لجريدة عمان:
2025-07-05@03:40:34 GMT

المثقف الحقيقي والمثقف الزائف

تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT

تتولَّد الأسئلة والأفكار وتتوالى المراجعات بعد كل هزة أخلاقية وإنسانية يمر بها الإنسان كفرد أو كجماعة إنسانية كبيرة، وتتبدى المواقف الصعبة في هذه الأوقات الحرجة كاشفة عن المعدن الكامن في فكر وأفعال الإنسان الذي يتعرض للصقل في مواقف مأزومة، كالحال الإنسانية الصعبة في غزة وسوريا والسودان وليبيا وغيرها من البلدان التي تعيش ظروفا يندى لها الجبين وتنفطر لها قلوب كل حر وأمين.

يُنظر إلى المثقف باعتباره الإنسان الذي يعرف، ولأنه يعرف فإن كثيرا من الناس تترقب ما يقول وتتأثر به، وقد أوجد الإعلام البديل المتمثل في وسائل التواصل الاجتماعي تعريفا جديدا للمثقف باعتباره العارف كما ذكرت، وتصبح روايته وسرديته هي الأساس المُتَّبَع لمتابعيه في مواقع التواصل الاجتماعي ومن يتأثر به.

فأصبح «المشهور» وصاحب النسبة الأعلى من المتابعات والمشاهدات والذي يقدم ثقافة ما بنمط خاص وفريد يميِّزه عن بقية «المشاهير» يعتلي منبره الرقمي لتشرئب إليه أعناق متابعيه من مختلف أطياف المجتمع بل وقد يتعدى دولته ليصير منبره إقليميا أو عالميا حتى!.

يعود المثقف التقليدي للواجهة، ولن أستشهد في هذا المقال بنظريات ورؤى من كتب وألَّفَ عن المثقف ومن هو وما يمثله كغرامشي وفوكو وغيرهم؛ بل سأتحدث بالحقائق البسيطة التي يعرفها الجميع، فالمثقف التقليدي، هو المرتبط بالكتب والكتابة والفاعل والمنفعل في هذا الحقل المعرفي.

يعود للواجهة باعتباره الصوت الرصين ذا الكلمات المنمقة والعبارات المفخَّمة والمصطلحات التي تتطلب قواميس لفهمها، في المواقف الصعبة والأوقات المتأرجحة.

وهنا تتبدى كثير من الأشياء التي لا تقبل التأويل والمواربة، فإما أن يكون المثقف مثقفا حقيقيا أو مثقفا زائفا. فمن هو المثقف الحقيقي ومن هو المثقف الزائف؟

في نظري، فإن المثقف الحقيقي هو الإنسان الذي يقف مع الحق والمظلوم ويناصره حتى وإن كان المتعرض للظلم من ألد أعداء المثقف، أي أن المثقف باختصار ينبغي أن يكون المثال الأخلاقي الحي أمام نفسه أولا ثم أمام الناس.

أما المثقف الزائف، فمن وجهة نظر شخصية كذلك، هو المتسلق على أكتاف المستضعفين ليحقق مآرب شخصية نفعية موجدا لنفسه حقيبة مكتنزة بالعلل والبراهين والأدلة التي ينافح بها عن موقفه المأزوم أمام كل حر يواجهه بزيف موقفه.

البوصلة الأخلاقية-الإنسانية تكشف معادن المثقفين، فما يحدث في غزة على سبيل المثال إبادة وحشية جائرة لا غرابة أن يشعر المرء أمامها بقلة الحيلة والعجز، ولكن المثقف الزائف يجمع براهينه وألاعيبه اللفظية الملتوية ليخبرنا جميعا بأننا مخدوعون أو أن ما يحدث إنما هو صراع -كأنما الطفل والعسكري على قدم المساواة!- بين دينين، وطائفتين، وأمتين!. هذا التمويه والإسفاف في تسخيف قيمة الإنسان عامة، وقيمة الإنسان وهو يُباد خاصة؛ لا ينم إلا عن مرض نفساني أخلاقي عُضال.

