صحيفة المرصد الليبية:
2024-06-02@14:32:11 GMT

سفر درب الآلام في غزة بحبر عراقي

تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT

سفر درب الآلام في غزة بحبر عراقي

العراق – صدر عن جمعية المترجمين العراقيين كتاب بعنوان “قصائد غربية مناهضة لحرب الإبادة الجماعية على غزة” من إعداد وترجمة الدكتور قاسم محمد حسن الأسدي.

غلاف كتاب “قصائد غربية مناهضة لحرب الإبادة الجماعية على غزة” 

وفي تعليق خاص للزميل سلام مسافر، مقدم برنامج “قصارى القول” على RT العربية، وزميل الدكتور قاسم محمد الأسدي، قال مسافر إن الأسدي كان قد دفع بكتابه إلى المطبعة بالفعل، “وفي قلبه غصة من غياب بصمة روسية على سفر يضم أجمل الأشعار التي نظمها ناطقون بالإنجليزية، تتمزق أفئدتهم بفعل العدوان الإسرائيلي على غزة”.

لكنه، وبعد قراءته لما نشره موقع RT بالعربية من قصيدة ملحنة ومغناة للشاعر الروسي الكبير ألكسندر بروخانوف، من ترجمة الشاعر الفلسطيني عبد الله عيسى يقول مطلعها: “يا كوكبا يتلوى بألسنة النار”، أوقف طباعة الكتاب، كي تتزين صفحاته الأخيرة بقصيدة بروخانوف.

وحول قصيدة بروخانوف يتابع سلام مسافر: “تبدو قصيدة الشاعر الروسي في نهاية الكتاب وكأنها ثمالة الوجع والأنين والأمل المصهور في عشرات القصائد لشعراء كبار من أوروبا والأمريكيتين وأستراليا والهند وغيرها، وقد اخترقت قلوبهم عدوانية إسرائيل وأدمعت وجدانهم دماء أطفال غزة، فأنشدوا في مقتلهم”.

ويصدر الكتاب في 254 صفحة، ضمن مشروع “مئة كتاب”، أحد المشاريع الثقافية لجمعية المترجمين العراقيين، وتصدى لتنفيذه الدكتور قاسم محمد حسن الأسدي.

ويوثق القسم الأول من الكتاب أهم التظاهرات والتجمعات الدولية، ليأخذ القارئ في سياحة جيوسياسية للاحتجاجات التي اندلعت بعد أحداث غزة، وكشفت عن البعد الإنساني للتضامن مع أهالي غزة، بغض النظر عن اللون والعرق والدين.

كما ينفرد الكتاب بنشر صور وتقارير عن أنشطة دولية شعبية ورسمية واسعة، ربما لم تحظ بالتغطية الكافية في وسائل الإعلام العربية والغربية، حيث استفاد الدكتور الأسدي من عمله بمكتب بعثة الأمم المتحدة في بغداد للحصول على الأنباء من مصدرها الأول.

كذلك يشتمل القسم الثاني من الكتاب قصائد لشعراء من أمريكا وأستراليا والهند وأوروبا يكشفون من خلال الكلمة الشعرية الساحرة وقوفهم مع محنة أهل غزة، فصدحوا قصائد تقطر ألما وحزنا على آلاف الأرواح البريئة.

ويكتب الأسدي في مقدمة الكتاب: “سعيت لاختيار القصائد التي حاول فيها الشعراء تسليط الضوء على أطفال غزة، ونقلوا فيها هول ما يتعرضون له من قتل وتهجير وسلب لأبسط حقوق طفولتهم، أجساد ممزقة وجرائم لم تشهدها البشرية قبلا”.

كما يشير معد ومترجم الكتاب الدكتور الأسدي إلى عدم تضمين الكتاب قصائد لشعراء عرب نظرا “للسعي إلى رصد مواقف شعوب العالم وبخاصة الغربية الحرة بفنانيها وموسيقييها وكتابها ومفكريها وشعرائها الذين أطلقوا صرخة مدوية هزت أركان البيت الأبيض”.

