الدقم هي البداية ونعتزم الاستثمار في مناطق الصناعات الثقيلة الأخرى
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
600 مليون دولار حجم استثمارات الشركة بالدقم والحرص على رفع كفاءة الإنفاق
إضافة توسعات جديدة في شبكة توزيع المياه وافتتاح مكتب لخدمة المشتركين بالدقم
نخطط لزيادة إيرادات الشركة من خلال مشروعات جديدة وتعظيم القيمة الاقتصادية
ندعم جهود الهيئة العامة "للمناطق الاقتصادية" في استقطاب مشروعات الطاقة المتجددة
إطلاق برامج تدريبية لصقل مهارات الشباب العماني وتهيئتهم لمراحل التشغيل التجاري
كتب - ماجد الهطالي
أكد المهندس عبدالله بن محمد الهاشمي، المدير التنفيذي لشركة مرافق أن الشركة تدرس الاستثمار في عدد من مناطق الصناعات الثقيلة في سلطنة عمان بعد النجاح الذي حققته في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم.
وكشف في حديث خاص لـ "عمان" ملامح الخطة المستقبلية للشركة، والتي تتضمن بحث الفرص الاستثمارية المتوفرة في مناطق الصناعات الثقيلة؛ مستفيدة من تجربة الشركة في الدقم وقيامها بإدارة وتشغيل 3 مشروعات رئيسية تشمل المحطة المتكاملة للكهرباء والمياه، ومحطة التوربينات الغازية التي تم تنفيذها بالتعاون مع مجموعة نماء، ومشروع إدارة قطاع مياه الشرب بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم الذي حققت فيه الشركة عددا من الإنجازات.
وقال: كل هذه المشروعات أكسبت شركة مرافق تجربة جيدة تؤهلها لتقديم خدماتها في مناطق أخرى في سلطنة عُمان، مشيرا إلى أن قيمة الاستثمارات التي تديرها "مرافق" في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم تبلغ حوالي 600 مليون دولار، مؤكدا في الوقت نفسه أن الشركة تحرص على رفع كفاءة الإنفاق؛ في الوقت الذي تعمل فيه على زيادة إيراداتها من خلال مشروعات جديدة وتعظيم القيمة الاقتصادية للمشروعات الحالية.
مشروعات جديدة
وحول المشروعات الجديدة قال المهندس عبدالله الهاشمي إن الشركة قامت خلال الفترة الماضية ببحث سبل التعاون مع منطقة خزائن الاقتصادية والمؤسسة العامة للمناطق الصناعية "مدائن" لتقديم خدمات المرافق فيهما، كما وقعت مرافق العام الماضي مذكرة تفاهم لتوفير خدمات المرافق لمجموعة جندال شديد الرائدة في صناعة الحديد والتي تعتزم إنشاء مصنع لإنتاج الحديد الأخضر بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، ووقعت "مرافق" أيضا مذكرة مماثلة خلال العام الجاري مع شركتين يابانيتين هما: "كوبي ستيل" و"ميتسوي" اللتين تعتزمان إنشاء مصنع للحديد المختزل بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم. كل هذه المشروعات تؤكد الثقة التي تحظى بها شركة مرافق من قبل الشركات المحلية والعالمية.
وأوضح أن شركة مرافق بدأت بالفعل خلال العام الجاري تقديم بعض الخدمات لهذه الشركات، فقد تم مؤخرا ربط مشروع شركة فولكان للحديد الأخضر (Vulcan Green Steel) التابعة لمجموعة جندال شديد (Jindal Steel) بشبكة المياه من خلال خط فرعي دائم لتوفير المياه للمشروع، موضحا أن المشروع يعد الأول من نوعه لربط مشروعٍ قيد الإنشاء بشبكة المياه في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، ويستهدف توفير المياه للمشروع بشكل دائم عوضا عن استخدام ناقلات المياه التي تؤثر على شبكة الطرق، كما يسهم المشروع في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
رؤية مرافق
وقال إن رؤية مرافق تقوم على تقديم ما تحتاج إليه المشروعات الصناعية من خدمات المرافق وبالتالي تركز الشركات على أعمالها الرئيسية فيما تتولى مرافق تقديم الخدمات الصناعية التي تحتاج إليها الشركات وهو نموذج جيد أثبت نجاحه في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، إذ تتولى مرافق حاليا تقديم خدماتها إلى شركة مصفاة الدقم وإلى الشركة العمانية للصهاريج "أوتكو"، وبالتالي أتاحت المجال للشركتين للتركيز على أعمالهما الرئيسية فيما تتولى "مرافق" توفير الخدمات.