هذه البوصلة الأخلاقية نفسها، جعلت كثيرا من مثقفي الغرب ينزعون غشاوة الجهل والادعاءات الكاذبة التي أثبتت بطلانها على مدى السنين عن العرب، المسلمين، الشرقيين، والتي بثتها وسائل إعلام ذات توجه سياسي نفعي بحت، تخدم مآرب مُلَّاك هذه الوسائل والذين هم في الغالب مجموعة من المنتفعين السياسيين.

فترى الملحد الغربي يبحث عن الإسلام متسائلا عن سبب كل هذه الإبادة وإغماض العينين عمَّا يحدث للفلسطينيين -ذوي الأغلبية المسلمة- وترى اليميني المتطرف يراجع نفسه أمام الوحشية المفرطة للصهيوني الذي فاق النازيين في ارتكابهم المجازر والمآسي، وغيرهم الكثير.

فالمثقف في أساس كينونته إنسان كأي إنسان آخر؛ فإن كانت فطرته سليمة لم تتلوث بلوثة ما، فستراه مناصرا للحق والحقيقة منافحا عنهما، وإن كانت فطرته مشوبة بلوثة ما فلا غرابة أن تراه مبررا لكل فعل وحشي أو متشفيا مما يحدث لأعدائه المفترضين.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

خالد الجندي: التدبر الحقيقي يكون بالتسليم لأوامر الله ورسوله

كتبت -داليا الظنيني:

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن التدبر الحقيقي في الدين لا يكون فقط بالحفظ أو التكرار، بل بالتطبيق العملي والتسليم لأوامر الله ورسوله، دون الالتفات إلى ما يخالف ذلك من أفكار بشرية أو نظريات.

وأكد الجندي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، خلال حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال"، ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الأربعاء أن المسلم لا بد أن يسأل نفسه سؤالًا صريحًا، قائلًا: "سؤال عقر... سؤال حلو قوي: أنا كمسلم استفدت إيه؟ استفدت إيه لما النبي ﷺ يقول لي: قال رسول الله، وأنا أقول لأ، ده نيتشه قال، وماركس كتب، وويل ديورانت بيقول؟! أنا مالي ومال نيتشه، ومال شيكسبير؟! إنت بتنهار ليه قدام أي اسم أجنبي؟! فين عقيدتك؟ فين تسليمك؟!".

وأضاف: "التدبر مش بس إنك تقرأ، التدبر تطبيق عملي، لما ربنا يقولك حاجة أو النبي ﷺ يوصيك بأمر، تسلّم وتقتنع وتمشي على هديه، النبي قال: (خذوا عني مناسككم)، وقال إن الحجاب فريضة، ييجي واحد دلوقتي يقولك الحجاب مش فريضة؟! تسيب القرآن والسنة وتروح لزيد وعبيد ونطّاط الحيط؟! عيب".

وتابع الشيخ الجندي حديثه عن قضية الإيمان بالغيب، قائلًا:"القرآن علّمنا نقول: (قل الله أعلم بما لبثوا)... هي دي التربية، هي دي العقيدة، إنك تسلّم لله وتقول: سمعنا وأطعنا، ما تفضلش تسأل فين يأجوج وماجوج؟ وفين الذرية اللي اتسخطت قردة وخنازير؟ أنا مش عارف هم فين، بس أنا مصدق القرآن، ومش محتاج رأي كارل ولا كارل ماركس!".

وتابع: "يا شباب، عاوزين تربية حقيقية؟ قولها من قلبك: (قل الله أعلم بما لبثوا)، ردّدها، عش بيها، سلّم بيها... لأنها مفتاح الإيمان والتسليم لله عز وجل".