والدكتور قاسم محمد حسن الأسدي مترجم عمل بوظيفة كبير المترجمين الفوريين في قناة RT العربية في الفترة من 2007-2014، وحاصل على درجة الدكتوراه في الأدب الإنجليزي من قسم الأدب الروسي والأجنبي بجامعة موسكو الحكومية التي تحمل اسم لومونوسوف. وكذلك على درجة الدكتوراه في الأدب الروسي من جامعة الصداقة في موسكو، وعلى درجة الماجستير في الأدب الإنجليزي من جامعة بغداد.

وعمل الأسدي أستاذا ومحاضرا في جامعات ومعاهد عراقية وعربية، ويجيد اللغات الإنجليزية والروسية إضافة إلى الفرنسية والألمانية، وله كتب وأعمال مترجمة في مجالات اللغة والأدب والتعليم.

المصدر: RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

معرض طهران الدولي للكتاب

 

كنت في إيران خلال ما سلف من أيام ضمن وفد يمني ثقافي لحضور فعاليات معرض طهران الدولي للكتاب في دورته الخامسة والثلاثين، وفد تم اختيار اليمن كضيف شرف للمعرض بعد عقد ونيف من الحصار الثقافي الذي تفرضه قوى العدوان على اليمن، وكانت مشاركة اليمن ذات تفرد وتميز وتفاعل كبير على المستوى الرسمي أو الدبلوماسي أو الشعبي.
زار جناح اليمن كل المسؤولين من أعلى هرم السلطة من القيادة الثورية الإيرانية إلى السلطة التنفيذية بدءا من رئيسها المرحوم إبراهيم رئيسي إلى أدنى هرم السلطة فضلا عن التفاعل الشعبي الكبير من أفراد المجتمع في عمومه والمجتمع الثقافي في خصوصه، وكانت مواقف اليمن الكبيرة من حرب الإبادة المشتعل أوارها في فلسطين حاضرة في أذهان الناس الكل يبدي تقديره وإعجابه بالقيادة الثورية اليمنية والكثير يحمل الوفد التحايا الصادقة لقائد المسيرة القرآنية السيد عبدالملك الحوثي .
ما أدهشنا خلال الرحلة التي استمرت ثلاثة عشر يوما هو المكانة الكبيرة التي يحتلها اليمني في مشاعر الناس بعد موقف اليمن من حرب الإبادة في فلسطين وحدثنا الكثير من المغتربين عن حجم التحول في التعامل معهم في مختلف دول العالم، ومثل ذلك شكل مصدر عزة وفخر لكل يمني غيور على كرامة الأمة ومقدساتها ومقدراتها، كما أن القيادة الثورية تحتل مكانة كبيرة في قلوب الشرفاء في كل بقاع العالم, الكل يريد أن يعرف عنها الكثير، عرفنا ذلك من خلال السؤال المكثف لكل من يزور جناح اليمن في معرض طهران الدولي للكتاب سواء كان من ايران أو من غيرها .
كانت السفارة بطهران قد ترجمت عددا من الكتب إلى الفارسية والعدد نفد منذ اليوم الأول لتعطش الناس إلى معرفة كل شيء في اليمن وعن اليمن، وخاصة عن القيادة الفتية التي لفتت أنظار العالم إليها، وبدا لنا أن القارئ الإيراني كان متعطشا كي يقرأ الكثير عن اليمن عن تاريخه، وحضارته، وثقافته، وعن مشهده الثقافي، وهو الأمر الذي يضعنا أمام مسؤولية كبيرة في قابل الأيام حتى نكون عند مستوى ظن الناس بنا .
السؤال الذي كان يتكرر دائما على لسان كل مسؤول إيراني يزور المعرض من أعلى الهرم إلى أدناه هو :
ما هو حجم التفاعل الثقافي والأدبي في اليمن المؤازر لموقف اليمن من فلسطين ؟