نجاحات عديدة
وقال المهندس عبدالله بن محمد الهاشمي إن "مرافق" استطاعت في عام 2022 تحقيق نجاحات عديدة في مختلف مشروعاتها في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، فقد تمكّنت من التشغيل المرحلي للمحطة المتكاملة للكهرباء والمياه التي بدأت فعليا بتزويد أوكيو 8 (مصفاة الدقم) بالكهرباء ومياه التبريد الصناعي وتوفير الطاقة الكهربائية لمحطة تخزين النفط في رأس مركز من خلال خط كهرباء جهد 132 ك. ف بطول نحو 80 كم، كما تم خلال العام الماضي تشغيل المحطة الجديدة للكهرباء التي تم تنفيذها بالتعاون مع مجموعة نماء بهدف تزويد المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم باحتياجاتها من الكهرباء، وفي قطاع المياه قامت الشركة بإضافة توسعات جديدة في شبكة توزيع المياه بالتعاون مع الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة وهيئة تنظيم الخدمات العامة، كذلك قامت الشركة بافتتاح مكتب لخدمة المشتركين في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، وأدّت جهود الشركة إلى زيادة أعداد المشتركين في خدمة المياه حتى منتصف العام الجاري إلى أكثر من 2720 مشتركا مقارنة بـ 1676 مشتركا في ديسمبر 2021.
دعم مشروعات الطاقة المتجددة
وتطرق في حديثه إلى إسهامات الشركة في مجال الطاقة النظيفة والمحافظة على البيئة، وقال إن تشغيل محطة الكهرباء التي تعمل بالتوربينات الغازية بدلا من المحطة السابقة التي كانت تعمل بالديزل ساهم في تقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، كذلك فإن مرافق تدعم جهود الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة في استقطاب المشروعات الصديقة للبيئة مثل مصنع الحديد الأخضر ومصنع الحديد المختزل اللذين ستقوم "مرافق" بتقديم خدمات المرافق الصناعية إليهما، كما وقعت "مرافق" مذكرة تفاهم مع الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عُمان "جيوتك" تنص على بحث فرص التعاون بين الجهتين في المجالات المتعلقة بدعم الابتكار والمشروعات البحثية والاستشارية للطلبة الدارسين في الجامعة، والتعاون بين المؤسستين في مشروعات الطاقة المتجددة والنظيفة وتحلية المياه بما يسهم في تعزيز جهود سلطنة عمان للاستثمار في الطاقة النظيفة والحد من الانبعاثات الكربونية، مشيرا إلى أن شركة مرافق تعمل على تطوير خطتها للاستدامة وبناء استراتيجيتها لقطاع الطاقة المتجددة.
المسؤولية الاجتماعية
وحول المسؤولية الاجتماعية قال المدير التنفيذي لشركة مرافق إن الشركة تعد إحدى الشركات الداعمة لبرامج المسؤولية الاجتماعية في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم؛ التزاما منها بدورها الإيجابي تجاه المجتمع، وقد تم خلال عام 2022 توقيع اتفاقية مع المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة الوسطى ومؤسسة تواصل الخيرية لدعم صفّي التهيئة بمدرسة ظهر بولاية الدقم ومدرسة اللكبي بولاية الجازر للعامَين الدراسيَّين (2022/ 2023) و(2023/ 2024)، وتم خلال العام الجاري تنظيم برنامج تدريبي لمجموعة من الطلبة الدارسين بمدارس محافظة الوسطى، وقد تم تنفيذ البرنامج في المملكة المتحدة بالتعاون مع الجامعة الألمانية في سلطنة عُمان، واستهدف البرنامج الذي استمر عدة أسابيع رفع مستوى الطلبة في اللغة الإنجليزية والمهارات الحياتية.
