الحرب تدفع السودانيين نحو ظروف أشبه بالمجاعة
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
حذّرت الأمم المتحدة من أن المدنيين المحاصرين في مناطق النزاع في السودان قد يواجهون حالة أشبه بالمجاعة بحلول الصيف المقبل، بينما يعيش البعض في العاصمة التي مزقتها الحرب على وجبة يومية واحدة.
ويحتاج حوالي 30 مليون شخص، أي ما يقرب من ثلثي السكان، إلى المساعدة في السودان وفقا للأمم المتحدة، وهو ضعف العدد قبل اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف إبريل.
وقال إيدي رو، المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي، إن "المزيد من الأشخاص في السودان يكافحون لأجل ضمان وجبة واحدة يوميا، وما لم تتغير الأمور فهناك خطر حقيقي من أنهم لن يتمكنوا حتى من القيام بذلك طويلا".
ووفقا لتصنيف برنامج "مراحل الأمن الغذائي المتكامل" (Integrated Food Security Phase Classification) التابع للأمم المتحدة، يحتاج حوالي 18 مليون شخص بشكل عاجل إلى مساعدات غذائية إنسانية.
ويتمركز أغلب هؤلاء في العاصمة الخرطوم، حيث يواجه أكثر من نصفهم انعدام الأمن الغذائي.
وإذا لم تتحسن الظروف بحلول شهر مايو، فستبدأ عائلات كاملة في تجربة "كارثة إنسانية"، تتمثل في الدخول في شبه مجاعة، بعد أن استنفدت أصولها وجميع الخيارات المتاحة، وفق ذات البرنامج.
وتعلن الحكومات المجاعة عندما يكون 20٪ من الأسر في منطقة جغرافية معينة في مرحلة الكارثة.
ودمر الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع الخرطوم، بينما نُفّذت عملياتُ قتلٍ لأسباب عرقية في دارفور.
واتهم الجانبان بالاستيلاء على الإمدادات وعرقلة وصول عمال الإغاثة.
وفي حي الشجرة، وهو أحد أحياء جنوب الخرطوم، قال أحد المتطوعين في الجيش إن قوات الدعم السريع أخذت معظم الإمدادات الموجهة إلى 2000 شخص لم يفروا من المنطقة.
وقال جهاد صلاح الدين، الذي يعمل في غرفة الاستجابة للطوارئ، وهي شبكة من المجموعات التطوعية "الحصار يجعل من الصعب القيام بأي شيء، حتى لو كان لديك المال، فلن تتمكن من إنفاقه".
وبعد نفاد المزيد من الحمص المغذي، تمكن المتطوعون من العثور على كيسين من دقيق الذرة بوزن 25 كيلوغراما، حيث يصنعون منهم عصيدة محلاة بكيس السكر المتبقي، من المتوقع أن يضمن لهم الغذاء لأربعة أيام.
وقال صلاح الدين لرويترز معلقا على ذلك "بعد ذلك نترك الأمر لله".
مساعدات غير كافيةقام برنامج الأمم المتحدة المعروف باسم "التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي" (IPC) بمراجعة تقديرات من يعانون من الجوع مع اتساع نطاق القتال، وقال إن مدخرات الأسر تعرف تراجعا بموازاة ارتفاع أسعار المواد المتوفرة في السوق.
إلى ذلك، قالت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) إن المساحة التي زرعت خلال موسم هذا العام كانت أقل بنسبة 15% عن المتوسط خلال السنوات الخمس الماضية، كما انخفض إنتاج الذرة الرفيعة والدخن بنسبة 24% و50% مقارنة بعام 2022.
ويكافح برنامج الأغذية العالمي ووكالات الإغاثة الأخرى من أجل الوصول إلى الأشخاص في مناطق النزاع الأكثر تضررا.
ووصلت الوكالة إلى الخرطوم، حيث لا يزال يعيش بضعة ملايين من الأشخاص، مرة واحدة فقط خلال الأشهر الثلاثة الماضية، حيث قامت بتوزيع الغذاء على 100 ألف شخص في فترة هدوء القتال.
وقالت ليني كينزلي، المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي "لدينا حشود تصطف في أماكن مثل منطقة الجزيرة التي فر إليها الناس، ولكن ليس لدينا ما يكفي لدعم الجميع".
ولم يتم تمويل "نداء الأمم المتحدة لعام 2023 من أجل السودان" إلا بنسبة الثلث.
ويجب توفير مبلغ 4 مليارات دولار في العام المقبل لتلبية احتياجات الأشخاص المتأثرين بالحرب داخل السودان وخارجه.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
الكوليرا تنتشر في الخرطوم و «6» ولايات
كشف اطباء وعاملون في القطاع الصحي عن انتشار خطير لمرض الكوليرا في العاصمة السودانية الخرطوم و6 ولايات أخرى، وسط تدهور مريع في الخدمات الطبية ونقص حاد في المحاليل الوريدية والمياه الصالحة للشرب.
التغيير _ وكالات
وقالت وزارة الصحة الاتحادية إنها سجلت 2323 إصابة و51 حالة وفاة بالكوليرا خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، لكن عاملون في الحقل الطبي أشاروا إلى أن العدد أكبر بكثير من المعلن في ظل تزايد مخيف للإصابات خلال اليومين الماضيين.
ووفقا لنقابة أطباء السودان فإن عودة الكوليرا تأتي وسط أوضاع صحية وغذائية متدهورة الأمر الذي يشكل تحديا إضافيا للأزمة الصحية في السودان، في ظل نظام صحي منهك يكافح بالفعل لمواجهة ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال، وتزايد أعداد جرحى الحرب، والتفشي المستمر لأمراض يمكن الوقاية منها.
وأوضح عضو مكتب إعلام النقابة راشد بدر لموقع “سكاي نيوز عربية” أن تفشي الكوليرا، يأتي في وقت تعاني فيه المستشفيات العاملة من نقص حاد في المحاليل الوريدية والمستلزمات الطبية الأخرى.
وأشار تقرير صادر عن وزارة الصحة إلى أن 90 بالمئة من الإصابات والوفيات الجديدة بالكوليرا سجلت في ولاية الخرطوم، خاصة المناطق الواقعة جنوب المدينة وفي مدينة أم درمان شمال غرب العاصمة.
انتشار واسع
ويقول عبد الرحمن الأغبش وهو طبيب يعمل بأحد المراكز الصحية في جنوب الخرطوم، إن الأوضاع هنالك خطيرة للغاية، كما أكد إبراهيم مقداد أحد الناشطين في مجال العمل الطوعي في مدينة أم درمان إنهم رصدوا خلال الأيام الماضية تزايدا في استقبال حالات الإصابة بالكوليرا في عدد من مستشفيات المدينة.
وأوضح: “الخطر يقترب وإذا لم يكن هنالك تحرك فوري فإن الوضع سيتحول لكارثة كبيرة”.
وفي الجزيرة بوسط السودان، أغلقت بعض المناطق مثل مدينة الحاج عبدالله المدارس والأسواق بسبب تفشي الوباء بصورة كبيرة، وأعلن التاج عبد الرحمن الذي يعمل بمستشفى المدينة الرئيسي عن تسجيل 46 حالة إصابة و6 وفيات خلال الأيام الست الماضية.
الوسوم6 ولايات إصابات الاوضاع الصحية الخرطوم الكوليرا