إسرائيل تواجه دعوات لإعلان هدنة بعد مقتل رهائن في غزة
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
واجهت الحكومة الإسرائيلية دعوات لوقف إطلاق النار من بعض أقرب حلفائها الأوروبيين ومن محتجين في الداخل بعد سلسلة من عمليات إطلاق النار، بما في ذلك ثلاثة رهائن لوحوا بعلم أبيض، مما زاد من المخاوف المتزايدة بشأن سلوكها في الحرب المستمرة منذ عشرة أسابيع في غزة.
يحث المتظاهرون الحكومة الإسرائيلية على استئناف المفاوضات بشأن الرهائن مع حركة حماس في غزة.
وقد تواجه إسرائيل أيضًا ضغوطًا لتقليص العمليات القتالية الكبرى عندما يزور وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن البلاد هذا الأسبوع، حيث أعربت واشنطن عن استيائها المتزايد من سقوط ضحايا من المدنيين حتى أثناء تقديم الدعم العسكري والدبلوماسي الحيوي.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إسرائيل "ستواصل القتال حتى النهاية" بهدف القضاء على حماس، التي أشعلت الحرب بهجومها في 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل.
وتعهد نتنياهو بإعادة ما يقدر بنحو 129 رهينة ما زالوا في الأسر. ومن المرجح أن يؤدي الغضب من قتل الرهائن عن طريق الخطأ إلى زيادة الضغوط عليه لتجديد المفاوضات بوساطة قطرية مع حماس بشأن مبادلة المزيد من الأسرى المتبقين بالفلسطينيين المسجونين في إسرائيل.
دعوات لوقف جديد لإطلاق النار
وفي إسرائيل، دعت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا إلى "هدنة فورية" تهدف إلى الإفراج عن المزيد من الرهائن، وإدخال كميات أكبر من المساعدات إلى غزة والتحرك نحو "بداية حل سياسي".
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في وقت سابق إن أحد موظفيها قتل في غارة إسرائيلية على منزل في رفح يوم الأربعاء. ودانت الوزارة الغارة التي قالت إنها قتلت عدة مدنيين وطالبت بتوضيح من السلطات الإسرائيلية.
في الوقت نفسه، دعا وزيرا خارجية المملكة المتحدة وألمانيا إلى وقف "مستدام" لإطلاق النار، قائلين "لقد قُتل عدد كبير جدًا من المدنيين".
كتب وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في صحيفة صنداي تايمز البريطانية: "لن تفوز إسرائيل بهذه الحرب إذا دمرت عملياتها احتمالات التعايش السلمي مع الفلسطينيين".
من المقرر أن يسافر وزير الدفاع الأميركي إلى إسرائيل لمواصلة المناقشات حول جدول زمني لإنهاء المرحلة الأكثر كثافة في الحرب. تحدث مسؤولون إسرائيليون وأميركيون عن الانتقال إلى ضربات أكثر استهدافا تهدف إلى قتل قادة حماس وإنقاذ الرهائن، بدون أن يحددوا توقيت حدوث ذلك.
في الأثناء، نصب عشرات المتظاهرين خياماً خارج وزارة الدفاع في تل أبيب يوم السبت، قائلين إنهم سيبقون حتى تستأنف الحكومة استضافة المفاوضات مع حماس.
وقالت حماس إنه لن يتم الإفراج عن المزيد من الأسرى حتى انتهاء الحرب، وأنها ستطالب في المقابل بالإفراج عن أعداد كبيرة من السجناء الفلسطينيين، بما في ذلك نشطاء بارزون.
أفرجت حماس عن أكثر من 100 من بين أكثر من 240 رهينة تم أسرهم في 7 أكتوبر مقابل إطلاق سراح عشرات الأسرى الفلسطينيين خلال وقف قصير لإطلاق النار في نوفمبر. كان جميع المفرج عنهم تقريبًا من كلا الجانبين من النساء والقصر. أنقذت إسرائيل رهينة واحدة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي يوم الأحد أنه اكتشف نفقا كبيرا في غزة بالقرب من معبر مزدحم إلى إسرائيل، مما أثار تساؤلات جديدة حول كيفية فشل المراقبة الإسرائيلية في كشف مثل هذه الاستعدادات الهجومية الواضحة من قبل حماس.