اقرأ أيضًا:

السيسي ونظيره الأوكراني يؤكدان ضرورة تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران

طرد بعد 7 سنوات.. ننشر النص الكامل لقانون الإيجار القديم بعد إقراره نهائيًا

لجنة فنية وتعويضات.. وزير العمل يكشف لمصراوي تفاصيل حادث حفار جبل الزيت

جمال شعبان يعلق على الموت المفاجئ للمطرب أحمد عامر

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

الشيخ خالد الجندي التدبر الحقيقي في الدين التسليم لأوامر الله ورسوله برنامج لعلهم يفقهون قضية الإيمان بالغيب

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة خالد الجندي: حج هؤلاء باطل.. وفّروا أموالكم أخبار هل كانت المساجد موجودة قبل النبي؟.. خالد الجندي يوضح أخبار الشيخ خالد الجندي: الحجاب لم يُفرض إلا لحماية المرأة وتكريمها أخبار هل يجوز الزيادة في الأمور التعبدية؟.. خالد الجندي يوضح أخبار

إعلان

الثانوية العامة

المزيد مدارس لن يخرج عنها الامتحان.. ننشر المراجعة النهائية لجغرافيا للثانوية العامة جامعات ومعاهد تنسيق الجامعات.. تفاصيل القبول ببرنامج إعداد معلم الكيمياء لطلاب الثانوية مدارس قرار عاجل من "التعليم" بشأن مصروفات المدارس الرسمية مدارس غدًا.. امتحان "الكيمياء والجغرافيا" لطلاب الثانوية العامة 2025 مدارس محافظ القليوبية يعتمد تنسيق قبول الصف الأول الثانوي العام

أخبار رياضية

المزيد رياضة محلية مصدر يكشف لمصراوي تفاصيل تعاقد الأهلي مع محمد شريف رياضة محلية رسمياً.. البنك الأهلي يضم محمد أشرف بن شرقي لمدة 4 مواسم رياضة محلية "على البحر ومشروب أخضر".. المصري البورسعيدي يعلن التعاقد مع عمر الساعي رياضة محلية "خناقة القطبين".. البنك الأهلي يعلن التعاقد مع ثاني صفقاته رياضة عربية وعالمية "بعد نهاية دور ال 16".. جدول ترتيب هدافي كأس العالم للأندية 2025

إعلان

أخبار

خالد الجندي: التدبر الحقيقي يكون بالتسليم لأوامر الله ورسوله

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

طرد بعد 7 سنوات.. ننشر النص الكامل لقانون الإيجار القديم بعد إقراره نهائيًا أسدل الستار.. البرلمان يقر نهائيًا تعديلات قانون الإيجار القديم نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس.. تعرف علي التفاصيل 36

القاهرة - مصر

36 25 الرطوبة: 31% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • الإقتصاد السياسي للشنقلة والفنقلة
  • كامل إدريس.. رئيس «الأمل الزائف» بلا وزراء!
  • الرئيس الشرع: الهوية تعبر عن بناء الإنسان السوري وترمم الهوية السورية التي ألفت الهجرة بحثاً عن الأمن والمستقبل الواعد، فنعيد إليها ثقتها وكرامتها وموقعها الطبيعي في الداخل والخارج
  • وزير الخارجية: توجت جهودنا برفع العقوبات ورفع علم سوريا في مقر الأمم المتحدة، سوريا التي نراها اليوم تشبه الشعب السوري، والرمزية السورية اليوم أكثر انفتاحاً ترمز إلى الإنسان السوري وثقافته وأرضه
  • انفجارات تهز مدينة تعز والكشف عن السبب الحقيقي والضحايا
  • خالد الجندي: التدبر الحقيقي يكون بالتسليم لأوامر الله ورسوله
  • خالد الجندي: التدين الحقيقي هو التسليم الكامل لله ورسوله
  • ٣٠/ يونيو، ليلة القبض علی جَمْرَة!!
  • مكتب حقوق الإنسان بريمة: جريمة الحوثيين بحق الشيخ حنتوس تكشف الوجه الحقيقي للإرهاب الحوثي
  • “شكرًا دولة الرئيس… وخلينا نبلّش بالسالفج الحقيقي!”