الصحة والسلامة المهنية
وقال إن إجراءات الصحة والسلامة التي تطبقها "مرافق" في مواقع العمل بالشركة ومواقع العمل لدى المقاولين المتعاقد معهم مكّنت الشركة من تحقيق إنجازات مهمة؛ فقد أنهت الشركة عام 2022 دون تسجيل أي حوادث مضيّعة للوقت، كما أن مشروع المحطة المتكاملة للكهرباء والمياه أكمَل خلال عام 2022 عشرة ملايين ساعة عمل من دون وقوع أي إصابات مضيّعة للوقت، وحصلت الشركة العام الماضي على شهادتين مهمتين في هذا المجال هما: شهادة نظام إدارة الصحة والسلامة المهنية ايزو 45001، وشهادة نظام الإدارة البيئية ايزو14001، مضيفا: كل هذا يؤكد الالتزام التام من قبل الشركة بإجراءات الصحة والسلامة المهنية والتالي يرفع مستوى ثقة الشركات في خدماتنا.
تأهيل الشباب العماني
وأكد المهندس عبدالله بن محمد الهاشمي، المدير التنفيذي لشركة مرافق أن الشركة تولي اهتماما كبيرا بالموارد البشرية العاملة لديها، مشيرا إلى أن العام الماضي شهد تنفيذ عدد من البرامج التدريبية للشباب العماني لصقل مهاراتهم وتهيئتهم لمناصب أعلى وتمكينهم من أداء الأعمال المنوطة بهم خاصة مع دخول المشروعات الرئيسية للشركة مرحلة التشغيل التجاري.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی المنطقة الاقتصادیة الخاصة بالدقم المهندس عبدالله الصحة والسلامة خدمات المرافق العام الماضی العام الجاری بالتعاون مع خلال العام شرکة مرافق من خلال عام 2022
إقرأ أيضاً:
دراسة حديثة تكشف: خليج عدن قد يكون نقطة البداية لانقسام القارة الإفريقية
خليج عدن (في الصورة) هو مسطح مائي ضيق نسبيًا يفصل بين قارة أفريقيا جنوبًا واليمن شمالًا - وهنا بدأ الانفصال بالفعل.
رصد علماء الجيولوجيا نبضات غامضة في أعماق الأرض تحت إثيوبيا، تُنذر ببداية تشقق عملاق يمتد من الشمال في خليج عدن إلى الجنوب، ليقسم القارة إلى نصفين خلال ملايين السنين، ويُولد محيطًا جديدًا في قلب إفريقيا.. فكيف يحدث هذا الانقسام؟ وما الدول التي ستغير مكانها على الخريطة؟ وهل سنشهد في المستقبل قارة جديدةً تسمى "شرق إفريقيا"؟
كشفت دراسة حديثة عن أدلة علمية تثبت وجود تدفقات متكررة من الصهارة الصاعدة من أعماق الأرض تحت إثيوبيا.
وأكد باحثون من جامعة سوانسي أن هذه التدفقات تعمل على تفكيك القارة تدريجياً وتشكيل محيط جديد.
وصرحت الدكتورة إيما واتس، المؤلفة الرئيسية للدراسة، لموقع "ديلي ميل أونلاين": "سيشمل هذا الانقسام إفريقيا بأكملها في النهاية".
وأضافت: "لقد بدأت هذه العملية بالفعل وتحدث حالياً بمعدل بطيء يتراوح بين 5-16 ملم سنوياً في شمال الصدع".
وتابعت: "سيستغرق انقسام القارة الإفريقية عدة ملايين من السنين قبل اكتماله".
وأشار الفريق البحثي إلى خليج عدن كبداية لهذه الظاهرة، حيث يفصل هذا المضيق المائي الضيق بين جنوب شبه الجزيرة العربية وشمال إفريقيا.