تحقيقات إسرائيلية
قال مسؤولون عسكريون إسرائيليون، يوم السبت، إن الرهائن القتلى الثلاثة - الذين أطلق جنود النار عليهم عن طريق الخطأ - حاولوا الإشارة إلى أنهم لا يشكلون أي خطر.
هذا أول اعتراف إسرائيلي من نوعه بإيذاء الرهائن خلال حرب تقول الحكومة إن من أهم أهدافها إنقاذ أرواح الرهائن.
قتل الرهائن الثلاثة، وجميعهم شباب في العشرينيات من العمر، يوم الجمعة في حي الشجاعية بمدينة غزة، حيث تخوض القوات الإسرائيلية قتالا ضاريا مع مسلحي حماس.
قال مسؤول عسكري إسرائيلي إن سلوك الجنود كان مخالفا لقواعد الاشتباك الخاصة بالجيش، وإنه يجري التحقيق في الحادث على أعلى مستوى.
تقول إسرائيل إنها تبذل قصارى جهدها لتجنب إيذاء المدنيين، وتتهم حماس باستخدامهم كـ"دروع بشرية".
لكن الفلسطينيين ومنظمات حقوقية اتهموا القوات الإسرائيلية مرارا بتعريض حياة المدنيين للخطر وإطلاق النار على الذين لا يشكلون تهديدا عليها، سواء في غزة أو الضفة الغربية المحتلة، التي شهدت تصاعدا في أعمال العنف منذ بداية الحرب.
ودعا البابا فرنسيس يوم الأحد إلى السلام، قائلا إن "المدنيين العزل يتعرضون للقصف وإطلاق النار، وقد حدث هذا حتى داخل مجمع أبرشية العائلة المقدسة، حيث لا يوجد إرهابيون بل عائلات وأطفال ومرضى من ذوي الإعاقة وراهبات". جاءت تصريحاته بعد أن قالت البطريركية اللاتينية في القدس إن امرأتين مسيحيتين في مجمع كنيسة في غزة قتلتا بنيران قناص إسرائيلي.
قالت النائبة البريطانية ليلى موران إن العديد من أفراد الأسر كانوا من بين المئات الذين لجأوا إلى المجمع.
وأكدت: "هذه كنيسة. إنه أسبوع قبل عيد الميلاد. هذا هو زمن المجيء. هذا وقت مهم في التقويم الديني للعائلة المسيحية. وأكدت أن هناك قناصًا يقتل النساء ويطلق النار على الأطفال".
في غزة، قال سكان محليون في عدة مناسبات إن الجنود الإسرائيليين فتحوا النار عندما حاول مدنيون الفرار.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات المفاوضات بشأن الرهائن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن نتنياهو قتل الرهائن الإفراج عن المزيد من الرهائن قتل قادة حماس المفاوضات مع حماس السجناء الفلسطينيين الشجاعية دروع بشرية البابا فرنسيس إسرائيل غزة حماس رهائن حماس أسرى فلسطينيون هدنة غزة المفاوضات بشأن الرهائن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن نتنياهو قتل الرهائن الإفراج عن المزيد من الرهائن قتل قادة حماس المفاوضات مع حماس السجناء الفلسطينيين الشجاعية دروع بشرية البابا فرنسيس أخبار إسرائيل فی غزة
إقرأ أيضاً:
خبراء: إسرائيل قد تواجه تحديات اقتصادية طويلة بعد ضرب إيران
القدس المحتلة- دخلت إسرائيل في حالة من الترقب الاقتصادي والشعبي في أعقاب الإعلان عن الهجوم الإسرائيلي على إيران، وسط مخاوف من توسع رقعة التصعيد وامتداد تبعاته داخليا.
فقد شهدت فروع شبكات التسوق والبقالة الإسرائيلية طوابير طويلة وتدافعا واسعا، مع توافد مئات الآلاف من الإسرائيليين لتخزين المواد الأساسية وإمدادات الطوارئ، وتكرر المشهد في تل أبيب الكبرى ومعظم المدن الإسرائيلية، حيث بلغ الإقبال على المتاجر ذروته ظهر الجمعة، وسُجل نقص حاد في منتجات حيوية مثل الحليب والبيض والخضروات وعبوات المياه.