لم نكن نحمل سوى ديوان ” لستم وحدكم ” الذي طبعته هيئة الكتاب بصنعاء بالتعاون مع هيئة الأوقاف والذي تضمن عددا كبيرا من القصائد الفصحى لشعراء اليمن – طبع في ثلاثة أجزاء – وحين نخبرهم بذلك نقرأ الدهشة على وجوههم, ويباركون الخطوة، ويتمنون المزيد، ويسدون النصائح في ضرورة التكامل في تسجيل موقف اليمن المشرف من فلسطين في المستويات المتعددة، ويعللون ذلك الحرص من واقع تجربتهم، فهم يقولون : من المهم أن تقرأ الأجيال كل شيء حتى لا يخونون تاريخهم في المستقبل ولا يفرطون بالتضحيات .
ايران دولة كبيرة وقوية وبنيتها الثقافية أكثر اتساعا مما نتخيل، فهي تطبع خلال العام ما يزيد عن مليون عنوان في مختلف العلوم والفنون والآداب، وتطبع هيئة الكتاب وحدها في العام مئة وعشرين الفا من العناوين في مختلف الفنون والمجالات، وكل فرد من مواطنيها يحمل بطافة اشتراك في مكتبتها الوطنية، ولديها مكتبة أطفال كبرى تستفيد من التقنيات المعاصرة، والطفل في ايران معني بشراء كتاب من كتب الأطفال بمعدل كتاب كل شهر، ولابد أن يخبر معلمته أو مدرسته عن قيامه بشراء الكتاب، فالوعي يبدأ مع النشأة ومتزامنا معه، وعلاقة الشخص بالكتاب عندهم علاقة عضوية لا يمكن الفصل بينهما .
إيران لا تعيش بمعزل عن العالم، ففي خلال العام المنصرم – وفق كلام رئيس هيئة الكتاب الإيراني السيد علي رمضاني – قاموا بترجمة خمسة وعشرين الف عنوان وطبع كل ذلك العدد وأصبح متداولا، وهو عدد كبير كما نرى، فالعلوم والمعارف حالة إنسانية تكاملية ويمكن للدول الاستفادة من تجارب الآخرين والإضافة إليها، فالحضارة الأوروبية المعاصرة لم تقم إلا على أكتاف الحضارة الإسلامية من خلال الاستشراق والترجمة وهي حركة ثقافية بدأت في عصر النهضة الأوروبية .
كان معرض طهران كبيرا ومتسعا من حيث عدد دور النشر المشاركة فيه سواء الإيراني أو غير الإيراني، كما أن حجم التفاعل الجماهيري كان كبيرا جدا، وحركة التداول كبيرة تفوق المتوقع، وهناك عشرات القنوات التلفزيونية والإذاعية التي صممت لها استديوهات في المعرض لنقل كل التفاصيل التي تدور في المعرض، وشكل المعرض حدثا ثقافيا كبيرا أدهش الكثير من الذين زاروا الكثير من معارض الكتاب الدولية، كما أن الأنشطة الثقافية المصاحبة للمعرض لم تتوقف على مدار الساعة في أربع قاعات مخصصة لذلك فضلا عن العروض المسرحية للأطفال والكبار والمسرح الصامت كان حاضرا .
في ايران تجربة ثقافية رائدة وبنية ثقافية كبيرة ولذلك حارت القوى المعادية للنظام الإيراني في اختراقها أو القدرة في تفكيك هويتها الثقافية أو الحضارية أو النيل من نظامها السياسي، فالوعي ركيزة أساسية لبقاء أي نظام في العالم، والكتاب والاهتمام به من أهم الأدوات في الزمن المعاصر .

مقالات مشابهة

  • قاسم وشقيقه محمد... شهيدان جديدان في جنوب لبنان
  • انطلاق معرض الكتاب الدولي في بوخارست بمشاركة سورية
  • هل ذاكرتنا المتوارثة عن الطعام تكشف جذورنا؟
  • "الحوكمة والمساءلة" في المؤتمر العلمي الثاني عشر لجامعة عين شمس
  • 3 أدباء سوريين ينالون مراتب متقدمة بمسابقة الدكتور ناجي التكريتي الدولية في العراق
  • معرض طهران الدولي للكتاب
  • صدور النسخة الإسبانية من كتاب «محمد بن زايد آل نهيان.. إضاءات في مسيرة رجل الإنسانية»
  • وزير العمل: 100 ألف دينار زيادة للراتب التقاعدي للمضمونين
  • إقليم الشمال في عيون الموازنة: أرقام تتحدث عن صفقات السياسة
  • أكثر من 2000 كتاب في معرض للكتاب بجامعة البعث