ورصد العلماء الآن حركات غير عادية تحت قاع الخليج، حيث تتباعد الصفائح التكتونية ببطء، مطلقة شرارة عملية قد تقسم إفريقيا إلى قارتين خلال ملايين السنين. هذه الظاهرة الفريدة تجعل من خليج عدن "مختبراً طبيعياً" لفهم كيفية ولادة المحيطات الجديدة.
ومثل التمزق الصغير في قطعة القماش، قد يبدأ الانفصال من خليج عدن ثم ينتشر تدريجياً جنوباً.
وسيقسم هذا الانفصال المسطحات المائية الكبرى في شرق إفريقيا، مثل بحيرة ملاوي وبحيرة توركانا.
وبحلول اكتمال هذه العملية بعد 5-10 ملايين سنة، ستتكون إفريقيا من كتلتين أرضيتين منفصلتين.
ستضم الكتلة الغربية الأكبر معظم الدول الإفريقية البالغ عددها 54 دولة، بما فيها مصر والجزائر ونيجيريا وغانا وناميبيا.
بينما ستتكون الكتلة الشرقية الأصغر من الصومال وكينيا وتنزانيا وموزمبيق وجزء كبير من إثيوبيا.
وأوضحت الدكتورة واتس: "ستبلغ مساحة الجزء الشرقي المنفصل حوالي مليون ميل مربع، بينما تصل مساحة الكتلة الغربية إلى أكثر من 10 ملايين ميل مربع".
جمع فريق البحث أكثر من 130 عينة صخرية بركانية من منطقة عفار الإثيوبية،
حيث تلتقي ثلاث صفائح تكتونية: الصدع الإثيوبي الرئيسي، وصدع البحر الأحمر، وصدع خليج عدن، التي تتباعد عن بعضها باستمرار.
استخدم الباحثون هذه العينات مع بيانات سابقة ونماذج إحصائية متطورة لدراسة تركيب القشرة الأرضية والطبقة التحتية (الوشاح).
يُعتبر الوشاح - الطبقة الأسمك للأرض - صخرة صلبة تتصرف كسائل لزج، حيث يساعد تباعد الصفائح في صعود المواد المنصهرة منه.
وأكدت الدكتورة واتس: "اكتشفنا أن الوشاح تحت منطقة عفار ليس ثابتاً بل ينبض بشكل إيقاعي".
وتابعت: "تقوم الصفائح المتصدعة بتوجيه هذه النبضات الصاعدة من المواد شبه المنصهرة".
على مدى ملايين السنين، ومع استمرار تباعد الصفائح التكتونية في مناطق مثل عفار، تتمدد وتضعف حتى تنفصل تماماً، مما يشكل محيطاً جديداً.
كان الجيولوجيون يتوقعون منذ فترة وجود تيارات حارة صاعدة من الوشاح، لكن طبيعة هذه التيارات وسلوكها تحت الصفائح المتصدعة ظلت غامضة حتى الآن.
وأظهرت الدراسة أن سلوك هذه النبضات يختلف حسب سمك الصفيحة التكتونية وسرعة تباعدها.
في منطقة عفار، تغطي الصخور البركانية أرضية الوادي المتصدع بالكامل، مما يشير إلى أن القشرة الأرضية هنا أصبحت رقيقة جداً على وشك الانقسام التام.
وعند حدوث هذا الانقسام، سيبدأ محيط جديد بالتكون من تجمد الصهارة في الفراغ الناتج عن انفصال الصفائح.
وخلال عشرات الملايين من السنين، سيمتد قاع المحيط الجديد على طول خط الصدع بأكمله.
نُشرت الدراسة في مجلة "نيتشر جيوساينس"، وأظهرت أن عمود الوشاح تحت منطقة عفار ليس ساكناً بل ديناميكياً ويتفاعل مع حركة الصفائح التكتونية فوقه.
وأوضح الدكتور ديريك كير، المؤلف المشارك في الدراسة من جامعة ساوثهامبتون وجامعة فلورنسا: "اكتشفنا أن تطور التيارات العميقة في الوشاح مرتبط ارتباطاً وثيقاً بحركة الصفائح التكتونية".
وأضاف: "لهذا الاكتشاف تداعيات عميقة على فهمنا للبراكين والزلازل وعمليات انقسام القارات".