وبالتوازي مع الحركة النشطة في الأسواق الاستهلاكية اتجهت المؤشرات الاقتصادية إلى مسار مقلق، إذ سجل سعر صرف الشيكل انخفاضا حادا أمام الدولار والعملات الأجنبية، وسط قلق المستثمرين من تداعيات أمنية واقتصادية طويلة الأمد.
وتراجعت بورصة تل أبيب بشكل ملحوظ مدفوعة بانخفاض أسهم شركات الطيران والسياحة بعد إعلان عدد من شركات الطيران العالمية تعليق رحلاتها من وإلى إسرائيل، وتوقف الحركة بشكل شبه تام في مطار بن غوريون عقب إغلاق المجال الجوي.
وفي الوقت نفسه، ارتفعت أسعار النفط في الأسواق العالمية بفعل المخاوف من انزلاق المنطقة إلى مواجهة أوسع قد تؤثر على إمدادات الطاقة، وهو ما انعكس بدوره على توقعات تكلفة الوقود داخل إسرائيل، مما يزيد الأعباء الاقتصادية المحتملة على المواطنين.
إعلان تهافت على الأسواقوأعلنت شبكة متاجر "كارفور" عن قفزة هائلة في نشاط فروعها بالمدن بلغت 500% مقارنة بالأيام العادية، حيث فضل الزبائن الشراء من الفروع القريبة على التسوق من متاجر الخصومات في الضواحي.
ووفقا للشبكة، سجلت زيادات حادة في الطلب على منتجات مختلفة بنسب متفاوتة بلغت في المياه المعدنية 500%، والأغذية الجافة 400%، ومستلزمات الأطفال والحفاضات 350%، وورق التواليت 300%، ومنتجات الألبان 200% والبطاريات 1000%.
كما شهد تطبيقات طلب الأغذية ارتفاعا بنسبة 150% في عدد الطلبات، وتصدرت قائمة المنتجات المطلوبة الحليب والجبن والمياه المعدنية والطماطم والخيار والخبز والموز.
وإلى جانب الغذاء لوحظ تزايد غير مسبوق في الإقبال على معدات الطوارئ، حيث سجلت شبكة متاجر الكهرباء ارتفاعا بمئات الآلاف في نسبة بيع البطاريات الاحتياطية والمولدات الكهربائية وأجهزة الإضاءة للطوارئ.
وفي ظل هذه الأجواء المتوترة يقول مراسل "دي ماكر" لشؤون التسوق والمواد الغذائية عومر تماري ليون إن "الإسرائيليين يواصلون التهافت على تخزين المواد الأساسية، في حين تستعد المتاجر وموردو السلع لمرحلة قد تطول من الضغط والطلب المرتفع، وسط أجواء أمنية مشحونة وحالة طوارئ".
ويعتقد ليون أن هذه التطورات بين الضغط الشعبي على شبكات التوريد والاستهلاك، والتقلبات الحادة في المؤشرات الاقتصادية والمالية تجتمع لتشكل ملامح أزمة متعددة الأوجه ستكون لها انعكاسات واضحة في الأيام والأسابيع المقبلة، سواء على سلوك المستهلك أو على أداء الاقتصاد الإسرائيلي ككل.
بالمقابل، شهد سوق صرف العملات الأجنبية في إسرائيل يوما مضطربا عقب الهجوم الإسرائيلي على إيران، حيث سجل الشيكل تراجعا ملحوظا أمام العملات الأجنبية، وسط حالة من القلق والترقب في الأوساط الاقتصادية.
إعلانلكن وتيرة التراجع خفت لاحقا مع إعلان بنك إسرائيل دعم الشيكل والبقاء في حالة انعقاد طارئة.
وبحسب البيانات المحدثة عند إغلاق البورصة الإسرائيلية ظهر الجمعة، ارتفع سعر صرف الدولار بنسبة 1.2%، ليصل إلى 3.59 شيكلات بعدما كان قد تجاوز 3.65 شيكلات في الصباح، كما ارتفع اليورو بنسبة 0.6% ليبلغ نحو 4.14 شيكلات بعد أن كان قد لامس 4.22، وارتفع الجنيه الإسترليني إلى نحو 4.86 شيكلات، على ما أفاد تقرير لصحيفة "كلكليست".
