنها تستجمع أنفاسها بعد غرقٍ طويل،ترفع جبينها للسماء، وتقول للعالم: لم أنكسر فقط كنتُ أتهيأ للقيام من جديد
أفراحها اليوم ليست ضجيج شوارع، بل نبض قلوب
تعلّمت أن الفرح يولد من صبرٍ مُرّ، ومن يقينٍ لم يساومه الخوف
أفراحكم أفراحنا ????????
#سوريا_الجديدة pic.twitter.com/8rI6fBptXI
— الغيداء ???? (@i_deem_f) December 8, 2025
وأكدوا أن "البلاد لم تولد من جديد بعد، وما تزال تبحث عن طريق واضح للخروج من سنوات الانقسام"، وأن مؤسسات الدولة بحاجة إلى إعادة بناء عميقة، مؤكدين أن الاحتفال قبل تحقيق العدالة الانتقالية ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم هو تجاهل لحق آلاف العائلات التي لم تجد أبناءها حتى اليوم.
إعلانورأى هؤلاء أن الذكرى قد تكون فرصة للتقييم لا للاحتفال فقط، ولطرح أسئلة صعبة حول مستقبل الدولة، والضمانات اللازمة لمنع تكرار ما حدث، وسبل إعادة توحيد المجتمع على أسس أكثر عدلا ومساواة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات حريات وسم یوم انتصار pic twitter com عام على من جدید
إقرأ أيضاً:
احتفالات سوريا وفلسطين تخطف الأنظار بعد تأهلهما إلى ربع نهائي كأس العرب
شهدت الجولة الختامية للمجموعة الأولى في كأس العرب لكرة القدم مشهدا استثنائيا، بعد أن حسم التعادل السلبي مباراة سوريا وفلسطين، ليضمن المنتخبان معًا التأهل إلى ربع النهائي.
وبرصيد خمس نقاط لكل منهما، اعتلى "الفدائي" صدارة المجموعة بفارق الأهداف المسجلة، رغم تكافؤ نتائج الفريقين وتساويهما في فارق الأهداف الإجمالي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مرتديا "بدلة النصر".. ما دلالات صلاة الشرع في الأموي بذكرى التحرير؟list 2 of 2بينهم عشرات الأطفال.. غضب واسع بعد مجزرة الدعم السريع في كلوقيend of listوحسم التعادل مواجهة سوريا وفلسطين في ختام منافسات المجموعة، ليمنح المنتخبين بطاقة العبور إلى دور الثمانية بعد رحلة متوازنة في الدور الأول.
عمّت الفرحة ملعب المباراة وجماهير المنتخبين، حيث احتفل اللاعبون برفع الأعلام وتبادل التهاني، وسط هتافات وأهازيج وطنية، في لحظة نادرة تجمع بين الإنجاز الرياضي والتلاحم الوطني.
وأظهرت كاميرات البطولة واحدة من أجمل اللقطات، عندما رفع لاعب فلسطين، محمد صالح، علمي سوريا وفلسطين، وارتدى شورت المنتخب الفلسطيني وقميص المنتخب السوري، في مشهد يجمع بين اللاعبين والجماهير المختلطة.
في واحدة من أجمل اللقطات التي سجلتها كاميرا كأس العرب في الدوحة، يظهر لاعب منتخب فلسطين محمد صالح وهو من غزة وهو يرفع علم سوريا وعلم فلسطين، ويرتدي شورت المنتخب الفلسطيني وقميص المنتخب السوري، ويحتفل بسعادة بتأهل الفريقين في وسط الملعب، بينما يتبادل اللاعبون الثياب ويحتفلون مع… pic.twitter.com/KFy6JCOGbx
— Tamer | تامر (@tamerqdh) December 7, 2025
وقد أشعل التعادل بين سوريا وفلسطين موجة تفاعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث احتفى آلاف المغردين بتأهل المنتخبين معا.
وتصدّر وسم "فلسطين" و"سوريا" قائمة الأكثر تداولا، مع إشادات بالأداء القتالي وروح المسؤولية لدى اللاعبين، مقابل انتقادات محدودة لغياب الفاعلية الهجومية.
شوفوا الأخلاق
شوفوا النبل
شوفوا عيال الأصول
شوفوا الشعوب الراقية والمحترمة
لاعبي المنتخب السوري والفلسطيني يحتفلون سوية بالتأهل مع علمهم بأن الجميع فرحان لتأهلهم pic.twitter.com/QCu0syyUXU
— عبدالرحمن بن سعود | A B S ???????? (@absqtr86) December 7, 2025
ووصف ناشطون المباراة بأنها "جنونية"، مشيرين إلى المشهد النادر للاحتفال المشترك بين المنتخبين والجماهير، وقال أحدهم: "تخيّل تشوف منتخبين يحتفلون مع بعض بنفس الوقت؟ هذا الذي صار في مباراة فلسطين وسوريا".
إعلانورأى مغردون أن تصدّر فلسطين للمجموعة "مستحق"، نظرا لتطور الأداء وتماسك الخط الخلفي، بينما رأى آخرون أن التعادل "خدم الطرفين"، ومنح الجماهير مشهدا نادرا لتأهل مشترك، عزّزته رسائل المحبة والدعم المتبادل بين السوريين والفلسطينيين.
اقسم بالله شيء جنوني .. تخيّل تشوف منتخبين يحتفلون مع بعض بنفس الوقت؟ هذا اللي صار قبل شوي في مباراة فلسطين وسوريا! ????????????????????????????
يستاهلون الفرحة ????????????????
pic.twitter.com/Sav55M6y9C
— عمرو (@bt3) December 7, 2025
وكتب أحد النشطاء: "تأهل بطعم الوحدة.. مبروك لفلسطين ولسوريا، فرحتنا وحدة".
وأضاف آخر: "تأهل مشترك نادر… بطولة العرب تثبت كل يوم أنها أكثر من كرة قدم".
وفي المقابل، وُجهت انتقادات محدودة لغياب الفاعلية الهجومية، إذ اعتبر بعض النشطاء أن الفريقين لعبا بتحفّظ مبالغ فيه خوفًا من الخسارة، في حين دافع آخرون عن النهج الفني، واصفينه بأنه "واقعي" في مباراة حاسمة.
???????????????????????????????? — مشجع تونسي غاضب :
الان الدقيقة 60 … مباراة سوريا وفلسطين كلها تمريرات … ياخي العب كوره العب كوره مو معقول ????pic.twitter.com/TqM4n8aDcS
— سهم (@1SMi_) December 7, 2025
ركز عدد من المتابعين على صلابة الدفاع الفلسطيني وثبات الحارس، في حين أظهر المنتخب السوري نضجا تكتيكيا مكّنه من الخروج دون خسارة، مؤكدين أن الفريقين قادران على الذهاب بعيدا إذا حسّنا الفاعلية الهجومية في الأدوار الإقصائية.
من اغرب الاشياء اللي ممكن تشوفها في كرة القدم !! ????
فرحة لاعببن منتخب سوريا وفلسطين بعد صافرة النهاية لدرجة ان احتفالاتهم دخلت في بعض ????❤️#سوريا_فلسطين#كأس_العرب pic.twitter.com/gu6TcSe5e7
— خالد بن فصلا | KF (@wlv_s1) December 7, 2025
اختتم المدونون بالتأكيد على أن تأهل المنتخبين منح شعبي البلدين لحظات من السعادة بعد معاناتهما الطويلة، في مشهد يعكس الفرح الجماعي والتلاحم الوطني، الذي تجاوز حدود الملعب ليصل إلى منصات التواصل والاجتماعات الجماهيرية.