وشهدت بورصة تل أبيب تراجعا ملحوظا في معظم مؤشراتها الرئيسية على خلفية استمرار التوترات الأمنية والتقارير عن احتمال توجيه إسرائيل ضربة إضافية وشيكة ضد إيران، فقد انخفض مؤشر تل أبيب 125 بنسبة 1.8%، في حين تراجع مؤشر تل أبيب 35 للأسهم القيادية بنسبة 1.6%، بحسب ما أفادت صحيفة "غلوبس".
وتأثرت القطاعات الحيوية في السوق بانعكاسات الأوضاع الجيوسياسية، حيث سجل مؤشر قطاع النفط والغاز تراجعا بنسبة 2.6% بعد أن كانت أسعار النفط قد ارتفعت الخميس بشكل حاد بفعل التصعيد، قبل أن تشهد اليوم عملية تصحيح وانخفاض في الأسواق العالمية.
وتكبدت أسهم البنوك الإسرائيلية خسائر بنسبة 2.1%، في حين هبطت أسهم شركات التأمين بنسبة 2.8%، مما يعكس حالة القلق لدى المستثمرين من تأثير التوترات على الاستقرار المالي والائتماني في البلاد.
استنفار اقتصاديوفي تعليقه على هذه التحركات، يقول حيزي ستيرنليخت مراسل أسواق رأس المال في صحيفة "غلوبس" إنها تعكس مزيجا من الحذر والتموضع الاستثماري في السوق الإسرائيلية، مع توجه المستثمرين نحو القطاعات الدفاعية وتخفيف التعرض للقطاعات الحساسة للتقلبات الأمنية.
وأوضح أن هذه التحركات تؤكد مجددا مدى هشاشة الأسواق أمام التوترات الجيوسياسية، ومدى سرعة انتقال أثرها إلى العملات والسلع الرئيسية، ورجح أنه ستكون للهجوم تداعيات سلبية على إسرائيل وأسواقها، خاصة فيما يتعلق بسعر صرف الشيكل الذي تراجع بشكل كبير.
إعلانوفي ظل تصاعد التوترات الأمنية أعلن بنك إسرائيل عن عقد اجتماع خاص للجنة الاستقرار المالي، في خطوة تعكس القلق من تداعيات الوضع الحالي.
ويؤكد شلومو تيتلباوم مراسل صحيفة "كلكليست" الاقتصادية أن "اللجنة التي تضم ممثلين عن وزارة المالية والرقابة المصرفية نادرا ما تكشف عن اجتماعاتها، لكن البنك اختار هذه المرة الإعلان صراحة كإشارة للجاهزية، وليس الذعر".
وأوضح تيتلباوم أنه رغم التكتم على تفاصيل الاجتماع فإن البنك أكد أنه "جاهز في جميع المجالات ضمن صلاحياته"، بما يشمل ضمان عمل الأسواق المالية والنظام المصرفي وأنظمة الدفع.
وفي خطوة تعكس قلق السلطات النقدية من تداعيات الوضع الأمني، يضيف تيتلباوم أن وزارة المالية الإسرائيلية أجرت مشاورات عاجلة مع كبار مسؤوليها، وأعلنت جاهزيتها لكافة السيناريوهات.
وقال رونين مناحيم كبير الاقتصاديين في بنك "مزراحي طفاحوت" إن بداية المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران تمثل نقطة تحول واضحة في تقييم الأسواق، متوقعا أن تؤدي إلى "تفضيل الأصول الآمنة على حساب الأصول ذات المخاطر، مما قد يضعف الشيكل في المدى القريب ويزيد تقلبات أسواق رأس المال والائتمان.
ويضيف أنه "بينما تتفاعل الأسواق الإسرائيلية مع التطورات الميدانية بحذر تبدو السلطات النقدية والمالية في حالة استنفار"، مستعدة لاستخدام أدواتها كافة لضمان الاستقرار المالي في مواجهة واحد من أكثر الأيام حساسية منذ اندلاع الحرب الأخيرة.